معالي رئيس الجامعة يرأس الندوة الوطنية حول دور المرأة في مكافحة الإرهاب في الجامعة

ترأس معالي رئس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش الندوة الوطنية بعنوان “دور بنات باكستان في القضاء على ظاهرتي العنف والإرهاب” المقامة في يوم الخميس الموافق 1/فبراير/2018م في قاعة العلامة إقبال في المقر القديم بالجامعة والتي يقيمها مجمع البحوث الإسلامية بالجامعة. .

وقد حضر هذه الندوة كل من سعادة رئيس مجلس الفكر الإسلامي الباكستاني الأستاذ/ قبلة أياز، سعادة مدير عام مجمع البحوث الإسلامية الأستاذ الدكتور/ محمد ضياء الحق، وسعادة رئيسة قسم الطالبات الأستاذة الدكتورة/ فرخندة منصور، وسعادة مدير إدارة التعليم عن بعد الأستاذ الدكتور/ نبي بخش جماني، والأستاذة/ راحيلة دراني رئيس برلمان إقليم بلوشستان، ونخبة البرلمانيات والناشطات في حقوق النساء في باكستان من مختلف الأقاليم الباكستانية وآخرون من المهتمين ورجال الثقافة والإعلام فضلاً عن بعض أعضاء هيئة التدريس بالجامعة والعضوات والأستاذات في المدارس والكليات الباكستانية . .

وقد بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم أعقبتها كلمة ترحيبية من سعادة مدير عام مجمع البحوث الإسلامية الأستاذ الدكتور/ محمد ضياء الحق حيث رحب بمعالي رئيس الجامعة وشكره على تشريفه لهذه الندوة المهمة رغم انشغالاته وارتباطاته الكثيرة مشيراً بأن لمعاليه عدداً من المؤلفات والبحوث والمقالات دور  المرأة وحقوقها في الإسلام وبيان مكانتها فيه المطبوعة والمترجمة إلى مختلف اللغات العالمية ثم رحب سعادته برئيس مجلس الفكر الإسلامي الباكستاني الأستاذ/ قبلة أياز والأستاذة/ راحيلة دراني رئيسة برلمان بلوشستان وآخرين ذكوراً وإناثاً وشكرهم على اهتمامهم وحضورهم مبيناً سعادته أهمية هذه الندوة وأهدافها والنتائج المرجوة منها والحاجة إليها لتوعوية المجتمع الباكستاني وغيره من المجتمعات الإسلامية والعالمية بذلك . .

تلا ذلك كلمة معالي رئيس الجامعة البروفيسور الدريويش حيث بدأها بالحمد لله والثناء عليه والصلاة على نبيه وآله وأصحابه أجمعين ثم بين دور المرأة في الجامعة موضحاً أن الجامعة تحتضن أكثر من 14000 طالبة وللطالبات مقرهن المستقل بأقسامهن وكلياتهن وإدارتهن مع التسهيلات والمعدات اللازمة كالطلاب. . والجامعة ترعى وتهتم بجميع فعالياتهن وتحفز على البذل والعطاء . .

مبيناً معاليه أن الجامعة دأبت مند عام 2012م في تكثيف البرامج التوعوية للطالبات الخاصة بالأمن الفكري والأمن المجتمعي والتي تقام بصفة متكررة بمختلف الموضوعات فضلا عن إقامة الفعاليات التوعوية الأخرى لهن لخدمة المجتمع والانشغال فيما ينفع ويفيد مع إبراز أهمية الوسطية والاعتدال والبعد كل البعد عن التشدد والتفرقة والشقاق والنزاع . .

موضحاً معاليه حقوق المرأة في القوانين الشرعية والوضعية ودورها في بناء الأسرة والمجتمع ومكانتها وأهميتها في نهضة الأمم ورقيها وتطورها والحاجة لرعاية جميع شؤونها المشروعة وتحفيزها وتشجيعها على البذل والعطاء والإتقان والتميز والإبداع وإتاحتها الفرص التعليمية والبحثية والاجتماعية والخدماتية وغيرها حسب مجالها وذلك على ضوء تعاليم الإسلام وأحكامه الخالدة والعادلة والتي سبقت غيرها من الأديان والمذاهب والثقافات والحضارات في إعطاء المرأة كامل حقوقها المشروعة غير منقوصة . .

وفي ختام كلمته شكر معاليه للجميع حضرهم ومشاركتهم في هذه الندوة المهمة وبخاصة في هذا الوقت الذي تتعرض له المرأة لحملات شرسة من أجل إبعادها عن دينها والانتقاص من حقوقها التي منحها إياها الإسلام قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام وذلك باعتبارها أماً وزوجة وبنتاً وأختاً وعمة وخالة وبالجملة فهي نصف المجتمع إن لم تكن أكثر من ذلك لما لها من أهمية بالغة ومكانة عالية في حياتنا . . كما قرر معاليه شكره وتقديره للجهات المنظمة والمتعاونة . . متمنياً لهذه الندوة التوفيق والنجاح وأن تخرج بتوصيات فاعلة تظهر مكانة المرأة في الإسلام وأهمية محافظتها على دينها وعفتها وهشمتها مع ممارستها لكافة حقوقها التي قررها لها الإسلام الدينية والعلمية والعملية والإدارية والقيادية وريادة الأعمال . .

ومن الجدير بالذكر أنه جاء انعقاد هذه الندوة نظراً للعوامل التالية:

1.    لن تكتمل عملية النهوض بالسرد الوطني لأغراض المصالحة وإحلال السلام من دن دور الإناث في باكستان، التي تشكل نحو 50 في المائة من مجموع سكان البلاد. وهن قمن دورا أساسيا في غرس القيم الاجتماعية والأخلاقية في جيل الشباب الباكستاني.

2. ومن هذا المنطلق قام مجمع البحوث الإسلامية التابع للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد بالتعاون مع هيئة التعليم العالي في باكستان، وهيئات مختلفة للمدارس الدينية وغيرها من مؤسسات الدولة بإعداد رسالة باكستان كقاعدة للسرد الوطني لمواجهة العنف والتطرف والإرهاب. أطلق عليها “رسالة باكستان” من قبل فخامة الرئيس جناب ممنون حسين، رئيس جمهورية باكستان الإسلامية والرئيس الأعلى للجامعة في 17 نوفمبر 2017 في مقر الرئاسة.

3. واصلة لهذه المساعي أتي انعقاد هذه الندوة الوطنية للتعريف برسالة باكستان عند القيادات النسائية الرائدة، والبرلمانيات، والعالمات المسلمات، وعضوات هيئة التدريس، والناشطات في مجال حقوق الإنسان وعضوات المجتمع المدني، حتى يتمكن من أن يكن شريكات في تحقيقها. وعلاوة على ذلك، فإنه ومن خلال هذه الحلقة الدراسية الوطنية يصدر بيان مشترك عن دور المرأة في تعزيز السلام والتسامح من منظور إسلامي. وفيما يلي أهداف الحلقة الدراسية. .

  • جمع مجموعة مختارة من القيادات الدينية النسائية والبرلمانيات والعالمات الإسلاميات عضوات هيئة التدريس والناشطات في مجال حقوق الإنسان وأعضاء المجتمع المدني من جميع أنحاء البلاد في إسلام أباد لإجراء مداولات تدوم يوما واحدا حول دور المرأة في المصالحة وإعادة الإعمار والسلام بناء وفقا لتعاليم الإسلام.
  • البحث عن آراء القيادات النسائية حول محتويات رسالة باكستان وحثهن على القيام بدورهن في تعزيزها كقاعدة للسرد الوطني.
  • وضع خطة عمل بشأن دور المرأة في تعزيز السلام والتسامح والشمولية في المجتمع الباكستاني.

هذا، وقدم بعد ذلك قدم سعادة رئيس مجلس الفكر الإسلامي الباكستاني الأستاذ/ قبلة أياز بياناً مشتركاً بمسمى “بنات باكستان ودورهن في القضاء على العنف والإرهاب” حيث جاء فيه ما يلي:

  • إن باكستان كجمهورية إسلامية تنبذ العنف وتشجع على التسامح وفقا للمادة 2 – أ من الدستور الباكستاني لعام 1973م، كما تعتبر أهداف قرار عام 1949 ذات الصلة جزءا أصيلا من الدستور، حيث يتضمن القرار إعلانا واضحا ينص على أن “مبادئ الديمقراطية والحرية والمساواة والتسامح والعدالة الاجتماعية التي أعلن عنها الإسلام سوف تطبق كليا، وأنه يجب على المسلمين أن يحييوا حياتهم كأفراد أو مجموعات وفقا لتعاليم ومتطلبات الإسلام، وكما نص على ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية”، وبناء على ذلك فإن جميع مواطني باكستان وبغض النظر عن جنسهم سيكونون مخلصين للدولة وما تقتضيه المبادئ والتزاماتها الدستورية.
  • إن دستور جمهورية باكستان الإسلامية للعام 1973 ينص وفق “المادة 25” على المساواة الكاملة بين الرجال والنساء، فلا تمييز على أساس الجنس، كما ينص وفق “المادة 34” على مشاركة المرأة التامة في كافة نواحي الحياة، وذلك يعكس أهمية دور المرأة في الإسلام، وضمن الأطر الاجتماعية والسياسية والأسرية، و إن من مسؤولية مؤسسات الدولة الدستورية تمكين النساء ومن كافة الأعمار والحفاظ على كرامتهن الإنسانية و وقارهن واستقرارهن الاقتصادي، كما إن الإسلام يشجع على مشاركة النساء في مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية، وخير مثال على مشاركة النساء المسلمات في الشؤون الاقتصادية و السياسية هو زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، كالسيدة خديجة رضي الله عنها، والسيدة عائشة رضي الله عنها. إن المرأة المسلمة عامل تغيير على الصعيدين الأسري والاجتماعي، وهي قادرة على الترويج للسلام والتسامح وفقا لتعاليم القرآن الكريم، ومبادئ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • إن الإسلام يؤمن بأهمية مبدأ الوصاية و مؤسسة الأمومة، وهذين المبدئين يمكنهما لعب دور إيجابي في إعادة بناء الهيكل الاجتماعي في باكستان، كما يمكنهما تعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة والاحترام المتبادل والاندماج بين مختلف شرائح المجتمع.
  • إن الإسلام يعزز مفهوم الحوار القائم على العقل وينبذ استخدام القوة، وإن القضاء على “الفساد” من مجتمعنا هو أفضل الجهاد في عالمنا اليوم، والذي لا يمكن أن يتحقق إلا بتطوير قيمنا من خلال التربية والحوار، إن الإسلام يشجع على الحوار السلمي، وبما أن النساء هن النويات الاجتماعية في كل أسرة سواء كن أمهات أم زوجات أو شقيقات أو بنات فيجب عليهن لعب دورهن في صياغة وإصلاح المجتمع.
  • يجب تنشئة المرأة بشكل مؤسسي و أسري على احترام حقوق غير المسلمين وذلك على ضوء ميثاق المدينة، كما عليها أن تعترف على قدم المساواة بجميع حقوق مواطني باكستان، حيث أن كافة المواطنين ينتمون إلى نفس المجتمع والوطن.
  • امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة”، فقد لعبت المرأة المسلمة دورا مهما في الترويج لدعوة الإسلام للسلم على مدار التاريخ الإسلامي، وإن عليها القيام بنفس الدور الفعال في فهم تعاليم الإسلام ونشر قيمه المسالمة والسمحاء، من أجل القضاء والتغلب على الدعاية المغرضة ضده، وكذلك الإرهاب والتطرف، وتعزيز التسامح والاحترام تجاه التنوع”.