معالي رئيس الجامعة يلقي خطة الجمعة في مسجد جامعة بهاء الدين زكريا في ملتان

   ألقى معالي الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد خطبة الجمعة في مسجد جامعة بهاء الدين زكريا في ملتان اليوم الموافق 30/مارس/2018م حيث حضرها آلاف المصلين من أساتذة الجامعة وطلابها وموظفيها وآخرون من أهالي مدينة ملتان . .

وقد بين معاليه في خطبته أهمية الوحدة والائتلاف حيث قال: “أمة الإسلام: أعظم نعمة وأجلّ مِنّة بعثة نبينا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ بعقيدة صافية تحقق الصلاح والخير، وتدرأ الشقاء والشر، بما تضمنته من ركائز العدالة والأخوة، ومن دعائم الحرية والمساواة والسلام، وبما اشتملت عليه من أخلاق تطهر النفوس، وتربي الضمائر على أنبل الصفات وأكرم الفضائل وأعلى المثل”..

ثم تحدث معاليه في خطبته عن أهمية الإيمان إذ قال: “إخوة الإيمان: إن مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْنَا أَنْ مَنًّ عَلَيْنَا بِالْعَقِيدَةِ الصَّافِيَةِ الصَّحِيحَةِ الَّتِي لَا تُشُوبُهَا شَائِبَةٌ.. وهي أساس الإسلام وأساس الدين وهي أول ما أمر الله جل وعلا به عباده وبين سبحانه إنما خلقهم لها قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وبها أرسل الله الرسل وأنزل بها الكتب قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ)، قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ)، ولذلك كان كل رسول أول ما يخاطب قومه بقوله: (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)، فهم يبدؤون دعوتهم بالدعوة إلى التوحيد ولقد سار على نهجهم الدعاة المصلحون من علماء هذه الأمة فكانوا يدعون الناس إلى التوحيد ويبينونه للناس ويوضحونه ويدرسون الناس هذا التوحيد لأهميته وهو أول أركان الإسلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، فجعل الشهادتين هما الركن الأول من أركان الإسلام وقد بقي النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة ثلاثة عشرة سنة يدعو الناس إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة قبل أن تفرض عليه الصلوات الخمس كبقية أركان الإسلام هذا مما يبين لنا أهمية التوحيد وأنه ما لم يتحقق التوحيد فلا فائدة في بقية الأعمال مهما كثرت لأن كل شيء يبنى على غير أساس فإنه ينهار ولذلك اهتم العلماء المحققون والدعاة المصلحون بهذه العقيدة دعوة وتعليما وعناية بها قبل غيرها فأي دعوة لا تبنى على عقيدة التوحيد ولا تهتم بها فهي دعوة فاشلة ودعوة باطلة لأنها على غير أساس وإنما تكون لمقاصد أخرى الله أعلم بها فالواجب الاهتمام بهذه العقيدة وتدريسها وتعليمها للناس في المدارس وفي المساجد وفي المجالس وفي وسائل الإعلام حتى تترسخ وتتبين ويتبين للناس شأنها وكيفيتها ليس المقصود أن الإنسان يعبد ويجتهد في العبادة والعمل دون أن يعرف التوحيد ويخلص العبادة لله عز وجل وأعظم ما يخل بالعقيدة الشرك والعياذ بالله، (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)، (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وهذه العقيدة لها ستة أركان وستة أصول بينها الرسول بقوله صلى الله عليه وسلم: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره”..

ودعا معاليه في آخر خطبته بالأمن والأمن والاستقرار في جميع أوطان المسلمين . . مضيفاً معاليه: ” اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض يا أكرم الأكرمين . . اللهم بحقّ الأنبياء والأولياء وبحق الكتب المنزّلة عطّف قلب محمد علينا وارزقنا رؤيته في هذه الليلة وفي كل ليلة يا أكرم الأكرمين . . اللهم من أراد بالمسلمين خيرا فوفقه إلى كل خير ومن أراد بهم شرا فخذه أخذ عزيز مقتدر . . اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات”.

وبعد صلاة الجمعة التقى معالي رئيس الجامعة بعدد من المصلين الذين قدموا للسلام على معاليه حباً منهم لبلاد الحرمين الشريفين والذين عبروا عن سعادتهم وسرورهم بزيارة معاليه لمدينة ملتان وإلقاء الخطبة في مسجد الجامعة . .

وبدوره بادل معالي رئيس الجامعة بنفس الشعور تجاههم والإحساس شاكراً ومقدراً لهم جميعا حبهم لبلاد الحرمين الشريفين..