معالي رئيس الجامعة يرعى حفل الافتتاح للمؤتمر العالمي بعنوان: (التعليم الديني في باكستان: المشاكل والحلول) المقام في جامعة بهاؤ الدين زكريا في مدينة ملتان

رعى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش حفل الافتتاح للمؤتمرالعالمي بعنوان: (التعليم الديني في باكستان: المشاكل والحلول) والذي يقيمه جامعة بهاؤ الدين زكريا ممثلة في قسم الدراسات الإسلامية وبتعاون ومشاركة مجمع البحوث الإسلامية التابع للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد وذلك في مدينة ملتان التاريخية بجمهورية باكستان الإسلامية خلال مدة 10-11/أبريل/2019م يومي الأربعاء والخميس..

وقد شهد المؤتمر حضور عدد كبير من العلماء والقادة ورجال الفكر والسياسة والإعلام من مختلف أقاليم باكستان ومن الدول الإسلامية والعربية.. كما حضر المؤتمر الأستاذ الدكتور/ محمد ضياء الحق مدير عام مجمع البحوث الإسلامية بالجامعة وعدد من الأساتذة ورؤساء الأقسام في الجامعة..

وفي بداية الحفل رحب رئيس جامعة بهاؤ الدين براعي الحفل الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة والوفد المرافق لمعاليه حيث تكبدوا مشقة السفر لتشريف وحضور هذا المؤتمر وشكرهم على هذه الرعاية الكريمة التي ليست مستغربة على معاليه حيث له جهود بارزة في التواصل مع الجامعات المحلية والإقليمية والدولية في تحقيق رسالة الجامعة وأهدافها الإسلامية والعالمية والرقي بها ووصولها إلى مصاف الجامعات الرائدة العريقة..

ثم ألقى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش راعي الحفل كلمةضافية في المؤتمر بدأها بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

مقدما شكره وتقديره لجامعة بهاؤ الدين زكريا على دعوتهم ومشاركتهم في هذه الندوة العلمية المهمة موضوعاً وزماناً ومكاناً.. والتي بعنوان: (التعليم الديني في باكستان: المشاكل والحلول)..

مبيناً معاليه شرف العلم والعلماء حيث قال: أن الله سبحانه وتعالى قد شرف العلم والعلماء وأحاطهم بفضله، وأثنى الله عز وجل في كثير من الآيات القرآنية الكريمة على العلم والعلماء ورفع منازلهم وقدم مراتبهم في الدنيا والآخرة..

لأن العلم هو نبراس الحياة، وهو النور الذي تستضيء به البشرية، وتعرف حقوق خالقها سبحانه وتعالى، وحقوق العباد، وكيفية التعامل مع أفراد المجتمعات..

فالحاجةُ إليه فوقَ كلِّ حاجةٍ، فلا غنى للعبد عنه طرفةَ عينٍ، قال الإمام أحمد رحمه الله: “الناسُ إلى العلمِ أحوجُ منهم إلى الطعامِ والشرابِ، فالرجلُ يحتاجُ إلى الطعامِ والشرابِ مرةً أو مرتين، وحاجته إلى العلمِ بعددِ أنفاسِه”.

العلم هو أساس التمدن، والتطور، وهو أساس الرقي بالأمم، فديننا الإسلام يحث الناس على العلم والمعرفة..

وتنبع أهمية العلم الشرعي كونه هو طريق الخير ودليل على التمسك بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع سبيل المؤمنين ..

وقد وردت في القرآن الكريم الكثير من الآيات البينات التي توضح منزلة وعظمة هذه الدرجة الرفيعة التي كرم الله جل وعلا بعض عباده المؤمنين وجعلهم في أعلى المنازل في الدارين.. لأن فائدة العلم تعم أولاً على صاحبها وترفعه درجة في الدنيا والآخرة، وثانياً يساعد العلم على إبقاء الفائدة والأثر بعد وفاة صاحبه..

مشيراً معاليه في كلمته بأن في عصرنا الحالي بدت الحاجة ضرورية وملحة للتربية الدينية الإسلامية تعلماً وتخلقاً بها عن أي وقت مضى، نظراً لما يمر به عصرنا من أحداث وفتن وتطورات أثرت على المجتمعات الإسلامية بأسرها، وظهرت تحديات عديدة أضعفت القيم والأخلاق والتدين بشكل عام..

وهذه الندوة والتي تنعقد في مدينة تاريخية وفي جامعة تاريخية هي ضمن مجموعة من المؤتمرات والندوات والملتقيات التي تقيمها الجامعات العالمية والإقليمية والمحلية في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية والتقنية والتطبيقية خدمة للإسلام وأهله والعلم وطلابه.. وإسهاماً في النهوض بهذا المجتمع نحو الأفضل وتشخيص احتياجاته ومتطلباته والعمل على معالجة مشكلاته ومعوقاته..

مبيناً معاليه أهمية المؤتمر بقوله بأن هذا المؤتمر مهم جداً لتشخيص واقع التعليم الديني في باكستان وتطويره وعلاج ما قد يعترض طريقه أو يعوق تحقيق أهدافه وغاياته ودفع الشبه التي قد ترد عليه.. وبخاصة إذا استحضرنا أن هذا المجتمع يأتي ضمن منظومة مجتمعاتنا المسلمة المحافظة التي تتخذ من الإسلام دينا ومن الكتاب والسنة منهجاً للتشريع والتطبيق في ميادين الحياة المختلفة.. فالنزعة الدينية لدى المجتمع على مختلف أطيافه وفيئاته وأقاليمه واضحة وبينة وتوجه العامة والخاصة في إلحاق أبنائهم في المدارس الدينية الحكومية أو الأهلية النظامية وغير النظامية أو في المساجد أو الكتاتيب هو السمة الغالبة.. فلا بد لنا أن نقف وقفات للاطلاع على واقع هذا التعليم ورجاله ومناهجه ومقرراته وأساليب أدائه للتشخيص والتقويم والارتقاء نحو الأفضل.. لا سيما مع ما حدث من مستجدات في هذا العصر تقنية وتطبيقية وتكنلوجية وإعلامية وغيرها ومدى قدرة هؤلاء الطلاب الملتحقين بهذه المدارس تعلماً وتعليماً على مسايرة العصر ومتطلباته ومستجداته في ظل هذه الثورة التقنية والإعلامية الحديثة في مختلف المجالات وما تفرزه وينتج عنها من محاسن ومساوئ.. وهل يستطيع طلاب هذه المدارس ومعلموها استيعاب ذلك كله ومسايرته والتعايش معه والأخذ بنافعه ومفيده وترك غثه وسيئه؟..

موضحاً معاليه بأن هذا من مسؤولية الجامعات ورواد التربية والتعليم والعلماء ومن رسالتهم تجاه مجتمعاتهم المتمثلة في بيان الحق وإيضاحه ودلالة الناس على الخير والرشاد.. والتحذير من الباطل وشبهاته..

آملاً أن تغطي هذا المؤتمر المبارك والمشاركون فيه من أصحاب الفضيلة العلماء والأكاديميين ورواد الفكر والبصيرة ما أشرت إليه من خلال أوراق العمل ومداخلات العلماء الفضلاء والمشاركين الأعزاء من طلاب العلم والحاضرين وأهل الخبرة والدراية ومن عايش هذا التعليم منذ بداياته..

ذاكراً معاليه في كلمته جهود الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد في هذا الصدد حيث أقامت مؤتمراً عالمياً ولمدة يومين لأجل هذا الغرض النبيل وبعنوان: “التعليم الديني في باكستان (مؤسساته ومناهجه ومشاكله وسبل حلها)” خلال يومي العاشر والحادي عشر من شهر مارس 2014م أي قبل قرابة أربع سنوات وكان هذا باقتراح مني حين رأيت اهتمام أهل هذا البلد المبارك بالتعليم الديني فناقش هذا المؤتمر عدة مواضيع مهمة في محاوره المتميزة وكان من ضمن توصيات هذا المؤتمر المهم:

1- فتح قنوات التواصل المستمر بين المدارس الدينية والجامعة الإسلامية لإثراء التعليم الديني في البلاد وتحسينه وتطويره حسب مقتضيات واقعنا المعاصر وذلك من خلال تبادل زيارات الكوادر العلمية والدينية في هذه المؤسسات ودعوات المشاركة في الندوات والمحاضرات..
2- التواصل بين ممثلي المدارس التابعة للوفاقات المختلفة أساتذة وطلاباً لبناء الثقة بين أفرادها والبحث عن سبل التعاون والاشتراك فيما بينهم ويمكن أن تقوم الجامعة الإسلامية واتحاد الوفاقات بهذه المهمة خير قيام.
3- إقامة الدورات التدريبية للأساتذة المبتدئين في المدارس من قبل كلية أصول الدين في طرق ووسائل التعليم المعاصرة والبحث العلمي وتحقيق المخطوطات.
4- الاستفادة من تجربة بعض الدول الإسلامية كالمملكة العربية السعودية في مجال رعاية مدارس التعليم الديني ومعاهده وكلياته ودعمها بالمتطلبات اللازمة وتشكيل لجنة عليا لدراسة هذا المقترح من كبار العلماء والشخصيات الأكاديمية والعلمية والدينية ذات الاهتمام ونحوهم من المهتمين من ذوي الاختصاصات العلمية وبعضُ رجال الدولة. والجامعة الإسلامية على أتم الاستعداد لرعاية هذه اللجنة والتعاون معها لما فيه من خير البلاد والعباد..

وفي نهاية كلمته كرر معاليه شكره وتقديره لمعالي رئيس جامعة بهاؤ الدين زكريا ولجميع المنظمين لهذا المؤتمر وعلى رأسهم قسم الدراسات الإسلامية في جامعة بهاؤ الدين زكريا ومجمع البحوث الإسلامية بالجامعة..

وفي ختام الحفل قدم معالي رئيس جامعة بهاؤ الدين الدرع التذكاري لمعالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية اعترافاً بخدماته الجليلة وحضوره ورعايته لحفل افتتاح مؤتمر: التعليم الديني في باكستان: المشاكل والحلول.. متمنياً لمعاليه طيب الإقامة في مدينة ملتان..