اختتام الندوة العلمية الكبرى في الجامعة الإسلامية العالمية إسلام آباد بعنوان: “الشباب والتحديات المعاصرة -رؤية دينية علمية”

اختتمت اليوم الجمعة 6/ شعبان/1440هـ الموافق 12/أبريل/2019موبحضور كوكبة من كبار العلماء وذوي الاختصاص والريادة، وبعض سفراء الدول الإسلامية، وأعضاء مجلس الشيوخ والبرلمان، ورجال الدولةوالفكر والثقافة، ورجال الإعلام، والوجهاء والأعيان، وأساتذة الجامعة، وطلابها، أعمال الندوة العالمية بعنوان: الشباب والتحديات المعاصرةرؤية دينية علمية التي نظمتها الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد ممثلة في أكاديمية الدعوة، ومجمع البحوث الإسلامية، ومعهد إقبال للبحث والحوار، وبالتعاون مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد تحت رعاية فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عواد الجهني إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة، وتحت إشراف معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور/ محمد معصوم ياسين زئي وبرئاسة معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي، وذلك في قاعة قائد أعظم بمقر الجامعة القديم (مبنى مسجد الملك فيصل رحمه الله) في إسلام آباد في 06 شعبان المعظم 1440ه الموافق 12 أبريل 2019م.

وعبر أصحاب الفضيلة العلماء عن تقديرهم للرعاية الكريمة للندوة منفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عواد الجهني إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة، ومعالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور معصوم ياسين زئي،ومعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش، كما قدموا شكرهم وتقديرهم للجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد وسفارة خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد على إقامة هذه الندوة المهمة في موضوعها وومكانها وتوقيتها، سائلين الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه خير الأمة وصلاحها، كما يقدمون خالص الشكر مقروناً بالدعاء لفصيلته على زيارة جمهورية باكستان الإسلامية، وعلى هذه اللفتة الكريمة منه بزيارة الجامعة الإسلامية.

وكان من أهداف الندوة دراسة ومناقشة التحديات التي يواجهها شباب الأمة الإسلامية، ومنها تحديات الشبهات والشهوات الواردة من الحضارات الأخرى، وإبراز أهمية عودة الشباب إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واعتزازهم بثقافتهم الإسلامية وقيمهم الدينية حتى يكونوا مجد الأمة ومستقبلها وضمان عزها وفخرها واستمرارها.  

وشارك في الندوة نخبة من العلماء والأكاديميين وذوي الاختصاص ورجال السياسة والثقافة والإعلام والوجهاء والأساتذة والأكاديميين من الجامعات الباكستانية، وقدموا أوراق عمل متميزة تناولت جوانب ومحاور موضوع الندوة.

وبعد عرض ومناقشة البحوث وأوراق العمل المقدمة وما ورد عليها من مداخلات من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة خرجت الندوة بجملة من التوصيات المهمة المتمثلة في الآتي:

أولاً: الشكر والتقدير والعرفان لجمهورية باكستان الإسلامية حكومة وشعباً على رعايتها للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد واهتمامها وعنايتها بالشباب، وحرصها على سلامتهم معتقداً وأخلاقاً وفكراً وسلوكاً ومنهجياً، واستقامة واعتدالاً، ونصرتها للقضايا الإسلامية والعربية وجهودها المستمرة في مكافحة الإرهاب والتطرف وسعيها في نشر ثقافة الحوار وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في المجتمع،  وتعاونها مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في استضافة صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عواد الجهني-حفظه الله-الأمر الذي مكّن الجامعة من دعوته لرعاية هذه الندوة المباركة المهمة في موضوعها ومكانها وزمانها.

ثانياً: الشكر والتقدير والعرفان للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً على اهتمامها لجمهورية باكستان الإسلامية، وحرصها على تقوية العلاقات الأخوية معها، وعلى دعمها لباكستان في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية.

ثالثاً: ثمن المشاركون في الندوة دور المملكة العربية السعودية في توحيد الأمة وأن قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك الجازم الحازم سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيدهما الله تعالى – يبذلان جهودا عظيمة لإيجاد روح الأخوة والتآلف والتآزر بين المسلمين في جميع أنحاء المعمورة، ولهما دور ريادي قيادي في رفع شمل الأمة الإسلامية وجمع كلمتها وتوحيد رايتها ونشر الفكر الصحيح القائم على الوسطية والاعتدال، وإتاحته الفرصة لجمهورية باكستان الإسلامية بصفة خاصة في الاستفادة والإفادة والاستزادة من أئمة الحرمين الشريفين نظرا لما يحظون به من مكانة خاصة في قلب كل مواطن باكستاني.

رابعا: أكد المشاركون رفضهم القاطع لأي محاولة للتقليل من دور قيادة المملكة العربية السعودية في رعاية وخدمة الحرمين الشريفين، واستنكروا بشدة ما يتداوله بعض الأشخاص أو الجهات حول ما يتعلق بتدويل الحرمين الشريفين، مشددين على أن خدمة الحرمين الشريفين وخدمة كل حاج ومعتمر وزائر ووافد ومقيم على أرض الحرمين هو حق سيادي للمملكة ولا يقبل المساس به، مقدّرين جهودها الكبيرة والمتواصلة والدؤوبة في رعايتهما وتوسعتهما والحرص الجاد والجازم على خدمتهما وتيسير أمور الحُجّاج والمعتمرين والزائرين، والعمل على راحتهم واطمئنانهم وأمنهم وسلامتهم، مثمنين الدور الرائد والتضامن المستمر من قبل حكومة جمهورية باكستان الإسلامية حكومة وشعباً تجاه الدفاع عنهما وتحقيق أمنهما.

خامسا: قدر المشاركون الدور الكبير والعظيم الذي يقوم به أئمة الحرمين الشريفين في مجال العلم والدعوة والخطابة والتوجيه في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها .. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حسن اختيارهم من قبل ولاة الأمر في المملكة وتوفُّر الأهلية والكفاءة والعلم والكفاية فيهم.

سادسا: دعت الندوة إلى اعتماد الوسائل التربوية الصحيحة في التعامل مع الشباب، وفتح قنوات للحوار معهم ومناقشة مشكلاتهم، كما طالبت الجامعات لتبني مقررات دراسية تتضمن تعزيز مفاهيم أساسية مثل الإيمان بالله، والتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأخذ بوسطية الإسلام واعتداله، والبعد كل البعد عن الانحراف الفكري والسلوكي، وحرية التعبير عن الرأي، والانتماء، والحوار، وتأسيس هيئات علمية عليا تجمع العلماء وأهل التربية والخبرة للإشراف على خطط التعليم في المدارس والجامعات.

سابعا: الاهتمام بتيسير سبل شغل الفراغ بالبرامج الدينية والثقافية والرياضية والاجتماعية والثقافية من خلال المؤسسات التعليمية والتربوية وغيرها.

ثامنا: دعت الندوة المجتمع المدني الى تخصيص برامج ودراسات من أجل مزيد الإحاطة بالشباب ووقايته مما يهدده من مخاطر الانحراف السلوكي أو من مزالق التطرف والإرهاب والعنف والتشدد.

تاسعا: أكد المشاركون على وضع خطط وبرامج محسوسة وملموسة لحسن استعمال الشبكة العنكبوتية والتنبيه الى سلبياتها ابتداء من السنوات الأولى للدراسة.

عاشراً: أكد المشاركون في الندوة على أهمية تكوين وتقوية العلاقات التعليمية والمعرفية والثقافية بين الدول الإسلامية، باعتبار العلاقات التعليمية إحدى أعمق وأدوم أنواع العلاقات بين الشعوب، وأن تكون العلاقات التعليمية بين المؤسسات العلمية في المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية نموذجاً يحتذى به، وفي هذا الصدد يشكرون المملكة العربية السعودية على تعاونها ودعمها للجامعة الإسلامية العالمية منذ تأسيسها منذ ما يقارب من أربعين سنة إلى يومنا هذا، كما يقدرون ويثمنون دور معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش في تطوير الجامعة من النواحي الإدارية والأكاديمية،ويهنئونه وكافة مسنوبي الجامعة على حصول الجامعة لمركز (301) في تصنيف التايمز العالمي بين أفضل (500) جامعة عالمية، وفي تحقيق رسالتها وأهدافها ونشر المنهج الإسلامي الوسطي بين شباب الجامعة وشاباتها، وتقوية علاقة الجامعة بأخواتها من جامعات العالم الإسلامية عبر البرامج المشتركة وغيرها، ويتطلعون إلى مزيد من التعاون العلمي بين هذه الجامعات وتحت قيادته لاستمرارية مزيد من العطاء والإنجازات، كما يقدرون الدور الرائد الذي يقوم به سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ نواف بن سعيد المالكي وإخوانه وزملائه في الملاحق ومدراء المكاتب التابعة لها في تعزيز وتقوية العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية في كافة المجالات وخاصة في المجال التعليمي والثقافي والديني.

الحادي عشر: يناشد المشاركون من مسؤولي التعليم ورواده في عالمنا الإسلامي في الوزارات المعنية والجامعات والكليات والمعاهد التعليمية والتربوية لدعم قضايا الشباب المسلم والاهتمام بمشاكله، وهمومه، وتوفير البيئة العلمية والعملية والإدارية الصالحة له من أجل النهوض بالأمة والاطلاع برسالته وفق ضوابط الإسلام وأحكامه وآدابه وتعاليمه الخالدة، ونشر معاني الوسطية والاعتدال والسلم والسلام، والتسامح بين طوائفه وأطيافه من خلال وضع خطط محكمة لذلك والتصدي بحزم وقوة لتلك الجماعات الضالة والتيارات المنحرفة والأفكار الهدامة التي تريد طمس هوية أبنائنا وبناتنا من الشباب والشابات، وجعلهم غنيمة باردة لأرباب الهوى واصحاب الفتاوى الشاذة، وعلماء السوء والجهالة، وجعلهم لقمة سائغة في أيديهم للمتاجرة بهم وتنفيذ مخططاتهم الضالة وزرع بذور الفتنة والشقاق والنزاع بين أفراد المجتمع والدولة.

الثاني عشر: يشيد المشاركون بالدور المتميز الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب، وبتعاونها مع المجتمع الدولي للحفاظ على السلم والأمن الدوليين في محاربة ذلك، ونبذ الغلو والتطرف بجميع أنواعه من خلال تعاونها وانضمامها وإسهاماتها الفاعلة في الجهود المبذولة لمكافحة هذه الآفة الخطيرة، وتنفيذها للقرارات الدولية، ولا سيما دعمها لإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بمبلغ 100 مليون دولار، وتبنّيها في عام 2015م للتحالف العسكري لمحاربة الإرهاب والذي يضم 41 دولة إسلامية، وإنشائها في عام 2017م المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) الذي يسعى بدوره أيضا لمحاربة الإرهاب واستئصال جذوره وقطع أسبابه ومسبباته ونشر قيم التسامح والاعتدال والتعايش السلمي وتحقيق الأمن المجتمعي في العالم أجمع.

الثالث عشر: يثمّن المشاركون جهود وزراة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية بقيادة معالي الوزير عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ في الاهتمام بفئة الشباب وتخصيص البرامج العلمية والنوعية في تأصيل مبادئ الوسطية والاعتدال، ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب، وكذلك التحذير من الجماعات المتطرفة والإرهابية، والتأكيد على السمع والطاعة لولاة الأمر ولزوم الجماعة والتحذير من الخروج على الجماعة.

وفي الختام تتقدم الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد أساتذة وطلابا وإدارييين بخالص الشكر وعظيم التقدير لصاحب
الفضيلة الشيخ
الدكتور عبد الله بن عواد الجهني إمام الحرم المكي على توجيهاته القيمة وعلى زيارته المباركة لهذه الجامعة وعلى كل ما يسهم به من جهود في توعية الأمة بواجباتها نحو دينها وأوطانها وقضاياها.

كما تتقدم الجامعة بالشكر والتقدير لجميع المشاركين في هذه الندوة على تقديم بحوثهم العلمية المحتوية على التوجيهات القيمة التي يستفاد بها في تحقيق رؤية البلدين في أمن الحرمين الشريفين.

وصلى الله وسلم وبارك على نبيـنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

6