معالي رئيس الجامعة يرعى دورة تدريبية عن حقوق الإنسان في الإسلام والقانون الدولي المقامة في فندق ماركلة في إسلام آباد

انطلاقا من دور الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد في تنمية المجتمع المحلي والإقليمي وبخاصة ما تقوم به الجامعة بواجبها تجاه الإسهام مع العلماء والمختصين في التوعية والتثقيف حول بيان حقوق الإنسان في الإسلام والقانون الدولي.. رعى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش حفل افتتاح الدورة التدريبية عن حقوق الإنسان في الإسلام والقانون الدولي المقامة في فندق ماركلة في إسلام آباد في صباح يوم الثلاثاء 17 يوليو 2018م . . وذلك من قبل أكاديمية الشريعة التابعة للجامعة وبالتعاون مع منظمة (الصليب الأحمر الدولي).. المكتب الإقليمي بجمهورية باكستان الإسلامية..

وحضر الدورة التدريبية العلماء والدعاة والمفكرين والمثقفين والمختصين والمحامين ورجال الإعلام والصحفيين من مختلف أقاليم الباكستانية كما حضرها شخصيات عالمية بارزة من الدول المختلفة المهتمين بحقوق الإنسان في العالم..

في بداية الحفل الذي أعد بمناسبة افتتاح هذه الدورة التدريبية التربوية رحب الدكتور/ ضياء الله رحماني بجميع الحاضرين وخص بالشكر والتقدير معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش على حضوره وتشريفه حفل افتتاح الدورة مع كثرة ارتباطاته العلمية والأكاديمية والإدارية..

مبيناً ملخصاً عاماً عن التعريف بالدورة التدريبية في حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي..

ثم ألقى راعي الحفل معالي رئيس الجامعة البروفيسور أحمد الدريويش كلمة ضافية في هذه الدورة التربوية المهمة حيث رحب فيها بجميع الحاضرين وقدم شكره وتقديره لكل من شرف هذا الحفل المبارك وحضر وشارك وأسهم في الإعداد والتنظيم والترتيب والإشراف..

مضيفاً معاليه: بأن موضوع هذه الدورة التربوية والتي سوف تستمر لمدة أربعة أيام من تاريخ 17-20 يوليو 2018م موضوع في غاية الأهمية موضوع يتعلق بتكريم الإنسان وحقوقه.. حيث كرّم الله سبحانه وتعالى الإنسان منذ أن خلقه ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز تكريمه لبني آدم حيث يقول جل شأنه: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾.

وتتجلى كرامة الإنسان منذ النشأة الأولى، فمن تكريم الله تعالى له أَنْ خلقه في أحسن صورة، حيث يقول الله جل وعلا في هذا المقام: ﴿الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾. بل من تكريم الله لهذا المخلوق أن الله قذف في قلبه المحبة والألفة والرحمة بينه وبين غيره من بني جنسه ونعني بذلك المؤمنين من بني آدم، حيث جعلهم كأنهم أبناء رجل واحد، وجاء هذا جليًّا في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾..

مضيفاً معاليه: بأن البشرية لم تعرف على مدار مراحل تاريخها منذ هبط آدم عليه السلام إلى الأرض وإلى يومنا هذا ديناً مثل الإسلام، كرّمها ورفع قدرها وأعلى شأنها، ووضح ذلك في القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾. وكان هذا أعظم تكريم للإنسان، صوره الله في أجمل هيئة وأحسن صورة..

وذكر معاليه في كلمته الحقوق التي يتمتع بها الإنسان في الإسلام ومن هذه الحقوق باختصار:

1/ حق الحياة: وهو الحق الأول للإنسان، وبه تبدأ سائر الحقوق، وعند وجوده تطبق بقية الحدود وعند انتهائه تنعدم الحقوق، ويعتبر حق الحياة مكفولاً بالشريعة لكل إنسان، ويجب على سائر الأفراد أولاً والمجتمع ثانياً والدولة ثالثاً حماية هذا الحق من كل اعتداء، مع وجوب تأمين الوسائل اللازمة لتأمينه من الغذاء والدواء والأمن من الانحراف فحياة الإنسان مقدسة، لا يجوز لأحد أن يعتدي عليها: “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”. ولا تسلب هذه القدسية إلا بسلطان الشريعة وبالإجراءات التي تقرها..

2/ حق الحرية: من الحقوق التي كفلها الإسلام للإنسان حق الحرية، وهذه الحرية مصونة كحياته، ومن هذه الحريات حرية الذات، وحرية التعبير عن الرأي..

3/ حق المساواة: من الحقوق التي كفلها الإسلام للإنسان حق المساواة، وهو في الحقيقة من أعظم الحقوق في الشريعة الإسلامية، ففي الإسلام مبدأ المساواة في الحقوق والتكاليف، ولكن كل على حسب قدرته واستطاعته، قال تعالى: ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾.

4/ حق التملك: إن الإنسان له الحق في البيع والشراء والتصرف في ماله ما دام جائز التصرف، وجائز التصرف هو الحر البالغ العاقل الرشيد، فما دام الإنسان كذلك رجلاً كان أو امرأةً فله حق التملك بالبيع والشراء وسائر التصرفات الأخرى في حدود المأذون به شرعًا، وهو الكسب الحلال، فالإسلام حمى الملكية الخاصة من أي اعتداء..

5/ حقوق وواجبات أثناء الحرب: إن مبادئ الإسلام واضحة أشد الوضوح فيما يتعلق بالحرب، فقد أنشا لها الإسلام من الآداب والتقاليد ما لم يسبق للبشرية أن عرفت مثله قبل الإسلام ولا تقيدت بنظائره أمة في جميع العصور والأزمان، فقد أوجب الإسلام على القادة والجنود المتحاربين الإلتزام بما يتفق مع الشهامة والنبل والامتناع عن كل ما يشين كرامة الإسلام، حيث أوجب الإسلام على المتحاربين عموماً أن لا يبدؤوا حرباً بالغدر وأن يجتنبوا الفتك بالأعداء غيلة، وأن لا يقتلوا امرأة ولا صبياً ولا شيخاً عاجزاً ولا مُقعداً ولا رجلاً منقطعاً للعبادة..

وأكد معالي رئيس الجامعة بأن الموضوعات المطروحة حسب جدول أعمال هذه الدورة المكثفة خلال أربعة أيام موضوعات في غاية الأهمية وينبغي الاهتمام بها وبيانها للعالم أجمع بأن الإسلام دين الرحمة والعدل والمساواة والإنسانية جمعاء من غير أن يفرق في هذه الحقوق بين أسود وأحمر ولون وجنسية وأخرى.. فلذا ينبغي على جميع المتحدثين الاهتمام بها واعطاء حقها كاملة..

وفي نهاية كلمته كرر معالي رئيس الجامعة شكره وتقديره لجميع من اهتم ويهتم بمثل هذه الحقوق التي هي ثابتة في الإسلام وذلك بإقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل لبيانها وتوضيحها للمجتمعات حتى يكون ذلك واقعاً ملموساً عند الجميع..