رئيس البرلمان يرعى المؤتمر الدولي حول الحوار بين الأديان والتماسك الوطني

أطلقت الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ممثلة في مجمع البحوث الإسلامية برنامج “سائبان باكستان” تحت مظلة “رسالة باكستان”، وذلك في المؤتمر الدولي بعنوان: “الحوار بين الأديان والتماسك الوطنيالذي عقد تحت رعاية رئيس البرلمان الباكستاني معالي الأستاذ أسد قيصر، وبرئاسة معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور معصوم ياسين زئي وتحت إشراف فضيلة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش يوم الاثنين الموافق 24 فبرائر 2020م في قاعة العلامة محمد إقبال في مقر الجامعة القديم (مسجد الملك فيصل) في رحاب الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد.

وقد شارك في الندوة عدد كبير من العلماء والأكاديميين، والمثقفين، والإعلاميين، والسياسيين، وأعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ، وطلاب وطالبات الدراسات العليا، ورؤساء الجامعات.

وتم تنظيم المؤتمر بالتعاون بين مجمع البحوث الإسلامية و مركز نزارباييف لتطوير الحوار بين الأديان والحضارات في كازاخستان، ومجلس الفكر الإسلامي في باكستان.

وفي بداية الحفل تحدث سعادة الأستاذ الدكتور محمد ضياء الحق مدير عام مجمع البحوث الإسلامية وشكر معالي رئيس المجلس الوطنى على تشريفه للحفل، مبيناً أن رحلة رسالة باكستان بدأت مع عدد كبير من العلماء والمفتين لإعادة إعمار المجتمع الباكستاني حيث تم إعلان مرسوم ضد الإرهاب، وأضاف أن هذا المرسوم أيده أكثر من 80 جامعة وكبار الشخصيات والمفتين والقادة والزعماء الدينيين، وأنعقد هذا البرنامج إنما هو استمرار لجهود الجامعة الإسلامية لنشر رسالة باكستان وإيصالها إلى كافة فئات المجتمع، مبيناً أنه تحت برنامج “سائبان باكستان” تمت صياغة إعلان يتكون من 22 نقطة بالاشتراك بين مركز رسالة باكستان لدراسات السلام والمصالحة وإعادة الإعمار التابع لمجمع البحوث الإسلامية بالجامعة ومجلس الفكر الإسلامي.

واتفق المشاركون في المؤتمر على أن دستور باكستان هو الضامن لحقوق الأقليات، وإن المؤسسات التعليمية يجب أن تلعب دوراً حيوياً في خلق الوعي بحقوق الأقليات، ولوحظ أن المجتمع يحتاج إلى جوّمن الوحدة والاحترام المتبادل والصبر، وأنه يجب استخدام أحدث الأدوات مثل وسائل الإعلام الاجتماعية لتوعية الناس بحقوق الأقليات ولنشر السلام.

وألقى راعي المؤتمر معالي رئيس البرلمان الباكستان أسد قيصر كلمته في المؤتمر، وعبر عن سروره بوجوده في إحدى الجامعات الكبيرة، التي لها جهود مشكورة في القضاء على ظاهرة الإرهاب، مضيفاً أن الإرهاب قد أثر بشكل سيئ على اقتصاد باكستان وازدهارها، وأنه وفق رؤية رئيس الوزراء الباكستاني ووفق رؤى مؤسسي هذه الدولة المباركة يجب العمل للقضاء على هذه الظاهرة بمساعدة شباب الدولة، مشيداً بالدور الذي تقوم به الجامعة الإسلامية في خدمة الأمة الإسلامية على كافة المستويات.

مضيفاً معاليه أن الحكومة الحالية تدعم حماية حقوق الأقليات، وتتبع في ذلك الأسس التي جاء عليها تأسيس أول دولة إسلامية وهي المدينة المنورة، مضيفاً معاليه أن الحفاظ على السلام وتثبيط العنف وتشجيع الوئام بين الأديان هي الأهداف الرئيسية للحكومة الحالية، وتعهد بأن البرلمان الباكستاني سيعقد قريباً نقاشا حول تعزيز السلام وحقوق الأقليات، مضيفاً أن ثقافة الحوار هي السمة البارزة لمجتمع سليم ويمكن للجامعات أن تلعب دوراً حيوياً في هذا الصدد.

كما ألقى بهذه المناسبة رئيس مركز نزارباييف لتطوير الحوار بين الأديان والحضارات كلمة في المؤتمر، وقال: إن الحوار هو مفتاح الحفاظ على السلام العالمي، مشيراً إلى أن الشباب هو أهم مصدر لتعزيز الحوار والسلام، مؤكداً على أهمية العلاقات بين باكستان وكازاخستان، مضيفًا أن يوم 24 فبراير هو اليوم الذي بدأت فيه باكستان وكازاخستان العلاقات الثنائية رسميًا.

وأكد راعي الجامعة الإسلامية العالمية معالي الأستاذ الدكتور معصوم ياسين زئي على ضرورة نقل التعليم الحديث القائم على التفكير النقدي والتوصيف المتكامل مع مزيج من الشخصية الإسلامية إلى جيلنا القادم، مضيفاً أنه لا يوجد مكان للإرهاب في الإسلام وأن الجامعة تحمل مسؤولية تقديم خطاب ديني للأمة بشأن الإسلام وتعاليمه ورسالة السلام العالمية وحثّ على تعزيز موقف التعايش السلمي.

ثم ألقى رئيس الجامعة فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش كلمته التي شكر فيها سعادة الأستاذ الدكتور محمد ضياء الحق على حسن تنظيم المؤتمر بحضور عدد كبير من الوجهاء والقادة ورجال الفكر والأمن، وشكر معالي رئيس المجلس الوطني على تشريفه للحفل، مؤكداً فضيلته على ضرورة الوحدة والائتلاف وجمع الكلمة وتوحيد صفوف المسلمين للتغلب على المشاكل التي يواجهها الأمة الإسلامية على كافة المستويات، مشيداً بجهود الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد هذه الجامعة المباركة التي أسست على تقوى من الله في مستهل القرن الخامس عشر الهجرى بهدف تعليم جيلنا القادم وتوعيته بتعاليم ديننا الحنيف جمعاً بين العلوم الأصيلة والمعاصرة، والتي بحمد الله تخطو خطوات بارزة وتحصل على نجاحات باهرة في هذا المجال.

مشيداً فضيلته بجهود الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد في إعداد البيان الوطني الذي طار صيته في الآفاق وحظي بقبول وعناية على جميع المستويات وفي جميع الأوساط وهو رسالة باكستان التي تم صياغتها وإعدادها في ضوء نصوص القرآن والسنة بموافقة من آلاف العلماء والمفتين، وأن الجامعة بعد صياغتها تعمل جاهدة لنشرها في المجتمع.

مؤكداً فضيلته على أن دين الإسلام هو دين يسر وسهولة وتسامح واعتدال، وهو دين التعاون على البر والتقوى، ويدعو إلى التعاون على الخير مع الجميع، وأن الإسلام هو الديانة الوحيدة التي تمنح الحقوق الكاملة للأقليات، ودعا المجتمعات الإسلامية إلى ممارسة وتوفير الحقوق للأقليات التي يمنحها الإسلام، مؤكداً أن الجامعة حريصة على تعزيز ثقافة السلام والحوار.

وفي ختام الحفل تم توزيع الدروع التذكارية بين ضيوف الحفل، وقدم معالي راعي الجامعة وفضيلة رئيس الجامعة الدرع التذكاري لرئيس الحفل متضمنا الشكر والتقدير لمعاليه على رعاية الحفل.

ثم تناول الجميع طعام الغداء المعد بهذه المناسبة تكريماً لضيف الشرف في بيت الضيافة التابع للجامعة.