الجامعة الإسلامية تستضيف المؤتمر الوطني عن التاريخ وأبعاده في باكستان

5e42e47b-ddd3-463e-92ae-7ca07fd8f284افتتح معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش المؤتمر الوطني “التاريخ وأبعاده في باكستان” صباح يوم الأربعاء الموافق 26/10/2016م والذي تم انعقاده في رحاب الجامعة الإسلامية العالمية في مبناها القديم بمسجد الملك فيصل ــ رحمه الله ــ حيث انطلقت مراسم الافتتاح للمؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم أعقبتها كلمة عميد كلية العلوم الاجتماعية الدكتور/ نبي بخش جماني الذي شكر فيها معالي رئيس الجامعة على حضوره وتشريفه، كما شكر الحاضرين والمشاركين على هذه المشاركة البناءة المفيدة التي تخدم تاريخ دولة باكستان وما لذلك من آثار إيجابية على المجتمع الباكستاني، ثم ألقى بعد ذلك رئيس قسم التاريخ الباكستاني كلمة كرر شكره وتقديره لرئيس الجامعة ولعميد الكلية، وللمشاركين والمشاركات مبيناً أهداف المؤتمر وعدد الأوراق المقدمة له مؤكداً على أهمية إقامة مثل هذه المؤتمرات الوطنية . . بعد ذلك ألقى معالي رئيس الجامعة كلمة وبعد حمد الله والثناء عليه قال: إن الدراسات التاريخية تعبر عن ذاكرة الأمم والشعوب والمجتمعات، وتجسد الوقائع التاريخية زماناً ومكاناً، وفيها تخليد للصفوة والعلماء والعظماء في مختلف مجالات الحياة وشعبها . . لهذا أجد سعادة غامرة لإقامة مثل هذا المؤتمر الذي ينعقد في رحاب الجامعة الإسلامية التي تجسد خلال مسيرتها وانطلاق فكرتها الأولى على يد المغفور له بإذن الله تعالى الملك فيصل سلسلة من المراحل التاريخية، من أجل ذلك تحرص الجامعة على رعاية وتنظيم مثل هذه المؤتمرات الهادفة والبناءة، خاصة وأن الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد تنطلق نحو مرحلة جديدة لتحقيق التميز الأكاديمي، وقسم التاريخ والدراسات الباكستانية يسعى بدوره أيضاً لتحقيق هذا الهدف، وقد تطور هذا القسم وزاد الإقبال عليه، ولأهمية هذا التخصص توسعت المراحل الدراسية به لتشمل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. .

ولهذا أؤكد على أهمية دراسة التاريخ من خلال الاستفادة من عبره وعظاته ودروسه، ولا تكون الدراسة التاريخية دراسة لسرد قصص وحوادث، أو النظر إليها باعتبارها أحاديث تتعلق بذكريات ولت وأدبرت أو نحو هذا . .

فمن لا ماضي له تليد مشرق لا حاضر له . . فالأمة التي ليس لها تاريخ مضيء مشرق خيّر ليست بأمة معتبرة، والأمة التي تستفيد من تاريخها وتتنبه لمراحل تطورها ومسيرة حياتها هي أمة بصيرة بالوعي الكوني وقضاياه ومتطلباته، وظروف العصر ونوازله وحوادثه . .

وأرى أنه لا بد من توعية الشباب بالدراسات التاريخية وخاصة فيما يتعلق بالمسلمين الأوائل الذين أفنوا حياتهم خدمة لنشر دين الله وفق المنهج الإسلامي المستمد من الكتاب والسنة، وما يزخران به من أحكام وتعاليم تشتمل على الوسطية والاعتدال والاتزان بعيداً عن الغلو والتطرف والتشدد والإرهاب والإفساد والقتل والتدمير وإهلاك الحرث والنسل. .

كما لا يخفى دور باكستان التاريخي منذ الفتح الإسلامي وقبله وما لها من تأثير إيجابي كبير في العالم العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع مروراً بمن أسهم في تحقيق فكرة استقلالها محمد علي جناح وأبناء باكستان الأبرار إلى يومنا هذا، وكيف كان الإسلام صاحب المرتكز الأساس في صياغة وتشكيل أهم المراحل التاريخية لشبه القارة الهندية وخاصة لدولة باكستان التي اتخذت من الإسلام عنواناً وسمتاً وصفة واسماً لها “جمهورية باكستان الإسلامية” وهذا يتطلب وضع مناهج ودراسات تسهم في توصيل المعرفة التاريخية للشباب بيضاء نقية، مع ربط حاضرهم المجيد بماضيهم المشرق التليد . .

70e0b473-c25c-4cea-8428-24e2b46abb68وإذا كان الإسلام هو المرتكز الأساس لهذه الدولة المباركة “جمهورية باكستان الإسلامية” فإن ذلك يتطلب مزيداً من الوعي بأهمية تعليم اللغة العربية، لأنها لغة القرآن أولاً، ثم هي جوهر الصلة التاريخية بين شعوب العالم الإسلامي في جميع مجالاته وكافة شؤونه . .

وفي نهاية كلمته شكر معالي رئيس الجامعة الجميع على حضور هذا المؤتمر القيم وبخاصة اللجان القائمة عليه، وكل من أسهم في تنظيمه ونجاحه . .

وقد شكر الجميع وعلى رأسهم رئيس قسم التاريخ الباكستاني لمعالي رئيس الجامعة على تفضله  وإشرافه لهذا المؤتمر منذ بداية الفكرة وتوجيهه القيم إلى قيامه ومقترحاته النافعة في جلسته الافتتاحية، وهذا كله من شأنه أن يصب في نجاحه و أن يخرج بخير توصياته . .

جدير بالذكر أن معالي رئيس الجامعة قد ذكر في كلمته أن الجامعة إن شاء الله ستوسع دائرة هذا المؤتمر ليكون العام القادم مؤتمراً دولياً عالمياً تستضيفه في رحابها وقد لقي هذا التوجيه من معاليه استحسان  المشاركين والحاضرين وتأييدهم إدراكاً منهم بأهمية هذا الموضوع وتعميمه والإفادة والاستفادة من الباحثين والمؤرخين من كافة دول العالم الإسلامي وغيره بما يخدم تاريخ باكستان القديم والحديث . .

كما أقام معالي رئيس الجامعة حفل  غداء بهذه المناسبة حضره المشاركون وعدد من مسؤولي الجامعة والمعنيين وذلك في دار الضيافة في المبنى القديم للجامعة. .