رئيس الجامعة يشارك في الندوة العلمية التي تعنى بتوضيح وبيان (رسالة باكستان) في كراتشي

شارك معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش في الندوة العلمية التعريفية برسالة باكستان (پيغام باكستان) التي عقدت مؤخراً في مدينة كراتشي صباح يوم الثلاثاء 20/مارس/2018م، وحضرها وشارك فيها كل من معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور/ محمد معصوم ياسين زئي، ومعالي رئيس هيئة التعليم العالي الباكستانية الأستاذ الدكتور/ مختار أحمد . . ورعاها دولة والي السند جناب محمد زبير، ورئيس وزراء السند جناب مراد علي شاه، ونائبة رئيس البرلمان السندي الأستاذة/ شهلة رضا، وبحضور ومشاركة كوكبة من العلماء من إقليم السند يتقدمهم سماحة مفتي باكستان الشيخ/ منيب الرحمن، ورؤساء جامعات إقليم السند، ورؤساء وفاق المدارس السنية والشيعية والعربية، ورؤساء الجمعيات والأحزاب الدينية في كراتشي وإقليم السند، وعدد من رجال الفكر والثقافة والصحافة والإعلام والوجهاء والأعيان الذين ازدحمت بهم القاعة الكبرى في مقر إقامة الوالي . . والذين عبروا جميعاً من خلال كلماتهم التي شاركوا فيها أو أدلوا بها لوسائل الإعلام أو للعلماء والمفتين والمشائخ تأييدهم الكامل والتام لما ورد في هذه الرسالة من توجيهات وأحكام وتجريم للإرهاب ومرتكبيه، ودعوة إلى تحقيق الأمن والسلم والاستقرار والوحدة والائتلاف والحوار الهادئ البناء الهادف، وتجنب العنف والإفساد والقتل والتدمير والتفجير والتكفير . . وأن الأصل عصمة الدم والمال والعرض وتحريم القتل بغير وجه حق أو الاعتداء بأي نوع من أنواع العدوان والبغي قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}. سورة المائدة،  الآية: (32). ويقول صلى الله عليه وسلم: “لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم” أخرجه النسائي من حديث عبد الله بن عمرو. ويقول صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: “من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً”. . والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده . . وأن على الجميع وبخاصة العلماء والمفتين والدعاة والوعاظ والأئمة والخطباء أن يضطلعوا بواجبهم الشرعي في توجيه الناس وتثقيفهم فيما يحقق أمنهم وسلامتهم، ويجنبهم الشرور والآثام . . وأن يحذروا من الإرهاب وعاقبته الوخيمة، وضرره على الوطن والمواطن وكل مقيم في الدولة أو وافد إليها وعلى الإسلام وأهله والعالم أجمع . . وأن على من تلبس به أي بالإرهاب سواء بطريق مباشر أو غير مباشر أو من يدعمه ويؤيد منفذيه أو يتعاطف معهم أن يرجع إلى ربه عز وجل ويتقي الله في دماء المسلمين والمعصومين وأموالهم وأن يتفقه في الدين ويعتصم بالكتاب والسنة ويلزم جماعة المسلمين وإمامهم ففي هذا السعادة والفلاح دنيا وأخرى . .

وفي هذه المناسبة أدلى معالي رئيس الجامعة بتصريح بعد اختتام أعمال هذه الندوة عبر فيه عن شكره وتقديره لدولة والي إقليم السند ولكل من تعاون مع الجامعة في ترتيب وتنظيم هذه الندوة المهمة، وكل من رعاها ودعمها وشارك فيها من العلماء والسفراء والوزراء والدعاة والقضاة والمفتين والخطباء والوعاظ ورجال الصحافة والإعلام والوجهاء والأعيان. .

مؤكداً معاليه على أهمية صدور هذا البيان لاسيما في هذا الوقت الذي يكتوي فيها العالم أجمع بنار الإرهاب والإفساد والقتل والتفجير وتدمير الممتلكات والبغي والخروج عن السمع والطاعة والبيعة الشرعية لولاة الأمر وعدم الاعتبار لحرمة الدماء والأموال. . لاسيما ما حصل ويحصل في جمهورية باكستان الإسلامية التي عانت وما زالت تعاني من هذه الآفة الخطيرة التي لا يقرها شرع ولا دين ولا نظام ولا عقل ولا عرف ولا سلوك ولا قيم . . بل إن الإسلام بأحكامه وتعاليمه السمحة، ووسطيته واعتداله يُجرم هذا العمل ويحرّمه جملة وتفصيلاً، ويَعُدّهُ من الموبقات . . داعياً كل من تلبس به بطريق مباشر أو غير مباشر لاسيما أبناؤنا الشباب وبناتنا الشابات التخلي عنه، والعودة إلى الله والتوبة له سبحانه، ولزوم صراط الله المستقيم، والتواصل مع العلماء الربانيين، والدعاة إلى الله المخلصين والأخذ عنهم ولزوم منهجهم وسلوك سبيلهم . . وأن لا ينجرفوا وراء هذه الأفكار الغالية وهذا التطرف الديني المذموم، وأن لا يسمعوا لدعاة الفرقة والطائفية والاختلاف أو أصحاب الفتاوى الشاذة الذين يؤولون النصوص الشرعية وفقاً لهواهم وبما يخدم رؤيتهم ويحقق أهدافهم ومقاصدهم وضلالاتهم . .

موضحاً معاليه بأن الجهاد في الإسلام حكم شرعي واضح وثابت له أنواعه وشروطه وضوابطه وأحكامه وأنه من خصائص ومن صلاحيات ولاة الأمر الشرعيين الحاكمين للدولة أو البلد وأنه لا يجوز منازعتهم هذا الحق أو نزعة منهم أي من الولاة والحكام فهم مَنْ يقدّره ويعلنه ويرفع رايته وعلى جميع أفراد الرعية السمع والطاعة لهم في هذا وغيره من حقوقهم الشرعية . . ومن ثم فإن أي دعوة له أو ممارسة أو إعانة بمال أو نفس يعد مخالفة شرعية يمنعها الإسلام ويحرمها ويعزر المخالف . .

مشيراً معاليه: بأن الشباب هم عماد الأمة وعدتها . . وهم قوة الوطن ودرعه، وهم القادة والرواد في المستقبل وعليهم الحفاظ على أمن الوطن واستقراره ووحدته . . وأن المطلوب منهم الانصراف إلى التسلح بسلاح العلم النافع والعمل الصالح والتزود منه والتنافس على أعمال البر والخير وخدمة الدين والوطن والأمة، والنهل من معين الإسلام العذب الصافي وإدراك ما يحيط بالأمة من فتن وتكالب الأعداء عليها . . فليكونوا عوناً لقادتهم وولاة أمرهم وجنود وطنهم وجيوشه الذين يدافعون عنهم وعنه، والذين هم العيون الساهرة، والقوة الصامدة الراسخة أمام كل من يحاول أن ينال من أمن الوطن أو ممتلكاته أو أعراض الناس فيه . . مفيداً معاليه بأنه كما عانت باكستان من الإرهاب ومن العمليات الانتحارية التي اعتدت واستهدفت الآمنين والمعصومين والمدنيين من الرجال والنساء والأطفال وحماة الدين والعقيدة والوطن ورجال الأمن البواسل . . فضلاً عن الممتلكات والمكتسبات . . كذلك عانت منه المملكة العربية السعودية بل لم يسلم من أذى هؤلاء المعتدين المرهبين المفسدين حتى بيوت الله وأماكن العبادة ودور العلم بل وصل أذاهم إلى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة حيث حاولوا الاعتداء عليهما، وترويع الحجاج والمعتمرين والزائرين والطائفين والركع السجود . . ومن ثم فقد هب الجميع حكومة وشعباً وعلماء ودعاة وقضاة وخطباء وأئمة ووعاظاً ومرشدين وموجهين ومربين وأساتذة ومدرسين . . رعاة ورعاية.. وكل مواطن مخلص مقيم ووافد وزائر لأرض الحرمين، وبلاد السلم والسلام وأرض المحبة والوئام والطهر والنقاء لمكافحة هذه الآفة الخطيرة والظاهرة الدخيلة والتعاون مع ولاة الأمر ومع رجال الأمن والجهات المختصة في القضاء عليها، وتوعية الناس بآثارها ومخاطرها على الفرد والمجتمع والدولة والوطن والأمة والإنسانية . . فضلاً عن أثرها على الدين الذي يجرم هذه العمليات ويحرّمها، ويقرر اقصى العقوبات التعزيرية على مرتكبيها . . بل إن علماء بلاد الحرمين ودعاتها قد حذروا من هذه الآفة حتى قبل وقوعها، وبينوا حكم الإسلام فيها، وبينوا خطر الغلو والتشدد والتطرف المسبب لهذه الآفة . . فتحذيرهم عن الإرهاب والإفساد فضلاً عن الغلو والتشدد والإفراط ليس وليد الحوادث الإرهابية فحسب، بل إنه سابق على هذه الحوادث بعقود، حيث إن دعوتهم ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية وتوحيدها على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ــ ر حمه الله ــ وهي تدعو إلى السلم والسلام والأمن والتعايش السلمي وتحقيق الأمن المجتمعي . . كما تدعو إلى تطبيق شريعة الله بما تحويه من أحكام وتعاليم وآداب وأخلاق وسلوكيات سمحة. . ووسطية واعتدال واستقامة واتزان . . ومن يقرأ ويطلع على سيرة ومسيرة المؤسس الملك عبد العزيز ــ رحمه الله ــ وسيرة ومسيرة أبنائه الملوك البررة الكرام من بعده يجد هذا واضحاً جلياً في دعوتهم للوسطية ونبذهم للغلو والتطرف والإرهاب، ووقوفهم مع كل الدول التي تعاني منه، وشجبهم واستنكارهم وإدانتهم لأي عملية إرهابية تقع في أي دولة من دول العالم العربي والإسلامي بل في أي دولة من دول العالم أجمع . . كما أن هناك قرارات وفتاوى صدرت من هيئة كبار العلماء والمفتين في المملكة العربية السعودية سلفاً وخلفاً كلها تجرم هذه الظاهرة وتحرمها وتقف صفاً واحداً مع المُعتدى عليهم والمكتوين بنار الإرهاب والقتل والتفجير والتدمير . . وكذا خطب أئمة الحرمين الشريفين وغيرهما من المساجد في شتى أنحاء المملكة كلها تجرّم هذه الظاهرة وتحرّمها . . وكم من المؤتمرات والندوات والمحاضرات والدروس والمواعظ والخطب . . ناهيك عن الكتب والمؤلفات والبحوث واللقاءات الإذاعية والتلفازية والصحفية . . التي تحذر من هذه الآفة، وتدعو إلى الوحدة والائتلاف، ومحاربة الغلو والتشدد والتطرف والإرهاب . . وتعلن براءة المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً من هذه الآفة وتبنيها  للمنهج الوسطي الحق المستمد من كتاب الله وسنة نبيه ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذي يعلن البراءة من التطرف والغلو والتشدد، ويدعو إلى السماحة والتسامح والتعايش السلمي . . إذاً دعوة المملكة العربية السعودية ممثلة بعلمائها وأئمة الدعوة وأئمة الحرمين الشريفين فيها والمفتين والدعاة في البراءة من الإرهاب وإدانته وشجبه والوقوف مع المكتوين به والمعتدى عليهم ليس وليد الساعة أو وليد حادثة أو مجموعة حوادث وقعت في المملكة العربية السعودية ليس إلا . . بل هو سابق على ذلك مصاحب لتأسيس هذا الكيان وتوحيده، لأن دولتنا بحمد الله دولة عقيدة ودعوة ورسالة وهدف وسلم وسلام وتطبيق لأحكام الإسلام، وشريعة الله الخالدة ومن ثم فهي ولله الحمد والمنة لم ولن تسمح لكائن من كان أن يخل بأمنها أو أمن غيرها من الدول أو يعكر على الناس استقرارهم واطمئنانهم وينتهك حرماتهم ويعث في الأرض فساداً . . أو يدعو بدعاوى باطلة أو يتبنى أفكاراً ضالة، أو آراء منحرفة، أو يدعو لحزب أو طائفة أو جماعة أو إقليمية أو عصبية أو مذهبية . . فمنهجنا واضح، وطريقنا بيّن، ودعوتنا إلى السلم والسلام والأمن والأمان في الداخل والخارج لا مِرَاء فيها ولا يسمح بالتشكيك فيها فنحن مع إخواننا في شتى بقاع عالمنا العربي والإسلامي وغيره بل ومع الإنسانية جمعاء ندعو إلى الخير والرشاد وتطبيق شريعة الله السمحة في أرضه . . وهو ولله الحمد ما سارت عليه هذه الدولة المباركة ــ كما أسلفت ــ منذ تأسيسها ماضياً وحاضراً وستسير عليه مستقبلاً بإذن الله . . وهو ما أكده ولاة أمرنا حالياً وعلى رأسهم وفي مقدمتهم الملك الحازم العازم الجازم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ حفظه الله وأيده ورعاه ــ وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الشاب الألمعي الأريب/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ وفقه الله وسدد مسعاه ــ في كل مناسبة ولقاء ومقابلة في داخل المملكة وخارجها . . والحمد لله نحن جميعاً علماء وقضاة ودعاة وأئمة وخطباء وطلاب علم ورؤساء جامعات ومربين ومرشدين وأساتذة ومدرسين وغيرهم، مع قيادتنا قلباً وقالباً فيما يحقق الأمن والأمان والسلم والسلام والخير والبر والإحسان والسعادة والريادة والتقدم والحضارة لبلدنا وسائر بلاد المسلمين . .

وختم معالي رئيس الجامعة تصريحه هذا بالإشادة بدور الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد التي يتشرف برئاستها في المجتمع الباكستاني وبخاصة فيما يتعلق بالتربية والتعليم والتوجيه، ومحاربة الغلو والتطرف والإرهاب والتفجير، والدعوة إلى الحوار البناء بين الطوائف والمذاهب والثقافات والحضارات المختلفة . . وما تتضمنه خططها الدراسية وبرامجها وفعالياتها ومناشطها غير الصفية وما تقوم به من عقد للمؤتمرات والندوات والمحاضرات الدورية من أجل توعية طلابها وغيرهم بمخاطر الغلو والتطرف والتشدد وما يؤول إليه ذلك من تكفير وإرهاب وتفجير وقتل وتدمير . . كما أنها تتبنى الدعوة إلى وسطية الإسلام وسماحته واعتداله واستقامته في العبادات والمعاملات والمعتقد والأخلاق والآداب حتى أنها بحمد الله ومنته وفضله أقامت من أجل تحقيق هذا الهدف وهذه الغاية خلال الأربع سنوات الماضية أكثر من (400) فعالية ثقافية وتوعوية مختلفة داخل الجامعة وخارجها . .

مبيناً معاليه أن هذا المنهج الذي سارت عليه الجامعة لاقى بحمد الله قبولاً وارتياحاً من العلماء والساسة وطلاب العلم من داخل هذه الجامعة ومن خارجها، حتى غدا هذا سمة من سماتها، وهو الأخذ بمنهج الإسلام الوسطي المعتدل . . داعياً الله سبحانه وتعالى في ختام هذا التصريح أن يوفق القائمين على هذه الجامعة لما فيه خير البلاد وصلاح العباد . . وأن يحقق الأمن والأمان لبلادنا وبلاد المسلمين وأن يعز الإسلام وأهله، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن . . وأن يهدي ضال المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق والخير والبر والرشاد . .