معالي رئيس الجامعة يشاركفي حفل توديع  فضيلة الشيخ الدكتور/هزاع بن عبد الله الغامدي الملحق الثقافي

شارك معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش في حفل توديع فضيلة الشيخ الدكتور/هزاع بن عبد الله الغامديIMG-20160404-WA0001 الملحق الثقافي في إسلام آباد الذي أقيم تحت رعاية سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية باكستان الإسلامية الأستاذ عبدالله بن مرزوق الزهراني مساء يوم الخميس 22/6/1437هـ 31/3/2016م وذلك بمناسبة انتهاء فترة عمله كملحق ثقافي لدى باكستان . .  وحضر الحفل جمع غفير من السعوديين العاملين لدى باكستان يتقدمهم معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش ومدراء المكاتب والملاحق التابعة للسفارة وأعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية، حيث ألقى سعادة السفير كلمة أشاد فيها بالمحتفى به وإنجازاته خلال فترة عمله ملحقاً ثقافياً وفي نهاية كلمته تمنى سعادته كل التوفيق للملحق الثقافي في حياته العلمية القادمة بعد عودته المملكة  . .

وألقى في هذه المناسبة معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد كلمة قال فيها:

“صاحب السعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد الأستاذ/عبد الله بن مرزوق الزهراني . .

أصحاب السعادة الملاحق في سفارة خادم الحرمين الشريفين (الملحق العسكري، الملحق الثقافي، الملحق الديني) . .

أصحاب السعادة المدراء والمسؤولين في السفارة والمكاتب التابعة لها . .

أصحاب السعادة مدراء مكاتب المنظمات والهيئات الإسلامية والعالمية في باكستان. .

الإخوة الحضور  . .

الأخ والزميل المكرم في هذه الليلة المباركة فضيلة الشيخ الدكتور/ هزاع بن عبد الله الغامدي . .

أيها الحفل الكريم . .

أحييكم جميعاً بتحية الإسلام الخالدة تحية أهل الجنة تحية المحبة والمودة والوئام تحيتهم يوم يلقونه سلام . .

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ، وبعد:

أصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني وزملائي من منسوبي الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد . .  أنقل خالص الود والتقدير والشكر والعرفان لسعادة الأخ الفاضل الدكتور/ هزاع بن عبد الله الغامدي الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بإسلام آباد . .  بمناسبة انتهاء فترة عمله في باكستان كما نشكره على ما قدمه من دعم ومساندة ومساعدة للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، وحرصه على نهضتها ورقيها ولا سيما أن الدكتور يعتبر ابناً من أبنائها وأحد رجالاتها الذين تفتخر بهم الجامعة . .  فبارك الله فيه وفي جهوده، ويسّر أمره، وأصلح شأننا وشأن كل من حضر هذا اللقاء المبارك . .

أحبتي الكرام  . .

عندما نودي عليّ لإلقاء كلمتي هذه انتابني شعور غريب أحسست معه وكأنني لا أستطيع نقل خطاي فمشيت الهوينى متثاقلا ً إلى حيث أقف أمامكم، سألت نفسي ما الأمر؟؟ أهي رهبة الموقف أم هو ثقل الفراق؟ أقول: إنه الاثنان معاً، فكيف لي والحال هذه أن أقف متحدثاً عن أخ وزميل عزيز علينا جميعاً منذ أن وطأت قدماي أرض باكستانورأينا فيه الإنسان المعطاء والموظف المثابر والمتفاني في عمله، مستشعراً عظمة المسؤولية الملقاة على كاهله . . إنها لحظة مؤثرة حقاً تختلط فيها المشاعر والأحاسيس بما هو بديهي وطبيعي . .

تقتضي الأمانة والواقعية منا أن نقدر عالياً ما قام به الرجل طوال توليه إدارة الملحقية الثقافيةــ كما غيرها ــ ولما بذله من جهد مبارك وما تحمله من عناء يتجاوز في كثير من الأحيان حدود القدرة والإمكانية . .

أيها الإخوة الأعزاء:

ليست الأوسمة تذكاراً أو ميدالية ذهبية تعلق على الصدور وتزينها فحسب . .  الوسام الحقيقي هو محبة الناس وتقديرهم . .  إن ثمرة النجاح في أي عمل هو النجاح الاجتماعي الذي يخلد في ذاكرة التاريخ . .  إن الالتزام بالعمل والاهتمام بهذه الملحقية هو ما يرجوه ويتمناه فضيلة الدكتور هزاع ويعتبره الوسام الفعلي الذي سيحمله طوال حياته . .  وهو التكريم المنطقي له ولكل صاحب ضمير حي من أمثاله. .

أحبتي الكرام  . .

إن مناسبتنا هذه الليلة والتي نعيش لحظاتها ـ أيها الإخوةـ مناسبة (توديع) مناسبة (وداع)  وما تحمله هذه الكلمة من معانٍ كثيرة قد لا نقدر على تحملها . .  فهي تعني الرحيل والفراق . . !! إلا أن هذا الرحيل وهذا الفراق ليس أبدي ولله الحمد . . ؟ ! !

ومن ثم فالمناسبة إذاً ستكون تكريماً وتعداداً للمحاسن . . وذكرى حسنة تليق بالمكرَّم وبالمكرِّمين.

نجتمع في مساء هذا اليوم الخميس 31/مارس/2016م ــ21/جماد الآخر/1437هـ في هذا البيت السعودي الكبير والمنزل العامر وبرعاية سفير خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ في هذه الدولة المباركة جمهورية باكستان الإسلامية في إسلام آباد. .  نجتمع في ليلة يمتزج فيها الحزن بالفرح . .

الحزن: لأننا نودع أخاً غالياً، يتحلى بأخلاق فاضلة، وصفات نبيلة، وشيم عالية . .

نودع زميلاً عزيزاً وعالماً فاضلاً . . وشاعراً متميزاً.. وأديباً مرهفاً؛ أدبه رفيع، وأسلوبه بديع يفيض بمشاعر الأخوة الصادقة، والبلاغة الساحرة . .

نودع إدارياً وقيادياً بارعاً ومستشاراً مؤتمناً . . وأصولياً وفقيهاً أريباً . . طالما استفدنا منه وأفادنا، ووقف معنا في السراء الضراء . . ساعدنا في الاستشارة والتخطيط والإدارة للجامعة الإسلامية العالمية . عطر مجالسنا بشعره وأدبه وآرائه الصائبة ورؤيته الثاقبة وبصيرته النافذة، ودعابته المتزنة. .

نودع أخاً وجدنا فيه سجيّة العلماء، وعادة النبلاء، وطبيعة الفضلاء، ومنطق الحكماء . .

أخ دائم البشر، جميل الذكر، سليم الصدر، لطيف المعشر . .

أخ طويل النجاد، كثير الرّماد، عظيم العماد، حفيظ الوداد . .

أخ قامته عالية، وطموحه كبير . . يحمل هَمَّ دينه ووطنه وأمته نثراً وشعراً . .

نحزن لأنه سيفارقنا هذه القامة والهامة . . هذا المحب المخلص . .

نحزن لأنه سيفقده كل من عرفه لاسيما إخوانه وزملاءه والعاملين معه من أهل هذه الدولة المباركة، حيثأدى عمله فأجاد وأفاد وكسب حب وصداقة أهل هذه الديار .  . فضلاً عن إخوانه وأصدقائه من أبناء وطنه ومسؤوليه . . قضى جل عمره خارج وطنه معلماً ومربياً وإدارياً وموجهاً وداعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .

زاملته وصادقته وأحببته وأحبني . . منذ بداية الطلب والتحصيل. .

وما زالت هذه الزمالة والصداقة والمحبة والأخوة تنمو وتزداد قوة مع مرور الأيام حتى بلغت أوجها بحمد الله خلال الأربع سنوات الماضية التي عشناها مرابطين في هذا الثغر . . حاملين للأمانة . . متحملين أداء الرسالة التي كلفنا بها من قبل ولاة أمرنا ــ غفر الله للأموات منهم وأطال في عمر الأحياء وحفظهم ــ فكم كنا نسهر الليالي الطوال من أجل التشاور والمناقشة والمحاورة . . من أجل التقييم والإصلاح والنهوض بالعمل وأدائه على الوجه الأتم الأكمل . .

حيث وجدنا آثار هذه اللقاءات والاعمالــ بحمد الله ــ فلاحاً ونجاحاً . . وأثراً خيرّاً طيباً مباركاً . . وذلك فضل من الله ونعمة . .

يـــامـــن يعــز عــــلينا أن نفـــارقهــــم

وجـــداننــا كل شيء بعدكم عدم

وفي الجملة مهما قلت ومهما تكلمت ومهما تحدثت عن هذه الشخصية العلمية الفقهية الأصولية الإدارية الأدبية الشاعرية المرهفة . . فلن ينتهي حديثي عنها…

وأعترف أن شهادتي فيه مجروحة مجروحة مجروحة . . فهنيئاً لمن زامله وآخاه . . واستفاد وأفاد منه . .

لقد آنسني في غربتي . . وأفادني في عملي . . وأسعدني بصحبته . . بل وعزز في قلبي الحب والعاطفة والمشاعر الجياشة . .

إلا أنني أحزن لأنه كثيراً ما كان يتوسم فـيَّ الضعف وعدم الشجاعة بل وعدم القدرة على الإقدام على أمر هو يعلمه  ولا يعلمه غيره من الحاضرين . . ولا أريد أن أفصح عنه في هذا المجلس المبارك . . حتى لا يُؤخذ عليَّ ويكون مثلبة في حقي  . . لأنني لا أوافقه عليه بل أنفيه عن شخصي جملة وتفصيلاً.  فنظرته إليَّ في هذا غير صائبة . . فأنا في كل الأمور مقدام شجاع قادر ــ بعون الله ــ على تحقيق آمالي وطموحاتي وأحلامي ورغباتي المباحة مستعيناً بالله ومتمسكاً بحبله المتين . . لكن لكل مقام مقال . . وربما تحقيق الأماني والآمال له وقته الآتي ــ بإذن الله ــ . . ؟ ؟

أيها الأحبة والأخوة الأعزاء:

أبعد هذا ألا يحق لي أن أحزن لوداع أخي وصديقي المحب فضيلة الدكتور/ هزاع . . حفظه الله  . .  ووفقنا الله وإياه لكل خير، ورزقناه وإياه وإياكم أجمعين الحسنى وزيادة .  . آمين . .

يا أبا عبد الله . . لقد مضت الأيام سُراعى . . وكأنها لحظات لما لها من أُنس ولذة يذوب لها الفؤاد، أيام مضت بذكراها الحسنة، وحلاوة معناها، وكنز دقائقها . .

ذكـريات الأمـــس ما أعـذبها

ليتها ظلت كما كنت أراها

لكنها سنة الحياة ــ كما تعلمناها ــ غربة وحنين . . لقاء وفراق . . ضحكات ودموع وبكاء . . أحلى ضحكاتها اللقاء، وأحرَّ دموعها الفراق . .

شيئان لو بكت الدموع عليهما              عينــاي حتــــى يــــؤذنا بـــذهــــاب

لم يبلغــــا المعــــشار مــن حقيهما                فقــــد الشــــباب وفرقـة الأحباب

لكن ومع هذا الحزن سرعان ما بزغ نور الفجر، نور الفرح والبهجة مؤذناً بصباح مشرق جديد . . ذلك أن مَنْنودعه هذه الليلة هو فارس مغوار خاض غمار الغربة وتحملها مؤدياً للرسالة ــ كما أسلفنا ــ حاملاً للأمانة . . فها هو سيلقي عصا الترحال، ويودع العمل والإدارة كالجبل الشامخ . . . تاريخ ناصع البياض، وعمل جاد دؤوب، وإجماع على حسن خلقه وأخلاقه .  . مع استمراره للبذل والعطاء وخدمة الدين والمليك والوطن، بل للإسلام وأهله، والعلم وطلابه . . امتثالاً لقوله تعالىواقتداءً برسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ:{فإذا فرغت فانصب}مهمته بعد الآن شاقة لأنه سيتفرغ للعبادة والقراءة وللبحث والتأليف والسفروالسياحة  ــ كماعلمتهمنه ــ ليس الا .. ؟؟ ودعاً رغبات النفس ومتطلباتها . . منصرفاً لما هو أعلى ومستبدلاً الأدنى بالذي هو خير . .عاملاً بما يحبه اللهسبحانه وتعالىو رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ ووعدبه عباده المؤمنين الصادقين الصابرينالمحتسبين راجياًما أعده ــ سبحانه وتعالى ـ للمؤمنين المؤثرين الدنيا على الآخرة، مع القناعة بما قسم الله له وكتب من المال والولد والأهل. . فهنيئاً لمن قضى حياته متعلماً وعالماً وباذلاً ومعطياً سخاءً رخاءً . . صابراً متحملاً محتسباً ..

وهنيئاً هذه الليلة لكل من حضر وشرف حفل تكريم فضيلته، والاستمتاع بمعرفة شيء عن سيرته الزاخرة بالعلم والأدب والمعرفة والثقافة  والبذل والعطاء . . وخدمة الدين والمليك والوطن . .

على أننا لا نودعك يا أبا عبد الله لأن الذين نحبهم لا نودعهم، لأننا في الحقيقة لا نفارقهم . .

 

خيـــالك في التبــــــــاعد والتــــــــواني            وشخــصك ليس يبرح عن عياني

وشــــــوقك في الجــــــوارح مستكن                وذكــــــرك لا يفــــارقـــــه لساني

سأظل أذكــركم إذا جـن الدُجى               أو أشرقـــت شمس على الأزمان

سأظل أذكــــــــر إخــــــــوة وأحـــــــبة           هم في الفؤاد مشـــاعـــل الإيمان

سأظل أذكركــم بحـجـم محبتي               فمحبتي فيـض مــــــن الــــوجدان

فلتــــــذكـــــرونــي بالدعــــاء فإنني               في حبكم أرجو رضى الرحمن

وختاماً أتمنى للزميل العزيز والأخ الفاضل الدكتور/ هزاع عبد الله الغامدي عوداً حميداً للوطن، وحياة سعيدة . .  وأدعو الله أن يبارك فيه وفي أسرته وأن يكتب لنا وله السعادة حيثما حل وارتحل . .

سائلاً الله أن يديم علينا نعمه وأن يرزقنا العزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر . .  وأن يغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وعلمائنا وولاة أمرنا وكل من حضر مجلسنا هذا وكل من أوصانا بالدعاء أو أوصيناه بالدعاء أو أحبنا في الله أو أحببناه في الله . .  وأن يرزقنا الاستقامة على هذا الدين، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والمعتقد . .  إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل . .

والله يحفظكم ويُسددكم، وسلام عليكم من الله تترى ورحمته وبركاته.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.”

ثم توالت الكلمات والقصائد الشعرية بهذه المناسبة . .

وفي ختام الحفل سلم معالي الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش درعاً تذكارياً لسعادة الدكتور/ هزاع بن عبد الله الغامدي، وكذا صورة حديثة لجامع الملك فيصل من الخارج، بالإضافة إلى نسخة من كتابه الجديد (الوظائف الاقتصادية للدولة في الإسلام) . . وقد عبّر فضيلة الشيخ المكرّم والمحتفى به الدكتور/ هزاع عن شكره وتقديره لمعالي رئيس الجامعة على هذه الحفاوة البالغة والكلمات المرهفة المعبرة عن مدى عمق الصداقة والمحبة بينه وبين معاليه . . متمنياً لمعاليه كل خير ونجاح وفلاح وسعادة سائلاً الله له بالحفظ والعون والسداد، وأن يحقق على يده ما يصبو إليه ولاة الأمر وكل مخلص للجامعة من رقي ورفعة وتقدم وجودة واستقرار واطمئنان . .