معالي رئيس الجامعة يرعى الندوة الدولية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

رعى معالي رئيس الجامعة الدكتور / هذال بن حمود العتيبي ندوة دولية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي أقامته الجامعة ممثلة بكلية اللغة العربية فيها في يوم الثلاثاء الموافق 21/ديسمبر/2021م في قاعة قائد أعظم بالمقر القديم بالجامعة.

وقد حضر الندوة سعادة الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية الأستاذ محمد عبد العزيز المدني، وسعادة نائب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ نبي بخش جماني، وسعادة عميد كلية اللغة العربية الأستاذ الدكتور/ فضل الله، وسعادة الدكتور رفعت السيد عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وسعادة الأستاذ الدكتور حبيب الرحمن عاصم مستشار رئيس جامعة بحرية، وأعضاء هيئة التدريس الوافدين والمحليين وعدد كبير من الطلاب وغيرهم من المهتمين باللغة العربية.

افتتح الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم تبعتها كلمة ترحيبية من سعادة عميد كلية اللغة العربية/ الأستاذ الدكتور فضل الله حيث رحب بالجميع وشكرهم ثم قال: نلتقي اليوم في مناسبة مباركة وطيبة في رحاب اللغة العربية الغراء، لغة كتاب الله تعالى.

وأضاف سعادته: أنشئت الجامعة الإسلامية العالمية كي تكون منارا للمعرفة، وزادا للتعلم، في كل مجالات العلم والمعرفة. وخصت الجامعة علوم الشريعة واللغة بكليات ثلاث هي كلية الشريعة، كلية أصول الدين وكلية اللغة العربية وهذه الكليات العريقة امتدت أغصانها وأينعت ثمارها، وامتد أثرها في كل ربوع العالم.

وإن اللغة العربية في يومها العالمي تستحق منا دائمًا وأبدًا أن نبذل في سبيلها كل جهد نستطيعه خدمة لها وللرسالة الى أودعها الله فيها. وشكر معالي رئيس الجامعة على رعاية هذه الندوة.

وبعد ذلك توالت الكلمات من قبل الضيوف الذين تحدثوا عن مكانة اللغة العربية ومسؤولية مراكز تعليم اللغة العربية وأقسام اللغة العربية والأساتذة والمسؤولين والدور المنوط بهم في خدمة اللغة العربية

ثم تحدث معالي رئيس الجامعة: ففي البداية رحب بالحضور والضيوف ثم تحدث قائلا: إن للغة قيمة جوهرية كبرى في حياة كل أمة فإنها الأداة التي تحمل الأفكار، وتنقل المفاهيم فتقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة ، وبها يتم التقارب والتشابه والانسجام بينهم. إن القوالب اللغوية التي توضع فيها الأفكار، والصور الكلامية التي تصاغ فيها المشاعر والعواطف لا تنفصل مطلقاً عن مضمونها الفكري والعاطفي. إن اللغة هي الترسانة الثقافية التي تبني الأمة وتحمي كيانها.

وأضاف : لقد حمل العرب الإسلام إلى العالم، وحملوا معه لغة القرآن العربية واستعربت شعوب غرب آسيا وشمال إفريقية بالإسلام فتركت لغاتها الأولى وآثرت لغة القرآن، أي أن حبهم للإسلام هو الذي عربهم، فهجروا ديناً إلى دين، وتركوا لغة إلى أخرى . لقد شارك الأعاجم الذين دخلوا الإسلام في عبء شرح قواعد العربية وآدابها للآخرين فكانوا علماء النحو والصرف والبلاغة بفنونها الثلاثة : المعاني ، والبيان ، والبديع . وقد غبر دهر طويل كانت اللغة العربية هي اللغة الحضارية الأولى في العالم. لقد أصبحت اللغة العربية واحدة من اللغات الرسمية التي تحتفى بها منظمة اليونسكو منذ أعلنت يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام (يوما عالميا للغة العربية) والذي تم اعتماده ضمن برنامج احتفالات المنظمة السنوي إدراكا لما للغة العربية من دور وإسهام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته، وهي لغة اثنين وعشرين عضوا من الدول الأعضاء في اليونسكو، وهي لغة رسمية في المنظمة ويتحدث بها أكثر من مليار ونصف مليار من المسلمين.

ولاشك أن مثل هذا القرار يسعد كل المسلمين في ربوع العالم لا العرب وحدهم إذ هو اعتراف بأهمية هذه اللغة الحية الشريفة ودورها في مسيرة الحضارة الإنسانية.

كيف لا وقد اجتباها خالق الكون والكائنات، وجاعل الألسنة واللغات من أعظم الآيات، اجتباها لتكون لغة كتابه المنـزل، ولسان نبيه المرسل، (وإنه لتنـزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين).  (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين).

(كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون) (وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا) (قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتذكرون).

وتحدث معاليه عن دور المملكة العربية السعودية في خدمة اللغة العربية حيث قال: تُولي المملكة اللغة العربية اهتماماً خاصاً، ولعل (رؤية المملكة) 2030 أكّدت هذا الاهتمام حينما تضمّنت الرؤية إشارة إلى ضرورة العناية باللغة العربية بوصفها جزءاً أساسياً من مكوّنات الهوية الوطنية السعودية.. ويتلخص اهتمام قيادة المملكة الحكيمة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) حينما قال: (بلادنا المملكة العربية السعودية دولة عربية أصيلة، جعلت اللغة العربية أساسًا لأنظمتها جميعًا، وهي تؤسس تعليمها على هذه اللغة الشريفة، وتدعم حضورها في مختلف المجالات، وقد تأسّست الكليات والأقسام والمعاهد وكراسي البحث في داخل المملكة وخارجها لدعم اللغة العربية وتعليمها وتعلمها.

فإن المكانة الرفيعة للغة العربية، دفعت قيادتها بالتوجيه للاهتمام باللغة العربية داخل وخارج المملكة، وتعزيز مكانتها وتفعيل دورها إقليمياً وعالمياً، وإبراز دورها الحضاري والإنساني، وأهميتها وعمقها للثقافة العالمية بما يسهم في تعزيز التقارب الإنساني بين الشعوب.

وأضاف: حرصت المملكة العربية السعودية على تعليم اللغة العربية من خلال تعديل المناهج الدراسية وخاصة مناهج اللغة العربية لمختلف المراحل العمرية وإطلاق مشروع تحسين مستوى طلاب التعليم العام في اللغة العربية، وأنشأت كليات متخصصة ومعاهد جامعية لتدريس العربية وتعليمها لغير الناطقين بها؛ حيث تستقبل الألوف من الطلاب الوافدين الراغبين في تعلم اللغة العربية.. وقدمت مشروعات رائدة لخدمة اللغة؛ منها إنشاء (مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية)، وذلك من أجل تحسين أداء اللغة العربية في جميع أنحاء الدول العربية، وكان هذا المركز فكرة الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز إيقاناً منه بأهمية اللغة العربية، وعدة مبادرات؛ منها (مبادرة الملك عبد الله للمُحتوى العربي في الإنترنت).. لمواكبة أفضل وسائل التعليم في العصر الحديث، وهو مشروع لخدمة العربية في الإنترنت تتفرّع عنه فروع؛ منها: (المدونة العربية) و(المعجم الحاسوبي التفاعلي) و(السلسلة العربية لكتب التقنيات)، و(الفهرس العربي الموحد) الذي قامت به مكتبة الملك عبد العزيز، ويُعدّ من أهم مشروعات المكتبات العربية. وتواصل المملكة جهودها في خدمة اللغة العربية عبر المؤتمرات والندوات ودعم العديد من المعاهد ودعم أقسامها وإيفاد متخصصين لتدريسها، وتَبني الكراسي البحثية، ودعم المشاريع الجديدة لتدريسها في العديد من بلدان العالم.

 وأشار معاليه إلى قرار مجلس الوزراء بإنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وذلك ضمن المبادرات الثقافية التي تنفذها المملكة؛ للمساهمة في إبراز مكانة اللغة وإثراء المحتوى العربي في مختلف المجالات، و”مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية” يُعد إحدى مبادرات الاستراتيجية الوطنية لوزارة الثقافة وحراكها المُنير، ويهدف إلى أن يصبح مرجعية عالميّة من خلال نشر “اللغة العربية” وحمايتها، ودعم أبحاثها وكتبها المتخصصة.

ثم أشاد بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية العالمية إسلام آباد قائلا أنها هي الكلية الوحيدة في الجامعات الباكستانية تضم أقساما عديدة كالأدبيات واللغويات وقسم الترجمة ومركز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها..

وفي كلمته أعلن معالي رئيس الجامعة عن بدء سلسلة من الدورات والندوات برعاية من وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية قريبا بإذن الله تعالى.

شكر معالي الرئيس في الختام سعادة عميد كلية اللغة العربية الأستاذ الدكتور فضل الله على إقامته لهذا الاحتفال وأكد دعمه للكلية وتعاونه في تنفيذ مشاريع تصب في مصلحة نشر اللغة العربية.

ثم توجه معالي رئيس الجامعة إلى المعرض الذي أقيم على هامش هذه الندوة وأعجب بإبداعات الطلاب والطالبات وأثنى على جهودهم.