برعاية كريمة من قبل معالي الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش الجامعة السلفية بفيصل آباد تقيم الندوة الدولية بعنوان: “جهود المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية في تعزيز الوحدة الإسلامية والأمن الاجتماعي”

امتداداً للتوصيات التي صدرت عن مؤتمر عالمي الذي أقامته ونظمته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ أيده الله ـ والذي أناب فيه صاحب السمو الملكي الأمير/ خالد الفيصل آل سعود –حفظه الله- وبعنوان: (الوحدة الإسلامية .. مخاطر التصنيف والإقصاء..) وعملاً بالتوصيات التي صدرت عن هذا المؤتمر العالمي الكبير في بيانه الختامي رعى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش الندوة الدولية الثانية بعنوان: (جهود المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية في تعزيز الوحدة الإسلامية والأمن الاجتماعي على ضوء مؤتمر مكة الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي والمشار إليه أعلاه) التي أقامتها الجامعة السلفية في فيصل آباد بالتعاون مع الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام  آباد ممثلة بمجمع البحوث الإسلامية فيها.. وذلك في رحاب الجامعة السلفية في فيصل آباد يوم السبت 5/يناير/2019م.. من الساعة العاشرة صباحاً إلى الساعة الرابعة عصراً..

وقد شهدت الندوة حضور عدد كبير من العلماء ورجال الفكر والسياسة والإعلام من مختلف أقاليم باكستان ومن الدول الإسلامية والعربية..

كما حضر الندوة نواب رئيس الجامعة الإسلامية وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام وعدداً من العلماء والوجهاء والمثقفين والمفكرين ورجال الإعلام الباكستانيين وأساتذة الجامعة السلفية وطلابها، فضلاً عن العلماء وأساتذة الجامعة الذين شاركوا في ندوة الرابطة في مكة.. وقد بدأت الندوة بآيات من الذكر الحكيم..

ثم ألقى أحد أساتذة الجامعة السلفية الدكتور/ عتيق الرحمن كلمة الجامعة حيث رحب فيها بمعالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش بكلمات الحب والأخوة والاحترام حيث قال: يسرنا أن نعرب عن مشاعر الحب والاحترام ونرحب من أعماق قلوبنا بالضيوف الكرام وعلى رأسهم محبوبنا المكرم صاحب المعالي الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ـ حفظه الله ورعاه ـ فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في بيتكم في رحاب الجامعة السلفية عن أعماق قلوبنا وقرارة نفوسنا فعلى العين والرأس والرحب والسعة أيها الضيف الكريم والجامعة مغمورة بالمسرة والابتهاج بقدومكم الميمون في رحابها وتشريفكم لمنسوبيها بالزيارة واللقاء زادكم الله عزاً ووقاراً..

كما تحدث عن نبذة مختصرة عن الجامعة وأن جميع منسوبيها يشيدون بكل الجهود المبذولة من المملكة العربية السعودية رائدة الأمة الإسلامية حول تحقيق الهدف النبيل والمقصد الجليل ألا وهو تحقيق الوحدة الإسلامية وتقوية أواصر الألفة والمحبة فيها، وتوحيد الجهود لبناء السلام والوئام في العالمين العالم الإسلامي والإنساني بأسره، ومواجهة كافة أساليب التشدد والتطرف والعنف والإرهاب.. وإن المملكة بلد التوحيد وبلد قلب كل مسلم هي منارة النور ومركز الإشعاع وهي تمثل الروح الإسلامي وتقدم الصورة المثالية للمجتمع المسلم المتمتع بالأمن والسلام.. فنحي ونشيد بهذه الجهود المباركة العظيمة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لنشر رسالة الإسلام وتحقيق الأمن والسلام في العالم الإسلامي وعمارة وتوسعة الحرمين الشريفين وتوفير الأمن والراحة لضيوف حجاج بيت الله الكرام وزوار المسجد النبوي الشريف..

والمملكة تقدم الخدمات المتميزة للإنسانية في جميع أنحاء المعمورة والجامعة السلفية وجميع منسوبيها يثمنون ويباركون لهم هذه الجهود المباركة في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم وتربية أبنائهم على منهج الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والعنف والتشدد والجفاء والإرهاب..

وفي نهاية كلمته قدم شكره الجزيل وبالغ التقدير لمعالي الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد على تواصله وترابطه مع المؤسسات العلمية والتعليمية عامة ورعايته الكريمة لهذه الندوة الدولية.. ونسأل الله أن يتقبل جهوده القيمة وأن يجعله مباركاً أين ما كان..

ثم ألقى راعي الندوة معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش كلمته الضافية في الندوة حيث قدم شكره وتقديره لجميع منسوبي الجامعة السلفية وعلى رأسهم فضيلة رئيسها ومديرها والأساتذة والطلاب.. كما قدم شكره الخاص لسعادة الأستاذ الدكتور/ محمد ضياء الحق على تعاونه في إقامة هذه الندوة المهمة في زمانها ومكانها..

مرحباً معاليه بجميع الحاضرين والمشاركين في الندوة شاكراً ومقدراً لهم الحضور وتحمل الاستماع للكلمات النافعة المفيدة.. وعلى هذا الحضور المتميز في هذا اليوم الأغر المبارك والمشاركة في هذه الندوة الدولية المهمة التي تأتي ضمن الندوات والمؤتمرات التي دأبت الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد بالتعاون مع الجامعات الإقليمية على تنظيمها وإقامتها من أجل النهوض بهذا المجتمع المبارك ومن أجل تحقيق رؤية البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية..  

وأشار معاليه في كلمته إلى جهود المملكة العربية السعودية ـ حرسها الله ـ حكومةً وشعباً حكاماً ومحكومين ومن زمن الملك المظفر المجاهد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ ومروراً بأبنائه البررة الملوك سعود فيصل خالد فهد عبد الله ـ رحمهم الله ـ وانتهاءً بهذا العهد الزاهر تحت قيادة الملك الحازم الجازم العازم خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ أيده الله ـ ويعاضده في هذا ولي عهده الأمين الشاب المحنك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ وجميع إخوانه وحكومته الرشيدة في تعزيز الوحدة الإسلامية ولما تقدمها من الخدمات الجليلة والجهود المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين بل في خدمة الإنسانية الجمعاء ولم تتوان يوماً في نصرة إخوانهم المسلمين والأقليات المسلمة وفي الدفاع عن حقوقهم.. فهي جديرة بأن تقود العالم الإسلامي إلى بر الأمان لأنها دولة الخير والنماء والعطاء دولة تريد تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى المستمد من الكتاب والسنة وفق منهج أهل السنة والجماعة القائم على الوسطية والاعتدال والاتزان والبعيد كل البعد عن الغلو والتطرف والإرهاب والإفساد والتكفير والتبديع والتفسيق وإيذاء الآخر بجميع أشكاله.. ونشر التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الأطياف سواء في المجتمعات الإسلامية أو الأقليات المسلمة وفي المجتمعات التي تسكن فيها غير المسلمين وذلك بإقامة مراكز الاعتدال والوسطية ونشر ثقافة الحوار فيما بينهم وإقامة الندوات والمؤتمرات والحوارات واللقاءات وورش العمل لتطبيق ذلك في العالم كله..

مشيداً معاليه بأهمية مؤتمر مكة، حيث إنه عقد بجوار بيت الله الحرام وشارك فيها العلماء الأفذاذ والفقهاء والمفتون والزعماء من البلاد الإسلامية والعربية والأقليات المسلمة وشارك فيها العلماء من 28 طائفة دينية تجمعهم روح الأخوة والإسلام، والذي تضمن قواعد وضوابط جامعة لمقومات الوحدة الإسلامية الحقيقية المبنية على المشتركات بين المسلمين بجميع مذاهبهم، وتضمن جمع الكلمة بين المسلمين وتمنع أسباب التفرق والنزاع، وتراعي الخلاف المشروع وتحترم آراء الجميع.

مثمناً معاليه جهود معالي أمين عام رابطة العالم الإسلام الدكتور عبد الكريم العيسى التي أثمرت –ولله الحمد- عن بيان وشرح موقف الإسلام من القضايا الدولية الراهنة، وأن الإسلام دين الوسطية والاعتدال والاتزان والتعايش والتسامح والمعاني الصحيحة والآداب الفاضلة والقيم النبيلة التي تنشدها الإنسانية جمعاء، والتي –ولله الحمد- أثمرت ثماراً يانعة طيبة مباركة في بيان وتوضيح صورة الإسلام الصحيحة ونهج المملكة العربية السعودية الإسلامية باعتبارها بيت المسلمين الكبير وباعتبارها رائدة العمل الإسلامي ورائدة التضامن الإسلامي ورائدة الوحدة الإسلامية والدولة التي ترعى الحرمين الشريفين وتبذل كل ما وسعها من أجل راحة وطمأنينة كل حاج وكل معتمر وكل وافد لبلاد الحرمين الشريفين.

كما أشار معاليه إلى ما صدر إجماع علماء جمهورية باكستان الإسلامية على رسالة باكستان (فيغام باكستان) التي تدعو إلى الوحدة الإسلامية وإلى نبذ الغلو والتطرف والإرهاب والإفساد.. وتدعو إلى السلم والسلام والأمن والأمان.. وإلى نبذ الطائفية والإقليمية والقومية والتعصب القومي والحزبي.. وتدعو إلى الوسطية والاعتدال المنهج الذي تسير عليه الجامعة الإسلامية العالمية وتدعو إلى تطبيقها والعمل بها حتى تحقق الوحدة الوطنية حقيقة وتكون أنموذجاً للعالم الإسلامي..

وفي نهاية كلمته كرر معاليه شكره وتقديره لجميع الحاضرين على ما يقومون به من جهود رائدة في سبيل تعزيز وتقوية وتعميق العلاقات الإسلامية الأخوية العلمية والثقافية والفكرية والدعوية وغيرها بين جمهورية باكستان الإسلامية وبين المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين.. وخص بالذكر منسوبي الجامعة السلفية الذين نظموا ورتبوا هذا اللقاء المبارك وهذه الندوة الدولية التي تعبر عن حقيقة الإسلام وتعاليمه السمحة..