معالي رئيس الجامعة يؤم المصلين في صلاة الاستسقاء في مصلى الجامعة

 أدى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش اليوم الخميس 8/فبراير/2018م صلاة الاستسقاء في مصلى الجامعة في الحرم الجامعي الجديد، وذلك لحاجة العباد والبلاد لنزول الغيث ولما نزل بالمسلمين في هذه الأيام من تأخر نزول الغيث اتباعاً لسنة سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه سلم..

وبعد أداء صلاة الاستسقاء خطب معاليه خطبة جامعة حث فيها المسلمين على تقوى الله في السر والعلن كما حثهم على الاستغفار والإنابة والتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، وإخلاص العبادة وتوحيد الله تعالى وطاعته..

وأضاف معاليه بأن الماء أصلُ الحياة، كما أخبرنا بذلك الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: ((وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ)). وهو نعمةُ عظيمة أنعَمَ الله تعالى بهِ علَى عِبادِه، ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)). وحين يغفَل الناس عن ربِّهم تنقُص الأرزاق وتمسِك السماء قطرَها بأمر ربِّها؛ ليعودَ الناس لربهم، وليتذكَّروا حاجتهم إليه، قال تعالى: ((وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)).

وإذا تأخّر نزول الأمطار ضجّ العباد، وسقِمتْ المواشي، وهلكت الزروع والأشجار، وجفَّت العيون والآبار، قال تعالى: ((قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماءٍ معين))، الجدبُ والقحطُ بلاءٌ من الله ليعلمَ مَنْ يطيعُ ومَنْ يعصيِ، ومن يشكرُ ومن يكفر، وفي هذه الحال شرعَ لنا نبينا صلى الله عليه وسلم صلاةَ الاستسقاء، وهو من سنن الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى: ((وإذ استسقى موسى لقومه))، وقد استسقى خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأمته مراتٍ متعددةٍ وعلى كيفيات متنوعة فإذا أجدبت الأرض وقحطت وقلت الأمطار وانحبست فلا مناص للعباد من الفزع وصدق اللجأ إلى الله جل وعلا لطلب الرحمة والغيث.. كما في الحديث عن ابن عباس – رضي الله عنهما -: “خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسَلَمْ للاستسقَاء مُتَذَلِلاً مُتَواضِعاً مُتَخَشِعاً مُتَضَرِعاً”. رواه الترمذي..

وفي الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جلّ وعلا: “يا ابن آدم إِنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك ما كان منك ولا أبالى، يا ابنَ آدمَ لو بلَغَتْ ذنوبك عَنانَ السماء ثم استغفرتني غفرتُ لك، يا ابنَ آدم لو أتيتني بقُرابِ الأرض خطايا ثم لقِيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقُرابها مغفرة “.

ذاكراً معاليه في خطبته أسباب الغفران ونزولِ البركات وأن من أعظمها ثلاثة أسباب، وهي:

الأول: دعاء الله تبارك وتعالى مع رجائِهِ، دعاءُ من قال سبحانه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾. غافر: ٦٠، والقائل سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾. البقرة: ١٨٦، والدعاءُ يقتضي الإجابةَ إذا توفَّرت شروطه وانتفَت موانعُه، ولهذا وجب على المسلم أن يكون في دُعائِه مُقبِلاً على الله عز وجلّ إقبالا صادقا مخلصًا لله جلّ وعلا مُلِحًا غيرَ يائسٍ ولا قانطٍ، يرجو رحمة الله عز وجلّ ويخافُ عذابه راغباً راهباً ملحًّا راجيا مؤمِّلا في عظيم موعود الله جلّ وعلا وكريم نواله..

والثاني: الاستغفار، وهو من أعظم أسباب نزول الخيرات وتوالي البركات، قال الله جلّ وعلا عن نوح عليه السلام انه قال لقومه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾. نوح: ١٠ – ١٢.

والثالثُ: توحيد الله والإخلاصُ له والبراءةُ من الشرك كلّه دقيقه وجليله وصغيرِهِ وكبيرِه، “يا ابنَ آدمَ لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقُرابها مغفرة”.

وفي نهاية خطبته دعا معاليه الله سبحانه وتعالى بالأدعية المأثورة الجامعة بأن يمن الله تعالى على خلقه بالمغفرة وإنزال الغيث والرحمة والبركة..

كما أمر الجميع باقتداء سنة النبي صلى الله عليه وسلم في قلب العباء والرداء تفاؤلاً بقلب الأحوال إلى حال..