رئيس الجامعة يلقي محاضرة علمية عن القضاء في المملكة العربية السعودية

 ألقى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش محاضرة علمية في الدورة العلمية الشرعية التي تنظمها أكاديمية الشريعة بالجامعة للقضاة الشرعيين من مختلف أقاليم باكستان، وذلك صباح يوم الخميس الموافق 22/3/2018م، ألقى فيها معاليه الضوء على مكانة القضاء في الإسلام وأهميته مستدلاً لذلك بأدلة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وسِيرهم في هذا المجال، كما تحدث معاليه عن الآداب التي يجب أن يتحلى بها القاضي في الإسلام، والتي منها: أن يكون القاضي حسن الخلق، قويًّا من غير عنف، لينًا من غير ضعف، مستظهرًا مستحضرًا للعلم وأدلته، متمكنًا منه، عفيفًا كافًّا نفسه عن الحرام؛ لئلا يُطمع في ميله بإطماعه، ذا أناءة وتؤدة؛ لئلا تؤدي عجلته إلى ما لا ينبغي، وأن يكون ذا فطنة؛ لئلا يُخدع، حليماً وذا سكينة ووقار، ولا يكون جباراً متكبراً؛ لأن ذلك يمنع الخصم من أن يستوفي حجته.

بعد ذلك تطرق إلى تاريخ القضاء في المملكة العربية السعودية وميزاته وما حصل له في الآونة الأخيرة من تطوير في الأداء، المتمثل في دعم هذا المرفق بأكثر من 7 مليار ريال سعودي تحت مسمى “مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير القضاء” والذي وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود –رحمه الله- قبل أكثر من ثماني سنوات، والذي –ولله الحمد والمنة- لمسنا آثاره على هذا المرفق من تميز في الأداء وتأهيل عالٍ للقضاة وتحصصٍ في الحكم في القضايا وتعاون مع الجهات القضائية العربية والإسلامية والدولية في ما يحقق الإفادة والاستفادة والاستزادة للقضاة.

مشيداً معاليه في محاضرته بما يتمتع به القاضي في المملكة من قوة تأهيل شرعي وأمانة وكفاية ونزاهة ووسعة في العلم والفقه والقدرة على الحكم في القضايا المختلفة، لا سيما ما يتعلق بالقضايا المستجدة والنوازل الحادثة واستنباط حكم شرعي لكل واقعة مستمداً من الكتاب والسنة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأقضيتهم وأقوال الأئمة الأعلام واجتهاداتهم، وما ورد في كتب الفقه المعتبرة في أبواب القضاء والحكم، وأن هذا المنهج والمسلك القضائي يعطي طمأنينة وثقة في الأحكام الصادرة من القضاة ويؤكد سير المملكة العربية السعودية في كافة شؤونها وأحكامها ومعاملاتها وفقاً للشريعة الإسلامية الغراء.

مبيناً معاليه بأن الشريعة الإسلامية شريعة عالمية وأنها صالحة للتطبيق والتشريع في كل زمان ومكان مهما اختلفت الأزمنة وتبدلت الأمكنة، مع ما تمتاز به من يسر وسهولة ورفع للحرج ودفع للمشقة وتحقيق للعدالة والإنصاف، وأنه لا فرق في الشريعة وأحكامها بين رئيس ومرءوس وحاكم ومحكوم وراعٍ ورعية وغني وفقير وذكر وأنثى، فالكل في نظر القضاء سواسية يُحكم بينهم وفيما بينهم بما أنزل الله عز وجل.

كما تطرق معالي رئيس الجامعة في محاضرته إلى الدعم الخاص الذي يلقاه هذا المرفق والعناية الأكيدة والجازمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود –حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود –حفظه الله- ولي العهد ووزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء، هذه الرعاية والعناية والدعم الذي أثمر مزيداً من الأمن والأمان والاستقرار والقضاء على الجريمة والفساد وتحقيق النزاهة ومحاربة الفساد فضلاً عن متابعة الغلاة والبغاة والخارجيين عن النظام والقانون والشرع وعن وسطية الإسلام واعتداله واتزانه، وتنزيل أحكام الله على كل مجرم وباغ ومقسط ومرهب ومفسد وخارج عن أحكام الإسلام وتعاليمه الخالدة التي تلقتها الأمة بالقبول وأشاد بها أئمتنا وعلماؤنا وفقهاؤنا الأعلام في كل عصر.

كما أشار معاليه إلى الزيارة التي استضافتها المملكة العربية السعودية للقضاة الباكستانيين وما عبروا من مشاعر وانطباعات طيبة حول تلك الزيارة والوقوف على المرافق واللقاء بإخوانهم القضاة في المملكة العربية السعودية وما تعيشه المملكة من نهضة شاملة، واعداً بأن تستمر هذه الدورات للإفادة والاستفادة وتوطيد العلاقات المتينة الراسخة بين البلدين.

وفي الختام قدم الأستاذ الدكتور محمد منير مدير عام أكاديمية الشريعة شكره وتقديره لمعالي رئيس الجامعة على هذه المحاضرة العلمية القيمة.