في خطوة تعكس التزام الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد بالتميز الأكاديمي والانفتاح على التعاون الدولي، التقى رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور أحمد شجاع سيد، بأعضاء هيئة التدريس الوافدين لمناقشة سبل تعزيز التكامل الأكاديمي والبحثي، ودورهم في تطوير البرامج والمناهج التعليمية.
وخلال اللقاء، شدد الدكتور أحمد شجاع سيد على أهمية التنوع الأكاديمي في تعزيز مكانة الجامعة على الصعيد الدولي، مشيرًا إلى أن هذا الاجتماع يأتي ضمن سلسلة من الجهود الرامية إلى ترسيخ رؤية الجامعة في التطوير الأكاديمي والبنية التحتية، وتحديث المناهج بما يتماشى مع المستجدات العالمية.
تفخر الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد باستضافة أكثر من 50 عضوًا من أعضاء هيئة التدريس الأجانب، ينتمون إلى 13 دولة مختلفة، في إطار تعاون وثيق مع ست وكالات راعية مرموقة. ويأتي في مقدمة هذه الجهات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، التي ترعى 12 عضوًا من هيئة التدريس، فيما تدعم الهيئة الخيرية الإسلامية في الكويت 13 عضوًا آخرين. بالإضافة إلى ذلك، تمول المملكة العربية السعودية عبر مرسوم ملكي 13 عضوًا، بينما تدعم جامعة الأزهر 11 عضوًا، ومركز الدعوة بالمملكة العربية السعودية أربعة أعضاء، فضلًا عن أربعة أعضاء آخرين ترعاهم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ناقش رئيس الجامعة خلال الاجتماع المبادرات الاستراتيجية الحديثة، التي تشمل تعيين ثمانية أساتذة لتولي رئاسة عدد من التخصصات، بهدف تعزيز التميز الأكاديمي والارتقاء بالحوار الفكري. كما أكد أن الفصل الدراسي الجديد يمثل نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من التطوير المؤسسي، مشيرًا إلى أن الجامعة مستمرة في تنفيذ خطتها الاستراتيجية، التي تمت المصادقة عليها حديثًا من قبل مجلس الأمناء، والتي شكلت محور النمو الأكاديمي خلال السنوات الأربع الماضية.
أولى الاجتماع اهتمامًا خاصًا بإصلاح المناهج التعليمية وتحسين منهجيات التدريس، حيث شدد رئيس الجامعة على الدور الحيوي الذي يلعبه أعضاء هيئة التدريس الأجانب في دعم الأقسام الأكاديمية، وتعزيز المرافق التعليمية، والإسهام في تطوير الخطط الدراسية. كما أشار إلى أهمية دمج أعضاء هيئة التدريس الأجانب في عمليات التشاور الخاصة بتوسيع نطاق المعاهد والأكاديميات التابعة للجامعة.
وفي هذا السياق، يجري حاليًا إجراء مراجعة شاملة للجان الشخصية الدولية والإسلامية داخل الجامعة، مع إعداد خطة عمل تفصيلية سيتم رفعها للجهات القانونية لاعتمادها، لضمان التكامل الفعّال للكفاءات الأكاديمية العالمية ضمن هيكل الجامعة.
أكد الدكتور أحمد شجاع سيد على الدور المحوري الذي تلعبه شبكة خريجي الجامعة الإسلامية العالمية، والتي تضم ما يقرب من 80 ألف خريج في مختلف القطاعات حول العالم. ولتعزيز هذا الترابط الأكاديمي والمجتمعي، تم إعادة تنشيط مكتب الخريجين بنهج استراتيجي يهدف إلى إنشاء فروع رسمية على المستويين الوطني والدولي، ما يعزز من تأثير خريجي الجامعة في الساحة الأكاديمية والمهنية.
وفي إطار سعي الجامعة للابتكار، أعلن رئيس الجامعة عن إطلاق مبادرة نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والأعمال، ما يجعلها ثالث جامعة في باكستان توفر منصة متكاملة لدعم البحث والتطوير في هذه المجالات. كما أكد التزام الجامعة بنهج تعليمي يركز على الطالب، مدعومًا بمشروع تطوير شامل للبنية التحتية، يتضمن إنشاء مساكن جديدة، وتوسيع الفصول الدراسية، وتحديث المختبرات العلمية. كما تم تقديم مقترحات لمشاريع الطاقة المتجددة، لضمان الاستخدام الأمثل للموارد وفق أحدث التطورات التكنولوجية.
ومن بين المبادرات البارزة التي تم الإعلان عنها خلال الاجتماع، إطلاق مكتب تنمية الطلاب والتوظيف، الذي يهدف إلى تزويد طلاب الفصل الدراسي الأخير بالمهارات الأساسية التي تعزز فرصهم في سوق العمل. كما تم إعادة هيكلة المكتب الدولي لضمان دعم متكامل لأعضاء هيئة التدريس الأجانب، وتيسير اندماجهم في الأنشطة الأكاديمية والإدارية.
وأكد الدكتور أحمد شجاع سيد أن الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد تولي أهمية قصوى لمتابعة شؤون أعضاء هيئة التدريس الدوليين، مشددًا على أن تلبية احتياجاتهم وتحقيق بيئة عمل متكاملة يمثلان أولوية أساسية ضمن رؤية الجامعة.
اختتم اللقاء بكلمات من الدكتور فضل الله، عميد كلية اللغة العربية، والدكتور تاج أفسر، عميد كلية أصول الدين، حيث أعربا عن شكرهما لرئيس الجامعة على دعمه المستمر ومبادرته الطموحة لتعزيز الإطار الأكاديمي للمؤسسة. كما أعرب أعضاء هيئة التدريس عن تقديرهم لرؤية الرئيس وجهوده الحثيثة في تعزيز التميز الأكاديمي والتعاون الدولي، متعهدين بمواصلة العمل من أجل تحقيق رسالة الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد في الريادة الأكاديمية والتواصل العالمي.