الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي للغة العربية في الجامعة الإسلامية

برعاية كريمة من معالي رئيس الجامعة الدكتور هذال بن حمود العتيبي، وبرئاسة معالي عميد كلية اللغة العربية الأستاذ الدكتور فضل الله حفظهما الله، استمرت جلسات المؤتمر الدولي للغة العربية بعنوان “دور المؤسسات والأفراد في إحياء اللغة العربية” في المقر القديم بالجامعة الإسلامية وذلك لمدة يومين شارك فيها قيادات الجامعة الإسلامية العالمية، وعلماؤها وأساتذتها، ولفيف من الباحثين المختصين من الجامعات الباكستانية وأقسام اللغة العربية بها، ومشرفو وفاق المدارس الذين كانت لهم بصماتهم الواضحة على فعاليات هذا المؤتمر، كما شارك فيه كبار علماء العربية من الدول العربية لا سيما مصر، وقد كان من سعد هذا المؤتمر أن يحظى بكلمة شيخ البلاغيين الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى، والعالم الجليل الأستاذ الدكتور محمود حسن مخلوف عميد كلية اللغة العربية سابقا.. وغيرهم ممن لهم بصمة وإسهام في خدمة اللغة العربية.

وفي بداية الجلسة خص سعادة عميد كلية اللغة العربية بالدعاء لروح فقيد الجامعة والأمة الإسلامية العالم الجليل فضيلة الشيخ القاضي محمد الغزالي الذي وافته المنية البارحة إثر نوبة قلبية، وكانت كلمته الأخيرة في حياته في هذا المؤتمر يوم أمس التي دافع فيها عن اللغة العربية بكل حماس وربطها بالقرآن والسنة النبوية.. فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته..

ثم استمرت الجلسة الثالثة والرابعة حيث قدم فيها الباحثون من مختلف الجامعات بحوثهم القيمة والمشتملة على إنجازات مؤسساتهم بالإضافة إلى المقترحات والتوصيات.

أثنى الباحثون في المؤتمر على الجامعة الإسلامية وجهودها المباركة في خدمة اللغة العربية والنهوض بها معترفين بأنه كان ولا يزال للجامعة الإسلامية العالمية وكلية اللغة العربية بأقسامها العلمية الناهضة، وبمركز اللغة العربية للناطقين بغيرها، وبدوراتها القصيرة التي خرجت بها من التقوقع إلى عموم المجتمع لزرع حب العربية دور بارز في حماية العربية والحفاظ عليها ومن هنا فإننا نناشد أصحاب المعالي بإعادة النظر في خطة تعليم العربية لطلاب الكليات الشرعية باعتبار اللغة العربية مادة أساسية في جميع مراحل التعليم الجامعي لرفع مستواهم اللغوي، ولما للغة من صلة وطيدة في فهم القرآن والسنة.

وقد خرج المؤتمر بتوصيات ونتائج أبرزها:

  • لقد كان للمؤسسات العلمية في باكستان (جامعات ومدارس) وللمطبوعات (كتباً ومجلات) وللأفراد (علماء ودراسين) دور بارز في الحفاظ على العربية وإحيائها وقد مثلت تلك المؤسسات وهؤلاء الأفراد وهاتيك المطبوعات حصنا منيعا من ذوبان العربية في غيرها من اللغات المحلية وروحاً تمدها بالحياة والبقاء وتعصمها من الفناء، كما حدث مع لغات أخرى
  • يقترح المؤتمر بإنشاء جمعية اللغة العربية، أو حصن اللسان العربي، أو نحوها، تتحد فيها جهود جميع العاملين في حقل تعليم العربية ودراستها ونشرها والتأليف فيها، توحيداً للجهود، وتنسيقاً بين الرؤى
  • التنسيق بين الجامعات الباكستانية ومدارسها وبين الجامعات والمؤسسات العربية، والاستزادة من استقدام الأساتذة العرب في مؤتمراتهم وجامعاتهم ومدارسهم تدريساً وإشرافا
  • يوصي المؤتمر بخروج أقسام اللغة العربية من ذلك التقوقع وتلك النخبوية إلى عموم المجتمع والانتشار وسط الناس، لزرع حب العربية والتوسع في مراكز العناية بالعربية
  • تفعيل دور المنبر في الربط بين اللغة والثقافة والدين والانتماء الوطني مع إبراز أن ذلك لا يتعارض مع التميز العلمي والتعدد اللغوي وإتقان أكثر من لغة

هذا وقد تم توزيع الدروع على الضيوف الكرام، والباحثين الذين قدموا بحوثهم في جلسات المؤتمر، والمنظمين للمؤتمر.