رئيس الجامعة يشرف حفل افتتاح الندوة العلمية بعنوان: سبل السلام

  شرف معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش ــ حفظه الله ــ صباح يوم السبت 9/رجب/1439هـ الموافق 24/مارس/2018م حفل افتتاح الندوة العلمية عن السنة النبوية بعنوان: (سبل السلام) التي نظمتها مؤسسة الهدى الدولية الخيرية في معهد دار الهدى إسلام آباد .. وذلك بناءً على الدعوة الموجهة لمعاليه من فضيلة رئيس المؤسسة الشيخ الدكتور/ إدريس زبير عضو مجلس إدارة الجامعة الإسلامية وعضو مجلس الاختيار فيها . .

وقد شارك في الندوة عدد من العلماء والدعاة والأساتذة والأكاديميين المتخصصين في السنة النبوية والدعوة إلى الله وعدد من الطلاب والطالبات يتقدمهم فضيلة الشيخ المحدث/ عبد الستار حماد من كبار علماء أهل الحديث في باكستان المتخرج من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وأحد تلاميذ سماحة الشيخ الوالد العلامة/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ــ رحمه الله ــ والشيخ المحدث/ محمد ناصر الدين الألباني، وسماحة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين ــ رحمه الله ــ . .

 كما شارك فيها فضيلة الشيخ الدكتور/ فضل إلاهي ــ حفظه الله ــ وغيرهم من علماء الحديث وطلاب العلم وذوي الاختصاص في السنة النبوية ..

وقد بدئ الحفل المبارك بآيات خاشعة من الكتاب المبين، ثم كلمة ترحيبية من الدكتور/ إدريس زبير رحب فيها بمعالي رئيس الجامعة وشكره على الحضور والمشاركة . . مبيناً مآثر معاليه وما تحقق على يديه بفضل الله من إنجازات كبيرة واستقرار عظيم للجامعة الإسلامية العالمية . . موضحاً فضيلته أنه ومن خلال مشاركاته في مجالس الجامعة ولجانها استفاد من خبرة معاليه وحنكته وحكمته وحرصه على الجامعة ورقيها وتقدمها وجودتها وأمنها واستقرارها واستقطاب الأكفاء من الأساتذة والموظفين للعمل فيها مع حرصه على ترشيد الإنفاق والعمل وفق إمكانات الجامعة المادية ونظامها الاداري والمالي والأكاديمي . . فضلاً عما يمتاز به معاليه من علمية ثرة وتوجيهات سديدة وحرص على منهج الجامعة وربطه بالكتاب والسنة والحفاظ على ثوابت الدين مع الأخذ بوسائل الحياة المعاصرة وأسباب ومتطلبات التقنية الحديثة حتى رأينا بحمد الله هذه الجامعة غدت تجمع بين الأصالة والمعاصرة والحفاظ على الثوابت مع الأخذ بكل جديد من أنواع المعارف والعلوم . .

ناهيك عن حرص معاليه على التواصل مع العلماء والجهات العلمية والتوعوية في باكستان بما يعزز من رسالة الجامعة في المجتمع ويقوي سمعتها لدى الجهات والمؤسسات التعليمية والتوعوية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية . . وما هذه المشاركة لنا في هذا اليوم الأغر والمبارك إلا خير دليل وأقوى برهان على ما نقول..

كما رحب فضيلته بالمشاركين جميعاً في هذه الندوة المهمة . . شاكراً للجميع استجابتهم للدعوة وتشريفهم للمشاركة في هذا اليوم . . كما بين فضيلته محاور هذه الندوة وجلساتها وأوراق العمل التي ستلقى فيها . .

بعد ذلك ألقى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش كلمة ضافية في هذه المناسبة بدأها بحمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ، ثم  قدم شكره وتقديره لفضيلة الشيخ إدريس زبير على هذه الدعوة الكريمة وما أفاض به من كلمات الشكر والتقدير . . مثمناً جهود فضيلته في نشر العلم الشرعي الصحيح ومنهج أهل السنة والجماعة واستقطاب العلماء الأعلام ذوي الكفاية والكفاءة والأمانة والمنهج السديد السليم للعمل في هذه المؤسسة وفروعها سواء داخل باكستان أو خارجها ..

كما أشاد معاليه بهذا المعهد ودوره في المجتمع الباكستاني وبخاصة من خلال عنايته بتعليم القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وحفظه وكذا بالسنة النبوية الشريفة للطلاب والطالبات ..

كما أثنى معاليه على المشاركين في هذه الندوة وبخاصة الشيخ المحدث/ عبد الستار حماد الذي صدر له مؤخراً سفر كبير شرح فيه صحيح البخاري كاملاً ترجم الشرح إلى اللغة الأردية وأسماه بداية القاري في شرح صحيح الإمام البخاري..

بعد ذلك تكلم معاليه عن أهمية السنة النبوية تعلماً وتعليماً وتربية حيث أكد معاليه على أن السنة النبوية وحي كما أن القرآن وحي مصداقاً لقوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى o إن هو إلا وحي يوحى}، وقول النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ: “لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمرى مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ندرى ما وجدنا فى كتاب الله اتبعناه”، ألا إن القرآن لفظه ومعناه من الله، وأما السنة فإن لفظها من الرسول عليه الصلاة والسلام ومعناها من الله عز وجل. ولولا السنة ما عرفنا كثيراً من أحكام الإسلام، من عبادات ومعاملات . . ومن قرأ كتب الفقه الإسلامي بمختلف مذاهبه، يجد بشكل واضح جداً أن معظم الأحكام مأخوذة من سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فعلى سبيل المثال لقد أمر القرآن بالصلاة، ولكن لم يبيِّن عدد الصلوات، ولا مواقيتها، ولا كيفيتها، ولا أنواعها، من فرض ونفل، ولكن السنة المطهرة هي التي تولَّت تفصيل ذلك. .

وأضاف معاليه قائلاً: إن تارك السنة متوعَّد بالعذاب الأليم، ومطرود من حوض الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا فرطُكم على الحوض وُلَيُرْفَعَن لي رجال ثم ليُخْتَلَجُنّ دوني فأقول: أي رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)، ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “لو تركتم سنة نبيكم لضللتم”، فكل عمل خلاف السنة يبعد عن الله، ويتبرأ من صاحبه رسولُ الله، قال عليه الصلاة والسلام: ( من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

مشيراً معاليه: أن السعادة كل السعادة في اتباع النبي – صلى الله عليه وسلم – وامتثال أوامره أمرًا ونهيًا، وينبغي للرجل أن يتحرى أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مختلف حالاته فيقتدي به حباًّ له، واقتداء به حتى وفي الأمور العادية، يقول الإمام الغزالي: “إن مفتاح السعادة في اتباع السنة والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع مصادره وموارده وحركاته وسكناته، حتى في هيئة أكله وقيامه ونومه وكلامه، لست أقول ذلك في آدابه فقط؛ لأنه لا وجه لإهمال السنن الواردة فيها، بل ذلك في جميع أمور العادات، فبه يحصل الاتباع المطلق كما قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، وقال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فلا ينبغي أن تتساهل في امتثال ذلك فتقول: هذا مما يتعلق بالعادات فلا معنى للاتباع فيه؛ فإن ذلك يغلق عنك بابا عظيما من أبواب السعادات”. فيلزم علينا أن نقتدي بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وشؤونه وعاداته، ونتبع سيرته ونقتفي أسوته، ونسير على خطاه، ونمتثل أوامره، ونجتنب نواهيه، وأن نتخلق بأخلاقه وصفاته الحسنة، وأن نعظمه ونوقره.

وفي ختام كلمته قال معاليه: “أبنائي وبناتي الطلاب والطالبات الحاضرين والحاضرات: إن كثيرا من المشاكل التي تواجهها الأمة الإسلامية اليوم إنما سببها الرئيس هو البعد عن كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيجب على المسلمين الرجوع إلى هدي الكتاب والسنة، ورحم الله الإمام مالكا يوم قال: “لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها”.

أكرر الشكر والتقدير للقائمين على هذه الندوة المباركة، وأدعو الله عز وجل أن يتقبل منهم هذه الجهود المباركة، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وفقهنا في دينك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفقنا لفهم كتابك وسنة نبيك والعمل بهما على الوجه الذي يرضيك. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها”.

بعد ذلك تتابعت أعمال الجلسة الأولى من هذه الندوة وفي ختامها تم تكريم معالي رئيس الجامعة من قبل فضيلة الشيخ/ إدريس زبير ــ حفظه الله ــ . .

ثم تناول الجميع طعام الغداء المعد بهذه المناسبة على شرف معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش والمشاركين فيها . .