معالي رئيس الجامعة يشرف حفل الجامعة الأشرفية احتفاءً بالأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي

 IMG-20170127-WA0024 بناءً على دعوة كريمة من سماحة الشيخ المفتي فضل الرحيم الرئيس العام للجامعة الأشرفيةة ورئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي في باكستان ورئيس هيئة كبار العلماء لحكومة بنجاب باكستان احتفاءً بالأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي معالي الدكتور/ عبد الرحمن الزيد، ووفد الرابطة المرافق لمعاليه شرّف معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش مساء يوم الخميس 26/1/2017م الموافق 28/4/1438هـ حفل العشاء الذي أقامه سماحة الشيخ رئيس الجامعة الأشرفية، والذي تخلله حفل خطابي تحدث فيه سماحة الشيخ/ فضل الرحيم بكلمة ضافية شكر فيها الحضور على تشريفهم مبيناً أهمية الجامعة الأشرفية سلفاً وخلفاً ودورها في نشر الإسلام وعقيدة الصافية عقيدة أهل السنة والجماعة، ونشر الدعوة إلى الله، وتعليم علوم الشريعة وعلى رأسها القرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتجويداً وعلومه، والسنة النبوية الشريفة بالإضافة إلى بعض العلوم المعاصرة التي يحتاجها المجتمع في هذا العصر..

كما أشار في كلمته إلى العلاقات الأخوية التي تربط بين العلماء وطلاب العلم ماضياً وحاضراً في كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية وإنها ولله الحمد علاقة جيدة علاقة إفادة واستفادة وتبادل للزيارات مضيفاً ومدللاً على ذلك بتلك الزيارات العلمية والدعوية المتبادلة بين كل من الدولتين والتي قام بها كل أمناء رابطة العالم الإسلامي السابقين وبعض أئمة الحرمين الشريفين كمعالي الشيخ ابن السبيل، ومعالي الشيخ السديس، والشيخ ابن صالح، والشيخ الغامدي.. وكذا الشيخ معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، ومعالي الدكتور عبد الله التركي وغيرهم كثير..

كما قدّر للمملكة العربية السعودية جهودها المباركة في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة الإسلام والمسلمين ودفاعها عنهم وأن هذا الشعور هو شعور كل منسوبي الجامعة الأشرفية بل كل باكستاني بل كل مسلم مخلص..

كما خص بالشكر والتقدير معالي رئيس الجامعة الإسلامية على علاقاته الوثيقة مع الجامعة الأشرفية، وعلى جهوده المشهودة المشكورة في خدمة الإسلام والمسلمين، وخدمة طلاب العلم في هذا البلد خاصة، ومحبته لباكستان وأهل باكستان داعياً الله له بالتوفيق والسداد وأن يجعل أعماله خالصة لوجهه الكريم..

بعد ذلك ألقى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش كلمة مختصرة شكر فيها سماحة الشيخ فضل الرحيم على دعوته الكريمة لحضور هذا الحفل المبارك والذي ولا شك أنه نابع من محبته وإخلاصه مع علماء ودعاة المملكة العربية السعودية، ثم قدم أصالةً عن نفسه ونيابةً عن إخوانه منسوبي الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الشكر والتقدير للدكتور عبد الرحمن الزيد والوفد المرافق لمعاليه من رابطة العالم الإسلامي.. على تشريفهم وحضورهم هذه المناسبة السعيدة على الجميع في بلد الإسلامي الكبير بلد الخير.. جمهورية باكستان الإسلامية ومع هؤلاء النخبة المتميزة من العلماء والمشايخ والدعاة والقادة والوزراء والسياسيين والبرلمانيين ورجال العلم والفكر والصحافة والإعلام..

كما وجه معاليه الحضور إلى أمر مهم في كلمته حيث قال: لا شك أن المسلمين وبخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن ما ظهر منها وما بطن قد عانوا من ويلات فقدان الخطاب الوسطي المعتدل المتسم بالعدل والانصاف.. ونتيجة لذلك رأينا ـ وللأسف الشديد ـ فئام من المسلمين وبخاصة من فئة الشباب الذين يرفعون راية الإسلام، ويدعون إلى تطبيقه في شتى شؤون الحياة.. لكنهم ضلوا الطريق؛ فيغلون في دين الله غير الحق.. ولا يحتكمون إلى شرعه القويم، وصراطه المستقيم.. فينتهجون منهج الغلاة من التشدد في الدين والتطرف فيه، ويدفعه التهور والجهل أو التعالم وربما العاطفة الجياشة إلى التكفير، وركوب مطية العنف والإرهاب والتفجير.. مستبيحاً الدماء المعصومة، والأملاك المحترمة، ومنتهكاً الحرمات.. زاعماً أن هذا يخدم الدين، ويصلح حال المسلمين، ويسهل تطبيق شرع الله المبين، ويزيل المنكر، ويقضي على المعاصي والفساد من المجتمع، ويوصل للغاية المبتغاة -في تقديره وظنه-وهو نصرة الإسلام وأهله..

IMG-20170127-WA0029مضيفاً معاليه: بأنه لو تضلع هؤلاء من أحكام الإسلام السمحة، وتعاليمه السامية، ومبادئه الخالدة، وتجرّدوا عن الهوى، وتدبروا كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم- وتفقهوا في دين الله، وعرفوه حق المعرفة، وأخذوا عن أكابرهم من العلماء الراسخين العاملين؛ لعلموا أن الإسلام دين إلهي صادر من الله سبحانه وتعالى في أصله وتأصيله الذي يعلم ما يصلح لعباده أولهم وآخرهم وإنسهم وجنهم.. وهو دين الرحمة والمحبة والوئام والوفاء والتمام والصلاحية للتطبيق في كل زمان ومكان..

مشيراً معاليه: إلى أن الإسلام هو دين الأمن والأمان والاستقرار.. وهو دين الوسطية والاعتدال.. والبعد عن الإفراط والتفريط والتشدد والغلو والتطرف والإرهاب والإفساد.. وقد تميزت هذه الأمة عن غيرها من الأمم السابقة بكونها أمة الوسطية؛ فقال عز وجل:  {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة: 14333).

مضيفاً: بأنه لا شك أننا وخاصة في مثل هذا الوقت أحوج ما نكون فيه للخطاب الوسطي المعتدل المتزن الذي يحقق الأمن والأمان والاستقرار والتعايش السلمي في المجتمعات.. ويأخذ نهجه من وحي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وفق فهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة الأعلام ونبذ الفرقة والخلاف والشقاق، وقطع دابر الفتن والتنازع فيما بينها . . وبيان ذلك للشباب بصفة خاصة في المجتمعات الإسلامية.. وإنني أعتقد جازماً وأؤكد لكم بأن هذا الشعور الإسلامي الأخوي التراحمي هو شعور كل باكستاني على اختلاف طوائفهم وأقاليمهم وأماكنهم ومشاربهم ومناهلهم ومذاهبهم . . ولست أدل على ذلك من اهتمام هؤلاء كوكبة من العلماء الأجلاء وقادة وممثلي الجماعات الدينية المختلفة في هذه الدولة المباركة بهذا الشأن حيث يحرصون كل الحرص على الوحدة والائتلاف ويبتعدون عن الخلاف والشقاق والطائفية..

مبيناً معاليه ما للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد من جهود بارزة يشهد بها القاصي والداني في الخطاب الوسطي والأمن المجتمعي وفي محاربة الغلو والتطرف والتشدد وتحقيق الوحدة الإسلامية.. وتتمثل هذه الجهود من خلال تأصيل مفهوم الخطاب الوسطي المعتدل وبيان سماحة الإسلام ويسره وعدالته وشموله.. والدعوة إلى تطبيقه قولاً وفعلاً ومعتقداً وفكراً وسلوكاً ومنهجاً للحياة.. ومواجهة ظواهر الغلو والتطرف والوقاية منه ومعالجته.. بعد الوقوع.. وتقديم نموذج للتعليم الإسلامي الذي يستقي من النبع الأصيل ـ نبع الكتاب والسنة ـ دون أن يغفل كل الإنجازات الحديثة في مجال العلم والمعرفة.. ومن ثم فإن مناهج هذه الجامعة تضرب بجذورها في أرض التراث الخصبة، وتستقي من ينابيعها الثرية.. وترفد في الوقت نفسه هذه الينابيع بخير ما توصلت إليه الجهود الإنسانية في شتى مجالات العلم والمعرفة..

وفي نهاية كلمة معاليه كرر شكره وتقديره لأصحاب المعالي والسعادة والفضيلة وللحضور وخاصة للمشايخ في الجامعة الأشرفية.. وللرابطة العالم الإسلامي..

ثم ألقى الشيخ الدكتور/ عبده عتين المدير الإقليمي للرابطة كلمة أيضاً شكر فيها الشيخ فضل الرحيم والإخوة جميعاً على تنظيم مثل هذه المناسبات السعيدة وعلى هذه الاستضافة الخاصة من قبلهم..

ثم ألقى معالي وزير الشؤون الدينية الأستاذ السيد/ سردار محمد يوسف كلمة شكر فيها الجميع على الحضور والترتيب والتنظيم.. مشيداً بدور الدولتين الشقيقتين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية في خدمة الإسلام والمسلمين..

ثم تكلم سعادة الأستاذ/ إعجاز الحق الذي أشاد بالعلاقات السعودية الباكستانية وأنها علاقات تاريخية راسخة قديمة وتزداد مع مرور الوقت شاكراً للجامعة الأشرفية هذه الاستضافة وهذا العمل الرائد..

ثم ألقى معالي الدكتور/ عبد الرحمن الزيد الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي كلمة رحب فيها بالحضور جميعاً وشكر سماحة الشيخ فضل الرحيم على هذه الاستضافة المباركة المميزة بالحضور..

ونقل فيها تحيات الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الذي كان بوده أن يكون معكم في هذه الأمسية والدعوة لكن ظروفه حالت دون ذلك وقد أنابني عنه.. ويسعدني اليوم أن أكون هنا في رحاب الجامعة الأشرفية هذه الجامعة التي أثرت الحياة العلمية والإسلامية حتى غدت رائدة في خدمة العالم الإسلامي..

مشيراً أن هناك تقاسم للأعمال بين المؤسستين رابطة العالم الإسلامي والجامعة الأشرفية وذلك في خدمة العلم وطلابه والإسلام وأهله.. وتحظى رابطة العالم الإسلامي بشرف المكان والزمان.. حيث تتخذ من مهبط الوحي 439e3a80-508f-4f16-89f5-b64d52154be4مقراً لها.. وشرف الزمان أنها تأسست في المملكة العربية السعودية التي أخذت على عاتقها خدمة الإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم.. حفظ الله لنا ملكنا خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز آل سعود لخدمة الإسلام والمسلمين.. وغفر الله للأموات من ملوكنا البررة..

ثم شرف الحفل المعد للضيوف من أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة وتناولوا جميعاً طعام العشاء على شرف سماحة المفتي الشيخ فضل الرحيم مقدمين جميعهم الشكر والتقدير الخاص مع الدعاء الخالص لسماحته ولجميع مشايخ الجامعة الأشرفية والعاملين فيها..

كما تم تكريمهم بتقديم الدروع التذكارية من قبل الجامعة الأشرفية . .