معالي رئيس الجامعة يرعى الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في الجامعة

رعى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحد بن يوسف الدريويش احتفالاً كبيراً بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي أقامته الجامعة ممثلة بكلية اللغة العربية فيها في يوم الأربعاء الموافق 21/ديسمبر/2017م في قاعة العلامة محمد إقبال بمقر مسجد الفيصل بالجامعة  . .

وقد حضر الحفل سعادة نائب سفير المملكة العربية السعودية، وسعادة سفير السودان، وسعادة الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية، وسعادة الدبلوماسي الممثل من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومعالي السناتور طلحة محمود، وسعادة نائب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أقدس نويد ملك، وسعادة عميد اللغة العربية الأستاذ الدكتور/ محمد بشير، وأعضاء هيئة التدريس الوافدين والمحليين وعدد كبير من الطلاب وغيرهم من المهتمين باللغة العربية ورجال الإعلام والصحافة . .

وافتتح الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم تبعتها كلمة ترحيبية من معالي الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش حيث بدأها بالحمد لله والصلاة علي رسوله صلى الله عليه وسلم ورحب بالجميع وشكرهم ثم قال: نلتقى اليوم فى مناسبة مباركة وطيبة في رحاب اللغة العربية الغراء، لغة كتاب الله تعالى ، بها أنزل قرآنه ، وبها كتب وبها فُسر . و لغة رسول الله لبكريم وسُنتة .لغة عبادتنا من شهادتين وصلوات وحج ودعاء.

فمعرفتها واجبة على المسلمين لتستقيم حياتهم فى دنياهم وآخرتهم ، ونشرها واجب علينا ، راية نحملها إلى أن نلاقى الله عزّ وجل غير مبدلين ولا محرفين إن شاء الله تعالى.

 إن احتفالنا بيوم اللغة العربية اليوم ما هو إلا مظهر واحد من مظاهر اهتمامنا منذ قدومنا إلى هذه الجامعة الموقرة ، وكلنا فى هذه الجامعة نعلم الحال التى كانت عليه اللغة العربية يوم أن تولينا قيادتها وكيف هو حالها الآن ، واهتمامنا باللغة العربية -النابع من قناعاتنا كأصحاب رسالة فى نشرها – قد تعدى مجرد الاهتمام إلى رعايتها رعاية كاملة فقد حاولنا ولازلنا أن نعطى الأساتذة فى الكليات الشرعية عامة وكلية اللغة العربية خاصة ، حقوقهم فى الترقيات والامتيازات مساواة لهم مع وصفائهم فى الكيات الأخرى . ولم يقتصر دعمنا على هذا بل تعداه إلى دعم وتشجيع كل برامج كلية اللغة العربية ماديًا ومعنويًا من رعاية لمؤتمراتها وتشجيع للبحوث العلمية وعلى وجه الخصوص دعم الكلية بالأساتذة من الخارج ، من الأزهر الشريف وجمهورية سودان وغيرها من الدول . ومن الداخل بفتح الوظائف لتعيين الكفارءات العلمية الشابة فى قسمى البنين والبنات .

وأضاف معاليه: أما دعمنا وتشجينا لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها فقد تمثل فى الطفرة كبرى تتدرج بوحدة تدريس اللغة العربية، من مجرد وحدة صغيرة إلى مركز لتعليم اللغة العربية ، توسعا فى خدماته التى يقوم بها فى تعليم اللغة العربية لطلاب كل الجامعة ى، وعلى وجه الخصوص الكيات الشرعية لطلاب كلية اللغة العربية ، وأصول الدين ، والشريعة والقانون حيث بلغ الطلاب فى قسمى البنين والبنات في المركز أعدادًا لم يسبق له أن استقبلها من قبل.

كذلك قمنا برعاية نشاطات المركز فى التدريب بالتعاون مع كلية اللغة العربية التى يتبع لها المركز وذلك فى دورات متعددة  ، كدورة تدريب أساتذة المدارس الدينية بالاشتراك مع وزارة الشؤون الدينية والاوقاف الباكستانية ، ودورة تدريب أساتذة من معلمى اللغة العربية مع شركةكتاب العربية بين يديك ، ودورة تقوية اللغة العربية للطلاب و الطالبات من دولة الصين وتايلند، وغيرها من الدورات .

إن إيماننا بالدور الكبير والمحوري لمركز تعليم اللغة العربية يجعلنا نبذل كل ما نستطيع للعمل على جعل هذا المركز مركزا عالميًا لتعليم اللغة العربية . ليس لخدمة باكستان فقط ولا مركز تقتصر خدماته على محيطه الإقليمى وإنما يتعدى ذلك كله ليكون مركزا لنشر اللغة العربية فى كل العالم.

وأوضح معاليه: إن المركز فى صورته الجديدة إن شاء الله تعالى والتى نأمل أن تبرز لحيز الوجود قريبًا تتمثل فى جعله نقطه جذب للطلاب من كل أنحاء العالم ، ليكون شعلة تضئ وينشر ضؤها ليصل لكل من يريد ويحب أن تعليم العربية ، ويكون أيضًا مركزًا لتدريب الأساتذة فى هذا المجال ومدّ المؤسسات التعليمية بالخبرات اللازمة وكذلك مركزا للبحوث المتعلقة بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

إننا نتطلع دائمًا لتحقيق آمالنا التى عقدنا العزم عليها لتطوير مركز تعليم اللغة العربية بكل تصصيم وإرادة قوية وتخطيط علمى سليم.

إن اللغة العربية فى يومها العالمى هذا تستحق منا دائمًا وأبدًا أن نبذل فى سبيلها كل جهد نستطيعه خدمة لها وللرسالة الى أودعها الله فيها.

وبين معاليه: لقد أصبحت اللغة العربية واحدة من اللغات الرسمية التي تحتفى بها منظمة اليونسكو منذ أعلنت يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام (يوما عالميا للغة العربية) والذي تم اعتماده ضمن برنامج احتفالات المنظمة السنوى إدراكا لما للغة العربية من دور وإسهام فى حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته، وهي لغة اثنين وعشرين عضوا من الدول الأعضاء فى اليونسكو، وهي لغة رسمية فى المنظمة ويتحدث بها أكثر من مليار ونصف مليار من المسلمين.

ولاشك أن مثل هذا القرار يسعد كل المسلمين فى ربوع العالم لا العرب وحدهم إذ هو اعتراف بأهمية هذه اللغة الحية الشريفة ودورها فى مسيرة الحضارة الإنسانية.

كيف لا وقد اجتباها خالق الكون والكائنات، وجاعل الألسنة واللغات من أعظم الآيات…. اجتباها لتكون لغة كتابه المنـزل، ولسان نبيه المرسل، (وإنه لتنـزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين).  (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) ( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين).

(كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون) (وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا) (قرآنا عربيا غير ذى عوج لعلهم يتذكرون) ثم إن العربية هى لغة النبوة الخاتمة.

يقول الثعالبى: من أحب الله تعالى أحب رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، ومن أحب الرسول العربى أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية التى نزل بها أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية عُنِىَ بها وثابر عليها وصرف همته إليها.

ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره  للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه اعتقد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعربية خير الألسنة واللغات، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم، ومفتاح التفقه فى الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد.

هذا،  ولو لم يكن فى الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر فى جلائلها ودقائقها إلا قوة اليقين فى إعجاز القرآن وزيادة البصيرة فى إثبات النبوة التى هى عمدة الإيمان … لكفى بذلك فضلا.

يقول ابن تيمية: اللغة العربية هى شعار الإسلام ولغة القرآن. وهي من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، ومالا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

وقال الشافعى: اللسان الذى اختاره الله عزوجل لسان العرب، فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم. ولهذا نقول: ينبغى لكل أحد يقدر على تعليم العربية أن يتعلمها، لأنها اللسان الأول بأن يكون مرغوبا فيه من غير أن يُحَرَّم على أحد أن ينطق بأعجمية).

فالعربية من الدين وتعلمها لفهم مقاصد الكتاب والسنة قربة من أجَلِّ القربات إلى الله ومعرفة ما يقيم به المسلم فرضه فرض واجب عليه هذا هو معنى قول الشافعى: يجب على كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما يبلغه جهده فى أداء فرضه).

وأشار معاليه إلى دور الجامعة الإسلامية فى نشر اللغة العربية حيث قال:

إيمانا بهذا الدور الهام الذى يمس حياة كل مسلم لتعلقه بصميم دينه، ومساسه بأصول عقيدته …. أنشئت الجامعة الإسلامية العالمية كى تكون منارا للمعرفة، وزادا للتعلم، فى كل مجالات العلم والمعرفة. وخصت الجامعة علوم الشريعة واللغة بكليات ثلاث هى كلية الشريعة، كلية أصول الدين وكلية اللغة العربية … إضافة إلى مجمع البحوث وأكاديمات الشريعة والدعوة …. وهذه المؤسسات العريقة امتدت أغصانها وأينعت ثمارها، وامتد أثرها فى كل ربوع العالم، وهذا هو وجه التميز، ومفتاح التفوق لهذه الجامعة وبه اكتسبت صفة العالمية.

وفى الختام شكر معاليه كل القائمين على أمر تعليم اللغة العربية فى كلية اللغة العربية وفى مركز تعليم اللغة العربية وأقول لهم أننا دائمًا معهم دعمًا و مسائدة لخدمة لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة.

ثم ألقى سعادة عميد كلية اللغة العربية الأستاذ الدكتور/ محمد بشير كلمة بدأها بالحمد لله والصلاة على رسوله والشكر لمعالي رئيس الجامعة ولجميع الحضور ثم قال: إن الله سبحانه وتعالى قد شرّف اللغة العربية وخصها بأمرين عظيمين؛ حيث أنزل كتابه بها واصطفى رسوله صلى الله عليه وسلم من أهلها والناطقين بها، فكانت بذلك وعاء لأصْلَي الإسلام العظيمين: القرآن والسنة؛ فاللغة العربية ليست كبقية اللغات وسيلة للتفاهم فحسب، بل هي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، قال الله سبحانه تعالى: “الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” ( سورة يوسف: 2).

ومن الطبيعي أن تحظى اللغات بعناية أصحابها، وتحتل في حياتهم المكانة الكبرى، فهي وسيلة التخاطب والتفاهم لا يستغني عنها أحد، واللغة العربية هي كذلك، ولكنها بالإضافة  إلى ذلك تتميز بميزة لا توجد في غيرها من اللغات، فهي لغة الإسلام، وترتبط بحياة المسلمين جميعًا بأداء شعائرهم الدينية، فهي لغة تستمد عظمتها من مكانة القرآن والإسلام..

وتكمن أهميَّة اللغة العربيَّة في ارتباطها الكبير جدَّاً بواحدةٍ من أكثر الديانات انتشاراً على سطح الكرة الأرضيَّة وهي الديانة الإسلامية، فاللغة العربيَّة هي لغة القرآن الكريم، وهي لغة الرّسول الأعظم التي قال الأحاديث النبويَّة الشريفة بها، ومن هنا فاللغة العربيَّة هي لغة هامَّةٌ جدَّاً لكلِّ مسلمي العالم حتَّى لو لم يكونوا عرباً.

كما تكمن أهميَّة اللغة العربية في كونها لغة العلم والحضارة لفترة طويلةٍ من الزمن؛ فالحضارة والعلوم العربيَّة تميَّزت بشهرتها واتساع وتنوُّع مجالاتها، وتميَّزت أيضاً بكونها الحضارة التي نقلت العلم والحضارة في العصور ما قبل العربيَّة إلى العصور الحديثة، ممَّا جعل العالم اليوم يكمل ما بدأ به العرب والمسلمون من قبل.

إن الاهتمام باللغة العربية وتعلُّمَها وتعليمَها ونشرها من أولى الخطوات في نهضة الأمة الإسلامية؛ ذلك لأن اللغة العربية هي مفتاح العلوم الإسلامية كلها، بها نفهم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والسيرة العطرة وكتب الفقه والتفسير والتاريخ الإسلامي وكل تراث الأمة وحضارتها.

مضيفاً سعادته: إن الحفاظ على هذه اللغة العربية بالإضافة إلى أنه مما يتعبد الله به ويبتغى به وجهه، هو من التسنن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، وأصحابه المهديين، والتابعين وأتباعهم، وهو كذلك مما يرفع الله به الدرجات، ويزيد به المنازل، والناس محتاجون إليه، ولا يمكن أن يستغنى عنه، لأن معرفة حقيقة دين الإسلام والإلمام بأصوله وفروعه والوقوف على أحكامه لا تكون دقيقة وصائبة إلا بالوقوف على أصول هذا الدين في لغتها الأصلية، فكما هو معلوم لدى المتخصصين في اللغة أن الترجمة لأي عمل إبداعي وحتى غير الإبداعي تقصر وتعجز كثيراً عن الوفاء الكامل بما يحمله الأصل من دقة في أفكاره وأساليبه وإيماءاته، فكذلك الحالة هنا، مع العلم أن القرآن لم يترجم إلا معانيه كما يرى ذلك علماء الإسلام.

اللغة العربية والعقيدة الإسلامية بينهما ارتباط عضوي وثيق لا يماثله أي ترابط آخر في لغات العالم؛ لأن اللغة العربية هي لغة الإسلام، ولغة كتابه العزيز، ولغة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ ولذا فإن الاهتمام بها إنما هو استكمال لمقوم من مقومات العقيدة الإسلامية التي نجتمع جميعاً على إعزازها والدعوة إليها .

وانطلاقاً من هذا المفهوم؛ فإننا نرى أن تعلم اللغة العربية والاهتمام بها ليس مهنة تعليمية أو قضية تعليمية فحسب، وإنما هو قضية دينية، ورسالة سامية نعتز بها.

وثمة أمر آخر لا يمكن تجاهله حول أهمية اللغة العربية وهو أن اللغة العربية لغة الثقافة والحضارة والتاريخ بالنسبة للأمة الإسلامية، فهي اللسان الذي يصح اجتماعهم عليه، بعدما اجتمعوا على دين واحد، ولا غرو أن انتشار اللغة العربية في الأمة الإسلامية كبير ويبشر بالمزيد، بل إنه كان لسان كثير من الأمم الإسلامية قبل أن تحيق بها مؤامرات أعداء الإسلام، والتي فرقت بين هذه الأمم في اللغة والثقافة حتى تصل إلى تفريق دين هذه الأمم، ومتى تحقق انتشار اللسان العربي بدرجة أكبر في الأمة الإسلامية كان من أعظم العناصر وآكد الدعائم التي تحيا بها الوحدة الإسلامية وتزدهر، وتتذلل في سبيلها كثير من العقبات والعراقيل التي منيت بها الأمة الإسلامية.

موضحاً سعادته ولو نظرنا إلى ماضي المسلمين لرأينا بوضوح أن عهود التقدم والقوة، وأزمان المجد والسيادة في تاريخ الأمة الإسلامية كانت مرتبطة أشد الارتباط بفهم القرآن الكريم وأساليبه فهماً كان منطلقه فهم أسرار هذه اللغة والنَّهْل من منابعها، ولم تكن العناية باللغة العربية في عصور الإسلام الذهبية بأقل من العناية بأي شأن من شؤون الدين؛ بل لقد كان الدين دافعاً قوياً على العناية بها، وحسبنا أن نعلم أن قواعدها لم تُدوَّن إلا صوناً للقرآن الكريم من أن يَدْلِفَ إليه اللحن. ولقد دأب العلماء منذ القديم على أن يصلوا بين علوم العربية والدين الإسلامي بأوثق الصلات؛ حتى إن بعضهم يقدمها في التعليم على جميع العلوم؛ من أجل أن فهم الأحكام وأخذها من الأصول.

ومن جانب آخر ظلت اللغة العربية لغة الثقافة والحضارة على مدى قرون، فهي بالإضافة إلى كونها وعاء لنقل الدين وأحكام الشريعة الإسلامية كانت أيضا وعاءا لنقل العلم والحضارة والثقافة، فمن الأمور المسلم بها أن الحضارة والنهضة العلمية المعاصرة هما نتاج التقدم العلمي الحاصل في العهود الإسلامية المزدهرة، وكانت اللغة العربية هي اللغة التي كانت تكتب بها تلك العلوم، وانتقلت من خلالها إلى اللغات الأخرى، ويقول روجر بيكون فى القرن الثالث عشر الميلادى: “من أراد أن يتعلم فليتعلم العربية لأنها هى لغة العلم”.

وإن العمل على خدمة اللغة العربية تعليما وتعلمًا ونشرًا ليس مرتبطا بإقامة المؤتمرات فقط، بل إن المسلمين مرتبطون بهذه اللغة بشكل يومي حيث يقرءون بها في صلواتهم و دعواتهم، فينبغي لنا العمل على تعليمها ونشرها بشكل مستمر.. وفي ختام الكلمة شكر سعادة عميد الكلية للجميع. .

كما تحدث سعادة السفير السوداني الأستاذ / تاج الدين الهادي وبين أهمية هذا اليوم وهذه اللغة وهذه الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الذي يرأسها معالي رئيس الجامعة ويهتم بنشر اللغة العربية وتعزيزها . .

مشيراً سعادته إلى إن التطور الثقافي والعلمي لجميع شعوب الأمة الإسلامية بمختلف لغاتها مرتبط ارتباطا وثيقا باللغة العربية، فتاريخ الأمة مكتوب بهذه اللغة وتراثها الثقافي والحضاري مدون بهذه اللغة، بل إن تراثها اللغوي مرتبط بهذه اللغة فلا تجد لغة من لغات العالم الإسلامي وإلا فيها كلمات كثيرة من اللغة العربية، فاللغات الفارسية، والتركية، والأردية، والأوزبكية، والألبانية، والإندونيسية.. ، وغيرها من لغات العالم الإسلامي فيها كلمات كثيرة من اللغة العربية، فإذا اللغة العربية لغة كل العالم الإسلامي، وقلما تجد هذه الميزة في أي لغة أخرى في العالم.

وقدأعلن سسعادة السفير السوداني أعلن في كلمته عن تقديم منح دراسية كاملة للطلاب المتفوقين في اللغة العربية والدروات التدريبية لأساتذة اللغة العربية في باكستان..

بعد ذلك تحدث السيناتور/ طلحة محمود حيث شكر لمعالي رئيس الجامعة على اهتمامه بانعقاد حفل بهذه المناسبة المهمة اليوم العالمي للغة العربية مشيداً بالخدمات التي قدمتها كلية اللغة العربية في تعزيز هذه اللغة. وقال إن المسلمين لديهم حب هائل لهذه اللغة التي اختارها الله سبحانه وتعالى. وأكد أقصى قدر من الدعم من حيث التشريع أو إدراج اللغة العربية كموضوع إلزامي في مختلف المستويات والمراحل الدراسية في البلاد . .

ثم قدم الطلاب اللغة العربية نشيداً في هذه المناسبة. وفي الوقت نفسه، أقيم معرض للخط العربي حيث عرض الطلاب مواهبهم لاقت إشادة الزوار.

ومن الجدير بالذكر أنه اعتُمد في عام 1966 قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة، وفي عام 1968 تم اعتماد العربية تدريجياً كلغة عمل في المنظمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية . .

وفي تشرين الأول/ نوفمبر من عام 2012 عند انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو تقرر تكريس يوم 18 كانون الأول يوماً عالميا للغة العربية، واحتفلت اليونيسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم، وفي 23 تشرين الأول 2013 قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة . .