اختتام الندوة الدولية المقامة في الجامعة عن: القدس: التاريخ، والمكانة، والسيادة.. ودور المملكة العربية السعودية وباكستان في نصرة القضية الفلسطينية

اختتمت اليوم الخميس الموافق 14/12/2017م – 26/3/1439هـ وبحضور كوكبة من العلماء والوزراء والساسة والسفراء ورجال الدولة وأرباب اللغة والإعلام وذوي الاختصاص والريادة أعمال الندوة العالمية بعنوان: “القدس…التاريخ، والمكانة، والسيادة ودور المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية في نصرة القضية الفلسطينية” والتي نظمتها الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد تحت رئاسة معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش، وذلك في قاعة العلامة إقبال للندوات والمؤتمرات بمقر الجامعة القديم (مسجد الملك فيصل رحمه الله) في إسلام آباد.

وقد عبر أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة العلماء والسفراء والدبلوماسيون والضيوف الكرام عن تقديرهم للرعاية الكريمة للندوة من معالي رئيس الجامعة البروفيسور/ أحمد الدريويش كما قدموا شكرهم وتقديرهم للجامعة الإسلامية العالمية إسلام آباد على إقامة هذه الندوة المهمة في موضوعها وتوقيتها، سائلين الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد..

وكان من أهداف الندوةدراسة دور المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية لنصرة القضية الفلسطينية وخاصة قضية القدس الشريف، وبيان واجب المسلمين تجاه نصرة القضية الفلسطينية بشكل عام، وقضية القدس الشريف بشكل خاص..

وشارك في الندوة عدد من سفراء الدول الإسلامية والعربية ومن أبرزها سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي، وسعادة سفير دولة فلسطين الحبيبة الأستاذ/ وليد أبو علي، وسعادة سفير جمهورية مصر العربية، وسعادة سفير جمهورية اليمن الشقيقة، وسعادة سفير جمهورية إندونيسيا الصديقة.. كما شارك فيهانخبة من العلماء والأكاديميين وذوي الاختصاص ورجال الثقافة والإعلام والوجهاء والمسؤولين من باكستان، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والسودان، والجزائر وغيرها، وقدموا أوراق عمل متميزة تناولت جوانب ومحاور موضوع الندوة..

وبعد مناقشة البحوث وأوراق العمل المقدمة وما ورد عليها من مداخلات من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة خرجت الندوة بجملة من التوصيات المهمة المتمثلة في الآتي:

أولاً: الشكر والتقدير والعرفان لباكستان حكومة وشعباً على رعايتها للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ونصرتها للقضايا الإسلامية والعربية وبخاصة قضية القدس.

ثانياً: الشكر والتقدير والعرفان للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً على اهتمامها ومتابعتها للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ورعايتها لها ونصرتها لقضايا العرب والمسلمين بصفة عامة، وقضية فلسطين بصفة خاصة، وبذلها الغالي والنفيس في سبيل حل هذه القضية وعدم المساس بالمقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى.

ثالثاً: أن القدس ليست قضية عربية فقط إنما هي قضية إسلامية ودينية لجميع أصحاب الديانات السماوية بصفة عامة، والمسلمين بصفة خاصة، فهم الأحق بالسيادة فيها فلا يملك الرئيس الأمريكي أو غيره أن يمنحها أو يعطيها لأحد.

رابعاً: يقدر المشاركون الدور الذي تقوم به كل من باكستان والمملكة العربية السعودية في نصرة القضية الفلسطينية والعمل الدؤوب على حلها وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.

خامساً: يقدر المشاركون الدور السعودي الرائد في نصرة القضية الفلسطينية، والحفاظ على القدس الشريف وسائر المقدسات الإسلامية، ووفاء ملوكها معها سلفاً وخلفاً، فمواقفها معروفة مشهودة رائدة مشرفة، وليس أدل على ذلك من موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان –حفظه الله- لما أغلق المسجد الأقصى بالبوابات الإلكترونية فأسهم إسهاماً مباشراً في حل هذه المشكلة، الأمر الذي جعل إسرائيل تتراجع عن قرارها في هذا الشأن، فضلاً عن موقفه الحازم والمشرف وموقف سمو ولي عهده الأمين وأعضاء حكومته الرشيدة في الأزمة الحالية المترتبة على قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

سادساً: يدين المشاركون التجاوزات والتصرفات غير المسؤولة التي قام بها بعض الغوغائيين ضد المملكة العربية السعودية والتي تدل على تجاهل المواقف المشرفة لها في نصرة القضية الفلسطينية وجهودها في حماية القدس الشريف.

سابعاً: خلصت الندوة إلى أن العرب اليبوسيين هم أول من سكن بالقدس وهم الذين أسسوا المدينة ما بين عام 3000 – 1550 قبل الميلاد.

ثامناً: اتفق المؤرخون على أن هذه المدينة تعاقب عليها العرب جيلاً بعد جيل اليبوسيون، الكنعانيون، العمالقة.

تاسعاً: خلصت الندوة إلى أن اليهود قوم رحّل استوطنوا أماكن متعددة في جنوب الجزيرة العربية وشمالها ومصر وأوربا، ومن شأن الرحّل أن لا ينشغلوا بالبناء والتعمير.

عاشراً: إن علاقة اليهود بالقدس لم تكن علاقة استقرار وإنما كانوا تابعين للفرس تارةً وللروم تارةً أخرى، وحكام مصر تارةً ثالثةً.

الحادي عشر: حرمة المسجد الأقصى من حرمة الحرمين الشريفين لارتباطها بفضيلة شد الرحال إليها، وعظم أجر الصلاة فيها.

الثاني عشر: المسجد الأقصى في وجدان كل مسلم لأنه أولى القبلتين وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الثالث عشر: إن القدس تواصلت مع كل الثقافات عبر التاريخ مع الاحتفاظ بهويتها العربية.

الرابع عشر: إن القدس تعرف حدود السلام وتحمي نفسها ممن لا يقدرون نعمة السلام وتطردهم شر طردة.

الخامس عشر: ظهرت معالم التعايش السلمي في القدس منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أمن أهلها على خصوصياتهم الفكرية ومقدراتهم النفسية والمالية.

السادس عشر: واصلت القدس رسالتها مع التعايش السلمي عندما استردها المسلمون من الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي محرراً أهلها من ربقة الاستعباد التي فرضها الغزاة المحتلون عليهم.

السابع عشر: للقدس أهمية دينية عظيمة وهي من أكبر المدن الفلسطينية التاريخية المحتلة مساحةً وسكاناً .

الثامن عشر: إن الفتح الإسلامي لفلسطين في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وسفر الخليفة من المدينة المنورة عاصمة الخلافة الإسلامية لاستلام مفاتيح بيت المقدس بنفسه كان بمثابة التأكيد على السيادة الإسلامية على تلك البقعة المباركة.

التاسع عشر: تثمِّن الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد للمشاركين في هذه الندوة من العلماء والوزراء والسفراء مشاركتهم وحضورهم وإسهامهم في إثراء محاورها بأوراق عملهم ومداخلاتهم وتشكرهم على التعاون مع الجامعة.

العشرون: يقدم المشاركون الشكر والتقدير للجنة التنظيمية للمؤتمر برئاسة معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد يوسف الدريويش ولكافة أعضاء اللجنة على حسن اختيارهم لمحاور الندوة وحسن تنظيمهم لها.

الحادي والعشرون: يثمن المشاركون جهود الدول العربية الإسلامية ودول العالم والمنظمات والهيئات العربية الإسلامية والعالمية وبخاصة منظمة التعاون الإسلامي وغيرها في شجب واستنكار قرار الرئيس الأمريكي في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلها ويعدون هذا مخالفة سافرة للقانون الدولي.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.