اختتام المؤتمر الدولي “فقه بناء الدول ـ رؤية فقهية عصرية” المنعقد في مدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية 15-16/سبتمبر/2019م

اختتمت مساء الاثنين 16/سبتمبر/2019م أعمال المؤتمر الدولي الثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي تنظمه وزارة الأوقاف المصرية تحت عنوان “فقه بناء الدول، رؤية فقهية عصرية المنعقد بمدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية تحت رعاية فخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية خلال مدة 15-16/سبتمبر/2019م..

وقد حضر معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش الجلسة الختامية وذلك بحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة ونخبة من العلماء والأكاديميين والدعاة والمفكرين والباحثين في العالم الإسلامي والعالم العربي..

وفي بداية الحفل الذي افتتح بآيات مبينات كريمات من القرآن الكريم قدم المسؤول من الجهة المنظمة للمؤتمر شكرهم وتقديرهم للمشاركين على أبحاثهم وأوراق عملهم الجادة والنافعة والمفيدة ونقاشاتهم ومداخلاتهم التي أثرت المؤتمر وأسهمت في إنجاحه وخروجه بـ(وثيقة القاهرة للمواطنة المتكافئة) التي تظهر تعاليم الإسلام وفقهه في بناء الدول وفق رؤية شرعية فقهية عصرية.. والسعي لتحقيق الأمن والسلام في المجتمع والدولة بل في العالم أجمع . .

وقد صدرت عن المؤتمر (وثيقة القاهرة للمواطنة المتكافئة) التى أطلقها المؤتمر الدولى الثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالأوقاف، فى ختام أعماله اليوم برعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، أن قضية المواطنة المتكافئة تعد أحد أهم عوامل استقرار الدول والحفاظ على أمنها وأمانها.

وأكدت الوثيقة، أن المواطنة من أهم سبل تقدم الدول ورقيها، وأن أكثر الدول تحقيقًا للمواطنة المتكافئة هى أكثرها أمنًا وأمانًا وتقدمًا وازدهارًا، أما الأمم التى وقعت فى أتون الاحتراب الدينى أو العرقى أو الطائفى فقد دخلت فى دوائر مدمرة من الفوضى.

وتابعت الوثيقة، أن المواطنة عطاء وانتماء واحترام لكل شعارات الدولة من علمها ونشيدها الوطنى وسائر شعاراتها المادية والمعنوية مع ضرورة احترام القانون والدستور والنظام العام للدولة ومؤسساتها، واحترام عقد المواطنة بين المواطن والدولة، سواء أكان المسلم فى دولة ذات أغلبية مسلمة أم فى دولة ذات أغلبية غير مسلمة.

وأشارت الوثيقة – التى أعدها نحو 300 عالم من مختلف دول العالم – إلى أن فقه المواطنة لا ينحصر فى محور العلاقة بين أصحاب الديانات المختلفة، وإن كان العمل على ترسيخ أسس العيش المشترك بين أصحاب الديانات المختلفة أحد أهم مرتكزاتها، حيث أن مفهوم المواطنة يتسع لتحقيق جميع جوانب العدالة الشاملة بين المواطنين جميعًا، بعدم التفرقة بينهم على أساس الدين، أو اللون، أو الجنس، أو العرق، أو المذهب، وضرورة إعطاء المرأة حقها كاملاً غير منقوص، فهى تعنى الإيمان بالتعددية الوطنية فى مختلف جوانبها، وتؤمن بالتنوع وتعده ثراء وطنيا.

وأكدت ضرورة العناية بكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، وإعلاء قيم التكافل المادى والمعنوى بين أبناء الوطن جميعًا، وهو ما يحققه الفهم المستنير، والتطبيق الصحيح لفقه الواجب الكفائي، مشيرة إلى ضرورة ترسيخ مبدأ الحق والواجب بين المواطنين والدولة وبين بعضهم وبعض، فكما يحرص المواطن على أخذ حقه يحرص على أداء ما عليه من واجبات تجاه الدولة وتجاه غيره من الأفراد، وقيام الدولة بالعمل على توفير حياة كريمة لمواطنيها، والعمل على حفظ حقوقهم فى الداخل والخارج.

وشددت على قيام سائر المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والإعلامية بالعمل الجاد على بيان مفهوم المواطنة المتكافئة، وضرورة الحفاظ على الدولة والعمل على رقيها، وتفنيد أباطيل الجماعات المتطرفة تجاهها، وتعاون هذه المؤسسات فى تنفيذ ذلك وفق استراتيجية شاملة ومشتركة.
كما تقرر تشكيل فريق عمل من العلماء المشاركين، ليكونوا سفراء لهذه الوثيقة فى مختلف دول العالم، فيما أكد جميع المشاركين فى المؤتمر تأييدهم وتبنيهم لكل ما تضمنته هذه الوثيقة التاريخية الهامة..

وبهذه المناسبة صرح معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش  أحد المشاركين في المؤتمر حيث قال بعد حمده وثناءه على الله سبحانه وتعالى المنعم المتفضل علينا بنعمه وآلائه الجسيمة والتي من أولاها نعمة الإيمان والإسلام والتوحيد والمعتقد الحق والأخوة الإسلامية والصحة والعافية ورغد العيش وكذا هذا الاجتماع المبارك تحت مظلة هذا المؤتمر العالمي . .

بعد ذلك شكر معاليه: جمهورية مصر العربية حكومةً وشعباً على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وخص بالشكر والتقدير فخامة رئيس جمهورية مصر العربية فخامة السيد/ عبد الفتاح السيسي وأعضاء الحكومة من الوزراء الفضلاء والأساتذة الكرام على هذه الرعاية الكريمة. . والشكر موصول لمعالي وزير الأوقاف المصري الدكتور/ محمد مختار جمعة على ما لقيه وزملاءه منه شخصياً من كرم وحسن استقبال واهتمام وحرص ومتابعة . .

كما شكر معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ الدريويشأصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة من العلماء والمفكرين والباحثين والأكاديميين على جهودهم الطيب المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين وحرصهم على نشر العلم والإسهام في عمارة الأرض بالخير والنماء والعلم النافع والعمل الصالح . . لاسيما إسهامهم في هذا المؤتمر العالمي المهم الذي يعقد في جمهورية مصر العربية.. وبخاصة أن انعقاده يكتسب أهمية بالغة في ظل ما تمر به الأمة المسلمة من ظروف وفتن لا يخفى على الجميع . . ناهيك عن تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف . .

جدير بالذكر أن معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد يقوم حالياً بزيارة علمية لجمهورية مصر العربية بناءً على دعوة كريمة من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وذلك للمشاركة في المؤتمر المشار إليه . . وقد التقى معاليه خلال هذه الزيارة بعدد من أصحاب المعالي الوزراء ومدراء الجامعات العالمية وأصحاب السعادة والفضيلة من العلماء والأكاديميين والشخصيات البارزة الذين حضروا من الدول العربية والإسلامية للمشاركة في هذا المؤتمر الهام لتعزيز التبادل العلمي والثقافي والمعرفي بين الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد وبين الجامعات والمؤسسات والجهات الخيرية بما يسهم في تقوية أواصر العلاقة العلمية بين الجامعة وهذه الجهات ويحقق رسالة الجامعة وأهدافها وفقاً لنظامها وللإجراءات المتبعة في هذا الشأن . .