اختتام الندوة العلمية الكبرى بعنوان: (الوسطية في القرآن والسنة وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية)

تحت رعاية فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام اختتمت اليوم الأحد الموافق 23 جمادى الآخرة 1439ه – 11 مارس 2018م أعمال الندوة العلمية الكبرى بعنوان: (الوسطية في القرآن والسنة وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية) التي نظمتها الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد باكستان ممثلة بمعهد إقبال الدولي للحوار والبحوث، ومجمع البحوث الإسلامية، وأكاديمية الدعوة تحت إشراف معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور معصوم ياسين زئي ومعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش -حفظهما الله تعالى- في قاعة قائد أعظم بمقر الجامعة القديم (مبنى مسجد الملك فيصل)..

وقد شهدت الندوة حضورا كبيرا ومشاركة مباركة من كوكبة من العلماء والوجهاء، وقادة الجمعيات الدينية، وسفراء الدول الإسلامية والعربية، وأعضاء مجلس الشيوخ والبرلمان، ورجال الدولة، وأرباب اللغة والإعلام، وذوي الاختصاص والريادة، وأساتذة الجامعة، وطلابها وطالباتها، وكافة منسوبيها..

وعبر أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة العلماء والسفراء والدبلوماسيون والضيوف الكرام عن تقديرهم للرعاية الكريمة للندوة من فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، وللإشراف عليها من معالي راعي الجامعة ومعالي رئيسها، كما قدموا شكرهم وتقديرهم للجامعة الإسلامية العالمية إسلام آباد على إقامة هذه الندوة المهمة في موضوعها وتوقيتها، سائلين الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد..

وكانت الندوة تهدف إلى:

  1. تحديد مفهوم الوسطية في ضوء نصوص الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، ليكون منهجاً منضبطاً بعيداً عن الغلو والتطرف والإفراط والتفريط.
  2. إبراز جهود المملكة العربية السعودية من خلال مؤسساتها الدعوية والتعليمية، ومن خلال علمائها في ترسيخ المنهج الوسطي المبني على الكتاب والسنة، وفهم سلف الأمة، ومحاربة الغلو والتطرف والإرهاب والإفساد وتحقيق الأمن المجتمعي.
  3. إبراز جهود جمهورية باكستان الإسلامية من خلال علمائها ومؤسساتها العلمية ولا سيما الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، وفي نشر المنهج الوسطي المعتدل، ومحاربة الفكر المتطرف والإرهاب والإفساد وتحقيق الأمن المجتمعي.
  4. الإسهام في نشر المنهج الوسطي وترسيخه في أذهان الشباب والشابات.
  5. بيان دور الجامعة الإسلامية العالمية في نشر الفكر الوسطي المعتدل ومحاربة الفكر المتطرف والإرهاب والإفساد من خلال ماتقدمه من برامج وفعاليات متنوعة ومناشط غير صفّيّة.

وبعد تقديم البحوث وأوراق العمل وما ورد عليها من مداخلات من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة خرجت الندوة بجملة من التوصيات المهمة المتمثلة في الآتي:

أولاً: الشكر والتقدير والعرفان لجمهورية باكستان الإسلامية حكومة وشعباً على رعايتها للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ونصرتها للقضايا الإسلامية والعربية وجهودها المستمرة في مكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة الحوار وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في المجتمع ..  واستضافتها الكريمة لصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب-حفظه الله-الأمر الذي مكّن الجامعة من استضافته ورعايته لهذه الندوة المباركة المهمة في موضوعها ومكانها وزمانها..

ثانياً: الشكر والتقدير والعرفان للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً على اهتمامها ومتابعتها للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ورعايتها لها حيث نمت هذه الجامعة كماً وكيفاً وتطورت تطوراً علمياً وأكاديمياً وبحثياً وخدماتياً وعمرانيا وإنشائياً بجهود متواصلة من المملكة. وهي تمثل رمزاً للعلاقات الأخوية الودية التاريخية بين البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية.

ثالثا: يثمن المشاركون في الندوة دور المملكة العربية السعودية في توحيد الأمة وأن قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يبذل جهودا عظيمة لإيجاد روح الأخوة والتآلف والتآزر بين المسلمين في جميع أنحاء المعمورة، وله دور ريادي قيادي في رفع شمل الأمة الإسلامية وجمع كلمتها وتوحيد رايتها ونشر الفكر الصحيح القائم على الوسطية والاعتدال..وإتاحته الفرصة لجمهورية باكستان الإسلامية بصفة خاصة في الاستفادة والإفادة والاستزادة من أئمة الحرمين الشريفين نظرا لما يحظون به من مكانة خاصة في قلب كل باكستاني.

رابعا: يحذر المشاركون في الندوة من التدخل في شؤون الدول الإسلامية، وبث القلاقل والفرقة والتعصب بين الشعوب الإسلامية، ويشددون على ضرورة التصدي للإرهاب والطائفية والإقليمية والتطرف والغلو والتشدد ويؤكدون على ونشر منهج الاعتدال والوسطية كما جاءت في الكتاب والسنة..

خامسا: يؤكد المشاركون رفضهم القاطع لأي مجادلة للتقليل من دور قيادة المملكة العربية السعودية في رعاية وخدمة الحرمين الشريفين، ويستنكرون بشدة ما يتداوله البعض أفرادا أو جهات أو دولا حول ما يتعلق بتدويل الحرمين الشريفين .. مشددين على أن خدمة الحرمين الشريفين وكل حاج ومعتمر وزائر ووافد ومقيم فيهما هو حق سيادي للمملكة ولا يقبل المساس به.. مقدّرين جهودها الكبيرة والمتواصلة والدؤوبة في رعايتهما وتوسعتهما والحرص الجاد والجازم على خدمتهما وتيسير أمور الحُجّاج والمعتمرين والزائرين.. والعمل على راحتهم واطمئنانهم وأمنهم وسلامتهم..

سادسا: يقدر المشاركون الدور الكبير والعظيم الذي يقوم به أئمة الحرمين الشريفين في مجال العلم والدعوة والخطابة والتوجيه في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها .. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إحسان اختيارهم من قبل ولاة الأمر في المملكة وتوفُّر الأهلية والكفاءة والعلم والكفاية فيهم.. وفق الله الجميع..

سابعا: يؤكد المشاركون بأن جمهورية باكستان الإسلامية -قيادة وشعبا- دائما تؤيد وتقف مع المملكة العربية السعودية وتشيد بدور المملكة في نشر الوسطية والاعتدال في المجتمعات الإسلامية و مكافحة الإرهاب من خلال إنشاء تحالف إسلامي. وهي ترى ضرورة أداء دور فاعل ومؤثر لهذا التحالف تحت قيادة المملكة العربية السعودية لحملها أمانة قيادة العالم الإسلامي.

ثامنا: يقدر المشاركون جهود الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد في نشر الوسطية والاعتدال من خلال مناهجها الدراسية، وإقامة الندوات والمؤتمرات حول هذا الموضوع، ومن خلال مؤلفات معالي رئيسها الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش الذي منحه فخامة الرئيس الباكستاني السيد ممنون حسين وسام التميز نظير جهوده العلمية في مجال التأليف والبحث لاسيما في الفقه المقارن. وكذا دراساته وأبحاثه المتعلقة بمكافحة الإرهاب التطرف والدعوة إلى التوسط والاعتدال.

تاسعا: يؤكد المشاركون أن الخطاب الوسطي هو ما تتميز به الدعوة الإسلامية والرسالة المحمدية، وهو السياج المنيع الذي يصان به المجتمع من جميع الانحرافات العقدية والمنهجية والأخلاقية والاجتماعية، فلا بد للأمة الإسلامية والقائمين بشؤونها والمهتمين بقضاياها أن يحققوا ويجسدوا هذا الخطاب في مناهجهم الدعوية والتعليمية، والتوعوية والإرشادية، والتربوية والإصلاحية، حتى ترفُل الأمة الإسلامية في ثوب العز والكرامة والتمكين، ويعود لها مجدها التليد المفقود.

عاشرا: ينبه المشاركون أن الأمة الإسلامية مستهدفة من الأعداء و الإرهابيين، ومن أعمالهم إسقاط مرجعيات الأمة الإسلامية والاقتداء بمن ليس له خلفية علمية شرعية في الدين الإسلامي. وهذا يطالب العلماء والدعاة والمفكرين لتكثيف جهودهم لمواجهة دعوات التطرف والإرهاب التي تنشر سمومها مستغلة التقصير في بيان الموقف الشرعي من بعض القضايا الجدلية التي وظَّفها الطرف الآخر لخدمة أهدافه…

الحادي عشر: نظرا لأهمية موضوع الندوة وحاجة المسلمين ولمساسها بحياتهم المعاصرة .. يوصي المشاركون بأن يقام مؤتمر دولي تحت هذا العنوان تنظمه الجامعة الإسلامية العالمية في رحابها أو بالتعاون مع إحدى الجامعات أو المؤسسات العلمية المحلية أو الإقليمية أو العربية الإسلامية أو العالمية..