تم اليوم بتاريخ 10/نوفمبر/2017م الموافق 21/2/1439هـ تدشين كتاب (العلاقات السعودية الباكستانية..) لمعالي الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد وذلك خلال ندوة دولية مهمة التي أقامتها الجامعة ممثلة بقسم التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة بكلية أصول الدين وبتعاون معهد إقبال الدولي للبحوث والحوار ومجمع البحوث الإسلامية بالجامعة وبعنوان: “جهود دول العالم الإسلامي في تأسيس جمهورية باكستان الإسلامية -المملكة العربية السعودية أنموذجاً”.. حيث دشن سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ الفاضل/ نواف بن سعيد المالكي، ومعالي الوزير/ مشاهد حسين عضو مجلس الشيوخ الباكستاني، ومعالي الوزير/ إعجاز الحق عضو البرلمان الباكستاني، وفضيلة الشيخ الفاضل/ محمد طاهر الأشرفي رئيس علماء باكستان، والأستاذ الدكتور/ قبله أياز رئيس مجلس الفكر الإسلامي في باكستان.. وذلك بحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات المختلفة ورؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات في الدراسات العليا..
وقد عبر سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ الفاضل/ نواف بن سعيد المالكي عن سعادته الغامرة خلال التدشين حيث قال: بأنني فخور بإصدار هذا الكتاب الذي يعتبر رمزاً في تعزيز العلاقات الودية الأخوية بين البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية..
وفي هذه المناسبة المباركة عبر معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش عن شكره وتقديره لسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي الأخ العزيز على الجميع ورجل مبارك الذي يشرفنا دائماً بحضوره المتميز في مناسبات هذه الجامعة العريقة ومنها هذه المناسبة التي يأتي فيها تدشين كتابي العلاقات السعودية الباكستانية..
ولخص معاليه في كلمة محتوى الكتاب المذكور حيث قال: المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد الموحد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -قدس الله روحه ونور ضريحه- وإلى عهدنا الحاضر تحت قيادة حكيمة رشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك الحازم الجازم سلمان بن عبد العزيز آل سعود –أيده الله- دأبت على سلوك سياسة إسلامية إنسانية عادلة متوازنة وفق آلية ثابتة وواضحة هدفها تحقيق الأمن والسلم والسلام والاستقرار والاطمئنان ليس في الداخل فحسب بل في العالم أجمع.. ووثقت علاقتها بالدول الأخرى لا سيما العربية والإسلامية حتى بحمد الله كسبت ثقة واحترام الجميع.. ومن أولويات هذه الدول جمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة.. هذه السياسة التي أرساها الملك الصالح والقائد المظفر والشخصية العربية الإسلامية العالمية الفذة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله- ومن بعده أبناؤه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبد الله –غفر الله الجميع- والآن خادم الحرمين الشريفين الملك العادل الصالح سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز،–حفظهما الله- وساروا جميعاً على نهج سلفهم..
لذا فإن إبراز وإظهار العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية وما تقوم عليه هذه العلاقة من الركائز والمجالات الدينية، والسياسية، والاقتصادية، والدفاعية، والعلمية، والثقافية، والإغاثية التي تمتاز بها هذه العلاقة لأمر في غاية الأهمية للبلدين بشكل خاص وللعالم الإسلامي بشكل عام بل للعالم أجمع.. –وهذا ما وضحناه في هذا الكتاب- وذلك لموقعهما الاستراتيجي ولثقلهما السياسي ومكانتهما الإسلامية والاقتصادية والأمنية.. لذا تجد الرؤى والأفكار المتبادلة بين البلدين متحدة في معظم الشؤون المستجدة على الساحة قديماً وحديثاً؛ لأن هذه العلاقة تقوم على ركيزة دينية إسلامية ثابتة راسخة لا تتزعز بالمؤثرات وهذه الركيزة تاريخية ضارية في القدم ونمت وازدهرت وتطورت..
كما تم توقيع الكتاب المذكور من قبل معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش، ومن قبل سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي، ومعالي الوزير/ مشاهد حسين سيد عضو مجلس الشيوخ الباكستاني، ومعالي الوزير/ إعجاز الحق بن ضياء الحق عضو البرلمان الباكستاني، وفضيلة الشيخ الفاضل/ محمد طاهر الأشرفي رئيس علماء باكستان..
وتم توزيعه باللغتين العربية والإنجليزية على جميع الحاضرين والحاضرات..
ومن الجدير بالذكر أنه كتب كبار الشخصيات تقديما وتقريظا ومقدمة لهذا الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية.
وجاء في تقديم كتبه السيد/ وسيم سجاد دولة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية بالإنابة سابقاً ما يلي:
((إنه لمن دواعي السرور البالغ أن الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الدريويش قد طلب مني لأقدم كتابه بعنوان “العلاقات الاستراتيجية الباكستانية السعودية”. إن هذا الكتاب يبدأ بموجز تاريخ باكستان، يتبعه تحليل عميق للعلاقة الراسخة بين باكستان والمملكة العربية السعودية، وقد ركز الأستاذ الدكتور أساسا على العلاقات الاستراتيجية المتواجدة بين باكستان والمملكة العربية السعودية، مؤكدا على أن كلا البلدين يعملان بالتعاون المتبادل مع بعضها البعض على جبهات ذات الأبعاد المتعددة التي تضم السياسية والدفاع العسكري إلى جانب الشؤون الدينية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
والهدف الأساسي لهذا الكتاب هو تسليط الضوء على العلاقات الوطيدة الراسخة بين البلدين ــ باكستان والمملكة العربية السعودية ــ والذي يقترح فيه منهجا جديدا لتحقيق مزيد من تعزيز هذا التعاون الوثيق والشراكة القوية في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك والمصالح المشتركة، مما يجعل هذا الكتاب مرجعا مفيدا لطلاب العلوم السياسية، وواضعي السياسات، والدبلوماسيين والجماهير في كلا البلدين الراغبين في فهم وإدراك الأبعاد والجوانب المختلفة لهذه العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين ــ باكستان والمملكة العربية والسعوديةــ.
بمجرد بروز باكستان على خريطة العالم كدولة مستقلة، قامت المملكة العربية السعودية بمد يد الصداقة إلى باكستان والتي أدت فيما بعد إلى تنمية العلاقات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية مع مرور الوقت.
ومنذ ذلك الوقت، ظلت المملكة العربية السعودية ولا تزال واقفة بجانب باكستان كصديقة مخلصة وأيدتها في ساعة أزمتها، ومن المعروف لدى الجميع، أن المملكة قدمت المساعدة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية لباكستان خلال حربي عام 1965م وعام 1971م، وبالإضافة إلى ذلك، عندما واجهت باكستان أشد أزمتها الاقتصادية نتيجة عقوبات اقتصادية شديدة فرض عليها من قبل البلدان الأخرى وذلك عقب تجربتها النووية العلنية، كانت هي المملكة السعودية التي قدمت يد الصداقة إليها في هذه الظروف القاسية الصعبة.
بعد أحداث 11 سبتمبر، تعاونت باكستان والمملكة العربية السعودية بعضهما مع بعض في مكافحة الإرهاب، وتناول الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الدريويش الأهمية الجغرافية ـ الاستراتيجية لكل من باكستان والمملكة العربية السعودية بشيء من الشرح والتفصيل، وأن كلا البلدين يمتلكان الإمكانيات الهائلة للتعاون والشراكة في المجالات ذات الأبعاد المتعددة التي تتراوح من الجوانب الاقتصادية إلى الاجتماعية إلى العسكرية والدفاعية.
كما أكد الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الدريويش على أن دولة باكستان النووية مع القاعدة المتينة من القوى العاملة المتدربة العسكرية والاقتصاد المزدهر تحتل أهمية للأمة الإسلامية بأسرها، وأضاف قائلا: تعاون باكستان والمملكة العربية السعودية بعضهما مع بعض في المنتديات المحلية والدولية بشكل مستمر.
وكذلك، وصف الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الدريويش مكانة باكستان الجغرافية الاستراتيجية بأنها في غاية الأهمية في منطقة جنوب أسيا، حيث اندمجت ثلاثة مناطق محلية الأمر الذي يؤهل باكستان لتوفر ممر للطاقة النفطية إلى دول غرب آسيا، وآسيا الوسطى وجنوب آسيا، وأن علاقة المملكة العربية السعودية الوطيدة مع باكستان سيفيد البلدين في المستقبل.
لكتاب الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الدريويش أهمية كبيرة بالنسبة للأوضاع الأمنية المتواجدة في الشرق الأوسط وبلاد جنوب آسيا، حيث يواجه كلا البلدين من تهديدات الإرهاب والتطرف، بالإضافة إلى ذلك، فإن المرحلة الانتقالية التي تمر بها أفغانستان حاليا وصعود الدولة الإسلامية في العراق وسوريا تشكل تهديدا خطيرا للأوضاع الأمنية في كلا البلدين، ويمكن لكليهما التغلب على هذه التهديدات عن طريق التعاون مع بعضها البعض على المستويات السياسية والاستراتيجية.
في هذا الكتاب، لقد أوضح الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الدريويش أهمية تكوين رؤية استراتيجية موحدة والوحدة والتضامن على مستوى العالم الإسلامي، وأن كل من باكستان والمملكة العربية السعودية تحتل مكانة محورية في الأمة الإسلامية، ويمكن للبلدين بالتعاون الوثيق، والثقة المتبادلة والأهداف المشتركة أن يضمنا السلام والازدهار والأمن للعالم الإسلامي.
هذا الكتاب سيشكل مصدرا هاما لكل من يرغب في دراسة واستكشاف العلاقة الأخوية العميقة بين باكستان والمملكة العربية السعودية ومساهمة المملكة العربية في مجال تطوير البنى التحتية في باكستان هي أمر لا يقبل أي جدال ونقاش.
آمل أن هذا الكتاب سيقدم رؤية نافذة في فهم العلاقات المتطورة الرائعة بين باكستان والمملكة العربية السعودية وسوف يساعد القراء على الفهم العميق للصداقة العميقة الجذور بين البلدين.
ومما يضيف في أهمية الكتاب أن مؤلفه الأستاذ أحمد بن يوسف الدرويويش يعتبر من العلماء البارزين والمؤلفين والباحثين المتميزين، حيث لدى معاليه خبرة طويلة في مجال البحث والتأليف بالإضافة إلى الخبرة الطويلة في مجال العمل الأكاديمي ممارسة وإدارة، لا سيما أنه يرأس حاليا مؤسسة تعليمة عالمية في باكستان، ألا وهي الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، وهذا مما أكسبه خبرة ودراية في الشؤون الباكستانية.))
كما جاء في تقريظ كتبه الفريق (المتقاعد) أسد دراني، السفير السابق لباكستان في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 2000م إلى 2002م، ومدير عام وكالة الاستخبارات الباكستانية سابقاً
((إنني أشعر بجزيل الامتنان لمعالي الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش للشرف الذي أكرمني به بالطلب لتقديم كتاب له بموضوع شغفت به من صميم قلبي.
إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وباكستان قديمة جدا، يعود تاريخها إلى الوقت الذي لم يكن أي من البلدين ما زالت في حيز الوجود، حيث عدد لا بأس به من الناس من المناطق التي تشكل باكستان اليوم كانوا يشقون طريقهم إلى الأراضي المقدسة ليكونوا على صلة قريبة من منبعهم الروحي في المقام الأول، وبعض منهم اتخذوا هذه الأرض المقدسة وطنا لهم، وبفضل جهودهم المخلصة الشاقة والتزامهم بهذه الأرض، سرعان ما تركوا بصماتهم الواضحة على المجتمع الذي اختاروا ليعيشوا فيها. وعندما تأسست المملكة العربية السعودية في عام 1932م، ساهم هؤلاء المهاجرون بعض المساهمات القيمة في تطوير هذه الدولة الفتية المباركة.
فكان معظم الأطباء في القصر الملكي من الباكستانيين، بالإضافة إلى العديد من المصرفيين والأطباء والمهندسين الذين تولوا المناصب الرسمية المهمة في هذه الدولة التي كانت بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي وثروتها النفطية، في طريقها إلى أن تصبح عضوا هاما في المجتمع الدولي، والتي بمرور الوقت وفي أوانه، قد أصبحت دولة جذبت مجموعة كبيرة من المستثمرين والعاملين من جميع أنحاء العالم، إلا أن علاقة المملكة العربية السعودية مع باكستان كانت متميزة حيث كانت مبنية في المقام الأول على حكمة القيادات الرشيدة في البلدين، والتي أنشئت بينهما الرابطة القوية التي من شأنها أن تصمد أمام جميع التقلبات والأزمات السياسة الدولية، وكل من البلدين لهما ميزة، فباكستان كان يمكنها أن تحشد عددا كبيرا من القوى العاملة المدربة، في حين كان يمكن للمملكة أن تمارس نفوذا كبيرا على الساحة العالمية. والحمد لله تمكنت قادتنا في البلدين من تنسيق وتوحيد جهودهم لتحقيق التأثير الأمثل.
وعند وصولي إلى المملكة العربية السعودية لتولي مهمتي كسفير دولة باكستان في سبتمبر 2000م، لقد تعلمت كثيرا من مؤشرات العلاقات الخاصة التي كانت تربط البلدين الشقيقين، وفي الواقع كنت على بينة من تعاوننا المتزايد في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتعليمية . . حيث إن الفترة التي تلت علمي كسفير لبلدي في المملكة كانت مليئة بكثير من المستجدات والأحداث على ساحة السياسة الدولية التي كانت تحتم على البلدين العمل معاً، وهذا ما قام به البلدان، والموقف الموحد الذي اتخذه البلدان حيال كثير من هذه الأحداث كان له أثر عظيم في خدمة مصالحهما وعاد عليهما بالنفع الكبير في تلك الأوضاع المضطربة، والتي لم تكن تتحقق بدون هذه الشراكة الاستراتيجية التي قد اتخذها البلدان الشقيقان وقاما بتعزيزها على مر السنون . .
إن كتاب الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش يكتسب أهمية خاصة بسبب توقيته، ونظرا إلى أن المنطقة التي يقع فيها كل من البلدين يتحتم عليهما أن يقوما بدورهما المنشود معا، وتمر حاليا بأزمة أشد اضطراباً من أي وقت مضى، كما تمر كل من باكستان وأفغانستان بمرحلة من الانتقال المؤلم، في حين تمر الأوضاع الاجتماعية في معظم جيران المملكة العربية السعودية بكثير من التحديات والاضطرابات ولذلك لقد حان الوقت ليجمع البلدان خبراتها وحنكتها الماضية ويشمِّرا عن ساعد الجد لمساعدة هذه المنطقة في استعادة مجدها الماضي، وهما ــ أي البلدان ــ لذلك أهل لتوفر كافة المقومات السياسية والاقتصادية والدفاعية لهما . .
بالإضافة إلى ذلك فإن مما يميز هذا الكتاب أن مؤلفه معالي الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش شخصية علمية وبحثية إسلامية وعالمية بارزة، تتميز بالتفوق المهني والعلمي والفكري المعتدل، وبالتالي فإنه يعد سفيراً عظيماً للمودة والقربى والعلم والثقافة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية، فضلاً عما يقوم به حالياً من جهود في خدمة الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد للارتقاء والنهوض بها لتكون في مصاف الجامعات الإسلامية العالمية عالية الجودة . . ناهيك عن جهود معاليه في مجال توثيق العلاقات العلمية والثقافية والأكاديمية بين البلدين.
وأتمنى لهذا العمل كل النجاح والصدى العميق.))
فضلاً عن كلمة كتبه الأستاذ/ عبد العزيز مرزا السفير الباكستاني لدى السعودية سابقاً وجاء فيها:
((إن العلاقات الثنائية المتينة بين الدولتين ـ جمهورية باكستان الإسلامية والمملكة العربية السعودية ـ مبنية على أواصر الأخوة الإسلامية الراسخة التي تمتد عبر القرون الطويلة، وهذه العلاقة لها جذور عميقة، ليست على مستوى الدولتين فحسب، بل أيضا على مستوى مواطني الشعبين الشقيقين، ومن دواعي سروري للغاية العلم بأن البروفسور الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش قد اتخذ مبادرة قيمة لتأليف كتاب حول هذا الموضوع الهام، ومن يكون أجدر وأكثر تأهيلا من الدكتور أحمد بن يوسف للكتابة في هذه المسألة الحساسة الذي يخدم البلدين في نفس الوقت بصفته رئيسا للجامعة الإسلامية العالمية، إسلام آباد، مما يجعله يراقب تطور هذه العلاقة الثنائية بالقرب وبعناية بالغة خلال كل هذه السنوات، وإني واثق من أن هذا الكتاب سيكون في المستقبل مرجعا هاما للطلاب والباحثين المهتمين بدراسة موضوع العلاقات الثنائية بين البلدين الرائدين من بلدان العالم الإسلامي، ويضم هذا الكتاب كل ما يحتاج إليه وسيكون بكل المقاييس في صدارة المراجع في الهامة لهذا الموضوع، وتشكر الحكومة الباكستانية وشعبها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تفضله بتعيين عالم نموذجي يحتذي به وهو الدكتور أحمد يوسف الدريويش رئيسا للجامعة الإسلامية العالمية، إسلام آباد.
وكان من دواعي الشرف لي أن سنحت الفرصة لدراسة العلاقات الثنائية بين الدولتين بشكل جدي أثناء عملي في المملكة العربية السعودية كسفير جمهورية باكستان الإسلامية في المملكة العربية السعودية لمدة ثلاث سنوات ـ لا يمكن أن أنساها ـ وبناء على ذلك، استطيع أن أقول بثقة تامة إن تاريخ العلاقات الباكستانية ـ السعودية بما يحتوي على مراحلها المختلفة بكل تفصيل وإسهاب، منذ تأسيس كل من الدولتين، كما تناولها المؤلف الفاضل بأسلوبه الفريد يشكل فصلا رائعا من الوثائق التاريخية الأدبية، مما يكسبه مساحة يستحقها بكل جدارة في الرفوف الأمامية من جميع المكتبات في كلا البلدين، والجماهير في كل من البلدين يتطلعون بكل لهفة واشتياق إلى العلاقات الثنائية عميقة الجذور ذات التأثير في جميع مناحي حياة المواطنين في كل من باكستان والمملكة العربية السعودية، وإنه في الواقع مصدر فخر واعتزاز، ليس لكل من الدولتين فحسب، بل للأمة الإسلامية بأسرها، بسبب مكانتهما الاستراتيجية الهامة في العالم الإسلامي، وهذه العلاقات الفريدة من نوعها، بسبب أن باكستان قد تم تأسيسها باسم العقيدة الإسلامية، بينما تمثل المملكة العربية السعودية رمزا لوحدة العالم الإسلامي، وهذه الحقائق الأيديولوجية التي تربط بين البلدين بعلاقة حميمة وثيقة وتمنح كل منهما المكانة التي تستحقها في السياسة الدولية، والتي يترتب عليها تأثير هام في جميع أنحاء العالم. وكسفير باكستان في المملكة العربية السعودية، لقد شاهدت علاقة الباب المفتوح بين الحكام، والأسرة المالكة، والوزراء، وجميع طبقات الجمهور وعلى جميع الاصعدة الشعبية، وهذا الربط الناتج من التواصل الدائم التقليدي بين الدولة والشعب يمثل ظاهرة نادرة جدا لا مثيل لها في أي بلد آخر من بلاد العالم، كما يدل بدوره على حرية التعبير عن الرأي ولاشك إنها صورة سليمة من الحرية الديمقراطية، ونجد أبواب الحكام دائما مفتوحة أمام الشعب في أشكال الأعمال الخيرية والترفيهية والتيسير في المكاتب الحكومية في جميع أنحاء المملكة، وهذا التواصل القوي ليس من اختراعات اليوم، بل تم إنشاؤها منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود، المؤسس الأب للمملكة العربية السعودية والذي كان يحكم البلاد كرجل من بين الشعب.
الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش لم يكتب مقدمة تفصيلية في حياة مؤسس المملكة العربية السعودية، بل أشار أيضا إلى نبذة تاريخية عن باكستان، كما لم يسلط الضوء على الروابط الدينية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والعلمية والثقافية بين الدولتين فحسب، بل حاول أيضا كشف النقاب عن بعض الحقائق النادرة التي لا يعرفها إلا قليل من الناس بالنسبة للتعاون بين المملكة وباكستان في مجال الإغاثة في باكستان في أوقات الكوارث الطبيعية والأزمات فإن لمثل هذه المعلومات النادرة أهمية كبيرة للجيل الجديد من كلتا الدولتين.
وبالإضافة إلى ذلك، يقوم الآلاف من الموارد البشرية الباكستانية بمساهمة قيمة ـ وذلك منذ عقود ـ في تطوير وتنمية المملكة الأكثر، أثناء خدمتهم هناك في مناحي الحياة المختلفة، إلى جانب استفادتهم من زيارة الحرمين الشريفين وأداء المشاعر المقدسة، وبالمثل، يستفيد العدد الكبير من الشباب السعودي من الكليات الحربية للقوات المسلحة الباكستانية وغيرها من المعاهد العلمية والجامعات المهنية في باكستان، وتعترف حكومة المملكة العربية السعودية بكل صراح بجهود هذه المؤسسات التدريبية والمعاهد ذات المستوى العالمي في باكستان ومساهماتها.
والحقيقة أن المملكة العربية السعودية نقطة محورية لآمال العالم الإسلامي، وتعتبر نجاحها نجاح العالم الإسلامي كله، ومن الأسباب الرئيسة وراء هذه الحقائق التي تبعث الأمل والتفاؤل حيث تبني حكومة المملكة العربية السعودية سياستها الرشيدة في جميع مناحي الحياة الاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والصناعية والدينية، ومن الجدير بالذكر العناية القصوى التي توليها المملكة لتوسعة وصيانة الحرمين الشريفين وكذلك الخدمات المتميزة التي توفرها للزائرين لأداء مناسك الحج والعمرة، وباكستان تؤمن بأن المملكة ليست مجرد اسم دولة صديقة لها، بل هي أيضا مركز الثقل ومنارة الأمل للعالم الإسلامي قاطبة، هذه الأرض المباركة التي ولد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويرقد والأرض المباركة التي يرغب كل مسلم في زيارتها مرات متكررة من أجل إرواء عطشه الديني الروحي.
وأهنئ الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش تهنئة خالصة على جهوده المخلصة، رغم مسؤولياته وارتباطاته الكثيرة وإني واثق من أن هذه الوثيقة التاريخية لن تفقد قيمتها العلمية والتاريخية وستبقى مرجعا هاما على مدى عقود متوالية للطلاب والباحثين بشكل خاص ولجميع القراء الحريصين بشكل عام.
تحيا الصداقة الباكستانية السعودية.))