برعاية كريمة من قبل صاحب الفضيلة الدكتور/ صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام الجامعة تقيم الندوة الدولية الكبرى بعنوان: (الوسطية في القرآن والسنة وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية و باكستان )

في رحاب الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد بقاعة قائد أعظم بالمبنى القديم للجامعة أقيمت الندوة الدولية الكبرى بعنوان (الوسطية في القرآن والسنة وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية)مساء يوم الأحد 11/3/2018م الموافق 23/6/1439هـ تحت رعاية كريمة من قبل صاحبالفضيلة الدكتور/ صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام.. وبرئاسة معالي الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية..

وقدشهدت الندوة حضورعدد كبير من العلماء والقادة ورجال الفكر والسياسة والإعلام من مختلف أقاليم باكستان ومن الدول الإسلامية والعربية، ومن بين أبرز الحضورالأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد والملحق الثقافي السعودي في إسلام آباد وأعضاء السلك الدبلوماسي السعودي في إسلام آباد..

كما حضر الندوة نواب الرئيس وعمداء الكليات ومدراء العموم ورؤساء ورئيسات الأقسام وعدداً من العلماء والوجهاء والمثقفين والمفكرين ورجال الإعلام الباكستانيين وطلاب وطالبات الدراسات العليا، وقد بدأت الندوة بآيات من الذكر الحكيم تلاها أحد طلبة الدراسات العليا في كلية أصول الدين..

ثم ألقى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش كلمة حيث بدأها بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

ورحب فيها بجميع الحاضرين وشكرهم حيث قال معاليه: أرحب بكم في هذا المقام جميعاً واحداً واحداً أجمل ترحيب.. وأشكركم من أعماق قلبي على تلبية دعوتنا والمشاركة والحضور في هذه الندوة المهمة موضوعاً وزماناً ومكاناً.. والتي بعنوان: (الوسطية في القرآن والسنة وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية)..

وأشكر الله سبحانه على ما أنعم به علينا وتفضل من نعم كثيرة، من أولاها نعمة الإيمان والإسلام والأمن والأمان والسلام، وأن جعلنا من أمة القرآن، وجعلنا من أمة خير الأنام، واصطفى هذه الأمة بوسطيتها واعتدالها وسماحة تعاليمها لتكون خير الأمم كما هو ثابت بنص القرآن:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.فكانت وما زالت خير الأمم في عباداتها ومعاملاتها وعقيدتها وأخلاقها وسلوكها وعلمها وريادتها وقيادتها لغيرها من الأمم..

ونشكر الله سبحانه أن هدانا ووفقنا وجمعنا على محبته وطاعته في هذا اليوم الأغر الميمون، مع من اصطفاه الله سبحانه وتعالى لإمامة وخطابة بيته الحرام، وهو صاحب الفضيلة الدكتور صالح بن محمد آل طالب حفظه الله.. مع هذا الجمع المبارك الميمون.. فبارك الله فيهم وجزاهم الله أحسن الجزاء..

مبيناً معاليه في كلمته نبذة مختصرة عن الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ذلكم الصرح العلمي الشامخ الذي يحتضن أكثر من ثلاثين ألف طالب وطالبة من خمسين جنسية في تسع كليات، وتقدم أكثر من 140 برنامجا في تخصصات شرعية وعلمية وتقنية مختلفة.. إلى جانب أكاديميتين: أكاديمية الشريعة وأكاديمية الدعوة، ومعهد إقبال الدولي للبحوث والحوار والدراسات، ومجمع البحوث الإسلامية للدراسات والتحقيقات، ومركز للتكنولوجيا، كل ذلك إسهاما في إثراء المعرفة الإنسانية بكافة فروعها عن طريق الدراسات المتخصصة، والبحث الجاد، وتعتمد الوسطية والاعتدال والبعد عن التشدد والغلو منهجا لها في برامجها المتنوعة للمساهمة في إيضاح الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف..

مشيراً معاليه إلى أهمية هذه الندوة موضوعاً وزماناً ومكاناً حيث قال: إننا نؤمن إيمانا جازما على أهمية هذه الندوة في موضوعها ووقتها حيث تأتي في وقت والأمة الإسلامية في أمس الحاجة ما تكون إلى إظهار وإبراز وسطية الإسلام وسماحته واعتداله كما جاء في الكتاب والسنة النبوية، وتحقيق الأمن والأمان والسلم والسلام وتعزيز الوحدة الإسلامية، والتعايش بين كافة الأطياف داخل الدولة والتكامل فيما بينهم، ونبذ الطائفية والحزبية والمذهبية.. والتعصب المقيت..

وموضوعها: تبنّي الخطاب الوسطي المعتدل والحوار الهادف المتفق مع ثوابت الإسلام والمحقق الأمن المجتمعي  . . حيث تعد الوسطية صفة ثابتة من صفات هذا الدين سواء ما يتعلق بوسطية الخطاب أو وسطية الحوار أو وسطية العبادات والمعاملات والعلم.. والخطاب الإسلامي خطاب حاضر يؤلف القلوب ويحميها ويرحمها وهو موجَّه للخلق أجمع، وهو خطاب رفيق هادئ، يؤكد على أهمية تضافر الجهود العلمية والدعوية لتعزيز هذا المنهج الثابت، وأن يكون كل فرد قدوة صالحة، وأن لا يخاطب التطرف بتطرف مضاد . .

مبيناً معاليه في كلمته دور المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية في تطبيق الوسطية في هذه الندوة المباركة وذلك من خلال ما يأتي:

الأول: أن المملكة العربية السعودية ــ حفظها الله ــ وهي تأخذ بهذا المبدأ مبدأ الوسطية والاعتدال والتيسير ورفع الحرج وتطبيقه قولاً وعملاً ومعتقداً .. وإنما تعد ذلك خصيصة من خصائص هذه الشريعة الغراء، وحكماً شرعياً، وواجباً من الواجبات الدينية المستمد من الكتاب والسنة النبوية مستندة في هذا على القران الكريم والسنة النبوية المطهرة فمن القرآن الكريم قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا}، وقال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا}، وقال تعالى:{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا}، وقال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا)، وقال عليه الصلاة والسلام: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه)، وما خير الرسول صلى الله عليه وسلم ــ بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً، ومن ثم فإن هذا المبدأ الشرعي سارت عليه المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ــ رحمة الله ــ في أقواله وأعماله وإدارته للدولة وسياستها الداخلية والخارجية واصلاحاتها … فكان يستمد كل هذا من الكتاب والسنة محافظاً على ثوابت  هذه الدين وأسسه وأصوله ومبادئه وأحكامه . . وبين الأخذ بكل جديد مفيد من مستجدات الحياة المدنية والحضارة المعاصرة بما لا يتعارض مع هذه الأسس والثوابت للدين فدولتنا تحكِّم الشريعة الإسلامية وتطبقها قولاً وعملاً ومعتقداً في شتى أمورها ومازالت ــ بحمد الله ــ قضاءً وسياسة واجتماعاً وتعليما وتربية وأخلاقاً وسلوكاً . . وأمراً ونهياً وبناءً عليه فليس هناك مجال لمن يريد أن يخطف منا هذا المبدأ ويدعي أن المملكة العربية السعودية إنما تقوم بهذا وندعو اليه تحت ضغوط خارجية أو استشعاراً بالتبعية الغربية أو الشرقية . .فنحن لا نسمح أن يختطف منا هذا المبدأ الثابت والأصل من قبل التغريبيين أو العلمانيين أو اللبراليين أو غيرهم. .فهو أصل ثابت عندنا من أصول الدين والحكم والسياسة منطلقة من يسر وسماحة هذا الدين وعالميته ومرونته وصلاحيته للتطبيق في كل زمان ومكان . . وقدرته على مسايرة أحداث العصر ونوازله ومستجداته . . وأنه لا ينكر تغير الأحكام بتغيير الأزمان . .

فولاة أمرنا يعون جيداً ما ذكرناه كما يطبقونه ويوجهونه فيه . . وما يقومون به ولا ينطلقون إلا بمشاورة العلماء الربانيين في أمورهم وإصلاحاتهم وإدارتهم لشئون الحكم والدولة وذلك وفقاً لضوابط الشرع وأحكامه كما هو معلن وواضح وظاهر لنا جميعاً..

الأمر الثاني: هو أن مظاهر الوسطية والاعتدال في المملكة العربية السعودية – بحمد الله – هو حسن اختيار أئمة الحرمين الشريفين من قبل ولاة الأمر حفظهم الله .. فأئمة الحرمين الشريفين يمتازون بالكفاءة والكفاية العلمية والمعرفية والتربوية والدعوية والوسطية والاعتدال .. ودعوتهم للوحدة والاتحاد والائتلاف ونبذ الفرقة والخلاف والنزاع فالاتحاد قوة . . والنزاع والخلاف شر . . فهم يختارون من نخب المجتمع أمانة وديانة وعلماً ووسطية واعتدالاً . . فهم من أساتذة الجامعات ممن عرفوا باستقامتهم واعتدالهم … وهذا ولا شك محسوس مشاهد مملوس للجميع .. وهو ما ترونه ونراه واقعاً ملموساً … نرى منهم بحمد الله الديانة والأمانة والعلم والمعرفة والكفاية والكفاءة والتواضع وحب الخير والدعوة إلى الله على بينة وبصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة ..

وفي هذا توكيد على قدرة المملكة العربية السعودية وولاة أمرها في إدارة شئون الحرمين بكفاءة واقتدار، سواء في مجال الريادة العلمية والخطابية والتوعوية، أو في مجال الإدارة والخدمات ، أو في مجال الانفاق وتوفير المتطلبات ، أو في مجال الدعوة والإرشاد، أو في مجال الدروس العلمية، أو في مجال الحفاظ على الأمن والسلامة والنظافة ، أو في مجال التوسعة لهما وإنفاق الأموال الباهظة والطائلة على ذلك واختيار أكفأ الشركات والمؤسسات الهندسية والعمرانية والفنية للعمل في تشييدهما وخدمتهما فيهما مهما كلف هذا من مليارات الريالات والأموال الطائلة التي تنفق عليهما بصفة دؤوبة . .

ومن ثم فللمملكة العربية السعودية حق السيادة كاملة على الحرمين الشريفين ولا يسمح لأي أحد مهما كان من الداخل أو الخارج المساس بهما أو بأمنهما أو الدعوة إلى تدويلهما أو نحو هذا . . فكل هذه الدعوات دعوات باطلة ساقطة لا تستند على شرع ولا عقل ولا واقع ونحن هنا في هذه الجامعة المباركة وفي هذا اللقاء الطيب المبارك نستنكر ونشجب أي اعتداء على الحرمين الشريفين أو المساس بأمنهما وسلامتهما أو الدعوة إلى تدويلهما . . فحق السيادة ــ بعون الله وتوفيقه ومنته ــ ثابت إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لهذه الدولة المباركة بولاة أمرها المخلصين وقادتها الأشاوس الميامين وجنودها المناضلين والمدافعين . . ونثق بقدرتهم وكفايتهم على هذا والله على ما نقول شهيد. .

الأمر الثالث: هو أن من مظاهر الوسطية والاعتدال التي تبنتها هذه الجامعة قولاً وعملاً وتطبيقاً هو قيامها بعدد من المراجعات لمناهجها ومقرراتها وتأصيل منهج  الوسطية والاعتدال بها وربطها بأحكام الإسلام ووسطيته واعتداله وبعده عن الغلو والتطرف والإفساد والإرهاب والقتل والتدمير والتكفير والتفسيق والتبديع . . والدعوة إلى الوحدة والاتحاد ونبذ الفرقة والخلاف والنزاع فهي جامعة إسلامية عالمية محلية تجمع ولا تفرق تعطي ولا تحرم وتفيد وتنفع وتعلّم وتزلي ولا تضر أو تمنع أو تعنف أو تفسد. . تؤصل المنهج الحق الصحيح منهج الكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين قولاً وعملاً ومعتقداً . . أخلاقاً وسلوكاً . . وعبادة ومعاملة.. ومنهجاً وفكراً . .

وكذا تقوم بعدد من المناشط والبرامج والفعاليات وعقد المؤتمرات والندوات المختلفة وتوعية الطلاب والمجتمع بأهمية الوسطية والاعتدال . . وهو ما حقق بحمد الله نجاهاً باهراً . . أثمر أن صدر عن هذه الجامعة وبعد جهود مكثفة وتعاون بناء مع عدد من الجهات الرسمية والعلمية والدعوية والأمنية في هذه الدولة المباركة رسالة سامية باسم رسالة باكستان التي تدين وتشجب العنف والتطرف والغلو والتشدد والإرهاب والإفساد . . وتدعو إلى الوسطية والاعتدال . . وتجرّم الأعمال الإرهابية بشتى صورها وأشكالها لاسيما تلك العمليات الانتحارية وقد اتفق على هذه الرسالة وتوقيعها بعد مراجعتها وقراءتها والاقتناع بم ورد فيها بالأدلة الشرعية كل علماء باكستان على مختلف طوائفهم ومذاهبهم وفي مختلف الأقاليم والرؤى الفكرية . .

وقد تم إعلان هذه الرسالة في القصر الرئاسي برئاسة ورعاية فخامة الرئيس الباكستاني جناب ممنون حسين ــ حفظه الله ــ وحضور أكثر من ألفين من العلماء والشخصيات السياسية والأمنية والبرلمانية ووجهاء البلد وأعيانه . . ورجال الصحافة والإعلام . .

الأمر الرابع: لا أنسى أن أتقدم بالثناء والشكر والتقدير والإشادة بالدور الرائد الذي تقوم به جمهورية باكستان الإسلامية حكومة وشعباً ورجال أمن في مكافحة الإرهاب والدعوة إلى تحقيق الأمن والاستقرار، ودعوتهم إلى تضامن الأمة وتوحيد صفوفها، وإلى الالتزام بوسطية الإسلام واعتداله ومحاربة أي فكر ضال أو رأي منحرف، وتعزيز علاقاتها مع كافة الدول العربية والإسلامية وغيرها.. لاسيما مع بلاد الحرمين الشريفين – المملكة العربية السعودية – منطلقة في هذا من أحكام وتعاليم الإسلام وما ورد في الكتاب والسنة النبوية.. وهذا هو الواقع الملموس من هذا الشعب الأبي المبارك..

مضيفاً معاليه بأنناولا شك أن كل منا على ثغر من ثغور الإسلام يخدم بلده ومجتمعه ووطنه وأمته.. ويؤدي واجبه ودوره وفقاً لما يُرضي الله -عز وجل- ويتوافق مع كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم – وبوسطية واعتدال واتزان.. وبعدٍ عن التطرف والإرهاب والإفساد أو الدعوة إليهما..

مكرراً شكره وتقديره للجميع على هذا الحضور والمشاركة في هذه الندوة المهمة التي تأتي ضمن الندوات والمؤتمرات التي دأبت الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد والتي لها جهود متميزة بارزة في نبذ العنف والغلو والتطرف والإفراط والتفريط والإرهاب والإفساد.. ومحاربة ذلك.. والعمل على وقاية المجتمع منه ومن آثاره المدمرة، وأخطاره العظيمة على الفرد والمجتمع والدولة والعالم أجمع.. وترسيخ منهج الإسلام الوسطي المعتدل.. فالجامعة من خلال رسالتها تسهم إسهاماً مباشراً في محاربة الفكر الضال، والتطرف الديني والغلو والتشدد والتعنت.. ومحاولة القضاء عليه.. ونبذ العنف والخلاف والشقاق والفتنة والطائفية والنزاع..

وشكر معاليه في نهاية كلمته كل الحاضرين والمشاركين والمنظمين من أكاديمية الدعوة ومجمع البحوث الإسلامية ومعهد إقبال الدولي للحوار والبحوث والدراسات..

ثم تكلم فضيلة الشيخ/ طاهر أشرفي رئيس مجلس علماء باكستان حيث شكر القائمين على هذه الندوة المهمة وعبر عن مشاعره الجياشة تجاه أرض الحرمين الشريفين حيث إنها مركز لوحدة الأمة، وأشاد بدور القوات السعودية في الدفاع عن أرض الحرمين الشريفين والتضحية عنها بدمائهم..

ثم ألقى معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور/ معصوم ياسين زئي كلمة شكر فيها الضيوف الكرام لا سيما فضيلة الدكتور صالح آل طالب، وشكر له قدومه الميمون أصالة عن نفسه ونيابة عن كافة منسوبي الجامعة كما شكر خادم الحرمين الشريفين على إتاحة هذه الفرصة السعيدة للقاء بإمام المسجد الحرام، وعبر عن أمله أن الجامعة الإسلامية ليست جامعة لباكستان فقط بل هي جامعة تخدم قضايا الأمة الإسلامية جمعاء، وشكر في هذا الصدد حكومة المملكة العربية السعودية على منح الجامعة عالمين شهيرين وهما كل من صاحب المعالي الأستاذ الدكتور/ سليمان بن عبد الله أبا الخيل نائب الرئيس الأعلى للجامعة والأستاذ الدكتور/ أحمد يوسف الدريويش رئيس الجامعة..

ثم ألقى راعي الحفل وضيف الشرف كلمته العلمية الضافية فضيل الشيخ الدكتور/ صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام حيث عبر فيها عن سعادته الغامر بوجوده في هذا الصرح العلمي الشامخ الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد حيث أسست بهدف الوحدة والاتفاق والاتحاد وجمع كلمة المسلمين على التقوى فجزى الله من أسسها خيراً، وبارك فيمن يعمل لنجاح الجامعة.. وبين أن مصطلح الوسطية من المصطلحات المحببة إلى كل الناس، حتى إن من يخوض في التشدد ينسب نفسه كذلك إلى الوسطية، فلا بد من تحديد هذا الضابط، والضابط هو أن الإسلام هو الوسط، الله جعل لنا منهجاً وسطاً، حيث قال: ((وكذلك جعلناكم أمة وسطاً)) وهذا الجعل تقديري وشرعي، أما من الناحية التقديرية فإن الله أراد لهذه الأمة أن تكون على منهج وسط، وليس معنى الوسطية أن أحكامها تدور بين الحق والباطل والعدل والظلم، بل إنما هي عدل محض وحق محض، وأما من الناحية الشرعية فالله عزوجل يطلب منا أن نكون على الوسطية..

وأضاف فضيلته: إن دولة باكستان قوة لكل المسلمين، ورجالات باكستان من الأطباء والمعلمين والعلماء والجيش وغيرهم من الذين يعملون لتقدم المجتمعات الإسلامية في العالم الإسلامي.. ولهم جهود مباركة في خدمة الإسلام والمسلمين.. وباكستان الدولة الوحيدة الحاملة على القنبلة النووية، ونحن نحس بهذه العلاقات التي تربط بين العالم الإسلامي والعربي وبين باكستان أخوة التلاحم والمحبة والألفة والاحترام المتبادل..

كما حث فضيلته الطلاب والطالبات على الجد والاجتهاد لأن أمتهم بحاجة ماسة إليهم ولعل الله يكتب على أيديكم الخير والفلاح والحفاظ على أمن باكستان..

مكرراً فضيلته شكره وتقديره للجامعة ولمعالي رئيس الجامعة على جهوده المباركة الموفقة في خدمة هذه الجامعة وفي خدمة المسلمين والأقليات المسلمة..

وقد تم في نهاية الندوة تكريم وتقديم الدروع التذكارية لأصحاب المعالي والسعادة والفضيلة..