معالي رئيس الجامعة يشارك في المؤتمر العالمي الثالث بعنوان: رسالة الإسلام المقام في لاهور

  تلبية لدعوة كريمة من فضيلة الشيخ/ حافظ طاهر محمود أشرفي رئيس مجلس علماء باكستان شارك معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش والوفد المرافق له من الجامعة في المؤتمر العالمي الثالث بعنوان: “رسالة الإسلام” الذي نظمه مجلس علماء باكستان في يوم الاثنين الموافق 23/إبريل/2018م في القاعة الكبرى المعروفة بـ “إيوان إقبال” . .

وقد حضر المؤتمر وشارك فيه كل من سعادة السفير السعودي الأستاذ / نواف بن سعيد المالكي، وفضيلة الشيخ الدكتور/ راشد الزهراني، وفضيلة الشيخ / طلال العقيل من المملكة العربية السعودية، وفضيلة الشيخ/ محمود العبودي من فلطسين وآخرون من العلماء والمشايخ ورجال السياسة والإعلام والصحافة وغيرهم . .

وبدأت أعمال المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم . . ثم الترحيب بجميع الضيوف وعلى رأسهم وفي مقدمته معالي رئيس الجامعة وسعادة السفير السعودي والضيوف من المملكة العربية السعودية وفلسطين وغيرها من الدول الإسلامية والعربية . .

ثم قدم فضيلة الشيخ/ عبد الحميد وتو الأمين العام لمجلس علماء باكستان كلمة ضافية حيث أوضح مكانة الجهاد في الإسلام وضوابطه وأحكامه موضحاً موقف مجلس علماء باكستان من الذود عن بلاد الحرمين الشريفين ودولة فلسطين وكشمير وأننا يد واحدة لنصرة قضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها . .

 ثم تتابعت الكلمات من المسؤولين في مجلس علماء باكستان وهم فضيلة الشيخ/ مطيع الله، وفضيلة الشيخ/ أنوار الحق، وفضيلة الشيخ/ إحسان حسيني، وفضيلة الشيخ/ أسد الله فاروق، وفضيلة الشيخ/ عبد القيوم، وفضيلة الشيخ/ محمد شفيق قاسمي، وفضيلة الشيخ/ أسيد عبد الرحمن وآخرون الذين أكدوا وقوفهم مع بلاد الحرمين الشريفين واستنكارهم للاعتداءات الآثمة على أرضها . .

بعد ذلك ألقى فضيلة الشيخ الدكتور/ راشد الزهراني كلمة حيث أكد على دعم خادم الحرمين الشريفين لنصرة جميع قضايا المسلمين العادلة والمشروعة . .

تلى ذلك كلمة فضيلة الشيخ/ طلال العقيل من المملكة العربية السعودية الذي أثنى بالدور الذي يضطلع به مجلس علماء باكستان وما تقوم به من خدمات لنصرة المسلمين في كل مكان وبخاصة وقوف المجلس للدفاع عن بلاد الحرمين الشريفين . .

بعد ذلك تحدث  فضيلة الشيخ/ محمود العبودي من فلطسين والذي أكد أن القدس لفلسطين لمن شاء أو أبى . . وأثنى بدور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ في الدفاع عن قضية فلطسين وتقديم المساعدات السخية ماضياً وحاضرا . .

ثم ألقى سعادة السفير السعودي الأستاذ / نواف بن سعيد المالكي كلمة شكر فيها لمجلس علماء باكستان وفضيلة رئيسه الشيخ/ حافظ طاهر محمود أشرفي وإخوانه العاملين معه وكل من نظم ورتب ونسق وساعد في إقامة هذا المؤتمر الإسلامي الكبير . . مؤكداً أهمية نصرة قضايا المسلمين العادلة والمشروعة في جميع بقاع المعمورة . .

بعد ذلك تحدث سعادة الأستاذ/ قبلة أياز رئيس مجلس الفكر الإسلامي حيث شكر للجهة المنظمة لهذا المؤتمر المهم مؤكداً وقوف باكستان حكومة وشعباً للدفاع عن بلاد الحرمين الشريفين وفلسطين وكشمير وغيرها من القضايا الإسلامية . .

ثم ألقى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريوش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد حيث قال: الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد القائل: “مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى”، وعلى آله وصحبه أجمعين . .

أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة.. مشايخنا الكرام والعلماء والقادة والساسة والسفراء ورجال الفكر والإعلام الفضلاء.. أيها الإخوة الأعزاء: منظمو هذا المؤتمر رسالة الإسلام..

أخي العزيز: فضيلة الشيخ محمد طاهر أشرفي رئيس مجلس علماء باكستان وجميع أعضاء المجلس.. سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد الأخ الكريم/ نواف بن سعيد المالكي.. ضيوفنا الكرام الذين حضروا هذا المؤتمر المهم..

أيها الحفل الكريم.. أحييكم جميعاً واحداً واحداً فرداً فرداً بتحية الإسلام الخالدة، تحية المحبة والمودة والوئام، تحية المسلمين جميعاً، تحية أهل الجنة {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .

أصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني منسوبي الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ محمد طاهر أشرفي ولإخوانه المشايخ وأعضاء مجلس علماء باكستان على تنظيم وترتيب هذا المؤتمر العالمي المهم في موضوعه وزمانه ومكانه والذي هو بعنوان: رسالة الإسلام . .

فمكانه بلد الإسلام والحضارات باكستان الإسلامية الأبية العريقة ناصرة الإسلام والمسلمين والتي تقف دائماً وأبداً مع الحق ومع قضايا المسلمين العادلة. . وخاصة في عاصمة باكستان الثقافية مدينة لاهور التاريخية المشهورة بحضارتها وثقافتها وعلمائها.. كما أن منظمو هذا المؤتمر هم مجلس علماء باكستان وفي رأسهم ومقدمتهم فضيلة الشيخ محمد طاهر أشرفي وجميع إخوانه في المجلس المعروفون بخدماتهم المتميزة الرائدة للأمة الإسلامية بصفة عامة وفي الدفاع عن الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية بصفة خاصة . . وتنظيم مثل هذه المؤتمرات واللقاءات منهم يدل دلالة واضحة على عمق المحبة والأخوة والتكامل والتآزر مع بلاد الحرمين الشريفين وحرصها على أمنهما واستقرارهما وإدانة أي تصرف أو إيذاء أو إفساد يخل بأمنهما أو يرهب المقيمين أو الوافدين أو الزائرين أو الحجاج أو المعتمرين فيهما.. فجزاهم الله خيرا وبارك الله في جهودهم وسدد خطاهم ووفقهم للمزيد . .

كما أن هذا المؤتمر يأتي انعقاده في وقت نحن بحاجة ماسة لبيان رسالة الإسلام للعالم أجمع حيث الفتن تتراكم في كل حين وزمان ومكان.. نسأل الله تعالى أن يحفظنا جميعاً من هذه الفتن ما ظهر منها وما بطن.. ونشكر الله سبحانه على ما أنعم به علينا من نعمة الإيمان والإسلام والأمن والأمان والسلام، وأن جعلنا من أمة القرآن، وجعلنا من أمة خير الأنام، واصطفى هذه الأمة بوسطيتها واعتدالها وسماحة تعاليمها لتكون خير الأمم: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}. فكانت وما زالت خير الأمم في عباداتها ومعاملاتها وعقيدتها وأخلاقها وسلوكها وعلمها وريادتها وقيادتها لغيرها من الأمم..

ونشكر الله سبحانه أن هدانا ووفقنا وجمعنا على محبته وطاعته في هذا اليوم الأغر الميمون، مع هذا الجمع المبارك الميمون.. فبارك الله فيهم وجزاهم الله أحسن الجزاء..

إخواني الأعزاء أيها الحفل المبارك: إن الإسلام هو دين الأمن والأمان والاستقرار.. وهو دين الوسطية والاعتدال.. والبعد عن الإفراط والتفريط والتشدد والغلو والتطرف والإرهاب والإفساد.. وقد تميزت هذه الأمة عن غيرها من الأمم السابقة بكونها أمة الوسطية؛ فقال عز وجل:  {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة: 143).

وهذه الأمة التي وصفها الله سبحانه وتعالى بالوسطية والاعتدال فهي بحاجة ماسة للخطاب الوسطي المعتدل المتزن الذي يحقق الأمن والأمان والاستقرار والتعايش السلمي في المجتمعات.. ويأخذ نهجه من وحي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وفق فهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة الأعلام ونبذ الفرقة والخلاف والشقاق، وقطع دابر الفتن والتنازع فيما بينها . . وبيان ذلك للشباب بصفة خاصة في المجتمعات الإسلامية.. وإنني أعتقد جازماً أن هذا الشعور الإسلامي الأخوي التراحمي الذي رأيناه اليوم في هذا الجمع المبارك هو شعور كل باكستاني على اختلاف طوائفهم وأقاليمهم وأماكنهم ومشاربهم ومناهلهم ومذاهبهم . . ولست أدل على ذلك من حضور هؤلاء كوكبة من العلماء الأجلاء وقادة وممثلي الجماعات الدينية المختلفة في هذه الدولة المباركة وفي هذا اليوم المبارك وفي هذه المدينة التاريخية مدينة لاهور لهذا المؤتمر المتميز في عنوانه وفي موضوعه كما المتميز في حضوره.. فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن رسالة الإسلام التي جاء بها محمدٌ صلى الله عليه وسلم رسالةٌ عالميةٌ لجميع البشر، ليست محصورة في جنس أو عنصر أو طائفة أو لون، فرسالة الإسلام جامعة شاملة أكدها رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: “وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة”..

إخوة الإيمان: إنني بصفة كوني رئيساً لإحدى الجامعات العريقة الرائدة في جمهورية باكستان الإسلامية وهي الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد لها جهود بارزة يشهد بها القاصي والداني في نشر الوسطية والاعتدال والاتزان ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب والإفساد والطائفية.. وتتمثل هذه الجهود من خلال تأصيل مفهوم الخطاب الوسطي المعتدل وبيان سماحة الإسلام ويسره وعدالته وشموله.. والدعوة إلى تطبيقه قولاً وفعلاً ومعتقداً وفكراً وسلوكاً ومنهجاً للحياة.. ومواجهة ظواهر الغلو والتطرف والوقاية منه ومعالجته.. وتقديم نموذج للتعليم الإسلامي الذي يستقي من النبع الأصيل ـ نبع الكتاب والسنة ـ دون أن يغفل كل الإنجازات الحديثة في مجال العلم والمعرفة.. وتقوم جامعتنا العريقة بعدد من المناشط والبرامج والفعاليات وعقد المؤتمرات والندوات المختلفة وتوعية الطلاب والمجتمع بأهمية الوسطية والاعتدال . . وهو ما حقق بحمد الله نجاهاً باهراً حيث صدر عن هذه الجامعة وبعد جهود مكثفة وتعاون بناء مع عدد من الجهات الرسمية والعلمية والدعوية والأمنية في هذه الدولة المباركة رسالة سامية باسم رسالة باكستان (بيغام باكستان) التي تدين وتشجب العنف والتطرف والغلو والتشدد والإرهاب والإفساد . . وتدعو إلى الوسطية والاعتدال . . وتجرّم الأعمال الإرهابية بشتى صورها وأشكالها لاسيما تلك العمليات الانتحارية وقد اتفق على هذه الرسالة وتوقيعها بعد مراجعتها وقراءتها والاقتناع بم ورد فيها بالأدلة الشرعية كل علماء باكستان على مختلف طوائفهم ومذاهبهم وفي مختلف الأقاليم والرؤى الفكرية . .

وقد تم إعلان هذه الرسالة في القصر الرئاسي برئاسة ورعاية فخامة الرئيس الباكستاني جناب ممنون حسين وحضور أكثر من ألفين من العلماء والشخصيات السياسية والأمنية والبرلمانية ووجهاء البلد وأعيانه . . ورجال الصحافة والإعلام . .

أيها الأحبة: أريد أن ألخص كلمتي هذه بعدد من الأمور:

أولاً: شكر لله المنعم المتفضل الذي أنعم وفضل وامتن علينا بهذا الدين وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . .

ثم أن مَنَّ علينا بهذا الرسول النبي الأمي الأمين الرحيم الرؤوف الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}. . { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. .

ثم الشكر لهذا البلد الطيب المضياف لجمهورية باكستان حكومة وشعباً ومؤسسات دينية وأمنية ودفاعية واجتماعية على رعايتها للإسلام وأهله وغيرتها الدينية، وحبها للمسلمين واحتفائهم . .

والشكر الخاص والخالص لفضيلة أخي الشيخ العالم/ طاهر أشرفي رئيس مجلس علماء باكستان هذا الرجل الألمعي الأريب المدافع عن قضايا أمته ودينه ووطنه . . والذي يقف مع الحق ومع أهل الحق ضد الباطل وأهل الباطل . . فجزاه الله خيراً . . والشكر يمتد لكل من حضر وشرف وشارك في هذا اللقاء ودعمه ونظمه من العلماء الكرام والمفكرين ورجال الصحافة والثقافة والإعلام . . ولحكومة البنجاب الأبية . .

ثانياً: أهمية انعقاد هذا المؤتمر في هذا الوقت بالذات فهذا المؤتمر وهذا الجمع الإسلامي الكبير وهذه المشاعر الفياضة من الأخوة العلماء الكرام والمفكرين الفضلاء مهمة . . فالمؤتمر إذاً مهم في وقته ومكانه وموضوعه . . لأنه يهدف إلى إيصال رسالة الإسلام الصحيح الذي حاول مَنْ حاول من الأعداء والمتعالمين والمرهبين والمفسدين أن يختطفها . . ويحرفها، ويوصلها للغير مشوهة مثبورة سوداء حمراء ملطخة بالدماء والاعتداء والإيذاء . . وتقويض الأمن والسلم والاستقرار . .

ومن هنا يأتي هذا المؤتمر ليوضح بجلاء ما هي رسالة الإسلام الصحيح، وماذا يجب علينا تجاه هذه الرسالة قولاً وعملاً ومعتقداً وتوضيحاً وبياناً ورحمة بالعباد وحفاظاً على الأرواح والممتلكات والمعطيات والمكتسبات مستبشرين ومستهدين بكتاب ربنا وسنة نبينا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ أي بالوحيين الكريمين الشريفين (الكتاب والسنة) وما عليه سلفنا من أصحاب رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين . .

ثالثا: بيان عالمية هذا الدين ومحاسنه وسماحته ويسره ورحمته وشموله وعمومه وصلاحيته للتطبيق في كل زمان ومكان . .

فالقرآن الكريم آخر الكتب المنزلة . . والرسول النبي الأمين آخر الرسل وخاتم الأنبياء والمرسلين . . يقول تعالى {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} . .

والرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ أرسل للثقلين للجن والإنس بشيراً ونذيراً . . {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} . .

وأن أول ما يجب أن تعلمه للناس من أحكام وبيان هو الدعوة إلى التوحيد إلى العقيدة الصحيحة . . التي هي دعوة الرسل جميعاً . . ولا يصلح أي يعمل أو يصح إلا بخلوص التوحيد لله سبحانه وتعالى والإيمان الكامل والجازم والصادق به سبحانه وتعالى . . وإفراده بالعبادة قولاً وعملاً وسلوكاً . .

فلا بد من خلوص التوحيد لله وحده لا شريك له، ونبذ كل ما يناقضه من بدع وشركيات وتوسلات بغير الله وحده سبحانه وتعالى، ثم الدعوة إلى فهم أحكام الإسلام الفرعية من عبادات ومعاملات . . وذلك وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ وبينه ووضحه علماؤنا الأجلاء، وأئمتنا الأعلام سلفاً وخلفاً . .

ثم التحلي والتخلق بالأخلاق والآداب الإسلامية والصفات المرعية، والقيم الفاضلة، والآداب الحسنة . . التخلق بخلق الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذي خلق القرآن كما قالت أم عائشة ــ رضي الله عنها ــ وعن أبيها . .

التخلق بالأمانة والصدق والإحسان والبر والمحبة والأخوة والرحمة وكف الأذى ودفع الاعتداء واجتناب الظلم والعدوان . . وردع الظالم ونصرة المظلوم . . ودعم الخوف في أعراف الناس وهزهم ولمزهم والنيل منهم . . والمشي بالغيبة والنميمة بينهم والبعد عن الكذب سفاسف الأمور ومساوئ الأخلاق . .

ومن هنا نجد أن شريعتنا الإسلامية الغراء تشمل على هذه الأمور الثلاثة (عقيدة صافية وتوحيد خالص لله وحده، وعبادات ومعاملات، وأخلاق وفضائل وآداب) . .

وهو ما حواها كتاب ربنا ــ عز وجل ــ وسنة نبينا ــ محمد صلى الله عليه وسلم ــ بالإضافة إلى القصص والعبر والمواعظ . .

رابعاً: أن رسالة الإسلام هي رسالة خالدة باقية يجب على كل مسلم أن يوصلها للآخرين كل بحسبه، ووفق وسعه وقدرته فلا يتقاعس أحد عن أداء هذه الرسالة، وبلاغ هذا الدين، وتوضيح أحكامه من عقيدة صافية، وعبادات ومعاملات، وأخلاق فاضلة، وقصص ومواعظ نافعة، والترغيب بهذا الدين وإيصاله إلى مستحقه . . { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} . .

لكن يجب أن توصل هذه الرسالة بيضاء نقية خالية من الثوائب . . وأن تبين محاسن هذا الدين وسماحته وصفاته ويسره وسماحته وحثه على التعايش السلمي وتحقيق الأمن المجتمعي . . ووسطيته واعتداله وبعده عن الغلو والتطرف والتكفير والإرهاب والإفساد والقتل والتدمير . . فهذا الدين دين السماحة واليسر قد حَوَى ووعى وشمل كل ما يصلح أمور العباد في العاجل والآجل . .

فلا خير إلا فيه . . ولا شر إلا حذر منه وعنه . .

أيها الأحبة:

ديننا الإسلامي ليس فيه إكراه في الدين للناس لاعتناقه وقبوله . . {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} . . {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ}. . دين هداية ودلالة ووضوح وبيان ودعوة ورسالة . . وبشارة ونذارة . . يبشر بالجنة وينذر من النار وكل ما يقرب إليها من قول أو عمل . .

بعد البيان والإيضاح والدعوة على الإنسان أن يقرر مصيره إما إلى سلوك طريق الاستقامة والخير والفلاح والجنة . . أو طريق المعاصي والنار عياذاً بالله . .  فلو أننا سلكنا ذلك ودعونا الناس بالحكمة وبالبشارة والنذارة لدخل الناس في دين الله أفواجاً . . كما سار على هذا النهج رسولنا الكريم وصحابته الغر الميامين والتابعين لهم بإحسان . . لكن لما انحرف الناس أو بعضهم عن المنهج الرباني حصل ما حصل من قتل وتدمير وإرهاب وإفساد وتكفير . . وسفك للدماء المعصومة، واعتداء على الآمنين، ونهب للأموال وتشويه لحقائقه ومسلمات هذا الدين العظيم . .

لما لم يعي بعض الناس إن لم يكن أكثرهم هذا الحديث ويتمعنوه حصل الانحراف والحيد عن الجادة . . وهذا الحديث العظيم هو قول الرسو ــ صلى الله عليه وسلم ــ : “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده” وفي لفظ: “من سلم المسلمون” . .

والناس: لفظ عام يشمل جميع من ينتمي وينتسب لآدام عليه السلام مسلماً كان أو كافراً فجميعهم من الناس . . وقد عرف الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ المسلم بقوله من سلم المسلمون أو الناس من لسانه ويده . .

فلماذا انحرف البعض وجعلوا المسلم من آذى الناس بلسانه ويده . .

فاعتدوا على عباد الله مسلمهم وكافرهم ولم يرقبوا في أحد إلا ولا ذمة . . امتدت أياديهم بالقتل والأذى لعباد الله الآمنين المعصومين وخوفهم وزعزعوا أمنهم . . مدعين أن هذا هو الجهاد في سبيل الله . . فلا ورب الكعبة لقد كذبوا ما هذا من الجهاد، ولا هو الجهاد ولا منه . . ؟ الجهاد له شروطه وضوابطه وأحكامه . . وهو شرع لدفع المعتدين علينا . . هذا هو الجهاد . . فلم يشرع للاعتداء ابتداءً على الناس وقتلهم وتشويه الدين . . فلنا في رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ أسوة والقدوة في هذا . . فهذا النبي الكريم ــ صلى الله عليه وسلم ــ كيف تعامل مع كفار قريش، ورؤوس الكفر والإيذاء له . . الذين صبوا العذاب والأذى فوق رأسه صباً، وقاتلوه . .

ومع ذلك قال لهم بعد أن مكّنه الله منهم بعد صبر وتحمل ودعاء وتمسك بحبل الله وجهاد في سبيله على بصيرة وبينة . . قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء” . .

بل دعا لهم بأبي وأمي ــ صلى الله عليه وسلم ــ . . بل إنه زار ذلك المشرك الذي آذاه بإلقاء الأذى أمام طريقه عليه الصلاة والسلام، فلما سأل عنه قالوا: إنه مريض ذهب لزيارته، ولم يمنعه أذاه من الزيارة له والسؤال عنه . . وذلك لما يتصف به من أخلاق راقية، ورحمة ورأفة . . {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. . {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}. .

ووفائه ــ صلى الله عليه وسلم ــ مع اليهود في المدينة وعدم نقض العهود والمواثيق التي أبرمها معهم حتى هم نقضوها واعتدوا على المسلمين . . فكان من الطبيعي أن يطردهم ويحاسبهم على ذلك . .

المقصود أن رسالة الإسلام تحافظ على الأنفس المعصومة . . اقرأوا إن شئتم قول الله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}. .

نعم نحن مأمورون بكف الأذى، والامتناع عن الاعتداء، وترك القتل بغير وجه حق. .

فمن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً . .

ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً . . هذا هو ديننا، وهذا هو ديدننا . . وهذا هو كتاب ربنا . . وهذه هي سيرة نبينا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ فلا محيد عن ذلك هذه هي رسالة هذا الدين ورسالة الإسلام للناس أجمعين . .

خامساً: أن الله سبحانه وتعالى قيض لخدمة هذا الدين ونشره وإيصاله لمستحقه من الخلق أجمعين في شتى أنحاء المعمورة ومَنْ يدافع عنه، ويذود عنه، ويبلغه، ويبرز محاسنه ويظهر ما يحويه من كنوز ثمينة ولآلئ مضيئة، وجواهر نفيسة . . أئمة أعلام وعلماء ربانيين وأمراء وحكام مخلصين وولاة أمر ناصحين . . منذ عصر النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وإلى عصرنا الحاضر . . فلم تعدم الدنيا في كل عصر ومصر من أمثال أولئك . .

ونحمد الله أننا في هذا العصر قيض لله لهذه الأمة من يجدد عليها ما اندثر من أحكام هذا الدين وتعاليمه الخالدة، ويحمي الحرمين الشريفين ويحافظ على أمنهما وكل وافد لهما حاجاً أو معتمراً أو زائراً . . ويجعل من أمن الحرمين خطاً أحمر لا يسمح بتجاوزه مهما كانت الأسباب والمسببات والظروف والأحوال . . ألا وهم ولاة أمرنا في المملكة العربية السعودية من حكام آل سعود الأشاوش منذ عهد الملك القائد المظفر المجاهد الناصر للحق المؤسس والموحد للجزيرة العربية الملك عبد العزيز آل سعود ــ رحمه الله وطيب الله ثراه ــ ومن بعده أبناؤه الملوك الكرام البررة (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله . . ) ــ رحمهم الله جميعا ــ إلى الملك الحازم الجازم خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز ــ حفظه الله تعالى ــ وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز ــ حفظه الله ورعاه ــ . .

فقد قاما على الحرمين الشريفين أيما قيام أمناً وسلامة وتوعية وتوسعة وخدمات متنوعة وصيانة ونظافة وتوفير كل متطلبات الحياة والاحتياجات الخاصة والعامة.. وصد أي عدوان أو اعتداء يقع عليهما من الطغاة المفسدين، والبغاة التكفيريين، والغلاة المرهبين . . وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس . . فنحمد الله أن الحرمين الشريفين في أيدٍ أمينة، لأن أمنهما وسلامتها هو أمن وسلامة لكل مسلم صادق مخلص . . فهما يمثلان أقدس بقعتين على وجه المعمورة يأتي بعدهما المسجد الأقصى الأسير فك الله أسره . .

فدولتنا المباركة المملكة العربية السعودية تقوم على نشر الإسلام الصحيح وإيصال رسالته السمحة للناس أجمع، وتوضح للعالم المنهج الإسلامي الصحيح معتقداً وعبادة ومعاملة وأخلاقاً وسلوكاً . . وتدافع عن قضايا الأمة وتنصر المظلومين، وتغيث الملهوفين، وتساعد المحتاجين، وتسعى إلى تحقيق الأمن والسلمي في العالمين، تحترم الحقوق، وتنصر المظلومين، وتردع الظالم، وتقف مع الشرعية والعدالة، وتساعد الإنسانية كافة، وتحارب الإرهاب والإفساد . . وتحمي حوزة الدين، وتدافع عن الجيران المستغيثين . .

أيها الحفل الكريم: وهنا لا بد وأن أشير إلى أن المملكة العربية السعودية وكما غيرها من كثير من البلدان الإسلامية والعربية لم تدخر جهداً في مكافحة الإرهاب فكراً وممارسة, بكل حزم وعزم وعلى كل الأصعدة..

كما أن المملكة العربية السعودية ـ حفظها الله ـ وهي تأخذ بهذا المبدأ مبدأ الوسطية والاعتدال والتيسير ورفع الحرج وتطبيقه قولاً وعملاً ومعتقداً .. إنما تعد ذلك خصيصة من خصائص هذه الشريعة الغراء، وحكماً شرعياً، وواجباً من الواجبات الدينية المستمد من الكتاب والسنة النبوية مستندة في هذا على القران الكريم والسنة النبوية المطهرة.. ومن ثم فإن هذا المبدأ الشرعي سارت عليه المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ في أقواله وأعماله وإدارته للدولة وسياستها الداخلية والخارجية واصلاحاتها … فكان يستمد كل هذا من الكتاب والسنة محافظاً على ثوابت هذه الدين وأسسه وأصوله ومبادئه وأحكامه . . وبين الأخذ بكل جديد مفيد من مستجدات الحياة المدنية والحضارة المعاصرة بما لا يتعارض مع هذه الأسس والثوابت للدين فدولتنا تحكِّم الشريعة الإسلامية وتطبقها قولاً وعملاً ومعتقداً وقضاءً وسياسة واجتماعاً وتعليما وتربية وأخلاقاً وسلوكاً . .

أما بالنسبة للعالم الإسلامي ولأمة الإسلام فالمملكة العربية السعودية ستبقى بيت المسلمين الكبير ومأرز الإيمان، ومهوى الأفئدة، والراعية لمصالحهم، والناصرة لقضاياهم العادلة والمشروعة، والداعمة لهم في أي مكان حَلّوا فيه أو زمان  وجدوا فيه . . حيث دعت وما زالت وتدعو إلى الوحدة والائتلاف وترك الفرقة والخلاف والدعوة للتضامن الإسلامي والتقريب بين أتباع الديانات والمذاهب والحضارات والتعايش السلمي، ونبذ الطائفية والحزبية المقيتة، ودفع مسيرة السلام نحو الأمام، وتبني الصلح والسلم لحل المشكلات العربية والإسلامية دون لجوء إلى الحرب والقوة والدمار . .

وهي دولة لها جهود واضحة مخلصة لجمع كلمة المسلمين، وحل خلافاتهم، وتحقيق مطالبهم وحقوقهم. .  ودولة بذلت المال بحب وصفاء وسخاء للبلاد الإسلامية وغيرها المحتاجة . . ودولة تسارع بمدِّ يدِ العون للآخرين عند حلول الكوارث والأزمات . . ودولة كان لمؤسساتها الدينية، وجامعاتها الإسلامية، وعلمائها الدور الكبير، والأثر الملموس في تصحيح عقيدة المسلمين، والعودة بهم إلى الكتاب والسنة . .  دولة هذه صفاتها ومزاياها وحرصها على مصالح أمة الإسلام لهي جديرة بالريادة والقيادة والوقوف معها قلباً وقالباً، ونصرتها وتأييد مواقفها والوثوق بقراراتها وإمكاناتها في حماية الحرمين الشريفين وأمنهما والدفاع عنهما وعدم السماح بالمساس بهما أو التدخل في شؤونهما . . أو تسييس الحج والعمرة من أجل تحقيق مآرب وأهداف تخالف أحكام الحج والعمرة ومبادئهما ومشروعيتهما . . وعدم الخروج عما يصدر عن قادتها ومسؤوليها والقائمين على خدمة وأمن وراحة الحجاج والمعتمرين والزائرين . . وكل ما يعكر صفو أمن الحج وطمأنينته . . أو يؤثر على الخشوع والخضوع لله في أداء هذه العبادة والركن الإسلامي العظيم المهم . .

 سادساً: الإشارة إلى أمر مهم  ـ أعتقده ــ وهو أننا جميعاً ننشد الوحدة الإسلامية والاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة والاختلاف والنزاع . . إلا أنه يجب أن نعي وندرك أن الوحدة الإسلامية التي ننشدها وندعو إليها إنما هي وحدة إسلامية واقعية لا خيالية أو مجافية للواقع أو التي قد تكون ضرباً من المحال لاسيما في هذا الوقت تلك الوحدة التي تتبناها بعض الجماعات والأحزاب والغلاة في الفكر والتصور . . بل في الدين والشرع، والتي يقصدون منها إذابة جميع الفوارق السياسية، وإزالة الحدود الدولية، واندماج وإذابة الجيوش والأجهزة الأمنية والدفاعية الداخلية والخارجية تحت قيادة مركزية واحدة بدون خصوصية لأية دولة أو قُطْر . . وبمعنى أقرب وأخصر هو: الدعوة إلى خلافة إسلامية موحدة . . وهذا ــ والله أعلم ــ ضرب من المحال كما يظهر من مجريات الأمور والأحوال وسبر الواقع، وتداعيات الحياة المعاصرة . . فالوحدة المرادة إنما هي وحدة المعتقد أولاً وصفاء العقيدة وخلوصها من الشرك وأهله والبدع والخرفات والأباطيل والضلالات والأوهام والشكوك . . كما تكون في المستطاع من توحيد للقلوب، وصفاء للنفوس، واحترام وتعاون، وتآزر وتكاتف، وردع للعدوان والظلم، ونصرة للمظلوم، ووقوف مع الشرعية وقضايا المسلمين العادلة، وإنشاء تكتلات وتحالفات إسلامية، أو عربية إسلامية في كافة المجالات القضائية والعدلية والاقتصادية والمالية والاجتماعية وغيرها . . ورسم خطط استراتيجية دفاعية وأمنية وسياسية واقتصادية، ودعوة إلى تحقيق  الأمن والأمان، وعدم تجاوز للمواثيق والمعاهدات والقوانين العربية والإسلامية والعالمية . . وتفعيل لدور الهيئات والمنظمات والمؤسسات العربية والإسلامية القائمة بما يضمن حفظ الحقوق ومراعاة حقوق الجوار وحقوق رعايا كل دولة، ويمنع النزاع والخلاف والاختلاف فيما بينها . . كل ذلك وفقاً لأحكام الإسلام وتعاليمه السمحة، ومنهجه العادل المنصف، ووسطيته ودعوته إلى الأمن والأمان والسلم والسلام . . وأحكام الإسلام المستمدة من الوحيين (الكتاب والسنة) وسيرة سلف الأمة زاخرة بهذا . . حيث انعقد إجماع الأمة على جواز تعدد الولاة والولايات …

أيها الحفل الكريم: لا أنسى أن أتقدم بالثناء والشكر والتقدير والعرفان والإشادة بالدور الرائد الذي يقوم به مجلس علماء باكستان وعلى رأسهم رئيسهم فضيلة الشيخ محمد طاهر أشرفي في مكافحة الإرهاب والدعوة إلى تحقيق الأمن والاستقرار، وتضامن الأمة وتوحيد صفوفها، وإلى الالتزام بوسطية الإسلام واعتداله.. وما رأيناه منهم من عاطفة جياشة تجاه الحرمين الشريفين واستعدادهم التام للدفاع عنهما والذود عنهما بالنفس والمال والولد وأن أمن الحرمين خطوط حمراء، لا يسمح لأي كائن من كان أن يمسهما بأذى أو سوء أو يمس الدولة والقيادة الراعية لهما والقيّمة عليهما . . والتي بلا شك ولا ريب هي أهل لهذه القيادة والريادة . . فشكر الله سعيهم وبارك في جهودهم ووفقهم..

اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والخير والعدل والهدى والسداد والرشاد . . واحفظ اللهم  علينا أمننا وبلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وإرهاب المرهبين . . وإفساد المفسدين . . حفظ الله علينا أئمتنا وولاة أمورنا وزادهم الله هدى وتقى ورشاداً وصلاحاً واستقامة ونفعاً للعباد والبلاد . . وحفظ الله باكستان حرة أبية رائدة متميزة. . وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن . . اللهم احفظ بلاد الحرمين الشريفين وأدم عزها وأمنها واحفظها من كل سوء وبلاء ومكروه . .

 وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. ـ آمين..

بعد ذلك تم توزيع الهدايا التذكارية والدروع بين الضيوف والمشاركين في هذا المؤتمر . . ثم صدر عنه بيان مشترك جاء فيه:

  • ضرورة توحيد صفوف العالم الإسلامي لمكافحة التطرف والإرهاب.
  • سيحتفي مجلس علماء باكستان بيوم حماية الحرمين الشريفين والأقصى المبارك في آخر الجمعة من شهر رمضان المبارك إن شاء الله تنفيذ بنود البيان الحكومي الصادر باسم رسالة باكستان..
  • يمنح مجلس علماء باكستان شهادة التميز للشخصية الأكثر تأثيرا خلال العام ٢٠١٧م لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله نظير جهوده الكبيرة وخدماته الجليلة التي قدمها للعالم الإسلامي بشكل عام ودعمه لقضية فلسطين بشكل خاص على إيران تجنب التدخل في شؤون المملكة العربية السعودية والدول الإسلامية..
  • الوقوف ضد من يدعم المنظمات الإرهابية ويجندها داخل البلاد الإسلامية وغيرها ويفسد أوضاعها ويهدد أمنها وسلامتها..
  • يؤيد مجلس علماء باكستان توصيات القمة العربية التاسعة والعشرين..
  • أكد المؤتمرون على توحيد صفوف البلاد الإسلامية ومجابهة من يهدد أمن وسلامة المملكة العربية السعودية وباكستان كونهما مركزين مهمين للإسلام والمسلمين. .
  • استنكر المشاركون الهجوم المتكرر من الصفويين على أراضي المملكة العربية السعودية وشددوا على الوقوف ضد من يتدخل في شؤون البلاد الإسلامية والعربية لاسيما المملكة العربية السعودية. .
  • رفض المشاركون من العلماء ورجال الفكر إعلان ترامب بتحويل سفارة إسرائيل إلى القدس وطالبوا بضرورة استقلال فلسطين وأن تكون عاصمتها القدس وهذا هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة. .
  • أكد المؤتمر على ضرورة إيقاف الهجوم والعدوان الذي يقوم به الحوثي المتمرد على المدن السعودية بالصواريخ البلاستية ولو استمر هذا الهجوم واستهدف المعتمرين والحجاج سيؤدي إلى فساد عالمي كبير وتكون نتائجه وخيمة. .
  • أشاد بقرار الجيش الباكستاني الذي أكد على وقوفه مع المملكة العربية السعودية للدفاع عن أراضيها ولاسيما حماية الحرمين الشريفين وبعث القوات العسكرية إلى المملكة للتدريب والتشاور..
  • أثنى العلماء ورجال الفكر  المشاركون في المؤتمر من البلاد المختلفة بجهود الجيش الباكستاني ومنجزاته من أجل الأمن والسلام في باكستان ..