رئيس الجامعة يرعى الحفل الختامي لدورة الأئمة والخطباء المقام من قبل أكاديمية الدعوة بالجامعة

رعى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش حفل الختامي لفعاليات الدورة الأئمة والخطباء التي نظمها أكاديمية الدعوة بالجامعة وشارك فيها أكثر من مائة عالم من الأئمة والخطباء من مختلف الأقاليم الباكستانية. .

وقد قام معاليه بتوزيع الشهادات على المشاركين في هذه الدورة من الأئمة والخطباء والوعاظ والعلماء . . كما قام بتكريم الأساتذة الذين شاركوا في التدريب في هذه الدورة بمنحهم دروعاً تذكارية بهذه المناسبة . . .

وتأتي هذه الدورات ضمن اهتمامات الجامعة بخدمة المجتمع الباكستاني بتقديم الكوادر العلمية المتخصصة في الدعوة والإرشاد وفي الوعظ والنصح والتوجيه السليم المنبثق من توجيهات وتعليمات ديننا الحنيف القائم على الوسطية والاعتدال والاتزان والبعيد كل البعد عن الغلو والتشدد والإفراط والتفريط والإفساد والإرهاب والتكفير والتفسيق . . ويدعو إلى الاتحاد ونبذ الطائفية والحزبية والاختلاف . .

وقد تحدث في الحفل العلماء والأساتذة حيث تناولوا في كلماتهم أهمية مثل هذه المؤتمرات والندوات وأثرها الفعال في توجيه المجتمع بصفة عامة والشباب بصفة خاصة. . كما نوهوا في كلماتهم بدور الإمام والخطيب في معالجة مظاهر الخلاف بين المواطنين وأهمية العلاقات الاجتماعية لإمام المسجد ودوره في تعزيز الوحدة الوطنية.. وخدمة المجتمع..

وقد أشاد المشاركون في هذه الدورة بما استفادوا منها والتي ستنعكس إيجابياً عليهم . . .كما شكروا للجامعة ممثلة بأكاديمية الدعوة على عنايتها ورعايتها وحرصها واهتمامها بإقامة مثل هذه الدورات العلمية والتي تعود بالنفع على المجتمع وعلى العلماء والخطباء والأئمة . . كما قدموا شكرهم وتقديرهم الخاص المقرون بالدعاء والإخلاص لمعالي رئيس الجامعة البروفيسور الدريويش على حرصه واهتمامه بالجامعة ورقيها وتقدمها بصفة عامة ورعايتها بهذه الدورات ومتابعة لفعاليتها ونتائجها يقيناً منه بأن هذه سيكون حافزاً لهم ببذل المزيد من الجهد والعلم والعمل . .

DSC_4212وقد ألقى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش كلمة توجيهية للخطباء والأئمة والعلماء المشاركين في الدورة بمناسبة انتهاء الدورة وتوزيع الشهادات عليهم حيث قال فيها:

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين القائل: “إنما بعثت معلما”.. نبينا محمد وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار والتابعين الأبرار.. أما بعد؛

الإخوة الزملاء أصحاب الفضيلة والعلماء من الأئمة والخطباء.. أحييكم جميعاً واحداً واحداً بتحية الإسلام الخالدة.. تحية أهل الجنة.. تحيتهم يوم يلقونه سلاما..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

وبعد: أوصي نفسي وإياكم معاشر الأئمة والخطباء بتقوى الله تعالى الذي هو خير زاد المسلم في الدنيا والأخرى.. وهو وصية الله عز وجل للأولين والآخرين.. فقال عز من قائل: ((ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)). وقال سبحانه وتعالى: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)).

وإنني أشكر الله عز وجل على ما منّ به من هذا اللقاء بإخوة في الله سبحانه وتعالى من خطباء المساجد، وأئمة المساجد، وجماعة من الدعاة إلى الله عز وجل، وجماعة من إخواننا أيضاً ممن يحب الخير ويحب أن يسمع الموعظة، وهذه من نعم الله، أشكر الله عليها، وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ومن مضلات الفتن، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعاً في كل مكان، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم..

إخواني: إن إمامة المسجد والخطابة رسالةٌ عظيمة ومهمة جسيمة يوفق الله للقيام بها على الوجه المطلوب دعاةَ الحق، وصفوةَ الخلق، وهذه كانت وظيفة إمام المتقين النبي صلي الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجميعن.. فلها أهمية خاصة في الإسلام؛ لأن أئمة المساجد يتعلم الناس على أيديهم فيستيقظ الجاهل، ويتنبه الغافل، ويهتدي السالك، وتتهذب الأخلاق، وتزكو الضمائر بتوجيهاتهم، ويسعد الناس بالأئمة الأكْفَاء كما سعدت الدنيا بإمام الأئمة لذلك لما كان أمر الإمامة عظيماً دعا النبي صلى الله عليه وسلم للأئمة بالرشد فقال: ((الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين)).

ومن الأمور المهمة التي ينبغي التأكيد عليها لمن كان إماما أو خطيباً هو: أنه في عبادة، والعبادة مبناها على النصِّ عن الله عز وجل أو عن رسوله -صلى الله عليه وسلم، فالصلاة عبادة، وخطبة الجمعة عبادة، فلا بد من استحضار نية العبادة في الإمامة والخطابة.. حتى نؤجر عليها من قبل الله سبحانه وتعالى..

إخواني الأعزاء: يعتبر الإمام والخطيب رأس الحربة في عملية التغيير الحضاري.. إذا أدى رسالته بأمانة وإخلاص وصدق ووفاء خدمة لدينه ووطنه ومجتمعه.. حيث يتعايش يوميا مع مختلف الشرائح في المجتمع ومنهم الشباب.. وعلامة وفاء الإمام والخطيب هو بذل الجهد العلمي لتعزيز رصيد أمته المعرفي بين الأمم..

كما يساهم بشكل فعال في البناء التربوي والعقلي للمأمومين والمستمعين.. لذا ينبغي له أن يسعى جاهدا لأداء مهامه على أحسن وجه رغم كل العقبات المادية والأدبية التي تعترض سبيله.. فهو يمثل منارة العلم وراية المعرفة والقدوة الحسنة لمن حوله.. فليع دوره الخطير.. وليتعاون مع المثقفين الشرفاء للمساهمة في تشييد روح المحبة والصدق والإخلاص والوفاء في قلوب هؤلاء الشباب.. وخاصة أنتم أيها الإخوة تقومون بتربية الشباب من فئة خاصة ومميزة ألا وهم حماة الدين والوطن والمجتمع من جميع أشكال الضرر الموجه لهم وهم العسكر والجيش وأمثالهم..

معاشر الإخوة: لا شك أن الأئمة والخطباء هم القاطرة العقلية، والعلمية، والثقافية.. المهمة والقوية في المجتمع.. وكلما كان إعداد الإمام والخطيب متميزًا خلال مراحل تواجده في المسجد وفي مكان التدريب للإمامة والخطابة.. فيكون المستفيد منه قائدًا علميًا فاعلاً وواعيًا وإيجابيًا وحياديًا في معاملة الناس.. وفي قضايا أبناء وطنه وأمته ومجتمعه..

وإننا –أيها الإخوة الفضلاء- نأمل أن يعاد الدور القيادي العلمي والعقلي والاجتماعي والوطني والإعلامي لأئمتنا وخطبائنا.. ليقودوا من يريبيهم ومجتمعهم في تعايش وطني علمي بعيد عن الفتن الطائفية والمذهبية والحزبية والقومية والدينية، لتكون مجتمعنا محضن علمي للعلاقة المتميزة والعلمية والوطنية والحيادية، والأخلاق العظيمة والتكافل الاجتماعي…

DSC_4202للإمام والخطيب مكانة مهمة في مجتمعات الدول الإسلامية فبالإضافة إلى مهمته الأساسية في الإمامة والخطابة.. فإن له أدواراً مهمة لا تقل أهمية عن دوره في الإمامة والخطابة إن لم تزيد أحياناً..

فمن الأعمال التي يقوم بها الخطيب والإمام هو توجيه الشباب وتعليمهم الدين الصحيح المستمد من الكتاب والسنة القائم على الوسطية والاعتدال والاتزان.. والبعيد عن التطرف والتشدد والغلو والإفساد والإرهاب.. وليتحرى الخطيب والإمام الكلمات الطيبة، ويتحرى الدعوة بالحكمة، والكلام الطيب، والترغيب والترهيب، ويتجنب كل شيء يسبب الفرقة والاختلاف، ويسبب أيضاً الوحشة بينه وبين الإخوان، وأن يتحرى الألفاظ المناسبة، وأن يرفق في أمره كله، وأن يحرص على الإخلاص لله بأن يكون هدفه إيصال دعوة الله إلى عباد الله يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، لا لرياء ولا سمعة، ولا عن فخر وخيلاء، ولكن يريد وجه الله والدار الآخرة، ثم يريد بعد ذلك نفع الناس، وإصلاح أوضاعهم، وتقريبهم من الخير وإبعادهم عن الشر، وجمع كلمتهم على الحق، هذا هو المقصود من الإمام والخطيب، وهو مقصود الرسل عليهم الصلاة والسلام..

فالمقصود إيضاح الحق للناس، وبيان ما أوجب الله وما حرم الله، وترغيبهم في الخير وتحذيرهم من الشر، وجمع كلمتهم على تقوى الله ودينه، كما قال سبحانه: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا)) هكذا جاء القرآن وجاءت السنة، قال تعالى: ((الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)).  ويقول عز وجل: ((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب)).، فالواجب على الأئمة والخطباء أن يعتنوا بالدعوة، وأن يصبروا، وأن يتحروا الرفق والكلمات الواضحة، وأن يحرصوا على جمع الكلمة وعلى تجنب أسباب الفرقة والاختلاف، لا مع الشباب ولا مع الشيب ولا مع الدولة ولا مع غيرها، الواجب تحري الحق وتحري العبارات الحسنة التي توضح الحق وترشد إليه وتمنع من الباطل، مع الرفق في كل الأمور واجتناب أسباب الفرقة والاختلاف.. كما قال الله جل وعلا: ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَة)).

الإخوة الزملاء الأئمة والخطباء:

ولا أريد أن أطيل عليكم، فخير الكلام ما قل ودل، وإنما أريد أن اذكركم بعظم مسئوليتكم، فتعليم الشباب الخير وتوجيهم الوجهة السليمة الحقة من رسالة الأنبياء والمرسلين؛ حيث صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنما بعثت معلما” فرسالتكم جزء من رسالة الأنبياء والمرسلين.. والله تعالى أعلم..

وفي نهاية الحفل تم توزيع الشهادات على العلماء والدعاة والأئمة والخطباء المشاركين في هذه الدورة . .