أقامت الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد مؤتمراً دوليا بعنوان: “الجامعات الإسلامية ودورها في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها”.
وقد راعى المؤتمر معالي وزير الشؤون الدينية بجمهورية باكستان الإسلامية السيد سردار يوسف، وحضر المؤتمر معالي السيد طلحة محمود عضو مجلس الشيوخ الباكستاني، كما حضرها عدد من السفراء والدبلوماسيين العرب بالإضافة إلى عدد كبير من العلماء وأساتذة الجامعة والأكاديميين وعدد من المشاركين من جمهورية مصر العربية والسودان وأفغانستان وتركيا.
وبدء المؤتمر بتلاوة من القرآن الكريم ثم ألقى الأستاذ الدكتور محمد بشير عميد كلية اللغة العربية كلمة رحب فيها بالضيوف الكرام، وشكرهم على الحضور، ثم بين أهداف المؤتمر كالتالي:
1- معالجة القصور في توفير الفعاليات العلمية المعنية بتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها على المستوى الإقليمي والدولي.
2- إتاحة الفرصة للمتخصصين في هذا المجال للاطلاع على أحدث النظريات في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وتبادل الخبرات والآراء المتعلقة بهذا المجال.
3- تعزيز المبادرات الجادة في مجال تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها.
4- دعم رؤية الجامعة الإسلامية العالمية في الارتقاء بمستوى اللغة العربية ونشرها بين فئات الشعوب المسلمة من غير الناطقين بها.
5- الإسهام الفعال في تحسين طرق تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها وتطوير مناهجه ووسائله وأساليبه وطرق تدريسه مع الاستفادة من التقنية الحديثة ووسائل الاتصال الإلكترونية.
ثم بين نبذة مختصرة عن دور الجامعة في خدمة اللغة العربية، وفي نهاية كلمته شكر عميد كلية اللغة العربية معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش على اهتمامه باللغة العربية ودوره الكبير في دعم اللغة العربية وأقسامها بالجامعة.
ثم ألقى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش كلمة رحب فيها بالضيوف الكرام على الحضور وقال:
“يعقد هذا المؤتمر في هذه القاعة المباركة، إحدى معالم الجامعة الإسلامية التي انبثقت فكرتها من صاحب الجلالة رائد التضامن الإسلامي، والداعي إلى الوحدة الإسلامية الملك فيصل بن عبد العزيز ــ رحمه الله تعالى ــ والتي لاقت تأييداً واستحساناً واحتضاناً من هذه الدولة المباركة، والحكومة المسددة، والشعب الأبي الوفي سلفاً وخلفاً ماضياً وحاضراً، حيث رأت هذه الجامعة النور وتم افتتاحها وبدأت الدراسة فيها عام 1980م . وسميت هذه القاعة بقاعة قائدي أعظم / محمد على جناح ــ رحمة الله ــ حيث تحمل اسم من كافح وناضل وجاهد حتى تأسس هذا الكيان وهذه الدولة الغالية جمهورية باكستان الإسلامية، وحملت هذه القاعة اسمه وفاءً وعرفاناً وافتخاراً بإنجازاته ووطنيته الصادقة وحرصه على وحدة هذا الكيان وائتلافه وتكامله والتعايش السلمي بين كافة أطيافه وفئاته ومذاهبه وأقاليمه ومدنه وقراه وأريافه، ولقد نمت هذه الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد كماً وكيفاً وتطورت تطوراً عمرانيا وإنشائياً تمثل في انتقالها عام 2001 م في مبناها الجديد الذي يقع في H 10 والتي تبلغ مساحتها ثلاثة مليون متر مربع يضم تسع كليات و49 قسماً علمياً وأكاديمياً وتحتضن أكثر من 30000 ألف طالب وطالبة من داخل باكستان وخارجها، وفدوا لتحصيل العلم النافع من جنسيات متنوعة تقارب على جنسية 45 من دول عربية وإسلامية وشقيقة بالإضافة إلى أبناء الدولة الحاضنة لها ـــ جمهورية باكستان الإسلامية ـــ وتضم أكثر من 800 عضو هيئة التدريس من الرجال والنساء وأكثرمن 3000 آلاف موظف وموظفة ورجل أمن كما تضم الجامعة 6 معاهد وأكاديميات ومراكز بحثية ودعوية وتقنية تطبيقية “.
وأضاف قائلا: “إن الجامعة الإسلامية منذ تأسيسها وهي تعمل على إعداد وتأهيل كوادر علمية متخصصة من أبناء العالم الإسلامي في مختلف المجالات الشرعية والقانونية والأدبية والتقنية، ومن تلك المجالات إعداد الكوادر المتخصصة من الأساتذة والباحثين والأكاديميين في اللغة العربية، وذلك لأهمية هذه اللغة باعتبارها لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، الذين يعتبران مصدرين أساسين للقوانين والأنظمة في البلاد الإسلامية، بالإضافة إلى كونها لغة العبادة للمسلمين . . فأهمية اللغة العربية لا تخفى على أحد من المسلمين، لأن تاريخ الأمة الإسلامية وحضارتها مرتبطة بهذه اللغة، فهذه اللغة تربط بين حاضر الأمة الإسلامية وماضيها، بالإضافة إلى كونها من أهم دعائم الوحدة الإسلامية المنشودة، فاللغة العربية هي القاسم المشترك بين لغات الشعوب الإسلامية، فلا تخلو لغة من اللغات التي يتكلم بها المسلمون في مختلف البلدان من بعض كلمات من اللغة العربية، ولا سيما اللغة الأردية”.
وبين معاليه: “إن موضوع مؤتمرنا اليوم والذي ينعقد لمدة يومين في رحاب الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد يأتي ضمن مجموعة من المؤتمرات والندوات والملتقيات التي تقيمها الجامعة في الموضوعات المختلفة والتخصصات المتعددة الشرعية والعلمية والتقنية والتطبيقية خدمة للإسلام وأهله، والعلم وطلابه . . وهذا المؤتمر ذو طبيعة خاصة يهدف لتحقيق المقاصد السامية ألتي تتيح الفرصة للمهتمين بأمر اللغة العربية وعلومها وآدابها للإسهام ببحوثهم ومقترحاتهم القيمة في هذا المجال، ولتمكينهم من الالتقاء والاجتماع وتبادل الخبرات حيال ذلك . . كما يأتي إسهاماً منهم في النهوض بطرق تعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها بأفضل الطرق والوسائل والأدوات خدمة لطلاب العلم ولكل مسلم .. وطرح الرؤى والأفكار، والاقتراحات المتضمنة للتشخيص والاحتياجات والمتطلبات اللازمة لمعالجة ما يعوق تعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها”.
وأضاف معاليه: “وهذا المؤتمر ذو طبيعة خاصة يهدف لتحقيق المقاصد السامية ألتي تتيح الفرصة للمهتمين بأمر اللغة العربية وعلومها وآدابها للإسهام ببحوثهم ومقترحاتهم القيمة في هذا المجال، ولتمكينهم من الالتقاء والاجتماع وتبادل الخبرات حيال ذلك . . كما يأتي إسهاماً منهم في النهوض بطرق تعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها بأفضل الطرق والوسائل والأدوات خدمة لطلاب العلم ولكل مسلم .. وطرح الرؤى والأفكار، والاقتراحات المتضمنة للتشخيص والاحتياجات والمتطلبات اللازمة لمعالجة ما يعوق تعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها”.
وأردف معاليه قائلا: “وكما قال بعض المختصين في اللغة وعلومها: “إن لغتنا العربية هي سيدة اللغات، وهي أجمل وأرقى وأعظم لغة في العالم على الإطلاق، فلا تجاريها وتعادلها أي لغةٍ أخرى في الدقة والروعة والجمال، واللغة العربية هي هوية ولسان الأمة العربية، وهي لغة الحياة بكل معانيها، وهي لغة الضاد، فمخرج هذا الحرف لم تعرفه أي لغة في العالم إلا اللغة العربية، وهي اللغة التي شاء الله عز وجل أن تكون لغة كتابه الكريم، فالله سبحانه وتعالى اصطفاها لتكون لغة كتابه العزيز الذي خاطب به البشرية جمعاء على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبناءً على هذا، ليس العرب وحدهم هم المطالبون بالحفاظ على العربية وتعلمها، وإنما المسلمون جميعًا مطالبون بتعلمها والحفاظ عليها، فاللغة العربية لغة القرآن والدين، ولا يتم فهم القرآن، وتعلم هذا الدين إلا بتعلم العربية، وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب “.
كما بين معاليه: “إن اللغة العربية كذلك من متطلبات سوق العمل في العصر الحاضر، فالمسلمون ــ بحمد الله ــ بينهم علاقات اقتصادية وتجارية كبيرة، واللغة العربية لها أهمية بالغة في هذا المجال، فتعلم هذه اللغة ونشرها يقوي العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول العالم الإسلامي، ويسرني أن أبين هنا أن الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد قد قامت بدورها في خدمة هذه اللغة خير قيام، فكانت سبّاقة في إعداد الكوادر المؤهلة لتعليم هذه اللغة لغير الناطقين بها من مختلف أبناء العالم الإسلامي والأقليات المسلمة في سائر البلدان”.
وفي الختام كرر شكره وتقدير لجميع الحاضرين والقائمين على المؤتمر واللجنة العلمية واللجنة التنظيمية للمؤتمر، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور محمد بشير عميد كلية اللغة العربية.
ثم ألقى معالي وزير الشؤون الدينية كلمته التي ركز فيها على أهمية تعليم اللغة العربية للشباب من حيث إنها هي الأساس لفهم تعاليم الإسلام الصحيح المبنية على الاعتدال والوسطية، وبين معاليه أن الحكومية تعطي الأولوية للغة العربية وتسعى نحو نشرها وتطويرها، كما أفاد أن الجامعة الإسلامية بصفتها مؤسسة تعليمية إسلامية صالحة لوضع طريق تعليم اللغة ونشرها بين شباب الأمة الإسلامية.
ثم ألقى السيد طلحة محمود عضو مجلس الشيوخ الباكستاني كلمة قدر فيها بجهود الجامعة الإسلامية العالمية في توفير جودة التعليم المزيج مع تعاليم الإسلام، وبين أنه يمكن فهم القرآن والسنة بشكل أفضل لمن لديه القدرة على فهم لغة القرآن والسنة النبوية، وحث الشباب على تعلمها. تم تسليم الدروع التذكارية للضيوف.