إشادة بدور الباكستان والمملكة العربية السعودیة . . معهد إقبال ينظم ندوة عملية في البوسنة

2f7d03f9-1ae0-49a5-9926-2aa42c99c21d

افتتح فضيلة رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الندوة العلمية الحوارية مع الشباب المسلم في مدينة موستار البوسنية والتي ينظمها معهد إقبال للحوار في الجامعة بالتعاون مع رئيس الأئمة والخطباء في المدينة الشيخ سليمان أفندي نيكوفش وذلك مساء يوم الخميس 2 من ربيع الأول 1438هـ  1 ديسمبر 2016م في فندق المشيحة في موستار، وقد شارك فيها كل من رئيس الجامعة، والمدير التنفيذي لمعهد إقبال، والدكتور/ سعيد سوسك البوسني الاستاذ بقسم الفقه وأصوله بالجامعة، والدكتور/ ليلى هوتا أستاذة الفلسفة في جامعة سراييفو والمهتمة بفكر وفلسفة إقبال، والدكتور/ محمد فازلوفيش أستاذ التفسير في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة سراييفو كما حضرها عدد من الشباب المسلم من مدينة موستار والذين أثروا الندوة بمداخلاتهم وأسئلتهم القيمة والتي أجاب عليها المشاركون حسب تخصصهم وذلك بعد إلقاء أوراق عملهم . .

وقد تضمنت كلمة معالي رئيس الجامعة الافتتاحية الشكر والتقدير لجامعة سراييفو ممثلة في كلية الدراسات الإسلامية على هذه الدعوة والتي بحمد الله كانت مثمرة والشكر لجمهورية البوسنة حكومة وشعباً وعلماء وأكاديميين ومشايخ وقضاة ودعاة وأئمة وخطباء على ما لقيناه منهم والوفد المرافق لنا من حسن الاستقبال والحفاوة، وكرم الضيافة . . والشكر يمتد لفضيلة رئيس الأئمة والخطباء في هذه المدينة الوادعة الجميلة (موستار) الشيخ/ سليمان أفندي نيكوفش على تنظيم هذه الندوة ودعوة الحضور من الشباب المسلم والشابات المسلمات لها . . موضحاً ومؤكداً على أهمية جمهورية باكستان الإسلامية على مستوى العالم الإسلامي بصفة خاصة وعلى المستوى العالمي بصفة عامة ودورها الرائد في خدمة الإسلام وأهله والعلم وطلابه وسعيها الدؤوب من أجل التواصل مع العالم أ<مع لاسيما في المجال العلمي والمعرفي والثقافي إيماناً منها بأهمية العلم وروّاده . . وما احتضانها للجامعة الإسلامية العالمية ورعايتها ودعمها منذ إنشائها عام 1980م وتعاونها مع أخوانها من الدول الإسلامية إلا أكبر دليل وخير برهان على ما نقول . .

بعد ذلك بين ما يمتاز به فكر إقبال وشعره وما يدعو إليه من خلاله لوحدة الأمة وتقدمها، وأن تسود بينها المحبة والأخوة، مبيناً أهمية الأراضي المقدسة في مكة والمدينة وما لهما من مكانة في نفوس كل مسلم ومسلمة وأنه يجب أن يبقيان في أيدٍ أمينة تحرسهما عن عبث العابثين أو إفساد المفسدين. . ونحمد الله أنهما ما زالا وسيزالان بإذن الله  في أيدٍ مخلصة راشدة صادقة تحفظهما وتحفظ كل وافد إليهما لأداء نسكه وفق ما جاء عن الله وعن رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ . .

مؤكداً معالي رئيس الجامعة هذه الرؤية الثاقبة والصائبة للعلامة إقبال، وأن الحرمين الشريفين بحمد الله يحظيان ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الباني القائد المظفر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ــ رحمه الله وطيبه ثراه ــ مروراً بولاية أبنائه الملوك الكرام الأبرار ــ رحم الله من مات منهم وأسكنه فسيح جناته وحفظ الأحياء وأطال في عمرهم على الطاعة والبر والصلاح والخير ــ إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك الحازم العازم الجازم سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ حفظه الله ورعاه ــ والحرمان الشريفان محل العناية والاهتمام والرعاية والتوسعة عاماً بعد عام حتى وصلا في هذا العهد وفي هذا الوقت إلى توسعة تاريخية لم يعهد لها التاريخ مثيلاً مع الاهتمام بالمشاعر منى، ومزدلفة، وعرفات، والجمرات والطواف، والمسعى والمواقيت المكانية .. وتأمين الطرق والسبل الموصولة إليهما، وتوفير كافة الخدمات للحجاج والمعتمرين والزوار . . ناهيك عن بذل الغالي والنفيس في تحقيق أمنهما واستقرارهما وجعلهما آمنين مطمئنين . . الأمر الذي أرح قلب وضمير كل مسلم مخلص في شتى بقاع المعمورة وثناءه وتقديره بل ودعمه وشجبه واستنكاره واستعداده للدفاع عنهما بنفسه وماله ودمه وتأييده لكل ما يقوم به حُمَاتَهما من ولاة أمر المملكة المخلصين من إجراءات صارمة في الدفاع عنهما وكل قاصد لهما أو مقيم فيهما وفي سائر مدن وقرى المملكة . . مذكراً الجميع بمواقف المملكة الناصرة للحق والعدل ولست أدل على ذلك من موقفها الرائد الأخوي مع هذه الدولة المباركة مواقف مشرفة كحالها مع بلاد العالم الإسلامي ومع الأقليات المسلمة ومع كل مسلم ومسلمة في كافة البقاع والديار . . وفي ختام كلمته أوصى معاليه الشباب والشابات بخاصة من الحاضرين والحاضرات وغيرهم بتقوى الله في السر والعلن والاعتصام بالكتاب والسنة ففيهما النجاة والسعادة والتفقه في الدين، والارتباط بالعلماء الربانيين المخلصين الراسخين من أهل هذه البلاد وغيرها مع الحذر كل الحذر من التلبس بأي شهوة أو شبهة أو الأخذ بفتاوى شاذة لا تتوافق مع سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله واستقامته وحثه على ذلك وتحذيره من الغلو والتشدد والتطرف . .

مؤكداً معاليه أنه لا بد من تحصين عقول الشباب من خطر الأفكار الضالة والآراء المنحرفة والجماعات الإرهابية والتكفيرية . . وعلى الجميع أن يتصدّى لكل مظاهر الغلو والتشدد والتطرف والكراهية والطائفية والنيل من علماء الأمة الربانيين . . وكل ما يؤدي إلى تفريق المجتمع وزعزعة أمنه واستقراره ووحدته وتماسكه ووسطيته وعدم التعنيف والأخذ بالاعتبار درجات إنكار المنكر ..

866826a4-3a98-4185-a4c7-f898d3c6fd93مشدّداً معاليه في كلمته على أهمية مناصحة كل من ثبت انحرافه عن الجادة وتبنيه لأفكار ضالة وآراء منحرفة وتلبسه بشبه التكفير والقتل والإرهاب . . فإن لم يجد ذلك فلا بد من الإبلاغ عنه لدى الجهات المعنية حماية له ولأسرته وللمجتمع وللوطن وللأمة من شرّه وخطره وأذاه وتعديه . . فليكن الجميع ذكوراً وإناثاً شيباً وشباباً حصناً منيعاً لحماية دينهم ومجتمعهم ووطنهم وأمتهم وولاتهم وعلمائهم الشرعيين الربانيين المخلصين . .

مبيناً معاليه أهمية الحوار الهادئ الهادف بضوابطه الشرعية وآدابه المرعية وأن يكون الهدف منه هو الوصول إلى الحق والأخذ به والعمل بمقتضاه . .داعياً العلماء وطلاب العلم إلى تعزيز وتغذية أفكار الناشئة من الشباب والشابات بأحكام الإسلام وتعاليمه ومفاهيمه الخالدة التي تبرز وتظهر سماحته ويسره وعفوه ورحمته ومحبته وأخوته . . وتحسن صورته ووجهه المضيء المشرق الذي عبث فيه الإرهابيون والغلاة والضالون والقتلة والظلمة . . وشوّهوه بدعاوى باطلة، وفتاوى شاذة ونصوص غير ثابتة أو لم يفقهوها ولم يعلموا ما تحويه من فهم صحيح أو ما تتعارض فيه مع مقاصد الشريعة وغاياتها وعدالتها ومصالحها ورحمتها بالخلق أجمعين، أو نصوص أخرى مقدمة عليها لا يعلمها إلا الراسخون في العلم . . وقد لاقت كلمة معاليه استحسان المشاركين والحاضرين وثناءهم عليها وتقديرهم لمعالي رئيس الجامعة وشكرهم له وإفادتهم من علمه . . وفي نهاية الندوة تم التكريم ثم انصرف الجميع إلى تناول بعض المرطبات المعدة في هذه المناسبة . .

ثم إلى تناول طعام العشاء على ضيافة فضيلة الشيخ سلمان أفندي في إحدى الأماكن القريبة من المدينة . . بعد ذلك أخذهم فضيلته إلى جولة سريعة في المدينة القديمة للاطلاع على تراثها وطرازها المعماري المميز القديم وجسورها المتينة . . وما تعرضت له أثناء الحرب والعدوان من مظاهر التدمير والخراب والذي بحمد الله بدأت إعادتها إلى رونقها السابق حيث تم ترميمها وصيانتها . . وقد أبدى رئيس الجامعة إعجابه بهذه المدينة وصمودها وكثرة مساجدها المحيطة بها فضلاً عما تتميز به من طبيعة خلابة ومناظر جميلة وأنهار عذبة كبيرة، وشلالات مائية جذابة . .

ثم ودعهم فضيلة الشيخ وإخوانه متمنياً لهم سفراً سعيداً وعوداً حميداً وزيارة موفقة ناجحة . .