المؤتمر الوطني لرؤساء الجامعات الباكستانية يختتم أعماله

 اختتت أعمال المؤتمر الوطني المؤتمر الوطني لرؤساء الجامعات الباكستانية حول  (الجامعات ودورها في تحقيق الأمن المجتمعي والتصدي للإرهاب) المنعقد في رحاب الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، في يوم الاثنين 20/11/2017م الموافق 2/3/1439هـ . . والذي نظمته الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ممثلة بمجمع  البحوث الإسلامية فيها . . وذلك تحت رعاية معالي الأستاذ الدكتور/ مختار أحمد رئيس هيئة التعليم العالي وبإشراف ومتابعة كل من معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور/ معصوم ياسين زئي ومعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش . .

وقد حضر الحفل الختامي صاحب المعالي وزير الاتصالات/ حافظ عبد الكريم بخش، ومعالي وزير حقوق الإنسان الأستاذ/ ممتاز أحمد تارر، وسعادة السفير السوداني لدى جمهورية باكستان الإسلامية، ولفيف من رجال الإعلام وآخرين من المهتمين فضلاً عن نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات ومدراء العموم وبعض أساتذة الجامعة والمسؤولين فيها . .

وقد بدأت مراسم الحفل الختامي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الأستاذ/ محمد أحمد  المحاضر بمجمع البحوث الإسلامية بالجامعة . .

ثم تحدث الدكتور مختار أحمد رئيس هيئة التعليم العالي  قائلا: نتحدث كثيراً . . هيا بنا نعمل . . لا ننتظر الآخرين . . نحن علينا أن نعمل عمل أنفسنا . . تركنا عملنا ونسعى وراء أعمال الآخرين . . نحن حياتنا بوجود باكستان . . الشباب هم الثروة والقوة . . المسؤولية على الرؤساء للجامعات والأساتذة  أن يقوموا بدورهم وواجبهم . . معلناً معاليه: أن هيئة التعليم العالي تبدأ من يوم غد بشأن إنشاء الأكاديمية الوطنية للقيادة . .

ثم تحدث معالي عبد الكريم بخش وزير الاتصالات والذي أكد على ضرورة الاعتناء بالجوانب الاقتصادية والأمنية معاً  . . ودعا رجال الإعلام إلى ضرورة نشر الصورة المشرقة للدولة للتغلب على جميع التحديات وبخاصة ظاهرتي العنف والإرهاب . .

بعد ذلك ألقى معالي الأستاذ/ ممتاز أحمد تارر وزير حقوق الإنسان كلمة حيث أشار إلى ضرورة استثمار أوقات الطلاب في الأعمال الخيرة والأنشطة النافعة وإحياء الروح الرياضي بينهم . . مؤكداً معاليه على ضرورة قراءة القرآن الكريم مع الترجمة وأحاديث النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ . . .

بعد ذلك تحدث معالي الأستاذ الدكتور/ معصوم ياسين زئي راعي الجامعة إذ بين مخاطر آفة الإرهاب وما يقوم به الإرهابيون من تفسير خاطئ للإسلام لتحقيق مقاصدهم الشنيعة . .

وأكد معاليه لرؤساء الجامعات أن البيان الختامي الذي يصدر عن المؤتمر يتم تحميله على موقع هيئة التعليم العالي لاطلاع جميع رؤساء الجامعات وتزيدهم للجهة المنظمة لهذا المؤتمر بمرئياتهم ومقترحاتهم شاكراً معاليه جميع الحضور  والمشاركين . .

ثم ألقى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش كلمة حيث بدأها بالحمد لله والثناء عليه والصلات والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين . . ثم رحب بالجميع واحداً واحداً ذكراً وأنثى كل حسب مقامه ومرتبه وجاهه وشكر جميع الحضور وشكر هيئة التعليم العالي على رعايتها ودعمها الدائم والمستمر . .

وأوضح معاليه : ” إن أمتنا ودولنا الإسلامية والعربية تمر بمرحلة دقيقة من مراحلها التاريخية، تواجه فيها تحديات جسيمة، ومتاعب شتى، وفتن متلاحقة، وشعور بالقلق، تزكيها قوى متربصة بالأمة الإسلامية، لا تريد لها خيراً أو فلاحاً أو تقدماً أو نمواً أو استقراراً أو أمناً..

وبناءً على ذلك فإن الحديث عن دور الجامعات في المرحلة الراهنة في التصدي للإرهاب والإفساد والعنف وما يرتبط بها من مسؤوليات جسام خاصة في هذه البلاد المباركة جمهورية باكستان الإسلامية التي تتركز فيها الملايين المسلمة، المتطلعة دوماً لدور هذه الجامعات الرائدة العريقة الحقيقي الهادف والموضوعي ترعى الفضيلة، وتحارب الرذيلة وتكشف لها عن جوهر الإسلام وعظمته وسماحته ووسطيته واعتداله، وقدرة المنهج الإسلامي الصحيح على أن يبني أمة عظيمة ذات حضارة شامخة، يؤدي فيها الجامعات دوراً ملحوظاً..

ثمة مشكلة أخرى لا تقل أهمية وهي القدرة على مواجهة التحديات المعاصرة التي نواجهها نحن كمسلمين من حيث المحاولات المستميتة من جانب القوى المعادية للإسلام في العالم لربط الإسلام بالإرهاب وبالعنف ورفض الآخر والتعصب وغيرها من السلوكيات السيئة التي يرفضها الإسلام كلية ولا يرتضيها للمسلم بحال من الأحوال، بل للإنسانية أجمع..

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا التركيز في جامعتنا ومؤلفاتنا وأبحاثنا ومؤتمراتنا وندواتنا بل وتوجيهاتنا ودروسنا على التطرف والغلو وكذا الإرهاب والتكفير . .؟؟ . .

فأقول إن السبب في هذا يعود في نظري إلى أن هذا أصبح واقعاً لا مفرَّ منه، ولا يسوغ تجاهله، وعدم الاكتراث به أو الانزعاج من التحذير منه، ومحاربته، وبيان سبل الوقاية منه، وعلاجه . . لاسيما والعالم أجمع في هذا العصر ــ إلا ما قل ــ اكتوى وما زال يكتوي بنيرانه المحرقة، وآثاره المؤلمة، ويتجرع مآسيه المهلكة من تكفير وتبديع وتفسيق وانحراف فكري وقتل وتدمير وإهلاك للحرث والنسل.. لهذا ينبغي مواصلة الحديث عنه والتحذير منه، ومن وراءه من الجماعات والأحزاب والتنظيمات وغيرها، واستمرار ذلك في الجامعات عن طريق المؤتمرات والندوات وسائر الفعاليات التي تقام في مختلف مؤسساتنا ومجامعنا العلمية والفقهية والدعوية والحكم الشرعي فيها . . والتي تهدف إلى بيان الحد الشرعي الصحيح لتلك المصطلحات والمفاهيم  والتحذير المتكرر منها، وبيان آثارها وسبل الوقاية منها وعلاجها من وجهة نظر شرعية مستوحاة من الكتاب والسنة، ووفق ضوابط الشرع وغاياته ومقاصده السمحة ويسره وعالميته . . وصلاحيته للتطبيق في كل زمان ومكان”  . .

ثم أردف معاليه قائلاً: ” إن دور الجامعات الحاضنة للشباب والشابات مهم.. ومنها جامعتنا فكما أنها تؤدي دوراً علمياً أكاديمياً وبحثياً متميزاً.. إلا أنها بالإضافة إلى ذلك فيه تحمل رسالة سامية للإنسانية جمعاء ننقلها لكم بأننا أمة واحدة.. نقف معاً ضد العنف والإرهاب والإفساد والقتل والتدمير.. كما نقف ضد كل تحدّْ تواجهه الإنسانية جمعاء من جهل، وفقر، وخوف، ورعب، وفرقة، وخلاف، ونزاع..

كما أننا ندعو إلى فهم الإسلام فهماً صحيحاً مستنداً إلى الكتاب والسنة الثابتة والتزام منهجه الوسطي وخطابه الأمني المجتمعي المعتدل ودعوته إلى التسامح والتعايش السلمي بين كافة الطوائف والمذاهب والأقليات . . وكذا دعوته إلى الحوار البناء الهادف، وإلى التقارب بين أتباع الأديان، ورفضه فكرة صراع الحضارات بل التكامل فيما بينها . . وفقاً للضوابط والتعاليم والقيم والآداب والتشريعات الإلهية. . ناهيك عن اهتمامنا بالقضايا العلمية

والتقنية والتطبيقية وتأهيل طلابنا وطالباتنا لسوق العمل مراعين في ذلك عوامل العرض والطلب  في السوق المحلية والعربية والإسلامية والعالمية . .

ولتحقيق ما أشرنا إليه قامت الجامعة وبخاصة خلال السنوات الخمس الماضية بتنظيم عدد من المؤتمرات والندوات والدورات وورش العمل والبرامج والمحاضرات بلغت في مجموعها أكثر من 373 فعالية موزعة عليها . .

كما سعت الجامعة إلى التواصل العلمي والمعرفي والثقافي والتقني مع عدد من الجامعات العربية والإسلامية والعالمية للإفادة والاستفادة والاستزادة وتبادل المعارف والخبرات بينها وبين تلك الجامعات. . ووقعت عدداً من مذكرات التفاهم والتعاون معها بهذا الخصوص . .

إنني بصفة كوني رئيساً لإحدى الجامعات العريقة الرائدة في جمهورية باكستان الإسلامية وهي الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد أريد أن أبين لكم بأن هذه الجامعة المباركة لها جهود بارزة يشهد بها القاصي والداني في الخطاب الوسطي والأمن المجتمعي.. وتتمثل هذه الجهود من خلال تأصيل مفهوم الخطاب الوسطي المعتدل وبيان سماحة الإسلام ويسره وعدالته وشموله.. والدعوة إلى تطبيقه قولاً وفعلاً ومعتقداً وفكراً وسلوكاً ومنهجاً للحياة.. ومواجهة ظواهر الغلو والتطرف والوقاية منه ومعالجته.. بعد الوقوع.. وتقديم نموذج للتعليم الإسلامي الذي يستقي من النبع الأصيل دون أن يغفل كل الإنجازات الحديثة في مجال العلم والمعرفة.. ومن ثم فإن مناهج هذه الجامعة تضرب بجذورها في أرض التراث الخصبة، وتستقي من ينابيعها الثرَّة.. وترفد في الوقت نفسه هذه الينابيع بخير ما توصلت إليه الجهود الإنسانية في شتى مجالات العلم والمعرفة..” .

وأضاف معالي البروفيسور الدريويش: ” إن أوطاننا الإسلامية الشامخة ومن ورائها أمتنا الإسلامية العظيمة ذات التاريخ المجيد والحاضر المشرق الوضاء .. لن تهزم روحها أبداً، مهما كانت الأزمات والمحن والمصائب والفتن فلن يزيدنا ذلك إلا إصراراً وقوة ووحدة وتماسكاً وعزيمة وهمة وتكاتفاً وتآزراً..

وختاماً أكرر الشكر والتقدير والعرفان لأصحاب المعالي الوزراء وأصحاب المعالي والسعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء الجامعات  المحلية والإقليمية وكافة الحضور الكرام الذين شرفوا حفلنا هذا من الذكور والإناث. . سائلاً الله للجميع التوفيق والإعانة والسداد . .

حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وبلاء ومكروه وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ، باكستان زنده باد، باكستان زنده باد، باكستان زنده باد،” . .

ثم صدر من المؤتمر بيان ختامي حيث دعا فيه المشاركون إلى إدراج الأخلاق والقيم المجتمعية وأدب الخلاف كجزء من المنهج الدراسي، وأكد المشاركون على أن الكراهية الطائفية هي انتهاك واضح للشريعة، ولا يمكن السماح به،  كما هو ضد دستور باكستان. وتضمن البيان أن باكستان لا

يمكن أبدا استخدامها لنشر أي نوع من الأنشطة السلبية مثل الكراهية، وتدريب الإرهابيين وغير ذلك من الدوافع الخفية.

وذكر البيان الختامي انه سيتم تطبيق موضوع الوئام والتسامح والتعايش السلمى بين الاديان في جميع المدارس،  وأن على المؤسسات التعليمية ان تحارب التمييز والطائفية . . وتضمن البيان الختامي أيضاً أن المجتمع الجامعي سيضمن عدم السماح للمنظمات المحظورة باستخدام منشآتها بما في ذلك المنصات على الانترنت لتعزيز برامج الكراهية والتطرف. وأضاف أنه ينبغي أن يصبح الرصد والإرشاد نشاطا منتظما في الجامعات،  وأن يتم إنشاء إدارة خدمات الطلاب في الجامعات.

وبعد ذلك تم تسليم الدروع التذكارية لضيوف المؤتمر، مع صورة تذكارية جماعية . .