بناءً على دعوة خاصة من فضيلة الإمام شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب يشارك معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتورأحمد بن يوسف الدريويش في المؤتمر العالمي الموسوم بـ “تجديد الفكر والعلوم الإسلامية“ الذي يعقد في جمهورية مصر العربية في مدينة القاهرة برعاية كريمة من فخامة الرئيس المصري، وفضيلة إمام الجامع الأزهر الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد الطيب وذلك خلال الفترة 26-28/يناير/2020م.
وفي هذه المناسبة صرّح رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور الدريويش بأن هذا المؤتمر الذي يعقد في رحاب الجامع الأزهر وبرعاية كريمة من فخامة الرئيس المصري وتشريف من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر مهم في زمانه ومكانه وموضوعه حيث يعقد في وقت تواجه فيه أمتنا الإسلامية تحديات كبيرة، واتهامات خطيرة تنال من عقيدتنا وثوابتنا وإسلامنا الحق الذي يشع خيراً ووسطية واعتدالاً ويعم برحمته وأمنه وعالميته وسلمه أرجاء المعمورة . . فهو دين يجمع بين الأصالة والمعاصرة، أصالة الثوابت والقطيعات الدينية والمعتقد والمصادر والحِكم والأحكام. . ومرونة وتطور المقاصد والغايات بحيث يساير الوقائع والنوازل والحوادث المستجدة، ويحارب كل فكر دخيل أو منهج منحرف يعارض الكتاب والسنة.
فنحن بحاجة إلى تجديد يتوافق ويتواءم مع قول النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها” أو كما قال عليه الصلاة والسلام .. أي مَنْ يحيي ما اندثر من ثوابت هذا الدين بعيداً عن الأهواء والرغبات، وتنقية هذا الدين من البدع والمحدثات فيه لا سيما من دعاة الغلو والتشدد والتطرف . . وذلك من أجل تعزيز قيم التسامح والتعايش والأمن والسلم والسلام .. والارتكاز على هذا الدين الإسلامي بثوابته من أجل إحداث نهضة حضارية منضبطة فاعلة تملأ أرجاء المعمورة عدلاً ونوراً وضياءً وبذلاً وعطاءً وتنمية وقيماً فاضلة وآراء معتدلة بعيدة عن الطائفية والمذهبية والعصبية والإقليمية، شعارها التوحيد الخالص لله، والتبعية لرسوله المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفتح باب الاجتهاد بضوابطه لعلماء الأمة الربانيين المخلصين، وتجديد في وسائل الدعوة إلى الله مع الحفاظ على الأسس والثوابت . . والاهتمام بالكرامة الإنسانية فالإنسان مخلوق مكرم محترم انطلاقاً من قول الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}، فعلينا أن نثبت للعالم أجمع سماحة هذا الدين ويسره وبعده عن الغلو والتطرف والتشدد والإرهاب والإفساد والقتل والتدمير . . وفي هذا ردّ على كل من يحاول أن ينال من ديننا أو يقلل من شأنه، أو يختطفه منا فعلماء الأمة الربانيين المخلصين لديهم –بحمد الله وعونه– القدرة على الدفاع عن هذا الدين وتجلية أي غموض أو عدم وضوح في أحكامه، وبيان مقاصده وغاياته السامية، وحرصه على الحفاظ على كرامة الإنسان وأمنه وسلمه.
وفي ختام تصريحه شكر معالي رئيس الجامعة فضيلة شيخ الأزهر على هذه الدعوة الكريمة داعياً الله سبحانه وتعالى أن يكمل أعمال هذا المؤتمر بالتوفيق والنجاح وأن يبارك في هذا المؤتمر والقائمين عليه والمنظمين له والداعمين لأعماله وبرامجه وفعالياته.
مؤكداً فضيلته على أن الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد تبارك كل عمل خيّر فيه نفع للإسلام والمسلمين، ويوضح رسالة الإسلام الخالدة، وأحكامه ومبادئه الشاملة. . ومشيداً بدور الأزهر الرائد سلفاً وخلفاً في خدمة العلم وطلابه، والإسلام وأهله.