تحت رعاية كريمة من معالي رئيس الجامعة الجامعة تقيم الحفل الافتتاحي للمؤتمر الوطني: الجامعات ودورها في تحقيق الأمن المجتمعي والتصدي للإرهاب

  تحت رعاية معالي الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد انعقد صباح يوم الاثنين الموافق 20/11/2017م الحفل الافتتاحي للندوة بعنوان: “الجامعات ودورها في تحقيق الأمن المجتمعي والتصدي للإرهاب”، وحضره الأستاذ الدكتور مختار أحمد رئيس هيئة التعليم العالي كضيف الشرف للحفل، والأستاذ الدكتور محمد معصوم ياسين زئي راعي الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، بالإضافة إلى رؤساء الجامعات والمؤسسات التعليمية من داخل باكستان.

وقد بدء الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم تكلم معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ورحب بالضيوف الكرام رؤساء الجامعات والمؤسسات التعليمية، وشكر معالي راعي الجامعة ورئيس هيئة التعليم العالي على تشريفهما للحفل الافتتاحي، كما شكر الأستاذ الدكتور محمد ضياء الحق على حسن التنظيم لهذه الندوة وإخراجها في صورة لائقة وأضاف معاليه:

” أرحب بالحضور الكريم وتشريفهم للمشاركة في حفل افتتاح المؤتمر الوطني لرؤساء الجامعات الباكستانية المحلية والإقليمية في جمهورية باكستان الإسلامية . . كما أرحب بزملائي وإخوتي من منسوبي الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الذين آزروني وعملوا معي ليل نهار لنهضة الجامعة وتقدمها خاصة في تفاعلها المجتمعي من خلال ندواتها ومؤتمراتها العلمية والدعوية بمختلف أقاليم باكستان وسعيها لتحقيق الأمن والاستقرار بالتعاون مع الجهات الحكومية بباكستان والجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد مؤسسة تعليمية لا تخضع لأي توجهات أو أفكار حزبية أو طائفية أو مذهبية

أو عنصرية ، وتعمل على ترسيخ مفاهيم الاستقامة والاعتدال وتنشئة جيل صالح متسلح بالعقيدة الإسلامية الصافية ، والأخلاق الدينية الفاضلة .. عامل بأحكام الإسلام ومبادئه ، مع المزج بين تعليم العلوم الشرعية والعلوم الحديثة”. وأضاف الدكتور الدريويش قائلاً: “ولهذه الجامعة جهود متميزة وبارزة في نبذ العنف والغلو والتطرف والإفراط والتفريط والإرهاب والإفساد ومحاربة ذلك ومعالجته ، والعمل على وقاية المجتمع منه ومن آثاره المدمرة وأخطاره العظيمة على الفرد والمجتمع والدولة والعالم أجمع .. وترسيخ منهج الإسلام الوسطي المعتدل المستمد من الكتاب والسنة وما عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .. ومنذ توليت رئاسة الجامعة اتخذت عدة خطوات لتحقيق ذلك .. ومنها :-

  • تكوين لجان متخصصة لفحص أوراق الراغبين في الالتحاق بالجامعة من الطلاب والطالبات .
  • تشكيل لجنة علمية أكاديمية لاختيار المقررات والمناهج الدراسية بمواصفات دقيقة من أهمها خلوها من أي فكر متطرف أو غلو أو تشدد أو إفساد أو مذهبية أو طائفية أو عنصرية .
  • تشكيل لجان لعمل دورات وندوات وبرامج تثقيفية ودعوية وتربوية للطلاب والطالبات لاستيعاب طاقاتهم في العمل الإيجابي البناء الهادف الذي يعود نفعه على المجتمع والدولة ويساهم في أمنها واستقرارها .. ومن أبرزها تخصيص برامج للإسعافات الأولية وكيفية طرق إطفاء الحرائق وغرس الأشجار بالطرق في المدن والقرى وعمل فرق تنظيف الطرق والشوارع في القرى والمدن ..
  • اختيار الاساتذة من أعضاء هيئة التدريس بعيداً عن أي توجه مذهبي أو طائفي أو حزبي .
  • وكل هذا وغيره من أجل إبراز أن دور الجامعة هو للتعليم والتعلم وللعلم والبحث العلمي فقط من أجل إخراج كوادر قادرة على تلبية متطلبات سوق العمل ونفع الوطن والأمة والإنسانية جمعاء .

وقناعتي أنه ليس للأمة من عاصم يعصمها ويحميها ، ويعزز وحدتها وتماسكها ، إلا أن تستعين بحصونها الفكرية وقلاعها العلمية ، المتمثلة في جامعاتها ومجامعها ومعاهدها العلمية .. ولعل أهمية توجيه الخطاب للجامعات للقيام بدورها من خلال وحدة رؤيتها وتمازج خبراتها يعود لموقعها الريادي في المجتمعات ، حيث أنها تُشكل حجر الزاوية للعملية التنموية والتثقيفية والتربوية والدعوية في المجتمع ، والبوصلة الرئيسية في نهضة الشعوب وتقدمها وازدهارها ووحدتها ، وأحد أهم مواقع مراكز صناعة القرار الثقافي والحضاري ، وموطن رسم السياسات والتوجهات الاستراتيجية للمجتمع ، وهي المنوط الأول بغرس وتنمية القيم والمبادئ السلوكية الإيجابية لدى طلابها ، وتوجيههم للعلوم النافعة والأخلاق الحميدة ، وتحذيرهم وتحصينهم فكرياً وسلوكياً من مسالك الغلو والتطرف والتشدد والإفراط والتفريط والإرهاب والتمذهب والعنصرية والطائفية البغيضة … لهذا تأتي أهمية إنشاء ملتقى الجامعات الآفروآسيوي من أجل العمل والتكاتف على إيجاد رؤية علاجية لنهضة الجامعات ، والعمل على صياغة واستحداث مناهج جديدة تواكب مستجدات العصر وتطوراته التكنولوجية ، لتحقيق الأمن الفكري بقيم المجتمع الدينية والثقافية والاجتماعية القائمة على التوازن والاعتدال ، وتكوين رؤية للاستفادة الايجابية من التطور التكنولوجي للالكترونيات ووسائل الاتصال الحديثة ، حيث أن السلبيات التكنولوجية المستخدمة في الالكترونيات ووسائل الاتصال الحديثة أصبح لها التأثير الأكبر في تهديد الرسالة الجامعية في جميع جوانبها ، وخاصة في السرقات العلمية”.

وأضاف معاليه قائلا: “ولقد أسهمت الجامعة في إقامة العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية والعالمية لمعالجة قضايا التطرف الفكري والغلو الذي ينتج عنهم الإرهاب والقتل والإفساد … ومنها :

  • دور الإعلام في معالجة قضايا العنف والإرهاب .
  • دور الجامعات في محاربة قضايا العنف والإرهاب وأثر ذلك في وحدة الأمة .
  • دور العلماء في نبذ الطائفية والمذهبية والإرهاب .
  • دور الوسطية في تحقيق أمن واستقرار المجتمع .
  • دور رابطة العالم الإسلامي والجامعة الإسلامية العالمية في مكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز الاعتدال والتوسط .
  • مكافحة العنف ضد المرأة .

وقد  تم عرض هذه الأعمال الجليلة وتوصيات هذه المؤتمرات والندوات على عدد من أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الجامعات الذين باركوا هذه الأعمال والخطوات التي تقوم بها الجامعة . . بل إنه في إحدى المؤتمرات المهمة التي أقامتها الجامعة ونظمتها في شهر مايو الماضي “دور الإعلام في نبذ الغلو والتطرف” التي أشرنا إليها والتي حضرها أكثر من 18 رئيس جامعة ونائب رئيس وعدد من المفكرين من العالم العربي والإسلامي . . والذين أكدوا على توصية مهمة وهي إقامة ملتقى دوري دائم للجامعات الأفروآسيوية لمعالجة قضايا العنف والإرهاب والتطرف والغلو لوقاية الناشئة من الطلاب والطالبات وخاصة من طلاب وطالبات الجامعات لما يمثله السن الذي يعيشونه من مرحلة خطيرة تحتاج إلى مزيد من العناية والتوجيه والتربية السديدة المعتد له وربطهم بعلماء ربانيين مخلصين ملتزمين بمنهج الإسلام الوسطي المعتدل مدركين لواقع عصرهم وحوادثه ومستجداته ونوازله عاملين بجد وإخلاص وقد بدأنا بالتنفيذ بالفعل حيث انضم أكثر من عشرين جامعة وكان للجامعة الإسلامية ممثلة برئيسها شرف اختياره رئيساً لهذا الملتقى . . وما زالت الدعوة مفتوحة للانضمام لهذا الملتقى وفق رؤيته ورسالته وأهدافه وحسب الأنظمة والتعليمات المتبعة في مثل هذا . . “.

ثم تكلم معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور محمد معصوم ياسين زئي ورحب بالضيوف الكرام وشكرهم على قدومهم، ثم قدم نبذة موجزة عن أهداف الندوة وفعالياته.

ثم تكلم ضيف الشرف للجلسة الأستاذ الدكتور مختار أحمد رئيس هيئة التعليم العالي موضحاً غرض إقامة هذه الندوة المهمة موضوعاً وزماناً ومكاناً؛ حيث إن الأمة الإسلامية بصفة عامة والشعب الباكستاني بصفة خاصة يواجه المشاكل والتحديات على الصعيد المحلي والدولي ومن أبرزها مواجهة الإرهاب والغلو والتطرف والأفكار المنحرفة وتقديم الإسلام في صورة سلبية الذي يسبب تشويه سمعة الإسلام، والجامعات والمؤسسات التعليمية بصفتها ركناً مهماً من أركان المجتمع يجب عليها أداء دورها في تحقيق الأمن المجتمعي والتصدي للإرهاب، مشيراً إلى أن هيئة التعليم العالي عقدت هذه الندوة لإعداد خطة شاملة متكاملة للعمل في هذا المجال، مضيفاً معاليه أن هيئة التعليم العالي أعدت مادة دراسية ستيم توزيعها على ضيوف الحفل حتى تتمكن الجامعات من دمجها في مناهجها الدراسية لتربية الناشئة وإبعادهم عن الأفكار الهدامة.

وفي الختام تم توزيع الدروع التذكارية بين ضيوف الحفل.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الندوة أقيمت بالتعاون بين الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ممثلة في مجمع البحوث الإسلامية وهيئة التعليم العالي، وسيستمر أعمالها إلى الحفل الختامي وكبار المسؤولين والبرلمانيين وأصحاب المعالي والسعادة سفراء الدول العربية والإسلامية.