يرتبط يوم اللغة العربية بقرارٍ صادرٍ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 18 ديسمبر 1973، نصّ على إدخال اللغة العربية ضمن مجموعة اللغات الرسمية المعمول بها في الأمم المتحدة. بناءً على ذلك القرار، اعتمدت اليونسكو اليوم العالمي للغة العربية عام 2012 للاحتفال بهذه اللغة سنوياً؛ انطلاقًا من رؤيتها المتمثلة في تعزيز تعدد اللغات وتنوع الثقافات تحت مظلة الأمم المتحدة، التي اعتمدت بدورها شعارًا متميزًا لليوم العالمي للغة العربية يرمي إلى توعية العالم بتاريخها المشرّف وأهميتها العظمى.
تزامنا مع اليوم العالمي للغة العربية عقدت كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية برعاية معالي رئيس الجامعة، وبالتعاون مع معهد إقبال الدولي للبحث والحوار المؤتمر الدولي الثاني بعنوان “دور المؤسسات والأفراد في إحياء اللغة العربية” – باكستان نموذجا.وقد حضر المؤتمر لفيف من الدبلوماسيين والوزراء والعلماء والمشايخ والأساتذة والباحثون من داخل الجامعة الإسلامية ومن مختلف الجامعات الباكستانية، ومن أبرزهم معالي وزير التعليم الباكستاني السيد مداد علي السندي، ونائب رئيس الجامعة، والدكتور حبيب الرحمن عاصم، وعميد الكلية، ورؤساء الأقسام، وأعضاء هيئة التدريس الوافدين والمحليين وعدد كبير من الطلاب وغيرهم من المهتمين باللغة العربية ورجال الفكر والإعلام والصحافة . وقد استمرت جلسات المؤتمر لمدة يومين شارك فيها قيادات الجامعة الإسلامية العالمية، وعلماؤها وأساتذتها، ولفيف من الباحثين المختصين من الجامعات الباكستانية وأقسام اللغة العربية بها، ومشرفو وفاق المدارس الذين كانت لهم بصماتهم الواضحة على فاعليات هذا المؤتمر، كما شارك فيه كبار علماء العربية من الدول العربية لا سيما مصر، وقد كان من سعد هذا المؤتمر أن يحظى بكلمة شيخ البلاغيين الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى، والعالم الجليل الأستاذ الدكتور محمود حسن مخلوف عميد كلية اللغة العربية سابقا..
كان ضيف شرف الجلسة الافتتاحية معالي وزير التعليم الباكستاني الذي ألقى كلمته الضافية وأثنى على الجامعة على اهتمامها اهتماما كبيرا باللغة العربية وعقد هذا المؤتمر الدولي بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية مشيداً بالخدمات التي قدمتها كلية اللغة العربية في تعزيز هذه اللغة. وقال إن أهل باكستان لديهم حب هائل لهذه اللغة التي اختارها الله سبحانه وتعالى. مؤكدا على أقصى قدر من الدعم من حيث التشريع أو إدراج اللغة العربية كمادة إلزامية في مختلف المستويات والمراحل الدراسية في البلاد .
مضيفا معالي وزير التعليم إن دور الجامعة الإسلامية العالمية في نشر اللغة العربية متميز حيث يلعب الأساتذة من مختلف الدول بما في ذلك مصر والسودان والمملكة العربية السعودية دورًا رياديا في تعليم اللغة العربية. وقال إنه ينبغي على الجامعات الأخرى أيضًا أن تتبنى منهج الجامعة الإسلامية العالمية.
كما تحدث في المؤتمر، سعادة سفير الجمهورية اليمنية الأستاذ محمد مطهر إن اللغة العربية لغة القرآن ويجب اتخاذ خطوات جادة للنهوض باللغة العربية.
و قال نائب رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور عبد الرحمن إن دور اللغة العربية مهم في التنمية الاقتصادية والأكاديمية. وذكر أيضًا أن الجامعة الإسلامية تبذل جهودها من أجل نشر اللغة العربية منذ إنشائها.
كما قال سعادة عميد كلية اللغة العربية في كلمته أثناء المؤتمر اللغة العربية والعقيدة الإسلامية بينهما ارتباط عضوي وثيق لا يماثله أي ترابط آخر في لغات العالم؛ لأن اللغة العربية هي لغة الإسلام، ولغة كتابه العزيز، ولغة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ ولذا فإن الاهتمام بها إنما هو استكمال لمقوم من مقومات العقيدة الإسلامية التي نجتمع جميعاً على إعزازها والدعوة إليها . وانطلاقاً من هذا المفهوم؛ فإننا نرى أن تعلم اللغة العربية والاهتمام بها ليس مهنة تعليمية أو قضية تعليمية فحسب، وإنما هو قضية دينية، ورسالة سامية نعتز بها. مضيفا سعادته إننا نتطلع دائمًا لتحقيق آمالنا التى عقدنا العزم عليها لتطوير كلية اللغة العربية بكل تصصيم وإرادة قوية. كما أن اللغة العربية فى يومها العالمى تطالب بأن نبذل فى سبيلها كل جهد نستطيعه خدمة لها وللرسالة التى أودعها الله فيها.
