معالي رئيس الجامعة يرعى الحفل الختامي للندوة المهمة المقامة في قسم الطالبات، بعنوان: المرأة ودورها في تعزيز الوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب

رعى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش صباح يوم الجمعة 9/مارس/ 2018م في قاعة فاطمة الزهراء الحفل الختامي للندوة المهمة بعنوان: (المرأة ودورها في تعزيز الوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب) التي تنظمها قسم الطالبات بالجامعة ضمن سلسلة من المؤتمرات والندوات وورش العمل والمحاضرات التي قامت بها الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد وفقاً لمشروع الذي أطلقه جمهورية باكستان الإسلامية بعنوان: (النساء الباكستانيات سفيرات السلام)..

وقد بدئ الحفل المعد لهذا الغرض بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلتها إحدى الطالبات..

ثم كلمة ترحيبية من قبل الأستاذة الدكتورة/ فرخنده ضياء مسؤولة قسم الطالبات في الجامعة رحبت فيها بمعالي رئيس الجامعة والمشاركات في الندوة..

وقدمت شكرها وتقديرها الخاص لمعالي رئيس الجامعة على رعايته لهذا الحفل الختامي..

مثمنة جهود معاليه في خدمة الإسلام والمسلمين وفي خدمة العلم وطلابه وطالباته وما يقوم به معاليه من جهود مباركة في سبيل تحقيق رسالة الجامعة وأهدافها الإسلامية والعالمية.. وما هذه الرعاية من لدن معاليه لهذا الحفل المبارك إلا أوضح برهان على الاهتمام والعناية والرعاية بشؤون الجامعة وخاصة فيما يعود بالنفع على الطلاب والطالبات..

ثم ألقى معالي رئيس الجامعة البروفيسور أحمد الدريويش كلمة ضيف الشرف في الحفل حيث شكر فيها قسم الطالبات ممثلة في الأستاذة الدكتورة فرخنده ضياء  وجميع العاملات في قسم الطالبات على جهودهن المبذولة في خدمة المجتمع الباكستاني وفي خدمة الطالبات..

مبيناً معاليه أهمية تعليم المرأة في الإسلام ومكانتها في المجتمع الإسلامي وحرص الإسلام على تعليمها وتثقفيها وأنه ومنذ أن أشرقت شمس الإسلام على البشريّة، وتعاليم الإسلام وتشريعاته تعلي من شأن الإنسان وترتقي به، وقد كان للمرأة نصيبٌ في تسليط الضّوء والاهتمام عليها، فهي نصف المجتمع وأمّ الرّجال والمدرسة التي تربّي الأجيال، وقد استوصى بهنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام خيرًا، وأمر بحسن معاملتهنّ والرّفق بهنّ. كما أعلى الإسلام من شأن المرأة وأعطاها حقّها في أمور كثيرة كانت الجاهلية والحضارات الأخرى قد منعتها عنها، فأعطاها الإسلام حقّها في الميراث، وحقّها في أداء دورها في المجتمع وبما يتناسب مع صفاتها الأنثويّة. كما حرص الإسلام على تعليم المرأة وتثقيفها، حتّى ظهرت كثيرٌ من النّساء المشتغلات بالفقه والشّريعة، وبرزت من بين أمهات المسلمين السّيدة عائشة التي حملت كثيرًا من العلم والفقه النّبوي إلى النّاس..

ذاكراً معاليه الأمور التي تتجلى منها أهميّة تعليم المرأة وهي أنها تساهم في تربية أبناء المجتمع جميعاً، بل إنها العنصر الأهم في التربية لأنها الأم التي تحمل وتنجب وتربي، وتتصرف مع أبنائها بغريزة الأمومة التي تعلمهم كل شيء. كما أنها تشارك في حمل رسالة الحياة مع زوجها وأبنائها، وتعتبر مصدر العاطفة والحنان والحب الكبير، الذي يخفف عن الآخرين المحن والشدائد، وتساهم في رفعة المجتمع وتطوره ورفعة أخلاق أبنائه، وتلعب دوراً مهماً وفاعلاً في بناء المجتمع وتطوره من ناحية العلم والثقافة والصحة والصناعة، وفي جميع المجالات المختلفة..

مشيراً معاليه إلى دور المرأة في تعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتسامح ومكافحة التطرُّف والغلو والإرهاب، حيث قال: يقع على المرأة دور كبير في التوعية والتنبيه والتذكير بخطورة التطرُّف العنيف الذي يلجأ إليه الشباب للخروج من بعض الأزمات التي تمرُّ بهم، أو لعاطفةٍ جيّاشةٍ للإسلام تعتمل في صدورهم.. وفي تعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش السلمي والحضاري وتثقيف الشباب والفتيات بثقافة الحوار البناء الهادف المؤدي للغرض المطلوب منه وهو أن مبادئ الحرية والمساواة والتسامح والعدالة الاجتماعية التي أعلن عنها الإسلام سوف تطبق كليا، وأنه يجب على المسلمين أن يحييوا حياتهم كأفراد أو مجموعات وفقا لتعاليم ومتطلبات الإسلام، وكما نص على ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة..

مؤكداً معاليه في كلمته على أنّ المرأة تؤدِّي دوراً كبيراً في المجتمع بدايةً من الأُسْرة وحتى المؤسسات التربوية والصحية، وهي تُعدُّ عماد الأسرة في معظم المجتمعات الإسلامية، حتى إنّها أحياناً تتقمّص دور الأب من جانب تنشئة الطفل كونه أكثر احتكاكاً بها، فيتلقى منها الكثير من الخصال، لذلك هي أيضاً بمثابة القدوة والنواة في الأسرة، ويتعيّن عليها أيضاً أن تلعب هذا الدور في المؤسسات التربوية خصوصاً والمؤسسات الصحية..

وعند حماية المرأة لتلك القيم ـ القيم التربوية وعلاقتها بالطفل ـ فإنّها تنقلها في المدرسة إلى الأجيال المقبلة، وإن كانت المؤسسة صحية تنقل القيم من خلال التعاملات وتغرس روح التعاون والإنسانية..

وإنّ دور الأسرة في هذا الجانب عندما يتم مقارنته بين الأسرة في الحاضر والأسرة في الماضي، نجد أنّ الأسرة في الماضي تؤدِّي دورها ولم تشهد مثل هذه الظواهر الغريبة على المجتمع العربي والإسلامي على وجه الخصوص، ولكن حينما فقدت الأسرة شيئاً من ذلك الدور ـ خاصةً بعد خروج المرأة للعمل وبات الاجتماع العائلي نادراً ـ شهدت المجتمعات بعض تلك الآثار الهدّامة لها..

مشدداً معاليه على دور الداعيات الإسلاميات في التحذير من مخاطر الإرهاب والتطرُّف والحدّ منه في المجتمعات؛ كونهن على علم ودراية بمفهوم الدين الصحيح ولا يوجد لديهنَّ خلط بين الدِّين والإرهاب، كما ارتبط في أذهان الكثيرين والمدخل المغلوط الذي دخلوا به إلى الشباب حول الإسلام وأنه منبع الإرهاب..

وإنّ الأسرة والمرأة تحديداً لهما دور في مكافحة الإرهاب، وخاصة أن هناك خطراً كبيراً يهدد الأجيال الناشئة وهو “الإعلام” الذي يبث سمومه في عقولهم؛ كمواقع التواصل الاجتماعي، وبعض القنوات الفضائية، والبرامج التي تسعى إلى انتشار الإرهاب. وهناك قنوات ومواقع تثير الفتن والبلبلة بين مشاهديها، وتضعف انتماء الشباب إلى وطنهم ودينهم، ما يؤدِّي إلى تخبُّط الشباب بسبب عدم وعيهم بدينهم الصحيح..

مشيراً معاليه إلى أنَّ انتشار الإرهاب المرتبط بالدين والمذاهب، يصب في سبب سياسي رئيسي اتخذ من الدين جسراً للإرهاب، وذلك أنه حينما يستخدم الدين لأغراض سياسية قد يصل إلى الإرهاب لتفادي الخلط بين الدين الإسلامي والإرهاب يجب أن تشارك عدة جهات بذلك من الأسرة، والتعليم، والتربية، والبيئة، والإعلام. ويجب أن يتم التركيز على منشآت التنمية الاجتماعية لإيصال الصور الصحيحة للدين الإسلامي، وتوضيح الفرق بين الدين ومظاهر التدين للأبناء، وإيصال صورة الدين الحنيف الذي قام بتوضيحه النبي محمد عليه الصلاة والسلام..

وفي ختام كلمته كرر معاليه شكره وتقديره للجميع على ما قدموه من أوراق العمل في هذه الندوة المهمة والتي تمخض عنها التوصيات والنتائج التي تعود نفعها على البنات الطالبات بصفة خاصة وعلى المجتمع الباكستاني بصفة عامة..