معالي رئيس الجامعة يرعى الحفل الختامي لدورة تدريب الأئمة والخطباء الرابعة والتسعين المقامة من قبل أكاديمية الدعوة

  رعى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش صباح يوم الخميس 8/فبراير/2018م الحفل الختامي لدورة تدريب الأئمة والخطباء الرابعة والتسعين التي نظمتها أكاديمية الدعوة التابعة للجامعة في مقرها في مبنى الجامعة القديم مسجد الملك فيصل ـ يرحمه الله ـ والتي استمرت لمدة ثلاثة أشهر وشارك فيها الأئمة والخطباء والمدرسون من مختلف أقاليم الباكستانية وتلقوا فيها الدروس والمحاضرات والدورات التدريبية على الإمامة والخطابة وتقديم النصح والوعظ لعامة الناس وفقاً لقواعد الشريعة الإسلامية السمحة مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على أيدي المتخصصين من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة..

وقد بدئ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها أحد المشاركين في الدورة.. ثم كلمة لمدير عام أكاديمية الدعوة الأستاذ الدكتور/ سهيل حسن أشاد فيها بالمشاركين في هذه الدورة وجهود أكاديمية الدعوة في خدمة الدعاة والأئمة والخطباء.. وقدم شكره وتقديره الخاص المقرون بالدعاء لمعالي رئيس الجامعة البروفيسور/ أحمد الدريويش على رعايته هذا الحفل خاصة وعلى دعمه وعناية واهتمامه العام بأكاديمية الدعوة . .

ثم ألقى معالي رئيس الجامعة كلمة توجيهية تربوية لإخوانه الأئمة والخطباء المشاركين في هذه الدورة حيث بدأها بحمد الله والثناء عليه  والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم والشكر والتقدير لأكاديمية الدعوة إداريين ومحاضرين وأكاديميين وكل من ساهم في الإعداد والترتيب والتنظيم لهذه الدورة الثانية والتسعين وخص من بينهم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/ سهيل حسن الذي يبذل الجهود المباركة في خدمة هذا المجتمع والشكر لإخوانه العلماء والأساتذة الذين حاضروا في هذه الدورة وعلموا فيها ووجهوا.. وبين أهمية إقامة مثل هذه الدورات والأثر الطيب والنفيس المترتب عليها مؤملا معاليه أن يمتد العطاء وتزداد هذه الدورات ليعم النفع ويكثر النماء وتتحقق الثمار المرجوة في تحقيق الأهداف المنشودة منها وفقاً لرسالة الجامعة وغايتها السامية النبيلة والمتمثلة في تأصيل المعتقد الحق والعقيدة الإسلامية الصافية ونشر منهج الإسلام الصحيح الوسطي المعتدل الذي ينبذ الغلو والتشدد والتطرف والإرهاب والتكفير والقتل والتدمير..

مبيناً معاليه في كلمته أهمية الإمامة والخطابة وأهمية رسالة المسجد في الإسالم حيث قال: إن إمامة المسجد والخطابة رسالةٌ عظيمة ومهمة جسيمة يوفق الله للقيام بها على الوجه المطلوب دعاةَ الحق، وصفوةَ الخلق، وهذه كانت وظيفة إمام المتقين النبي صلي الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجميعن.. فلها أهمية خاصة في الإسلام؛ لأن أئمة المساجد يتعلم الناس على أيديهم فيستيقظ الجاهل، ويتنبه الغافل، ويهتدي السالك، وتتهذب الأخلاق، وتزكو الضمائر بتوجيهاتهم، ويسعد الناس بالأئمة الأكْفَاء كما سعدت الدنيا بإمام الأئمة لذلك لما كان أمر الإمامة عظيماً دعا النبي صلى الله عليه وسلم للأئمة بالرشد فقال: ((الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين)).

موجهاً معاليه إخوانه الخطباء والأئمة لإخلاص النية في عملهم؛ لأنه عبادة، والعبادة مبناها على النصِّ عن الله عز وجل أو عن رسوله -صلى الله عليه وسلم، فالصلاة عبادة، وخطبة الجمعة عبادة، فلا بد من استحضار نية العبادة في الإمامة والخطابة.. حتى نؤجر عليها من قبل الله سبحانه وتعالى..

مشيراً معاليه ما ينبغي أن يكون عليه الإمام والخطيب حيث قال: ينبغي للإمام والخطيب أن يسعى جاهدا لأداء مهامه على أحسن وجه رغم كل العقبات المادية والأدبية التي تعترض سبيله.. فهو يمثل منارة العلم وراية المعرفة والقدوة الحسنة لمن حوله.. فليع دوره الخطير.. وليتعاون مع المثقفين الشرفاء للمساهمة في تشييد روح المحبة والصدق والإخلاص والوفاء في قلوب هؤلاء الشباب.. وخاصة أنتم أيها الإخوة تقومون بتربية الشباب من فئة خاصة ومميزة ألا وهم حماة الدين والوطن والمجتمع من جميع أشكال الضرر الموجه لهم وهم العسكر والجيش وأمثالهم..

مؤملاً معاليه بأن يعاد الدور القيادي العلمي والعقلي والاجتماعي والوطني والإعلامي لأئمتنا وخطبائنا.. ليقودوا من يريبيهم ومجتمعهم في تعايش وطني علمي بعيد عن الفتن الطائفية والمذهبية والحزبية والقومية والدينية، لتكون مجتمعنا محضن علمي للعلاقة المتميزة والعلمية والوطنية والحيادية، والأخلاق العظيمة والتكافل الاجتماعي…

كما أشار معاليه في كلمته إلى أمر مهم وهو أن على الأئمة والخطباء مسؤولية عظيمة في توجيه الشباب وتعليمهم الدين الصحيح المستمد من الكتاب والسنة القائم على الوسطية والاعتدال والاتزان.. والبعيد عن التطرف والتشدد والغلو والإفساد والإرهاب.. وليتحرى الخطيب والإمام الكلمات الطيبة، ويتحرى الدعوة بالحكمة، والكلام الطيب، والترغيب والترهيب، ويتجنب كل شيء يسبب الفرقة والاختلاف، ويسبب أيضاً الوحشة بينه وبين الإخوان، وأن يتحرى الألفاظ المناسبة، وأن يرفق في أمره كله، وأن يحرص على الإخلاص لله بأن يكون هدفه إيصال دعوة الله إلى عباد الله يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، لا لرياء ولا سمعة، ولا عن فخر وخيلاء، ولكن يريد وجه الله والدار الآخرة، ثم يريد بعد ذلك نفع الناس، وإصلاح أوضاعهم، وتقريبهم من الخير وإبعادهم عن الشر، وجمع كلمتهم على الحق، هذا هو المقصود من الإمام والخطيب، وهو مقصود الرسل عليهم الصلاة والسلام..

وفي نهاية كلمته كرر معاليه شكره وتقديره لجميع الحاضرين والمشاركين في الدورة ولكافة العاملين في أكاديمية الدعوة على جهودهم المباركة المبذولة في خدمة العلماء والخطباء والأئمة..

ثم بعد ذلك تم توزيع الشهادات والدروع التذكارية للمشاركين في الدورة..

وقد عبر الجميع عن شكرهم وتقديرهم لمعالي رئيس الجامعة على هذا الاهتمام والمتابعة والعناية وعلى كلماته التوجيهية التربوية التي استمعوها من معاليه في هذا الحفل المبارك..

سائلين الله سبحانه وتعالى أن يوفق معاليه لما فيه الخير للعباد والبلاد وأن يمتعه بالصحة والعافية والسعادة في الدنيا والآخرة..