برعاية كريمة من قبل صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عواد الجهني إمام المسجد الحرام الجامعة تقيم الندوة العلمية الكبرى بعنوان: (الشباب والتحديات المعاصرة ـ رؤية دينية علمية)

في رحاب الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ممثلة في أكاديمية الدعوة ومعهد إقبال الدولي للحوار والدراسات ومجمع البحوث الإسلامية وبتعاون سفارة خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد بقاعة قائد أعظم بالمبنى القديم للجامعة أقيمت الندوة الدولية الكبرى بعنوان (الشباب والتحديات المعاصرة ـ رؤية دينية علمية) ظهر يوم الجمعة 7/شعبان/1440هـ الموافق 12/أبريل/2019م تحت رعاية كريمة من قبل صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عواد الجهني إمام المسجد الحرام.. وبرئاسةمعالي الأستاذ الدكتور/ محمد معصوم ياسين زائي ومعالي الأستاذالدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية.. وبحضور وتشريف الحضور سعادة الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد ومعالي الأستاذ نور الحق قادري وزير الشؤون الدينية بجمهورية باكستان الإسلامية والسناتور راجه ظفر الحق ومعالي الأستاذ الدكتور/ قبلة أياز رئيس مجلس الفكر الإسلامي..

وقد شهدت الندوة حضور عدد كبير من العلماء والقادة ورجال الفكر والسياسة والإعلام من مختلف أقاليم باكستان ومن الدول الإسلامية والعربية.. كما حضر الندوة نواب الرئيس وعمداء الكليات ومدراء العموم ورؤساء ورئيسات الأقسام وعدداً من العلماء والوجهاء والمثقفين والمفكرين ورجال الإعلام الباكستانيين وطلاب وطالبات الدراسات العليا، وقد بدأت الندوة بآيات من الذكر الحكيم تلاها..

ثم ألقى معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور/ محمد معصوم ياسين زائي كلمة رحب فيها بالضيوف الكرام وعلى رأسهم إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ عبد الله بن عواد الجهني الذي تأتي زيارته إلى جمهورية باكستان الإسلامية في شهر شعبان المكرم قبل شهر رمضان المبارك، وتدل زيارته على وجود العلاقة المبنية على الحب والود والإخاء بين الشعبين الشقيقين، آملاً أن تستمر مثل هذه اللقاءات الودية في المستقبل..

وتحدث معاليه عن أهمية موضوع المؤتمر حيث إن باكستان من الدول ذات النسبة العليا من الشباب، ويصل عددهم إلى 56 مليون نسمة، إضافة إلى الإمكانات الهائلة الأخرى المادية والمعنوية، فيجب استخدام هذه الفئة الغالية لرقي باكستان والأمة الإسلامية جمعاء.. وأكد معاليه على ضرورة الرقي في العلوم والتكنولوجيا في عصر المنافسة والتقدم..

ثم تحدث سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي ورحب سعادته بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عواد الجهني إمام المسجد الحرام في بيته الثاني جمهورية باكستان الإسلامية.. وبين أهمية الشباب في الحضارات لاحتوائهم والاستفادة منهم..

وأشار سعادته إلى جهود المملكة العربية السعودية في ترشيد الشباب إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد حيث تشارك المملكة مع العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع في مواجهة التحديات التي تواجهها الشباب في وقتنا الحاضر وذلك في المحافل الدولية وفي أروقة الأمم المتحدة والتحالفات العالمية لمكافحة الإرهاب..

ثم تحدث راعي الحفل فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عواد الجهني وفقه الله في الندوة حيث شكر الحكومة الباكستانية والجامعة الإسلامية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وعلى إقامة هذه الندوة المهمة..

مشيراً فضيلته بأن الإسلام جاء ليعلي من قيمة الشباب ويؤكد عليها حيث تجلت ذلك في توجيهات ربانية في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة..

وذكر فضيلته عدداً من القصص القرآنية التي تتحدث عن الشباب وذكر الآيات التي تدل على ذلك وكذلك السنة النبوية الشريفة مليئة بالمواقف المضيئة لدى الشباب..

ثم ألقى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش كلمته الضافية في الندوة حيث بدأها بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

ورحب بجميع الحاضرين حيث قال: أرحب بكم في هذا المقام جميعاً واحداً واحداً أجمل ترحيب.. وأشكركم من أعماق قلبي على تلبية دعوتنا والمشاركة والحضور في هذه الندوة الدولية المهمة موضوعاً وزماناً ومكاناً.. والتي بعنوان: (الشباب والتحديات المعاصرة ـ رؤية دينية علمية) وتحت رعاية كريمة من صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عواد الجهني إمام المسجد الحرام..

ونشكر الله سبحانه أن هدانا ووفقنا وجمعنا على محبته وطاعته في هذا اليوم الأغر الميمون، وفي هذا الشهر المبارك الذي يسبق على شهر الفضيلة والإحسان وهو شهر شعبان جمعنا مع من اصطفاه الله سبحانه وتعالى لإمامة بيته الحرام وهو صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عواد الجهني حفظه الله.. والذي شرفنا برعايته وحضوره هذه الندوة المهمة فنشكره ونرحب به بقلوب ملؤها المحبة والدعاء والمودة..

كما قدم معاليه في كلمته شكره وتقديره لجميع الحاضرين على المشاركة في هذه الندوة المباركة التي جمعت بين القلوب، ووحدت الصفوف.. وفي رحاب الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ذلكم الصرح العلمي الشامخ الذي يقع تحت سقف المسجد الذي نحسبه أنه أسس على التقوى ألا وهو مسجد فيصل الذي تبرع ببنائه ذلك القائد العظيم رائد التضامن الإسلامي الكبير الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه ـ وتحت رحاب الجامعة التي تحتضن أكثر من ثلاثين ألف طالب وطالبة من خمسين جنسية في تسع كليات، وتقدم أكثر من 140 برنامجا في تخصصات شرعية وعلمية وتقنية مختلفة.. وتخدم المجتمعات الإسلامية والأقليات المسلمة في أنحاء معمورة.. كل ذلك إسهاما في إثراء المعرفة الإنسانية بكافة فروعها وبخاصة فئة الشباب والشابات منها عن طريق الدراسات المتخصصة، والبحث الجاد، وتعتمد الوسطية والاعتدال والبعد عن التشدد والغلو منهجا لها في برامجها المتنوعة للمساهمة في إيضاح الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف.. وتقديم الشباب الناجحين المفيدين للمجتمعات الذين يواجهون بكل الوسائل المتاحة لديهم التحديات المعاصرة على ضوء تعاليم الإسلام الخالدة الصالحة لكل زمان ومكان..

مبيناً معاليه أهمية هذه الندوة في موضوعها ووقتها حيث تأتي في وقت وشبابنا يواجهون التحديات المعاصرة الكبيرة المختلفة والمتنوعة وهذه التحديات تختلف عن التحديات التي واجهتها الأجيال السابقة في الأزمان الماضية لأننا نعيش في زمن كما يسميه البعض زمن العولمة زمن التكنولوجيا وهذه التحديات تقصد شبابنا الذين هم بمثابة القلب من الجسد وهم أصحاب المسؤولية في إصلاح المجتمعات وتغييرها إذا ما ربو تربية إسلامية وسطية معتدلة متزنة بعيدة كل البعد عن التشدد والتطرف والغلو والإفساد والتفسيق والتكفير..

مشيراً معاليه إلى جهود الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد بجمهورية باكستان الإسلامية في مواجهة التحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين في الوقت الحاضر ومن أبرزها وأخطرها لدى الشباب التكفير والتفسيق والتبديع والتفجير والإرهاب والإفساد وقتل الأبرياء والعنف والغلو والتطرف والإفراط والتفريط.. ومحاربة ذلك.. والعمل على وقاية المجتمع منه ومن آثاره المدمرة، وأخطاره العظيمة على الفرد والمجتمع والدولة والعالم أجمع..

فجامعتنا ولله الحمد وبجهود مباركة من أساتذتها وإدارتها تحارب تلك التحديات التي تواجهها الشباب وتعمل على وقاية المجتمعات منها.. وترسيخ منهج الإسلام الوسطيالمعتدل؛ وذلك من خلال عنايتها بالمناهج والمقررات الدراسيةعناية بالغة منذ إنشائها؛ واهتمامها بإعداد الطالب إعداداًعلمياً وتربوياً سليماً وبناء شخصيته على أساس متين منالإسلام الصحيح، والمعتقد السليم.. ووفق وسطية الإسلامواعتداله واستقامته واتزانه.. وبما يؤهل الشباب ليكونعضواً صالحاً نافعاً لمجتمعه ودولته وأمته.. مع الأخذ فيالاعتبار متطلبات الحياة المعاصرة.. والحرص على سلامةهذه المناهج والمقررات مما يفسد الأخلاق، أو يعارضالسلوك، أو يهدم الدين أو يفرق جمع الأمة أو ينمي فيهاالطائفية أو المذهبية أو التعصب الأعمى المقيت.. وبخاصة في هذا الزمن التي كثرت فيه الفتن ما ظهر منها وما بطن والمسلمون في الأنحاء المعمورة قد عانوا هذه التحديات ونتيجة لذلك رأينا فئام من المسلمين وبخاصة من فئة الشباب الذين ينتهجونمنهج الغلاة من التشدد في الدين والتطرف فيه، ويدفعه التهور والجهل أو التعالم وربما العاطفة الجياشة إلى التكفير، وركوب مطية العنف والإرهاب والتفجير.. مستبيحاً الدماء المعصومة، والأملاك المحترمة، ومنتهكاً الحرمات.. زاعماً أن هذا يخدم الدين، ويصلح حال المسلمين.. وهو بهذا العمل القبيح يخدم أعداء الإسلام والمسلمين..

مضيفاً معاليه بأن حضور هؤلاء العلماء الأجلاء وقادة وممثلي الجماعات الدينية المختلفة في هذه الدولة المباركة لهذه الندوة المتميزة في عنوانها وفي موضوعها كما المتميزة في حضورها ورعايتها من قبل صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عواد الجهني إمام المسجد الحرام ودراستهم للتحديات المعاصرة وطرق معالجتها لدى الشباب وإبراز الجهود من خلال هذه الندوات والمؤتمرات لها آثار إيجابية في منع الشباب من الوقوع فيها.. ومواجهة هذه التحديات المعاصرة والوقاية منها ومعالجتها.. بعد الوقوع.. وسوف تخرج هذه الندوة بنتائج وتوصيات مفيدة ونافعة في هذا الصدد بإذن الله تعالى..

وكرر معاليه شكره وتقديره لفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عواد الجهني وللوفد المرافق له على هذه الزيارة والاهتمام والعناية.. ولسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي على تشريفه وحضوره لهذه الندوة ولجميع مناشط الجامعة المختلفة.. وللجميع على هذا الحضور المتميز في هذا اليوم الأغر المبارك والمشاركة في هذه الندوة الدولية المهمة التي تأتي ضمن الندوات والمؤتمرات التي دأبت الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد على تنظيمها وإقامتها من أجل خدمة المجتمعات الإسلامية والأقليات المسلمة عبر الشباب الذين يتخرجون منها في المراحل المختلفة..

وفي نهاية الندوة قدم معالي راعي الجامعة ومعالي رئيس الجامعة الدروع التذكارية والهدايا للضيوف الكريم.. ثم تناول الجميع طعام الغداء المعد على شرف فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عواد الجهني وضيوفه الكرام الوفد المرافق له من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية..