معالي رئيس الجامعة يشارك في مؤتمر الدفاع عن الحرمين الشريفين ووحدة الأمة الإسلامية

IMG-20160822-WA0010 شارك معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش في مؤتمر الدفاع عن الحرمين الشريفين ووحدة الأمة الإسلامية المقام في قاعة جناح للاجتماعات الكبرى بإسلام آباد باكستان يوم الأحد 21/8/2016م الموافق 18/11/1437هـ وحضر المؤتمر شخصيات بارزة من العلماء والقادة والسياسيين ورجال الفكر والثقافة والإعلام من الدول المختلفة المملكة العربية السعودية ودولة البحرين الشقيقة وجمهورية تركيا وقطر وفلسطين وغيرها من الدول العربية والإسلامية..

وقد ألقى معالي رئيس الجامعة الإسلامية  العالمية بإسلام آباد الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش كلمة في هذا المؤتمر المهم حيث قال فيها:

الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} والقائل ــ سبحانه وتعالى ــ : {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، والقائل  ــ جل وعلا ــ : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد القائل: “الْمُؤْمنُ للْمُؤْمِن كَالْبُنْيَانِ يَشدُّ بعْضُهُ بَعْضاً”، والقائل: “مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى”، وعلى آله وصحبه أجمعين . .

أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة . . مشايخنا الكرام والعلماء والقادة والساسة والسفراء ورجال الفكر والإعلام الفضلاء . . أيها الإخوة الأعزاء: منظمو هذا المؤتمر.

شيخنا العزيز: رئيس جمعية أهل الحديث المركزية العلامة البروفيسور/ ساجد مير وجميع أعضاء الجمعية . .

أيها الحفل الكريم . .

أحييكم جميعاً واحداً واحداً فرداً فرداً بتحية الإسلام الخالدة، تحية المحبة والمودة والوئام، تحية المسلمين جميعاً، تحية أهل الجنة {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني منسوبي الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ ساجد مير ولإخوانه المشايخ وأعضاء جمعية أهل الحديث المركزية على تنظيم وترتيب هذا المؤتمر المهم في موضوعه ومكانه والذي هو بعنوان: الدفاع عن الحرمين الشريفين ووحدة الأمة الإسلامية. .  فمكانه بلد الإسلام والحضارات باكستان الإسلامية الأبية العريقة ناصرة الإسلام والمسلمين . .  والتي تقف دائماً وأبداً مع الحق ومع قضايا العرب والمسلمين العادلة. .  كما أن منظمو هذا المؤتمر هم جمعية أهل الحديث المركزية المعروفة بخدماتها المتميزة الرائدة للأمة الإسلامية بصفة عامة وللمجتمع الباكستاني بصفة خاصة. .  وأن تنظيم مثل هذه المؤتمرات واللقاءات من قِبلها يدل دلالة واضحة على عمق المحبة والأخوة والتكامل والتآزر مع بلاد الحرمين الشريفين وحرصها على أمنهما واستقرارهما وإدانة أي تصرف أو إيذاء أو إفساد يخل بأمنهما أو يرهب المقيمين أو الوافدين أو الزائرين أو الحجاج أو المعتمرين فيهما.

فجزاهم الله خيرا وبارك الله في جهودهم وسدد خطاهم ووفقهم للمزيد . .

ناهيك أن مثل هذه المؤتمرات واللقاءات مما يعين على الوحدة والائتلاف بين المسلمين ويرسخ سبل التعاون والتآزر بينهم، ويقطع دابر الخلاف والشقاق من نفوسهم . . ويحقن الدماء، ويخفف من غلواء الكراهية والحقد من نفوسهم، ويحقق الأمن والأمان والاستقرار في ربوعهم، ويعزز الرحمة والسكينة في وجدانهم . . كما قال تعالى: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}.

أيها العلماء الأجلاء . . والإخوة الفضلاء  . . والحضور النبلاء:

لا شك أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في وقت الأمة هي أحوج ما تكون فيه للوحدة والاتحاد ونبذ الفرقة والخلاف، وقطع دابر الفتن والتنازع فيما بينها . . وإنني أعتقد جازماً أن هذا الشعور الإسلامي الأخوي التراحمي من هذه الجمعية المباركة هو شعور كل باكستاني على اختلاف معتقداتهم ومشاربهم ومناهلهم ومذاهبهم وطوائفهم وأقاليمهم وأماكنهم . .

IMG-20160822-WA0007أيها الإخوة الفضلاء: ومن توفيق الله تعالى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في مناسبة سعيدة عزيزة على قلوب الجميع لا سيما نحن في هذه الدولة المباركة ألا وهي في عيد استقلالها التاسع والستين والذي حققت خلال تلك المدة انجازات لا تخفى على ذي بصر وبصيرة . . فضلاً عن أن هذا المؤتمر يأتي في وقت نحن بحاجة ماسة لإبراز دور المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً في إظهار الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار من جانب والجهود المبذولة من قبل هذه الدولة المباركة في وحدة الأمة الإسلامية من جانب آخر . . وقدرتها على الاضطلاع بمسؤوليتها كاملة تجاههما  . .  فأقول:

إن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المؤسس الموحد القائد المظفر الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود ــ طيب الله ثراه ــ  تميزت بحرص كبير وعمل مكثف في مجال الاهتمام بالمقدسات الإسلامية لخدمة زوارها من الحجاج والمعتمرين والوافدين إليها والمقيمين فيها، وتوفير أفضل سبل الراحة والأمن والسلامة لهم . .  وكان للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ــ يرحمه الله ــ  السبق في تأمين الحرمين وكل مقيم فيهما ووافد إليهما من شتى أنحاء المعمورة . . كما قام ــ رحمه الله ــ بالبدء في أول توسعة للحرمين الشريفين وتوفير العديد من الخدمات لراحة الحجاج والعمار . .  ثم تبعه من بعده أبناؤه الملوك الكرام البررة ــ رحم الله الأموات وأطال في عمر الأحياء ــ .

وحينما نتحدث هنا عن الجهود المباركة التي بذلتها وتبذلها هذه الدولة الرشيدة المباركة . . بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك الحازم العازم سلمان بن عبد العزيز ــ أيده الله ــ لخدمة أمة الإسلام في كافة شؤون الدين والدنيا . . وتقديم أفضل أوجه الرعاية للحجاج والمعتمرين والزائرين وتوفير سبل الراحة لهم من أجل ممارستهم لشعائرهم الدينية وأدائهم لمناسكهم بطمأنينة وأمن وأمان على أفضل وأكمل وجه وتيسير سبل الوصول إليهما وتأمين المطعم والمأكل والمشرب والمأوى والمسكن والمركب المناسب لهم . .

ومن أبرز هذه الجهود الموفقة المباركة تلك التوسعة الفريدة النموذجية المتميزة في متانتها ومآذنها ودقتها الهندسية والفنية التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً من ذي قبل لكلا الحرمين (المكي، والمدني) وللمسعى والطواف، والجمرات الثلاث وغيرها من المشاعر المقدسة في كل من مكة والمدينة ومنى ومزدلفة وعرفات . . والتي يشهد بهذه الإنجازات القاصي والداني والأعداء قبل الأصدقاء . . فضلاً عن كل مسلم صادق غيور مخلص منصف . . وقد وضعت هذه التوسعة في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة العربية السعودية انطلاقا من إيمانها العميق أن تلك أمانة شرفت بها، ومسؤولية كلفت بها. .  وهو نابع من رسالتها الإسلامية، وريادتها وقيادتها للعالم الإسلامي، ومكانتها العربية والإسلامية والعالمية في قلب كل مسلم . . وحملاً للأمانة الملقاة على عاتقها، وخدمة للإسلام وأهله . . فتحملت مسؤولياتها ورعت أمانتها حيث وفق الله تعالى قادتها وولاة أمرها للإنفاق بسخاء والبذل بلا انتظار على هذا العمل الإسلامي الجليل . . أداءً للواجب واضطلاعا بالمسؤولية دونما ملل أو كلل أو انتظار شكرٍ أو ثناءٍ من أحد . . وإنما رجاء المثوبة والأجر من الله سبحانه وتعالى، وتسهيلاً لأداء المسلمين لمناسكهم وتوفير الأمن والطمأنينة لهم . . وتأتي هذه المشروعات امتداداً لما شهده المسجد الحرام من توسعات وإنشاءات في العهد السعودي منذ تأسيس الدولة على يد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وإلى وقتنا هذا . . إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ أيده الله ـ ففي عهده الزاهر يحظى الحرمين الشريفين بتوسعة لم يعهد لها التاريخ مثيلا وذلك خدمة للمسلمين في شتى أنحاء المعمورة وتمكينًا لهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة فبالإضافة إلى الخدمات والمرافق والمشروعات العملاقة وتسخير كافة الإمكانات البشرية والصحية والاجتماعية والأمنية والتوعوية لخدمة حجاج بيت الله والمعتمرين والزائرين هناك مشروعات عملاقة ومتميزة إنشائية وعمرانية وخدماتية في الحرمين الشريفين وذلك بمتابعة وتوجيه وعناية وحرص واهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ وسمو ولي عهده الأمين وسمو وولي ولي العهد وأعضاء حكومته الرشيدة الذين لا يألون جهدًا في بذل كل ما يستطيعون من جهد ووقت ومال وتوجيه ومتابعة من أجل راحة كل وافد لبيت الله لأداء النسك أو زائر له لا يبتغون بذلك سوى وجه الله، ونيل رضاه ومغفرته وثوابه . .

أما بالنسبة للعالم الإسلامي ولأمة الإسلام فالمملكة العربية السعودية ستبقى بيتاً المسلمين الكبير ومأرز الإيمان، ومهوى الأفئدة، والقبلة لهم في صلواتهم، والراعية لمصالحهم، والناصرة لقضاياهم العادلة والمشروعة، والداعمة لهم في أي مكان حَلّوا فيه أو زمان  وجدوا فيه . . كما ستبقى ذلك المركز الديني والحضاري الذي يهفو إليه قلب كل مسلم في كل مكان . . حيث دعت وما زالت  وتدعو إلى الوحدة والائتلاف وترك الفرقة والخلاف والدعوة للتضامن الإسلامي والتقريب بين أتباع الديانات والمذاهب والحضارات والتعايش السلمي، ونبذ الطائفية والحزبية المقيتة، ودفع مسيرة السلام نحو الأمام، وتبني الصلح والسلم لحل المشكلات العربية والإسلامية دون لجوء إلى الحرب والقوة والدمار . . والمملكة العربية السعودية ــ كما تعلمون ــ  وكما غيرها من كثير من البلدان الإسلامية والعربية لم تدخر جهداً في مكافحة الإرهاب فكراً وممارسة، بكل حزم وعزم وعلى كل الأصعدة وتنفق في سبيل ذلك الأموال الطائلة . .

كما تصدى علماء المملكة بالرد الحاسم على ما يبثه أو يثيره الإرهابيون من شبه مضللة ومسوغات دينية باطلة يخدعون بها الناس، ويلبسون عليهم دينهم ومعتقدهم الحق . . سواء عن طريق الكتب والنشرات، أو في التلفاز أو الإذاعة أو في الصحف والمجلات المكتوبة والمرئية والمسموعة أو عن طريق الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية المختلفة . . وبَيَّنَ هؤلاء العلماء الأجلاء الربانيون موقف الإسلام الصحيح وعلمائه سلفاً وخلفاً من هذه الشُّبه المضللة الباطلة ومن قضايا العنف والإرهاب والتطرف والغلو في الدين وتحزيب الأمة والخروج على جماعة المسلمين وإمامهم وولاة أمورهم ودعوتهم إلى الاحتكام إلى الكتاب والسنة وما عليه خيرة هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان . . ولزوم الوسطية والاعتدال والاستقامة والاتزان والتحلي بسماحة الإسلام وعدله ورحمته ومحبته وأخوته وقيمه الفاضلة وآدابه الحسنة وأخلاقه الحميدة التي تعد من أهم سماته وركائزه ومبادئه ومنهجه القويم . . وأن من حاد عن هذه القيم والأخلاق والمنهج القويم لا يمكن أن يخدم الأمة ولا يجلب لها إلا الشقاء والفرقة والبغضاء وتكالب الأعداء . .

أيها الأحبة: إن من أهم  الدول الشقيقة وأولاها التي ترتبط بعلاقات أخوية ومتينة مع المملكة العربية السعودية هذه الدولة المباركة جمهورية باكستان الإسلامية حيث تعد العلاقات بين البلدين الشقيقين رائدة ومتميزة وقوية . . وقد بدأت هذه العلاقات الحميمة منذ دخول الإسلام في شبه القارة . . وازدادت متانة وقوة منذ استقلال هذه الدولة المباركة وتوحيد أقاليمها، ورفعها لراية الإسلام عالية خفاقة . . فنحن إذا بحثنا عن جذور هذه العلاقة التاريخية المميزة بين البلدين الشقيقين وجدنا أنها تعود إلى ما يقرب من (70) سنة أي منذ استقلال باكستان وبداية توحيد المملكة من عهد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود  ــ  طيب الله ثراه ــ حيث وقفت المملكة العربية السعودية وما زالت إلى جانب حق باكستان التاريخي المشروع في نيلها الاستقلال. . ودعمت موقفها العادل الصائب في الحصول على ذلك. .  وكان لموقف المملكة العربية السعودية الداعم أبرز الأثر في وحدتها وتماسكها وقوتها وتحقيقها لأهدافها وسيادتها . . وهو موقف مميز ومعروف ومقدر عند الساسة والقادة في جمهورية باكستان والمملكة العربية السعودية وخبراء السياسة في كلا البلدين سلفاً وخلفاً . . وهذه العلاقة تقوم على مبدأ التعاون والتآزر والتضامن الإسلامي وتحقيق المصالح المشتركة بينهما . . والتي تعد أنموذجاً يحتذى من قبل بقية الدول. . وهي علاقات أخوية ودية وحميمة وتاريخية وثيقة لا تشوبها شائبة، ولا يعكر صفوها كدر. .

كما أن للدولتين دورهما الرائد في تحقيق السلم العالمي ومحاربة الإرهاب والإفساد والقتل وسعيهما في دولتيهما بخاصة والعالم الإسلامي والعالم أجمع بصفة عامة في هذا المجال. .  ولهذا الموقف الأخوي من المملكة العربية السعودية للشعب الباكستاني دور دعوي كبير وأثر حسن في نفوس الإخوة الأشقاء في جمهورية باكستان الإسلامية، حيث وقف جميع ملوك المملكة العربية السعودية والشعب السعودي الأبي كله مع إخوانهم الأشقاء في باكستان في ما لحق بهم من إحن وصائب وكوارث وزلازل وقوف المؤمن الذي يرى أمته كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. . والذي كان له أكبر الأثر في نفوس الإخوة الباكستانيين جميعاً على المستوى الرسمي والشعبي . . فهي دولة عربية إسلامية سلمية مدنية خادمة للإسلام وأهله، وللإنسانية جمعاء . . دستورها الكتاب والسنة  تعمل على تصحيح العقيدة وإزالة البدع والخرافات وإقامة شعائر الدين والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم التدخل في شؤون الغير. .

فهي دولة عقيدة ومنهج ورسالة ودعوة . . دولة ذات رسالة إسلامية ودينية وإنسانية وعلمية وإصلاحية ودعوية وحضارية ومدنية . . تهتم بالعلم وأهله، وتكرم العلماء وتخدم الإسلام والمسلمين. . وتحترم إخوانها وجيرانها وأشقاءها وأصدقاءها متميزة بإخلاص لولاة أمرها ووحدة كلمتها ومحبة شعبها لها والتفافهم حول قادتها ودفاعهم عنها وتقديرهم لمواقفها الثابتة والواضحة والعادلة والمشروعة الجازمة والحازمة، وثقتهم بما يصدر عنهم من قرارات وتوجيهات وتحقيقهم لتطلعاتهم، ورؤيتهم الثاقبة .

فهي دولة تبني ولا تهدم، تصلح ولا تفسد، تعطي ولا تحرم، تنصف ولا تظلم، تغيث الملهوف، وتعين المحتاج، وتنصر المظلوم، وتأوي المستجير واللاجئ والمشرد، وتداوى الجرحى والمكلومين . .

وهي دولة لها جهود واضحة مخلصة لجمع كلمة المسلمين، وحل خلافاتهم، وتحقيق مطالبهم وحقوقهم. .  ودولة بذلت المال بحب وصفاء وسخاء للبلاد الإسلامية وغيرها المحتاجة . . ودولة تسارع بمدِّ يدِ العون للآخرين عند حلول الكوارث والأزمات . . ودولة كان لمؤسساتها الدينية، وجامعاتها الإسلامية، وعلمائها الدور الكبير، والأثر الملموس في تصحيح عقيدة المسلمين، والعودة بهم إلى الكتاب والسنة . .  دولة هذه صفاتها ومزاياها وحرصها على مصالح أمة الإسلام لهي جديرة بالريادة والقيادة والوقوف معها قلباً وقالباً، ونصرتها وتأييد مواقفها والوثوق بقراراتها وإمكاناتها في حماية الحرمين الشريفين وأمنهما والدفاع عنهما وعدم السماح بالمساس بهما أو التدخل في شؤونهما . . أو تسييس الحج والعمرة من أجل تحقيق مآرب وأهداف تخالف أحكام الحج والعمرة ومبادئهما ومشروعيتهما . . وعدم الخروج عما يصدر عن قادتها ومسؤوليها والقائمين على خدمة وأمن وراحة الحجاج والمعتمرين والزائرين . . وكل ما يعكر صفو أمن الحج وطمأنينته . . أو يؤثر على الخشوع والخضوع لله في أداء هذه العبادة والركن الإسلامي العظيم المهم .

IMG-20160822-WA0006اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والخير والعدل والهدى والسداد والرشاد . . واحفظ اللهم  علينا أمننا وبلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وإرهاب المرهبين . . وإفساد المفسدين . . حفظ الله علينا أئمتنا وولاة أمورنا وزادهم الله هدى وتقى ورشاداً وصلاحاً واستقامة ونفعاً للعباد والبلاد . . وحفظ الله باكستان حرة أبية رائدة متميزة. . وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن . . اللهم من يعمر بيتك الحرام ويقوم على خدمة حجاجه وضيوفه فاحفظه وأمنه ورد كيد العداء عنه . . اللهم اجعل اجتمعنا هذا اجتمعاً مرحوماً وتفرقنا بعده تفرقاً معصوماً واغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وذوي أرحامنا وعلمائنا وأئمتنا وكل من حضر مجلسنا هذا ونظم لهذا اللقاء المبارك وكل من له حق علينا وكل من أوصانا بالدعاء أو أوصيناه بالدعاء . . اللهم وأدم علينا نعمة الأمن والأمان . . اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة . . اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ونعوذ بك أن نغتال من تحتنا.. اللهم آمن روعاتنا واستر عوراتنا ولا تشمت بنا عدواً ولا حاسداً . . اللهم إنا نستودعك بلادنا وأهلنا وأنفسنا وذرياتنا والمسلمين أجمعين . . اللهم احفظ بلاد الحرمين الشريفين وأدم عزها وأمنها واحفظها من كل سوء وبلاء ومكروه . .

 وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. ـ آمين ـ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ،

عاشت الصداقة والأخوة والمحبة السعودية الباكستانية

باكستان زنده باد . . باكستان زنده باد  . . باكستان زنده باد.

وفي نهاية المؤتمر قام فضيلة الشيخ البروفيسور الأستاذ الدكتور/ ساجد مير بتكريم معالي رئيس الجامعة وذلك بمنحه درعاً تذكارياً بهذه المناسبة، وقد شكره معالي رئيس الجامعة على هذا التكريم داعياً للجميع بالتوفيق والسداد والنجاح وأن ينفع الله بهذه المؤتمرات واللقاءات والاجتماعات. . .