إضافة جديدة لمكتبة الجامعة بنشر البحوث العلمية المتخصصة حول الوسطية في الإسلام والخطاب الديني

رعى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش حفل تدشين ثلاثة كتب حول الوسطية في الإسلام والخطاب الديني وإعادة بناء المجتمع الإسلامي لمعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش والدكتور محمد فاروق خان والدكتور إكرام الحق ياسين سكرتير مجلس الفكر الإسلامي، والتي قام بطباعتها معهد إقبال الدولي للبحوث والحوار، وأقيم حفل تدشين الكتب في قاعة الاجتماعات بمبنى الجامعة الجديد تحت رعاية معالي رئيس الجامعة ظهر يوم الخميس الموافق 7/3/2019م، وحضره الصحفي الشهير سليم صافي والمساعد الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني السابق الأستاذ ظفر الله خان والدكتور حسن الأمين المدير التنفيذي لمعهد إقبال للبحوث والحوار ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات.

وبهذه المناسبة تحدث معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش وشكر الأستاذ سليم صافي والأستاذ ظفر الله خان على تشريفها في الحفل  وهنأ كلاً من الدكتور إكرام الحق ياسين والدكتور محمد فاروق خان على طباعة هذه الكتب، شاكراً للدكتور حسن الأمين الاهتمام بطباعة هذه الكتب المهمة التي تتحدث عن الخطاب الديني وعن وسطية الإسلام وسماحته ويسره وعدالته، مضيفاً معاليه أن الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد تعد من أهم النماذج الرائدة التي تم إنشاؤها وتأسيسها في مستهل القرن الخامس عشر الهجري، ولم يقتصر دورها على التعليم الأكاديمي فحسب، بل إنها منذ تأسيسها تقوم بدورها في خدمة المجتمعات في الدول الإسلامية وفي بلاد الأقليات المسلمة وتقوم بنشر منهج أهل السنة والجماعة وتوعية أفراد المجتمع بذلك وفق رسالتها وأهدافها من خلال إقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل والدورات التدريبية ومن خلال طباعة الكتب المهمة النافعة التي يحتاج إليها المجتمع الإسلامي.

وأضاف معالي الدكتور الدريويش أن الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى إظهار وإبراز وسطية الإسلام وسماحته واعتداله كما جاء في الكتاب والسنة النبوية، وتحقيق الأمن والأمان والسلم والسلام وتعزيز الوحدة الإسلامية، والتعايش بين كافة الأطياف داخل الدولة والتكامل فيما بينهم، ونبذ الطائفية والحزبية والمذهبية والتعصب المقيت، حيث تعد الوسطية صفة ثابتة من صفات هذا الدين سواء ما يتعلق بوسطية الخطاب أو وسطية الحوار أو وسطية العبادات والمعاملات والعلم، فالوسطية منهج الإسلام بل هي الإسلام نفسه، حيث قضى الله وقدر وأراد أن تكون هذه الأمة بمجموعها على هذا المنهج، قال تعالى: “وكذلك جعلناكم أمة وسطاً”، وأحكام هذا الدين ليست وسطاً بين الحق والباطل وبين العدل والظلم، بل هي حق محض وعدل محض ورحمة محض.

مبينا معاليه دور الجامعة الإسلامية العالمية في هذا الصدد حيث إن الجامعة تبنت الوسطية قولاً وعملاً وتطبيقاً من خلال قيامها بعدد من المراجعات لمناهجها ومقرراتها وتأصيل منهج  الوسطية والاعتدال بها وربطها بأحكام الإسلام ووسطيته واعتداله وبعده عن الغلو والتطرف والإفساد والإرهاب والقتل والتدمير والتكفير والتفسيق والتبديع، والدعوة إلى الوحدة والاتحاد ونبذ الفرقة والخلاف والنزاع فهي جامعة إسلامية عالمية محلية تجمع ولا تفرق تعطي ولا تحرم وتفيد وتنفع وتعلّم ولا تضر أو تمنع أو تعنف أو تفسد، تؤصل المنهج الحق الصحيح منهج الكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين قولاً وعملاً ومعتقداً، أخلاقاً وسلوكاً، عبادة ومعاملة، منهجاً وفكراً، ـوكذا تقوم بعدد من المناشط والبرامج والفعاليات وعقد المؤتمرات والندوات المختلفة وتوعية الطلاب والمجتمع بأهمية الوسطية والاعتدال، وهو ما حقق بحمد الله نجاهاً باهراً، أثمر أن صدر عن هذه الجامعة بعد جهود مكثفة وتعاون بناء مع عدد من الجهات الرسمية والعلمية والدعوية والأمنية في هذه الدولة المباركة رسالة سامية باسم رسالة باكستان التي تدين وتشجب العنف والتطرف والغلو والتشدد والإرهاب والإفساد، وتدعو إلى الوسطية والاعتدال، وتجرّم الأعمال الإرهابية بشتى صورها وأشكالها وقد اتفق على هذه الرسالة وتوقيعها بعد مراجعتها وقراءتها والاقتناع بما ورد فيها بالأدلة الشرعية كل علماء باكستان على مختلف طوائفهم ومذاهبهم وفي مختلف الأقاليم والرؤى الفكرية.

وفي ختام كلمته كرر معالي رئيس الجامعة شكره وتقديره للضيوف الكرام ولمعهد إقبال للبحوث والحوار.

ومن الجدير بالذكر أن لمعالي رئيس الجامعة عدداً من الكتب والنشرات التوعوية الأخرى والمتعلقة بتعزيز الأمن الفكري وتأصيل منهج الحوار وضوابطه وآدابه وتعزيز حب الوطن وصدق الانتماء إليه والسمع والطاعة لولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم والبيعة الشرعية لولي الأمر ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب والإفساد والتكفير والتفسيق والتبديع والغلو والإرهاب والتطرف والتشدد، وأكثر هذه المؤلفات مطبوعة، ومترجمة إلى اللغة الإنجليزية والأردية والإندونيسية، وقد حصل بعضها على جوائز علمية محلية وعالمية.

وتم نشر هذه الكتب عن طريق أكاديمية الدعوة وأكاديمية الشريعة ومجمع البحوث الإسلامية ومعهد إقبال للبحوث والحوار، وجميع ما تم تأليفه وطباعته يهدف إلى الدعوة إلى التعايش السلمي والتعاون بين مختلف الفئات والطوائف والتقارب بين أتباع الديانات ومنع التصادم بين الحضارات فضلا عن الدعوة إلى الالتزام بوسطية الإسلام ونبذ الغلو والتطرف ومحاربة الإرهاب والقتل والتدمير، والتحذير من الطائفية والحزبية والمذهبية المقيتة، والدعوة إلى الحوار الهادف البناء وفق الضوابط الإسلامية وتعاليم الإسلام وأحكامه وذلك بين مختلف المذاهب والطوائف والتوجهات الفكرية  وأتباع الديانات، وذلك لإبراز يسر الإسلام وسماحته وعفوه ووسطيته وعالميته وشموله وتمامه وكماله ورحمته وصلاحيته للتطبيق في كل زمان ومكان .

وتقديراً لجهود معالي رئيس الجامعة المتنوعة الأكاديمية والإدارية تم منح معالي رئيس الجامعة وسام التميز والاستحقاق (تمغة امتياز) الذي يعد أعلى وسام في دولة باكستان وتم منحه لفضيلته من قبل فخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية ، وكذا عدد من شهادات الشكر والتقدير والتميز في خدمة العلم وطلابه و الإسلام وأهله.