بحضور فخامة الرئيس الباكستاني وتشريف إمام المسجد الحرام معالي رئيس الجامعة يشرف مؤتمر “رسالة الإسلام”

شارك معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش في مؤتمر “رسالة الإسلام” العالمي الذي نظمه مجلس علماء باكستان في دورته الرابعة بقاعة المؤتمرات الحكومية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد برعاية وحضور رئيس جمهورية باكستان الإسلامية الدكتور عارف علوي وتشريف فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالله بن عواد الجهني كضيف شرف.

وشارك في المؤتمر جمع غفير من العلماء والوزراء والسفراء وعدد من قيادات العالم الإسلامي من أكثر من عشر دول عربية وإسلامية كما شارك في المؤتمر وفد من المملكة العربية السعودية برئاسة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية الدكتور عبدالله بن محمد الصامل.

وافتُتح المؤتمر بكلمة لسفير خادم الحرمين الشريفين نواف بن سعيد المالكي، نوّه في بدايتها بالعلاقات التاريخية التي تجمع السعودية وباكستان، التي وصفها بالمتميزة، وقامت منذ الأزل على المصير الواحد في مختلف القضايا التي تهم المسلمين بالعالم؛ لما يمثل البلدان من عمق استراتيجي وقوة إسلامية وسياسية وعسكرية.

كما أكد سعادته أن باكستان في قلب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، وأنها عزيزة على الجميع، مؤكداً حرص قيادة المملكة على أن تكون باكستان دولة مستقرة ومزدهرة، مؤكداً على أهمية وحدة الكلمة والاجتماع ضد التفرقة لتحقيق الاستقرار، معرباً عن أمله في أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات مفيدة تصب في مصلحة باكستان.

ورحب المالكي بالعلماء والمفكرين المشاركين بأعمال المؤتمر، مشددًا على دور العلماء في تبصير الناس بأمور دينهم، وما يجمع شمل الأمة، ويوحد صفها في مواجهة التحديات.

وثمن فخامة الرئيس الباكستاني في كلمته علاقات بلاده بالمملكة العربية السعودية، مؤكداً أنها علاقات أخوية تضرب جذورها في عمق التاريخ، وتنبع من قيم دينية وثقافية مشتركة.

وقال: إن العلاقات القوية بين المملكة وباكستان تعتبر مهمة للأمة الإسلامية بأسرها، وتساهم في دعم واستقرار المنطقة، موجهاً فخامته الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ على زيارة إمام المسجد الحرام إلى باكستان، موضحاً أن الشعب الباكستاني يكنّ حباً خاصاً تجاه أئمة الحرمين الشريفين.

وتطرّق فخامته إلى القضية الفلسطينية قائلاً: إنها قضية تنبض في قلب كل مسلم ولا يمكن تجاهلها، مجدداً التزام باكستان بالوقوف مع الفلسطينيين لدعم هذه القضية الإسلامية.

كما ألقى رئيس مجلس علماء باكستان فضيلة الشيخ طاهر محمود الأشرفي كلمة رفع فيها الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهما الله ـ على إتاحة فرصة زيارة إمام المسجد الحرام لباكستان، مشيداً بالدور الريادي الذي تؤديه المملكة العربية السعودية في دعم الأمن والسلم والاستقرار العالمي، ووقوفها مع الدول والشعوب الإسلامية.

وقال: إن المملكة جسدت مفهوم معرفة الأصدقاء عند الشدائد من خلال وقوفها مع باكستان في كل المحن والأوقات الصعبة، لاسيما الدعم الاقتصادي الذي قدمته مؤخراً لمساعدة باكستان في التغلب على الأزمة الاقتصادية، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية وباكستان موقفهما واضح تجاه القضية الفلسطينية.

وبيّن فضيلته أن الشعب الباكستاني يعتبر الملك سلمان قائد الأمة الإسلامية ويفتخر بالوقوف مع المملكة للدفاع عن أمن الحرمين الشريفين.

وألقى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية الدكتور عبدالله بن محمد الصامل كلمة المملكة في المؤتمر قائلاً: لقد جئتكم من بلاد الحرمين من المملكة العربية السعودية أنقل لكم التحيات وأنقل لكم الدعوات بأن الله ــ عز وجل ــ يحفظ باكستان ويحفظ أهلها من كل الشرور وأن يديم على هذه البلاد المباركة الأمن والأمان وأن يديم عليها رغد العيش، وإن العلاقات بين جمهورية باكستان الإسلامية وبين المملكة العربية السعودية تعتبر نموذجاً رائعاً رائداً في العالم كله وفي العالم الإسلامي، فهي علاقات دين وعلاقات أخوة إسلامية متينة راسخة، والعلاقات في البلدين العظيمين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ وفخامة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء.

وقال: إن هذه العلاقات القوية بين المملكة العربية السعودية وبين جمهورية باكستان الإسلامية علاقة يقتدى بها في العالم الإسلامي، وفي العالم كله، وإن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ــ رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجزاه الله عنا وعن الإٍسلام والمسلمين خير الجزاء ــ أقام المملكة العربية السعودية على أسس راسخة من الكتاب والسنة ودستورها القرآن العظيم والسنة النبوية المشرفة، فهذه الدولة المباركة تنص في دستورها على قيامها بكتاب الله ــ عز وجل ــ وبسنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ عملاً وتعليماً ونشراً وتحكيما فهي منهاج لهذه الدولة المباركة منذ تأسيسها على يد الإمام المؤسس حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله تعالى ــ وإن المملكة العربية السعودية لها الريادة والقيادة في خدمة الإسلام والمسلمين، وفي خدمة الحرمين الشريفين، يشهد بهذا القاصي والداني والقريب والبعيد، وما نشاهده من مشاريع عملاقة ضخمة جبارة في الحرمين الشريفين تدل دلالة كبيرة عظيمة على ما توليه هذه الدولة المباركة من عناية عظيمة لخدمة الحرمين الشريفين وبخدمة الإسلام والمسلمين وبخدمة ضيوف الرحمن.

وأكد الصامل أن الوسطية والاعتدال منهج شرعي يجب على الجميع أن يلتزم به امتثالاً لقول الله ــ عز وجل ــ: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} ولقول النبي صلى الله عليه وسلم “إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه” وقول النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ “بعثت بالحنفية السمحة”، وإن الوسطية والاعتدال منهج قامت عليه هذه الدولة المباركة وتستنير به في دربها ولذا أسس الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله تعالى ــ المركز العظيم مركز اعتدال والذي يعنى بتحقيق مبادئ الوسطية والاعتدال ويعنى بمحاربة التطرف والإرهاب ويعنى بتعزيز قيم التسامح والتعايش.

وأضاف أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بقيادة وإشراف وتوجيه الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ تسعى في تحقيق وتطلعات ولاة الأمر ــ حفظهم الله تعالى ــ وأقامت الوزارة ولله الحمد أكثر من خمسين ألف برنامج ما بين خطبة وندوة ومحاضرة في تحقيق مبادئ الوسطية والاعتدال وتعزيز قيم التسامح والتعايش. 

وأكد فضيلة إمام المسجد الحرام الدكتور عبدالله بن عواد الجهني في كلمته أن لباكستان دورًا رياديًّا وسياديًّا ومكانة كبرى لدى قيادة المملكة العربية السعودية، وبالتحديد تحظى باهتمام خاص لدى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ــ حفظهما الله ــ، ولها السبق في كثير من الأمور الريادية.

وأشار فضيلة إمام المسجد الحرام إلى أن السعودية منذ أن تأسست على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ــ رحمه الله ــ تأسست على التوحيد والعقيدة الصحيحة التي لا لبس فيها ولا شائبة، بالتوحيد الذي أتى به النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ منذ ما يربو على 1400 عام من الهجرة. والنبي ــ عليه الصلاة والسلام ــ أول ما دعا قومه دعا إلى التوحيد ونبذ الشرك وعبادة الأوثان.

وأوصى فضيلته علماء باكستان بأن يرجعوا إلى إخوانهم وعلمائهم في المملكة العربية السعودية إذا استشكل عليهم شيء من أمور الدين، وقال: وأخص بالذكر أعضاء هيئة كبار العلماء ممثلة في سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن إبراهيم بن محمد آل الشيخ وإخوانه الكرام؛ فهم لا ينفردون بأي رأي من الآراء، كما أوصي علماء باكستان بأن يتبادلوا الزيارات بينهم وبين المملكة العربية السعودية؛ فبلاد الحرمين حريصة كل الحرص على باكستان الإسلامية أن تكون دولة وحكومة وشعبًا.

وناقش المؤتمر عدداً من المحاور مثل: وسائل جمع كلمة شعوب الأمة العربية والإسلامية لمواجهة الفتن والتحديات، وآليات نشر منهج الوسطية والاعتدال وتعزيز السلم ونبذ العنف والتطرف والإرهاب في العالم، وطرق الحماية والإغاثة والمساعدة للمستضعفين من المسلمين والأقليات المسلمة والدفاع عن المضطهدين، ومكانة المملكة وقيادتها في قلوب المسلمين وأهمية الدفاع عنها وإبراز دورها الرائد لدعم وتعزيز الأمن والسلم الإقليمي والعالمي، كما ناقش المؤتمر القضية الفلسطينية ومكانة القدس الشريف، ووسائل مساعدة ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق.

ثم شرف معالي رئيس الجامعة مأدبة العشاء الذي أقامته سفارة خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد بهذه المناسبة.

وتأتي الزيارة الحالية لإمام المسجد الحرام ضمن حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ على التواصل مع الجاليات الإسلامية في بلدان العالم، وسعيها لتأكيد منهج المملكة العربية السعودية وعلمائها في نشر الوسطية والاعتدال، والتعايش مع الشعوب والمجتمعات، وبما يؤكد ريادة المملكة للعمل الإسلامي، وما تقدمه من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين، حيث تحظى هذه الزيارة بإشادة واهتمام من أطياف الشعب الباكستاني، وعلى المستوى الرسمي؛ لما لأئمة الحرمين الشريفين من مكانة في قلوب المسلمين في دول العالم.

ورفع معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش في تصريحه التهاني والتبريكات إلى فضيلة الشيخ محمد طاهر أشرفي على نجاح المؤتمر، آملاً أن يعطي المؤتمر ثمارها المرجوة منه، كما رفع معاليه الشكر وعظيم الامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- على عنايتهما ورعايتهما لإخوانهم المسلمين في مختلف دول العالم.

مثنياً معاليه على ما تقوم به السعودية بقيادة خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين من جهود حثيثة لنشر الأمن والسلام والاستقرار في العالم، ودعم كل عمل رشيد يسهم في تعزيز أواصر المحبة والألفة والسلام في شتى بقاع الأرض.

مثمناً معاليه الدعمَ الكبير واللا محدود الذي تقدمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة في الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ من خلال إيفاد وفد عالي المستوى للزيارة إلى جمهورية باكستان الإسلامية وزيارة الوفد إلى لجامعة الإسلامية للمشاركة في الندوة الدولية التي نظمتها الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد بالتعاون مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد تحت رعاية فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عواد الجهني إمام المسجد الحرام يوم الجمعة الموافق 12 أبريل 2019م.