معالي رئيس الجامعة يرعى حفل افتتاح مؤتمر العلمي الدولي بعنوان: (دور الجامعات الإسلامية في نشر وتأصيل العقيدة الصحيحة وأثر ذلك في وحدة الأمة

رعى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش حفل افتتاح مؤتمر العلمي الدولي بعنوان: (دور الجامعات الإسلامية في نشر وتأصيل العقيدة الصحيحة وأثر ذلك في وحدة الأمة).. الذي عقد من قبل كلية أصول الدين في الجامعة ممثلة بقسم العقيدة والفلسفة في قاعة قائد أعظم الكبرى للمؤتمرات والندوات التابعة للجامعة في مبنى القديم مسجد فيصل صباح يوم الأربعاء الموافق 9/مايو/2018م..

وكان ضيف الشرف في حفل الافتتاح سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي وفقه الله..

وحضر الحفل عدد كبير من العلماء والوجهاء ورجال الإعلام والصحافة، ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والمدراء العموم ورؤساء الأقسام وأعضاء وعضوات هيئة التدريس وطلاب وطالبات الدراسات العليا بالجامعة..

وقد بدء الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم تحدث الدكتور/ أشرف عبد الرافع مقدماً شكره وتقديره لجميع الحاضرين والحاضرات وبين بأن جميع الأقسام العلمية في الجميع تجسد لحمة واحدة وجسداً واحداً وقسم العقيدة فيها قلب هذا الجسد، فلذا لا بد من الاهتمام والعناية به..

وبين الدكتور/ محمد عارف في كلمته التعريف بالمؤتمر والأهداف منه وما يؤمل أن يصدر منه من التوصيات والنتائج المرجوة من خلال البحوث وأوراق العمل المقدمة من قبل العلماء والأكاديميين من داخل باكستان وخارجه..

ثم تحدث الأستاذ الدكتور/ هارون رشيد عميد كلية أصول الدين حيث رحب بالضيوف الكرام وقدم شكره وتقديره لجميع الحاضرين والمشاركين وخص بالشكر سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي لحضوره ضيف الشرف لحفل الافتتاح في هذا الصباح مع كثرة ارتباطاته وأعماله..

كما أشاد في كلمته بجهود معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية البروفيسور/ أحمد الدريويش المبذولة في تحقيق رسالة الجامعة وأهدافها العالمية والإسلامية.. وأن جهوده مشهودة مباركة وسمعته الطيبة لدى الأوساط العلمية والأكاديمية في المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية وفي غيرهما من العالم الإسلامي حيث لمعاليه بسمات واضحة في نشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي والجمع بين الأصالة والمعاصرة والأخذ بكل جديد مفيد من العلوم والمعارف..

ثم تحدث سعادة الدكتور/ محمد عبده عتين المدير الإقليمي لرابطة العالم الإسلامي وشكر القائمين على المؤتمر والمنظمين له وشكر لسعادة السفير حضوره وتشريفه لهذا الحفل.. وبين أهمية العقيدة الإسلامية وأثرها في نفوس أفراد الأمة ووحدتها..

بعد ذلك ألقى ضيف الشرف سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين كلمته الضافية المختصرة شكر فيها معالي رئيس الجامعة وجميع منسوبيها على جهودهم الموفقة المسددة المبذولة في خدمة الإسلام والمسلمين..

كما تحدث سعادته عن أهمية الجامعات الإسلامية العالمية ولما لها من دور فعال في تعليم وتربية وتثقيف أبناء الأمة الإسلامية وإعداد المجتمع وغرس السلوكيات الإيجابية في الشباب.. وهي تعتبر مصدر إشعاع لكل مفيد جديد.. وانطلق منها العلماء والرواد والساسة في تحقيق أهدافهم..

وبين سعادته دور المملكة العربية السعودية في نشر العقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة عبر مؤسساتها التعليمية المختلفة وهيئاتها العلمية وعن طريق كبار العلماء.. وأن المملكة لا تأل جهداً في ذلك وتقدم كل ما تستطيع في تعزيز العقيدة الصحيحة والتعايش السلمي والحوار الهادف البناء.. وتعزيز المبادئ الإسلامية القويمة في نفوس أبناء هذه الأمة..

ثم ألقى راعي الحفل معالي الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش كلمته الضافية الشاملة في الحفل حيث رحب بسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين وبجميع الحاضرين والحاضرات من المشاركين في المؤتمر الذي تحملوا مشاق السفر من داخل باكستان وخارجه وأثروا هذا المؤتمر ببحوثهم وأوراق عملهم ومداخلاتهم القيمة.. وكرر معاليه الترحيب بهم حيث قال:

أرحب بكم في هذا المقام وفي هذا اليوم الأغر المبارك من أيام جامعتنا العريقة جميعاً واحداً واحداً أجمل ترحيب.. وأشكركم من أعماق قلبي على تلبية دعوتنا والمشاركة والحضور في هذا المؤتمر العلمي المهم موضوعاً وزماناً ومكاناً.. والذي بعنوان: (دور الجامعات الإسلامية في نشر وتأصيل العقيدة الصحيحة وأثر ذلك في وحدة الأمة).. وفي رحاب جامعتنا التي جمعت بين القلوب، ووحدت الصفوف على العقيدة الصحيحة المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.. الجامعة التي تعتبر رمزاً للوحدة الإسلامية والأخوة الصادقة.. والجامعة التي باتت تشكل منارة شامخة وعلامة مضيئة في مسيرة العلم والمعرفة، والثقافة الدينية والدنيوية، وإنه لشرفٌ عظيم لهذه الجامعة، أن تحمل على عاتقها رسالة الإسلام العالمية الخالدة وتواصل مسيرتها على وفق توجيهات دولة جمهورية باكستان الإسلامية الأبية التي قامت وأسست على العقيدة الإسلامية وعلى أعظم وأهم شعار الإسلام عقيدة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وهذه هي الرابطة والصلة القوية بينها وبين غيرها من البلدان الإسلامية..

مبيناً معاليه أهمية المؤتمر حيث قال: إن موضوع مؤتمرنا هذا موضوع في غاية الأهمية لأن إحساس الأمة المسلمة بحاجتها إلى اللقاء وإلى التعاون وإلى التآزر وإلى الوحدة إحساس منطقي وواقعي ذلك لأنها قد أضرت بها الخلافات وأنهكتها النزاعات والتي كانت سبباً لضعفها وضياع حقوقها التي أخبرنا عنها ربنا سبحانه وتعالى في قوله: ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)).

مشيراً معاليه إلى آثار العقيدة الإسلامية على المجتمع وهي: وحدة صفه وترابط أفراده، إذ أن العقيدة الإسلامية تفرض علينا أن نكون أمة واحدة، قال تعالى: ((إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) ((الأنبياء:92)، وقال: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (المؤمنون:52).

كما أن العقيدة الإسلامية تفرض كذلك على معتقديها أن يحققوا الأخوة الصادقة التي تجمع بينهم ولا تفرق، وتقرب ولا تباعد، فالمؤمنون والمؤمنات ـ كما أخبر الله ـ (بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (التوبة:71)، وهم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم “يسعى بذمَّتهم أدناهم، وهم يد على مَن سواهم” وهم ” كالبنيان يشد بعضه بعضا”، كما أنهم “في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد”.

ولهذا حرص النبي صلى الله عليه وسلم منذ فجر الدعوة على وحدة هذه الأمة، فآخى بين المهاجرين والأنصار، بعد أن آخى بين الأوس والخزرج..

ويوم أن رأى النبي صلى الله عليه وسلم بادرة فرقة بين الأوس والخزرج ذهب بنفسه إليهم قائلا لهم:”أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟!”. وهذا هو سبب نزول قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران:103)

ولم تقبل العقيدة الإسلامية أن يكون الارتباط بين المسلمين قائما على النسب أو اللون أو الجنس، وإنما اعتبرت الدين هو الرابط وهو المجمع، فإن توافق المرء مع غيره في الدين اعتبرته العقيدة أخا له ما لغيره من المسلمين من الحقوق، وعليه ما على المسلمين من الواجبات..

ولكنه لابد للأمة المسلمة- وهى تلم شعثها وتوحد صفوفها- لابد لها من إدراك صحيح للأسباب التي كانت وراء هذا الواقع وللأسس التي ينبغي عليها والوسائل التي يمكن أن تتحقق بها تلك الأسس. وذلك لئلا تنتقل من واقع منحرف إلى واقع آخر منحرف..

مضيفاً معاليه بأن مؤتمرنا هذا الذي نعقده اليوم في جامعتنا المباركة وبعنوان: (دور الجامعات الإسلامية في نشر وتأصيل العقيدة الصحيحة وأثر ذلك في وحدة الأمة). لهو استجابة موفقة لمدارسة الأسباب والأسس والوسائل التي تؤدي إلى وحدة الأمة.. ومن أهمها وأجلها نشر وتأصيل العقيدة الصحيحة.. حيث إن الأمة الإسلامية تملك أسساً مشتركة تستطيع بها أن تجمع شتاتها وتوحد كلمتها … فهي أمة واحدة … ذات دين واحد …وكتاب واحد … ورسول واحد … هذه هي الأصول الثابتة التي تشترك فيها الأمة. فإذا ما أدركتها جيداً والتزمت بمقتضياتها فإن ذلك يجعل منهم أمة واحدة تلتقي على:

وحدة الغاية. وحدة العقيدة. وحدة القيادة. وحدة المنهج.

فهذه الأسس التي تجتمع عليها الأمة وتكون عليها الوحدة الإسلامية الشاملة … وأي خلل أو نقص فيها فإن ذلك يؤدي إلى استمرار الواقع المؤلم … واقع التفرق والتمزق..

ولا شك في أهمية هذا المؤتمر الذي يتحدث عن أول الواجب على المسلمين وعن عقيدة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) عقيدة التوحيد الرابطة والصلة بين المسلمين، فبها يجتمعون، وبها يفترقون، عقيدة لا إله إلا الله هي الحد الفاصل بين المسلمين والكفار عقيدة لا إله إلا الله الخالية من شوائب الشرك والبدع، فيها الأمن الروحي والفكري والاقتصادي والأمني في الدنيا والآخرة، وفيها الهداية والرشاد، والنجاة من الضلال يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) سورة الأنعام، الآية82.

فحري بكل مسلم أن يهتم بمسائل العقيدة لينضوي تحت جماعة أهل السنة والجماعة، جماعة كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، عملا بقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وكان الصحابة رضي الله عنهم خير مثال لامتثال هذه الآية الكريمة، فبها اجتمعوا بعد أن كان يأكل قويهم ضعيفهم، فكانوا إخوة متحابين كالبنيان يشد بعضه بعضا، كمثل الجسد الواحد يتألم بعضهم لألم بعض، ويفرح لفرح بعض، فالفلاح والنجاح ونصرة الله ورضاه، والاتحاد والقوة، ورفع الذل والهوان هو في الامتثال لعقيدة التوحيد، العقيدة الإسلامية السمحة الطاهرة النقية من  الشوائب والشركيات والبدع على منهج السلف أهل السنة والجماعة..

مبيناً معاليه: أن الجامعات تعتبر من أهم مراكز إيواء فئة الشباب ويرتبط بها من مسؤوليات كبيرة في تثقيف الأمة بحيث تكشف لها عن جوهر الإسلام وعظمته ودراسة العقيدة الصحيحة المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأثر ذلك في بناء أمة عظيمة ذات حضارة شامخة..

ومن هذه الجامعات الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد التي تعتبر إحدى أهم الجامعات في العالم الإسلامي حيث تتلقى طلاب العلم من مختلف أرجاء العالم، وتضم طلابا ينتمون إلى حوالي خمسين جنسية، فهي تمثل طموحات وآمال الأمة الإسلامية في النهضة ورغبتها في الإسهام في إحياء التراث العلمي الإسلامي وفي خدمة الإنسانية بوجه عام وذلك بتخريج نخبة من العلماء والمتخصصين والقيادات الإسلامية المشربة بروح المبادئ والقيم الإسلامية والقادرة على تلبية حاجات الأمة الإسلامية ومواجهة التحديات التي تواجه المسلمين في العالم المعاصر..  وتقوم برامج الجامعة الإسلامية العالمية ومناهجها على أساس إسلامي مهما تنوعت التخصصات وتعددت، حيث تهتم بالعلوم الإسلامية الأساسية التي تعتبر فرض عين على كل مسلم، وهي العلوم التي تصح بها العقيدة والعبادة، ويمكن التفريق بها بين الحلال والحرام، وهذا قدر مشترك في برامج جميع كليات الجامعة ومعاهدها، ثم يأتي بعد ذلك التخصص الدقيق في العلوم والتخصصات المختلفة.. كما تم التخطيط للجامعة على نحو يمكنها من تقديم توجيهات ريادية في كافة مجالات الحياة لتحقيق الرفاهية والازدهار من جانب واستعادة المكانة اللائقة بالأمة الإسلامية بين الأمم من جانب آخر..

وهذا ما نأمل بيانه في هذا المؤتمر العلمي وذلك من خلال أوراق العمل ومداخلات العلماء الفضلاء والمشاركين الأعزاء من طلاب العلم والحاضرين وأهل الخبرة والدراية..

سائلاً الله تعالى أن يبارك في هذا المؤتمر، وفي جهود هؤلاء النخبة المتميزة الذين شاركوا فيه من الباحثين والباحثات، ليخرجوا بتوصيات نافعة ومفيدة..

وفي ختام الحفل تم تكريم الضيوف بالدروع التذكارية..