رئيس الجامعة يشارك كضيف الشرف في مؤتمر استقرار باكستان والتضامن مع الشعب الكشميري

شارك معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش في يوم الخميس الموافق 22/أغسطس/2019م المؤتمر الموسوم بـ (استقرار باكستان والتضامن مع الشعب الكشميري) تلبية للدعوة الموجهة لفضيلته كضيف الشرف في المؤتمر من فضيلة الشيخ عبد الخبير أزاد إمام مسجد بادشاهي في لاهور.. وعند وصول فضيلته لمقر المؤتمر بفندق إسلام آباد ملودي كان في استقباله فضيلة الشيخ عبد الخبير أزاد رئيس المؤتمر ولفيف من العلماء والمشاركين في المؤتمر..

وتأتي مشاركة معالي رئيس الجامعة في هذا المؤتمر الهام في إطار المشاركة الفعالة للجامعة في المحافل والمؤتمرات لاستقرار باكستان والتضامن مع الشعب الكشميري، ومد جسور التعاون والتواصل بين الجامعة وبين المنظمات العالمية والجمعيات الثقافية والخيرية المختلفة في كافة المجالات لا سيما فيما يخص رسالة الجامعة وأهدافها وبما يعود بالخير والنفع على منسوبي الجامعة وعلى البلد الحاضن لها وهي دولة باكستان وفي نصرة قضية كشمير المكلومة..

حضر المؤتمر شخصيات بارزة من العلماء والقادة والسياسيين ورجال الفكر والثقافة والإعلام من مختلف أقاليم باكستان..

وقد بدئ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة ترحيبية من فضيلة الشيخ عبد الخبير أزاد حيث رحب بجميع الضيوف والحاضرين والمشاركين في المؤتمر وخص منهم معالي رئيس الجامعة البروفيسور/ أحمد بن يوسف الدريويش الذي لجهود معاليه أثر بارز في تقوية أواصر المحبة والإخاء بين البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية.. كما له جهود مباركة في نشر وسطية الإسلام واعتداله والتسامح والتعايش السلمي ونبذ الغلو والتشدد والإختلاف والتعصب والطائفية عبر كتاباته ومحاضراته ومشاركاته في الندوات والمؤتمرات..

كما تحدث فضيلته عن أهمية العلاقات السعودية الباكستانية وأنها قوية ومتينة ونحن دائماً نقف مع المملكة العربية السعودية فهي أرض الحرمين الشريفين وفيها المقدسات الإسلامية.. ولها جهود في نصرة قضايا الأمة الإسلامية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله.. وهي مهبط الوحي ومهوى أفئدة الناس وهي بلد مقدس يجب على جميع المسلمين الدفاع عنه وعن هذه المقدسات الإسلامية..

ثم تحدث ضيف الشرف معالي الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش في المؤتمر حيث قدم شكره وتقديره الخاص لجميع الضيوف وللمشاركين وخاصة للمنظمين لهذا المؤتمر المهم وخص منهم فضيلة الشيخ عبد الخبير أزاد إمام وخطيب مسجد بادشاهي في لاهور.. كما خص بالشكر فضيلة الدكتور / قبله أياز مثمنا جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين ونشر الفكر الإسلامي الصحيح المستمد من الكتاب والسنة وخدماته للدولة الحبيبة جمهورية باكستان الإسلامية..

ألقى معاليه الضوء على أهمية الوحدة الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة مستشهدا بالآيات والأحاديث وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم تحدث عن عمق العلاقات السعودية الباكستانية وتاريخها الذي يرجع إلى قبل استقلال باكستان منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي يعد أول من أيد استقلال هذه الدولة باسم الإسلام..

وذكر معاليه نبذة عن دخول الإسلام إلى إقليم كشمير حيث قال: عرفت كشمير الإسلام في وقت متأخر عن غيرها من المناطق في شبة القارة الهندية، فبدأ دخول الإسلام إليها في القرن الخامس الهجري، عن طريق العلماء والدعاة من البلدان المجاورة، حيث حالت وعورة الطريق دون فتح السلطان محمود الغزنوي لها رغم أنه تغلب على كثير من أراضي الهند خلال فتوحاته..

وكانت البداية الحقيقية للوجود الإسلامي في كشمير في القرن الرابع عشر الميلادي عن طريق الداعية الشيخ “عبد الرحمن شرف الدين المعروف” بـ “بلبل شاه” الذي أمكنه إقناع إمبراطور كشمير “جياليورين تشان” البوذي من اعتناق الإسلام، فكان أول حاكم لكشمير ينضم إلى الإسلام مع جميع أسرته وأقربائه، وترتب على ذلك أن دخل في الإسلام أعداد كبيرة من الشعب، وتسمّى هذا الإمبراطور بصدر الدين، وصار المسلمون أغلبية في تلك المناطق، وأصبحت كشمير جزءًا من الإمبراطورية الإسلامية في الهند على مدى قرنين من الزمان..

ذاكراً فضيلته ما تعانيه الشعب الكشميري المظلوم في الوقت الحالي حيث قال: ففي الوقت الحالي تعتبر قضية كشمير قضية إسلامية عالمية لا تختص فقط بجمهورية باكستان الإسلامية بل هي قضية الأمة الإسلامية بأسرها فلذا لا بد لنا من بيان ذلك في المحافل الدولية لتوعية جيلنا القادم بأهمية كشمير والإشادة بالدور الذي يؤديه الشعب الكشميري الأبيّ الوفيّ والقوات الباكستانية في حل هذه القضية العادلة المشروعة والحصول للشعب الكشميري على حقهم المنشود المشروع، وبيان النضال والجهد والكفاح الذي يقدمه الشعب الكشميري للدفاع عن وطنهم وعرضهم ودمهم وصبرهم على كل أنواع الأذى والكلفة والمشقة في سبيل ذلك وعدم المساومة على حقوقهم رغم انتهاكات اجتماعية وصحية وبدنية من قبل القوات الغاصبة، واثقين بنصر الله وجاهدين في سبيل الله حقاً حتى يعود أرضهم إلى وطنها الأم -جمهورية باكستان الإسلامية-..

وهنا لا بد لنا من أن نعرف الفرق بين الدفاع عن النفس والمال والعرض وبين الإفساد والإرهاب والتدمير، لأن الدفاع حق مشروع تعترف به جميع ديانات العالم والمواثيق الدولية، فما يقدمه الشعب الكشميري من تضحيات إنما جاءت نتيجة هذا الحق المشروع..

ولذلك نوجه كل الجهات المعنية بأداء دورهم في نصرة القضية الكشميرية وتقديمها أمام العالم في صورتها الصحيحة، والسعي وراء حل منشود لهذه القضية وفق رغبات الشعب الكشميري، ونطلب من الجميع تقديم مهاراتهم وخبراتهم في سبيل نصرة إخوانهم من الكشمير ونشر الوعي حول هذه القضية في صورتها الحقيقية حتى يعلم العالم عن ما يمر به الشعب الكشميري من مظالم وتضحيات وانتهاكات للحقوق الإنسانية..

إن القضية الكشميرية من القضايا التي تهم الأمة الإسلامية جمعاء، ويجب أن نوليها أهمية بالغة بعقد المؤتمرات والندوات لتوعية المجتمعات بهذه القضية المهمة؛ لأنه يجب أن نبين لأبنائنا أهمية هذه القضية حتى لا تندرس مع التقادم، ولا بد أن نكون يداً واحدة وجسداً واحداً مع إخواننا بالدفاع عنهم وعن أعراضهم، لأن الدفاع عن قضايانا ومقدساتنا وأعراضنا وديننا وممتلكاتنا أمر لا بد منه ولا يمكن لنا المساومة بهذه الأرض الطيبة، حيث تكمن أهميتها لباكستان لأجل أن باكستان تعتبرها منطقة حيوية لأمنها وذلك لوجود طريقين رئيسين وشبكة للسكة الحديدية، ولأنه ينبع من الأراضي الكشميرية ثلاث أنهار رئيسية للزراعة في باكستان مما يجعل احتلال الهند لها تهديداً مباشراً للأمن المائي الباكستاني، كما يقول محمد علي جناح: “إنها شريان باكستان فثلاثة أنهار تمدنا بالماء تنبع منها”.

كما ندعو شعوب العالم للتضامن مع الشعب الكشميري وعدم التجاهل عن هذه القضية وإدانة الممارسات التي تقوم بها القوى الغاصبة لطمس الهوية الكشميرية المسلمة..

وفي النهاية قدم معالي الرئيس التهنئة لجميع الحضور في المؤتمر داعياً الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال وأن يعيد على الجميع هذه المناسبة السعيدة ولا سيما الحجاج الكرام الذين أدوا مناسك الحج هذا العام مثمناً معاليه الجهود الجبارة والتخطيط السليم المحكم من لدن خادم الحرمين الشريفين أيده الله وحكومته الرشيدة وكل الجهات الحكومية والأمنية والصحية للإسهام في نجاح موسم حج هذا العام.. مشيداً بالجهود الخاصة التي يلقاها الحجاج والمعتمرين والزائرين من جمهورية باكستان الإسلامية..