الدكتور العبادي يكرّم معالي رئيس الجامعة

  قام معالي الأستاذ الدكتور/ عبد السلام العبادي رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر (الإسلام والتحديات المعاصرة في ظلال رسالة عمّان) والذي عقد خلال الفترة 27-29/بريل/2017م في العاصمة الأردنية عمّان بمشاركة أردنية وأندونيسية وعربية ودولية في ختام أعمال المؤتمر بتكريم خاص لمعالي الدكتور/  الدريويش رئيس الجامعة، والذي شارك في المؤتمر كضيف شرف .

ورأس معاليه إحدى جلسات المؤتمر المهمة، كما ألقى ورقة بحثية في المؤتمر موضحاً فيها جهود الجامعة الإسلامية العالمية في التصدي للغلو والتطرف والعنف والإرهاب . . حيث منح الأسستاذ الدكتور/ العبادي، معالي رئيس الجامعة درعاً مميزاً وشهادة شكر وتقدير على المشاركة الفاعلة والإفادة والاستفادة من هذه المشاركة ومن علم معاليه وتوجيهاته السديدة، وما يمتاز به من فتوة في الطرف الإسلامي المميز مع  إيجاد الحلول العاجلة والآجلة للكثير من التحديات المعاصرة التي تواجه الإسلام والمسلمين . .

وفي المقابل قام معالي رئيس الجامعة بتكريم معالي الأستاذ الدكتور/ العبادي بمنحه درع الجامعة تقديراً لجهوده الإسلامية، وأبحاثه الفقهية النافعة، وما بذله من جهود موفقة ومسددة خلال رئاسته للجنة التحضيرية للمؤتمر وورقة عمله المميزة التي شارك بها . .

جدير بالذكر أن إحدى توصيات المؤتمر هو الإشادة بالدور الذي تضطلع به الجامعات الإسلامية العالمية في كل من باكستان وماليزيا وأفريقيا وتقدير جهودها في مكافحة الإرهاب والعنف ونبذ الغلو والتطرف وتوعية الطلاب والطالبات بخاصة من آثاره المدمرة، ونتائجه الخطيرة . .  ومرجعياتهم المخلصين، وولاة أمرهم الناصحين . . وصياغة مشروع تكاملي تعاوني يوضح ذلك ويمدده، ويحمل كل مسؤولياته وواجباته تجاه ذلك، ويحقق أمن المجتمع واستقراره، ويوحد بين أبناء الأمة المسلمة وأن ذلك لا يتعارض مع التعددية أو الانتماء الوطني . . فلا بد من الالتزام بخط الوحدة مع التنوع، والاهتمام بالإنسان والتأكيد على إنسانيته باعتباره المحور الرئيس لبناء الدولة والمجتمع والنهوض بهما. .

موضحاً معالي الرئيس الدكتور الدريويش بأن مصطلح (الإسلاموفوبيا) طرحته في بريطانيا جمعية دينيميد عام 1997م، وهو الخوف اللاعقلاني من الإسلام، أو الرّهاب من الإسلام . . وهو ما أشار إليه الأستاذ الدكتور/ السحمراني أستاذ العقائد والأديان المقارنة بجامعة الإمام الأوزاعي، ومسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني حيث طرح سعادته إشكالات هي: هل هناك رُهاب من الإسلام عقيدة وشريعة أم من ممارسات بعض المنتسبين للإسلام أو أدعيائه؟ وهل هناك رهاب عند المسلمين من أمم أو ملل أو شعوب أخرى ؟ . . فالإسلام بحمد الله دين المحبة والوئام والأمان والسلم والسلام والتسامح والتعايش والقيم الفاضلة والآداب الحسنة والنصرة والأخوة والتعاون والتكامل مع الجميع في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والدفاعية والصحية وغيرها في إطار من نظمه وأحكامه وضوابطه الوسطية العادلة . . حيث لا مكان فيه عقيدة وشريعة وفقهاً وسلوكاً وعادة ومعاملة للعدوان أو الجوْر أو الظلم أو التعدي أو الاعتداء أو الإيذاء أو العنف أو التطرف أو الإرهاب أو القتل أو التدمير أو الإفساد أو للطائفية أو العنصرية أو غيرها . . بل سلم وسلام ووسطية واعتدال واتزان وتقدم وحضارة وازهار . .

مشيداً معاليه بما تبذله الكثير من الدول الإسلامية والعربية والخليجية من جهود مباركة وموفقة ومسددة في محاربة العنف والإرهاب والتصدي لهما وبخاصة المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية . . وما قيام التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده المملكة العربية السعودية وتشارك فيه أكثر الدول العربية والإسلامية لاسيما باكستان إلا أكبر دليل على ما نقول . . بل إن جهود المملكة العربية السعودية في هذا المجال بقيادة الملك الحازم الجازم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ حفظه الله وأيده ــ واضحة مشهودة مشكورة مأجورة حيث لم يكتف بمحاربته والتصدي له أمنياً ومتابعة فلوله وضربه قبل قيامه وتنفيذ عملياته الإجرامية عن طريق العمليات الاستباقية ومعاقبة مرتكبيه وتجريمهم . . حيث قامت المملكة العربية السعودية ــ حرسها الله وأيدها ــ بتشييد مراكز خاصة للمناصحة والرعاية والتأهيل، والعناية بهذه الفئة الضالة، ومحاورتها ومقارعة الفكر بالفكر والرد على الشبه التي يعتريها أولئك، ومحاولة تصحيح مفاهيمهم المغلوطة الغالية المتطرفة عن الإسلام والمسلمين، وإرشادهم إلى ما يمتاز به الإسلام من توسط واعتدال واتزان وبعد عن الغلو والتشدد والإفراد والتفريط . . وتجاوزت جهود المملكة هذا إلى إنشاء مراكز عالمية حوارية وبحثية لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة والآفة الظلامية المقيتة . .

كما أشار معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية الدكتور/ أحمد الدريويش إلى أهمية دور وسائل الإعلام وما لها من أثر كبير على تشكيل البناء المعرفي والعملي والإدراكي للأفراد والجماعات . . وقدرة على إحداث رؤية متزنة تجاه الكثير من القضايا والأحداث التي تزخر بها الساحة العربية والإسلامية بل والعالمية وتحليلها والتعايش معها وفقاً للمنهج الصحيح، والفهم السليم، والسلوك المتزن. .

ومن ثم فإن على وسائل الإعلام تحري الصدق والمصداقية وتجنب الشائعات والإرجافات الباطلة التي قد تؤثر سلباً على الوطن والمواطن وسائر المؤسسات المجتمعية والدينية . . والتعامل مع كل ذلك باحترافية ومهنية عالية رائدها البحث عن الحق والحقيقة وإيصال ذلك، والارتقاء بالمجتمع وحماية أمنه واستقراره، وتوعية أفراده والنصح لهم . . مع التحذير من العنف والغلو والتطرف والإرهاب ومحاربة ذلك . . والدعوة والتوكيد على أهمية الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي في إطار الدولة الواحدة، لأن ذلك هو مصدر قوة وأمن الوطن ونمائه وتقدمه وازدهاره، وقدرته على تجاوز التحديات والمعوقات والمشكلات . . لاسيما في هذه العصر المتسارع والمرحلة التي تمر بها الأمة بعامة وما لذلك من انعكاسات وآثار خطيرة . .

وقد حظيت الجلسة الأخيرة بحضور متميز شارك فيها نائب وزير الأوقاف، ومعالي وزير الشؤون الدينية، ومعالي وزير التعليم الموريتاني الشيخ أحمد والدؤود، ومفتي المملكة الأردنية الهاشمية، ومفتي القدس، ومعالي الشيخ الدكتور/ صالح بن حميد إمام الحرم . . فضلاً عن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر معالي الأستاذ الدكتور/ العبادي، والوفد الإندونسي المشارك والشريك في تنظيم المؤتمر. .

وقد تلا البيان الختامي سعادة الأستاذ الدكتور/ أسعد السشمراني مقرر اللجنة لصياغة البيانات . .

ومن أبرز ما تضمنه البيان الختامي للمؤتمر ما يلي:

إن إعداد الأجيال وفق المنظومة القيميّة الأخلاقية المستمدة من الإسلام يجب أن يكون معها التنشئة على المواطنة التي تقوم على قبول مكونات الوطن، ولو تعددت انتماءاتهم ومشاربهم ومذاهبهم ومحاربة العصبيات المقيتة الرديئة التي تنتج العنصرية والتعصب الطائفي فالأخلاق الفاضلة والقيم الصالحة تنتج للأمة أفراداً مشبعين بالإخلاص وروح العمل، ورفض كل ولاء للخارج . . والتميز بين الانفتاح على الخارج من موقع الندبة وقيم الإسلام وأحكامه الخالدة وضوابطه السمحة . . لا من موقع الدونية . .

وأوضح البيان أن الولاء يكون للدين كما يكون أيضاً للوطن بحكم الانتماء والإقامة والمحبة وأنه لا تعارض بين ذلك . . فكل ولاء لغير الدين ثم الوطن وولاته يعد محظوراً . .

وشدد البيان على أنه من الأهمية بمكان الاهتمام بتحقيق التنمية الشاملة في البنى التحتية والخدمات العامة والاستمثار لتطوير قطاعات الإنتاج الاقتصادية مع توافر لوازم الرعاية الاجتماعية وأبرزها معالجة الفقر والعوز والبطالة كي تتوفر للمواطن أسباب العيش الكريم . .

كما طالب البيان بدعم كامل لصمود المقدسيين والعرب الفلسطينيين في فلسطين واعتبار قضية فلسطين والقدس قضية الأمة المسلمة الكبرى فهي العنوان الذي يجمع الطاقات المشتتة والموافقة في  غير مكانها . .

كما نوه المؤتمرون بالدول الراعية والداعمة لشؤون القدس والمقدسات بالإعمار والدعم كالمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وغيرهما . .

وقد أشاد معالي الدكتور/ الدريويش بالمؤتمر وما توصل إليه من نتائج وما طرق من توصيات فاعلة ستعود بإذن الله على الإسلام والمسلمين وطلاب العلم وكافة المعنيين بالخير والنفع والفائدة . .