معالي رئيس الجامعة يرعى الندوة العلمية بعنوان: الدعوة الإسلامية في الغرب: المناهج، والأساليب، والآثار المقامة من قبل أكاديمية الدعوة بالجامعة

في صباح يوم الأربعاء 15/نوفمبر/ 2017م الموافق 26/صفر/1439هـ وفي قاعة العلامة إقبال للمؤتمرات والندوات والدورات رعى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش الندوة العلمية المهمة بعنوان: الدعوة الإسلامية في الغرب: المناهج، والأساليب، والآثار.. التي نظمتها أكاديمية الدعوة بالجامعة ممثلة في قسم التحقيق (البحث العلمي) بها وتهدف إلى: إبراز معالم دعوة الكتاب والسنة والفكر الإسلامي المعتدل في الأوساط الفكرية المثقفة عموما وفي الشباب الإسلامي خصوصا.. ومعالجة الشكوك والشبهات المثارة حول موضوعات الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.. وإجراء الحوار مع الدعاة والاستفادة منهم علما وفكرا وسلوكا.. وتوسيع نطاق رسالة الجامعة الإسلامية العالمية وتعميم منافعها ومصالحها التعليمية والتربوية والدعوية. وشارك فيها العلماء والأكاديميين ورجال الفكر والثقافة من مختلف الأقاليم الباكستانية. .

وقد ألقى معالي رئيس الجامعة البروفيسور أحمد الدريويش كلمة ضافية في هذه الندوة المهمة حيث شكر فيها أكاديمية الدعوة ممثلة في فضيلة مديرها العام الشيخ الأستاذ الدكتور سهيل حسن ونائبه وإخوانه جميع العاملين في الأكاديمية على جهودهم المبذولة في خدمة الجامعة والرقي بها وفي خدمة المجتمع الباكستاني . . كما قدم شكره وتقديره الخاص لجميع الحاضرين في الندوة وخاصة العلماء والضيوف الكرام الذين حضروا من خارج باكستان وشاركوا في هذه الندوة التي تبين أهمية الدعوة الإسلامية في الغرب ومناهجها وأساليبها وآثارها المترتبة عليها وكيفية انتشارها في الغرب في الوقت الحاضر..  وأصول الدعوة المبنية على الوسطية والاعتدال.. والشبهات التي تثار حول الدعوة في الغرب والرد عليها.. ودور الحوار مع الغرب في نشر الدعوة..

مبيناً معاليه بأن المقصود بالدعوة الإسلامية هو الدعوة إلى الإسلام الحنيف بالتعريف به والترغيب فيه والحث على اعتناقه والحض على الانخراط في سلك المؤمنين به والعاملين بشريعته… وهي دعوة مباركة يوفق الله لها الصالحين المصلحين من عباده في شتى الأمصار والأعصار..

وهي دعوة الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، إذ مهمتهم الكبرى الدلالة على توحيد الخالق وإفراده بالعبادة الخالصة والإيمان به ذاتا وصفات وأسماء وتصديقه فيما أخبر به واتباع أمره واجتناب نهيه والإحسان إلى خلقه والاستعداد للقائه والايمان بملائكته وكتبه ورسله وقضائه وقدره. .

ورسولنا الأكرم سيدنا محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين خير من جسد بسيرته العاطرة الدعوة الصحيحة . ومن خلال شمائله وصحيح سنته نستطيع التعرف على أساليبه التي استعملها في مخاطبة المشركين وأهل الكتاب زمان بعثته عليه الصلاة والسلام..

ثم من بعده أصحابه رضوان الله عليهم تابعوا تعاليمه الطاهرة في بث هذه الدعوة الصحيحة في كل الأرجاء والبقاع والأصقاع التي وصلوا إليها وورثهم التابعون على النهج نفسه من دون تبديل ولا تغيير يصدعون بالحق ويبينونه ويدحضون الباطل وينهون عنه .

واستمر السلف الصالح على هذا المنوال في تمحيص وتمحيض النصيحة للخلق لا يحركهم في ذلك إلا حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والرغبة في نيل الثواب والأجر من الله . ولم يكونوا يرتزقون بالدلالة على الله أو يبغونها عوجا . فقامت في الأرض حضارة أساسها القرآن أينعت أغصانها وأثمرت أشجارها في العالم المعروف آنذاك .

مؤكداً معاليه بأن الدعوة الإسلامية في الغرب يجب على القائمين بها والساعين فيها أن يرتقوا بها إلى المستوى الذي يجعلها نافدة مسموعة مقبولة على العموم مصغى إليها مأخوذا بها ولو بمقدار، متعاملا معها من وسائل الإعلام على أساس أنها دعوة الخير والحق والفضيلة والصلاح ..

ونحن الآن مطالبون باستخدام ( الحكمة ) التي لها وزن كبير في التنزيل الحكيم : سورة البقرة الآية 269 ((وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)).

والدعوة في الغرب تحتاج إلى تخطيط وهو عين الحكمة، وتحتاج إلى الهدوء والسكينة والتبصر وقراءة العواقب وتحتاج إلى اللطف والرفق والشفقة، وتتطلب الدراسة العميقة والاطلاع على أحوال القوم عن كثب ومعرفة واقعهم والمهارة في لسانهم وذلك كله من الحكمة ..

مكرراً معاليه شكره وتقديره في نهاية كلمته لجميع الحاضرين والمهتمين بهذا الموضوع المهم ولأكاديمية الدعوة والمنظمين فيها لهذه الندوة ولغيرها من الندوات والمؤتمرات والدورات المختلفة وورش العمل في المواضيع المختلفة التي تعود بالنفع والخير للمجتمعات الإسلامية والأقليات المسلمة..

كما تم توزيع الدروع التذكارية للضيوف الكرام والمشاركين في الندوة من قبل معالي رئيس الجامعة تكريماً لهم..

ثم ألقي البيان الختامي للندوة التي فيها التوصيات والنتائج منها حيث جاء فيه: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

ففي نهاية فعاليات الندوة يقدم مشاركوها الكرام وضيوفها العظام جزيل الشكر وعظيم الامتنان لأرباب الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد وعلى رأسهم رئيسها المكرم/معالي الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش، حفظه الله تعالى ورعاه على جهوده المتميزة ومساعيه الجميلة المبذولة في رقي الجامعة ونهضتها وتطورها علميا وثقافيا ودعويا بصفة عامة وعلى رعايته الكريمة واهتمامه البالغ بعقد هذه الندوة العلمية الفكرية ونجاحها وحضوره فيها كراعي الندوة ورئيس الجلسة الختامية بصفة خاصة، كما يسدون بموفور الشكر والتقدير لمعالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور معصوم ياسين زئي، حفظه الله تعالى على حضوره في الندوة كضيفها المبجل وإلقاء كلمته الفياضة، ويقدرون جهود الدكتور سهيل حسن المدير العام لأكاديمية الدعوة والمشرف العام على الندوة ونائبه الدكتور طاهر محمود الأمين العام للندوة.

وتوصي الندوة بمقترحات وتوصيات تالية:

  1. إن الدعوة إلى الله تعالى قولا وعملا، عقيدة وسلوكا من أفضل الطاعات وأجمل القربات فالسعادة كل السعادة لمن يكون همه ومهمته الدعوة إلى عبادة الله وحده والبراءة من الشرك ومخاطره، وطوبى لمن يكون حرصه على هداية الناس ونفعهم عاجلا وآجلا، والخير كل الخير لمن يتصف بصفات الدعاة المخلصين ويتمتع بأخلاق الهداة المهديين.

وما أجمل أن يكون المسلم خير مصداق لقول الله عز وجل: “ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين”

  1. من الحقائق المعلومة عند الإنسانية، والمسلمات التاريخية والثوابت البشرية أن الدعوة إلى الله عز وجل مقصد شرعي ومطلب إنساني وغرض ديني ومظهر حضاري، يدل على أهميتها وضرورتها وفوائدها الجليلة ومنافعها الجمة النقل الصحيح من نصوص الكتاب والسنة والعقل السليم والفطرة النقية الصافية
  2. من مظاهر الدعوة إلى الله عز وجل نشر الفضائل والمحامد، وجلب المكارم والمصالح، ومنع الرذائل والمقابح، ودرأ المفاسد والمضار وإيصال الخيرات والمنافع للمجتمع الإسلامي على وجه الخصوص وللمجتمع الإنساني على وجه العموم
  3. إن أصول الدعوة وأسسها مسلمات وثوابت لا تتغير ولا تتبدل، ولا تمنع من أخذ وسائل الدعوة المعاصرة المنسجمة بالمنهج القويم
  4. ضرورة استخدام وسائل الإعلام والتواصل الحديثة لنشر الدعوة في البيئة الغربية بصفة خاصة وفي كل زمان ومكان بصفة عامة
  5. نشر الدعوة في الشباب المسلم بالتعاون مع المؤسسات التعليمية من الجامعات والكليات والمدارس الحكومية والأهلية
  6. عقد المحاضرات وورش عمل لتوعية رجال الإعلام توعية دينية وأخلاقية
  7. تفعيل دور المؤسسات التعليمية في توعية الشباب ولا يكون همها وغايتها جمع الأموال وتخريج الدفعات بلا تربية وبدون وعي ديني وبغير خلق نبيل
  8. توصي الندوة بعقد مؤتمر عالمي لاستفادة من الجهود الدعوية المتنوعة المبذولة في المستوين: المحلي والدولي
  9. الاهتمام بنشر الدعوة في الأوساط العلمية والثقافية الغربية وذلك عن طريق التأليف والتحقيق والنشر في المجلات العلمية والبروشرات التوعوية وإقامة المحاضرات للدعاة المخلصين المربين
  10. إيجاد روح الاتفاق والوئام بين الدعاة بصفة خاصة وبين أفراد الأمة بصفة عامة وترك التعنت والتعصب والتحزب
  11. اشتغال الشباب الراغبين في الدعوة بأعمال نافعة ومفيدة راشدة تقطع الفراغ المنشئ للجدل المنبت لنزعات الغلو والانحرافات الفكرية
  12. توفير الفرص لإبلاغ موضوع الوسطية الإسلامية لدى مثقفي الغرب عن طريق الحوار العلمي الهادي
  13. التصدى للإعلام المضاد بشكل مستمر ومؤثر، والرد على الشبهات المثارة حول سماحة الإسلام واعتداله واستقامته واتزانه
  14. تثمين جهود كل من جمهورية باكستان الإسلامية والمملكة العربية السعودية المبذولة في نشر رسالة الإسلام المبنية على الوسطية والاعتدال، والاتزان ومكافحة الإرهاب واجتثاث صوره وأشكاله ووسائله المختلفة
  15. ضرورة إعداد دراسات وبحوث علمية وبرامج وثائقية عن تاريخ التطرف الديني والفكر الإرهابي في الغرب ومقارنة ذلك بسماحة تعاليم الإسلام ووسطيته.
  16. العناية بكل من يتصف بالاعتدال والمنهجية من مفكري الغرب ومثقفيه ممن يهتمون بدراسات إسلامية عموما وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم خصوصا، ودعمهم في جهودهم للتصدى للهجمات والحملات التي تتهم الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم بالإرهاب والعنف.
  17. من محاسن الفطرة السليمة التمسك بالوسطية بين الغلو والجفاء، والأخذ بالمنهج المعتدل بين الإفراط والتفريط، والاعتصام بالسلوك الوسط بين الإطراء والتقصير.
  18. من أبرز معاني الوسطية: الاعتدال التوازن، العدل، الخيار، التيسير، التدرج، والرفق ونحوها من الخصال الحميدة المتزنة.
  19. لا يعني معنى الوسطية في الإسلام التنازل عن الثوابت والأصول والنصوص الشرعية ظاهرة الدلالة، إنما يعني العمل بسماحة الإسلام ويسره واعتداله واتزانه ورفقه ورحمته ومحبته وإخوته ورفعه للحرج.