عملاً بمقتضيات رسالة الجامعة وأهدافها في نشر ثقافة الإسلام السمحة وأحكامه وتعاليه الوسطية المعتدلة التي تنبع من أصالة رسالته وعالمية دعوته وبشارته ونذارته ورحمته للعالمين أجمع . . وامتداداً لجهود الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد في التقريب بين المذاهب والطوائف الإسلامية بما لا يتعارض وضوابط الإسلام وأحكامه وآدابه ومنهجه الداعي إلى الائتلاف ونبذ الفرقة والخلاف والدعوة إلى الحوار البناء الهادف . . وإيضاح صورة الإسلام الوسطي المعتدل الذي ينبذ الغلو والتشدد والتطرف والإرهاب والإفساد والقتل والتدمير . . وتعريفاً بـ “رسالة باكستان” التي تبنتها الجامعة ممثلة بمجمع البحوث الإسلامية فيها وبإشراف مباشر من معالي راعي الجامعة ورئيس الجامعة والتي تمخض عن إعلانها باحتفاء عام بقصر الرئاسة إسلام آباد برعاية كريمة من فخامة الرئيس الباكستاني جناب/ ممنون حسين ــ حفظه الله ــ الرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية وحضور وتشريف أكثر من (1800) شخصية علمية وسياسية وبرلمانية وقضائية ودعوية واجتماعية وثقافية وصحفية وغيرها . . والذين أجمعوا على تأييدهم لهذه الرسالة أو البلاغ الذي يهدف إلى الدعوة إلى نشر ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف وإدانة وتجريم الإرهاب بشتى صوره وأشكاله وأساليبه . . وتحريم العمليات الانتحارية أي كان شكلها أو مصدرها أو أهدافها ووجوب عدم التعاون أو التستر أو التعاطف أو البلاغ عن مرتكبي مثل هذه العمليات ومنفذيها ومموليها والمخططين لها والداعمين لأربابها . .
مستندين في ذلك إلى الكتاب والسنة كتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة وأقوال وآراء الأئمة الأعلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان . . كما هو موضح في البيان الصادر بهذا الخصوص والمطبوع في كتاب خاص يوضح ما ذكرناه . . ورغبة من الجامعة والجهات المتعاونة معها في إيصال هذه الرسالة إلى عامة الشعب الباكستاني الأبي الحريص على أمن واستقرار وطنه وسائر أوطان المسلمين وغير المسلمين . . قامت الجامعة الإسلامية بالتعاون مع بعض الجهات ذات العلاقة في الدولة بعقد ندوة علمية حول مضامين ما حوته رسالة أو بلاغ باكستان في إقليم السند بمدينة كراتشي اليوم الثلاثاء 20/مارس/2018م الذي أشرنا إليه آنفاً وذلك تحت رعاية كريمة لدن والي إقليم السند جناب/ محمد زبير، ورئيس وزراء إقليم السند جناب/ مراد علي شاه . . وبحضور ومشاركة معالي هيئة التعليم العالي الأستاذ الدكتور/ مختار أحمد، ومعالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور/ معصوم ياسين زئي، ومعالي رئيسها الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش، وسعادة مدير عام مجمع البحوث الإسلامية التابع للجامعة الأستاذ الدكتور/ محمد ضياء الحق وعدد من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة من رؤساء الجامعات في إقليم السند، والعلماء من مختلف الطوائف الدينية، وآخرين من المسؤولين في مختلف مؤسسات الدولة . .
وقد بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم . . أعقب ذلك تقديم عن خلفية هذه الندوة وبيان أهميتها وأهدافها . .
بعد ذلك تحدث فضيلة مفتي تقي عثماني، وهو من كبار علماء باكستان وعضو مجلس أمناء الجامعة، حيث شكر لقيادة الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد لاتخاذ 
هذه المبادرة الطيبة . . وأوضح فضيلته أن العلماء كانوا ولا يزالون يقومون بدور مهم في بناء باكستان ورقيها . .
وقال سعادة رئيس وفاق المدارس العربية الدكتور/ عبد الرزاق اسكندر إن العلماء يبذلون قصارى جهدهم في الدفاع عن رؤية باكستان ويقدمون الغالي والنفيس من أجل تحقيق الوحدة في البلاد والائتلاف. .
وبدوره قال فضيلة رئيس جمعية أهل الحديث في السند مولانا محمد يوسف قصوري أن رسالة باكستان خطوة للصحوة الفكرية الهادفة للتقدم في البلاد . .
وقال فضيلة منسق المدارس الشيعة الأستاذ/ فياض حسين نقوي إن رسالة باكستان جاءت هداية للضالين ونبراساً للشباب حيث تُنقل إلى المجتمع بالعمل والتبني من قبل العلماء والساسة والمفكرين . .
ثم تحدث معالي رئيس هيئة التعليم العالي الأستاذ الدكتور/ مختار أحمد حيث شكر للعلماء والمفكرين الذين بعثوا في المجتمع أملاً جديداً متمثلاً في هذا البلاغ الوطني . . مقترحاً معاليه تكاتف الجهود إلى إصدار البيان الوطني للتعليم وللصحة لأهميتهما في بناء أي مجتمع متحضر . .
بعد ذلك تحدثت نائبة رئيسة المجلس الإقليمي للسند الأستاذة/ شهلة رضا قائلة إن البيان من شأنه أن يتلقى صدى طيباً يصب في مصلحة البلاد وإن فتيات باكستان يقمن بدور فعال في نشر البيان وتطبيقه . .
ثم تحدث رئيس وزراء إقليم السند جناب/ مراد علي شاه عن خطر الإرهاب والتطرف واصفاً هذا البيان بأنه يحمل في طياته طموحات كافة شرائح المجتمع . .
ثم تحدث والي إقليم السند جناب/ محمد زبير عن أهمية قمع جذور الإرهاب مضيفاً أن هذا البيان يقطع دابر الفكر الضال ويبشر الشعب بالخير والرفاه والأمن والسلام . . وقدم خالص شكره وعرفانه لإدارة الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد متمثلة في راعي الجامعة الأستاذ الدكتور/ معصوم ياسين زئي ومعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش لما يبذلانه من جهود دؤوبة في هذا الصدد . .
وفي ختام الحفل تم تكريم الضيوف بالدروع والكتب من كل من معالي راعي الجامعة ومعالي رئيسها مع شكرهم وتقديرهم على حضورهم وتشريفهم . .