معالي رئيس الجامعة يرعى الحفل الختامي للحلقات العلمية المقامة في مسجد الملك فيصل

في مساءيوم الخميس الموافق 10/مايو/2018م وفي رحاب مسجد الملك فيصل في إسلام آباد رعى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش اختتام فعاليات الحلقات العلمية المقامة في مسجد الملك فيصل التي تنظمها أكاديمية الدعوة بالجامعة لتعليم التفسير وعلومه والسنة وعلومها والعقيدة والسيرة النبوية والتاريخ والفقه وأصوله للطلاب الدارسين في الجامعة في المراحل المختلفة والكليات والأقسام المتعددة..

وقد بدئ الحفل المعد لهذا الغرض بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب صلاح الدين أحد الطلبة المشاركين في الحلقات العلمية من كلية أصول الدين..

ثم كلمة ترحيبية من قبل الأستاذ الدكتور/ سهيل حسن مدير عام أكاديمية الدعوة رحب فيها بمعالي رئيس الجامعة والمشاركين والحاضرين والمشاركات في الحلقات العلمية.. وشكر الأساتذة الذين ألقوا المحاضرات والدروس في هذه الحلقات من البعثة الأزهرية والسودانية وغيرها..

كما قدم شكره وتقديره لمعالي رئيس الجامعة على رعايته لهذا الحفل الختامي الذي يأتي في نهاية كل عام للحلقات العلمية في المراحل المختلفة..

مثمناً جهود معاليه في خدمة الإسلام والمسلمين وفي خدمة العلم وطلابه وطالباته وما يقوم به معاليه من جهود مباركة في سبيل تحقيق رسالة الجامعة وأهدافها الإسلامية والعالمية.. وما هذه الرعاية من لدن معاليه مع كثرة ارتباطاته وأشغاله وأعماله العلمية والأكاديمية والإدارية لهذا الحفل المبارك إلا أوضح برهان على الاهتمام والعناية والرعاية بشؤون الجامعة وخاصة فيما يعود بالنفع على الطلاب والطالبات..

ثم ألقى الأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن حماد رئيس البعثة الأزهرية أصالةً عن نفسه ونيابة عن إخوانه الأساتذة حيث شكر معالي رئيس الجامعة على تعليم وتربية وتثقيف أبنائه وبناته وحرصه الشديد فيما يعود بالنفع عليهم من جميع الجوانب العلمية والأكاديمية والصحية وغيرها.. كما أشاد بجهود معاليه في الرقي بالجامعة وسعيه الحثيث والدؤوب تحقيق رسالة الجامعة وأهدافها.. وأن معاليه مهتم بأبنائه الطلاب كل الاهتمام لكي يستفيدوا من هذه الحلقات العلمية وغيرها..

ثم بعد ذلك قام معالي رئيس الجامعة البروفيسور أحمد الدريويش بافتتاح حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتجويد الجديدة في مسجد الملك فيصل بقراءة سورة الفاتحة على الطلاب المسجلين في هذه الحلقات.. وألقى كلمة ضافية توجيهية لأبنائه الطلاب المشاركين في هذه الحلقات العلمية المهمة حيث شكر فيها أكاديمية الدعوة ممثلة في فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور سهيل حسن وإخوانه جميع العاملين في الأكاديمية على جهودهم المبذولة في خدمة الإسلام والمسلمين وفي خدمة المجتمع الباكستاني وفي خدمة الطلاب..

وأضاف معاليه: بأننا نجتمع اليوم في مكان مبارك في بيت من بيوت الله سبحانه وتعالى ونسأله عز وجل أن يشملناقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).. والفضل المذكور في هذا الحديث الشريف يشمل الجلوس لمدارسة القرآن والحديث والعلم كما يشمل الحلقات العلمية وحلقات التحفيظ..

مبيناً معاليه بأن العلم الشرعي من نعَم الله التي أنْعم الله بها علينا؛ فهو الخيْر والهداية والبركة والرِّفعة، مَدَحَه اللهُ – عز وجل – في كتابه، وعلى لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم – وأمر نبيُّنا – عليه الصلاة والسلام – بأن يطلب الاستزادة منه؛﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾[طه: 114]، وافْتَتَحَ اللهُ به كتابه الكريم، وجعلَه أول ما نَزَلَ على نبيِّنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – وذلك في قوله :﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾ [العلق: 1- 2]. لأن العلم هو نبراس الحياة، وهو النور الذي تستضيء به البشرية، وتعرف حقوق خالقها سبحانه وتعالى، وحقوق العباد، وكيفية التعامل مع أفراد المجتمعات.. فالحاجةُ إليه فوقَ كلِّ حاجةٍ، فلا غنى للعبد عنه طرفةَ عينٍ، قال الإمام أحمد رحمه الله: “الناسُ إلى العلمِ أحوجُ منهم إلى الطعامِ والشرابِ، فالرجلُ يحتاجُ إلى الطعامِ والشرابِ مرةً أو مرتين، وحاجته إلى العلمِ بعددِ أنفاسِه”. وهو أساس التمدن، والتطور، وهو أساس الرقي بالأمم، فديننا الإسلام يحث الناس على العلم والمعرفة.. وتحصيل هذا العلم الذي ذكرنا شيئاً من فضله يمكن حصوله في مثل هذه الحلقات العلمية التي اجتمعنا اليوم في هذا المسجد لتكريم هؤلاء العلماء والأساتذة الفضلاء الذين بذلوا وقتهم الثمين في تعليم وتربية أبنائهم من الطلاب في هذه الحلقات العلمية التي تعتبر من أعظم الوسائل الجالبة للعلم؛ ولذا كانت حلق العلم في المساجد من أعظم السبل المؤدية إلى الجنة.. كما ورد ذلك في الحديث الذي ذكرته عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).

مشيراً معاليه إلى فضل العلم ومدارسته في المساجد حيث قال: وفي إتيان المساجد لتعلم القرآن، قال صلى الله عليه وسلم: (أيكم يحب أن يغدو كل يومٍ إلى بطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثمٍ ولا قطيعة رحم!)، فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال: (فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد، فيتعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين، وثلاث خيرٌ له من ثلاث، وأربع خيرٌ له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل). وهذا دليلٌ عظيمٌ على استحباب إتيان المساجد لحلق العلم والذكر..

وفي فضل حلق الذكر والمذاكرة ما رواه أيضاً أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم -وهو أعلم منهم-: ما يقول عبادي؟، قالوا: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك … قال: فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم)..

أ]هأحلق العلم هي المسؤولة في توزيع ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه خرج إلى السوق بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فرأى حال الناس فيه وهم يبتاعون ويشترون فنادى في سوق المدينة بأن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم في المسجد وأنتم هاهنا! فلما ذهبوا ولم يجدوا شيئًا رجعوا وأخبروه فقال لهم: وما رأيتم في المسجد؟ قالوا: رأينا قومًا يصلون، وقومًا يقرؤون القرآن، وقوما يتذاكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة: ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.

فحري بكل مسلم وخاصة  بطلاب العلم وقارئ للقرآن يبتغي الدار الآخرة ويرغب في بركة العلم، أن يلتحق بحلقات القرآن في بيوت الله تعالى..

مؤكداً معاليه مرة أخرى على مدارسة العلم في مثل هذه الحلقات العلمية واستمراريته في كل الأوقات لنفيد ونستفيد ونتعلم ونعلم أبنائنا العلم الشرعي..

وكرر معاليه شكره وتقديره لفضيلة الشيخ سهيل حسن ولجميع إخوانه العاملين في أكاديمية الدعوة على اهتمامهم وعنايتهم ورعايتهم بهذه الحلقات العلمية.. والشكر موصول لكم أيها العلماء الفضلاء على هذه الجهود المباركة في طلب العلم الشرعي لأبنائنا في هذا المسجد المبارك الذي نحسبه أنه أسس على التقوى.. فجزاكم الله خيراً وبارك الله في جهودكم..

وفي نهاية الحفل قام بتوزيع الدروعوالشهادات التقديرية على الأساتذة والطلاب المشاركين في الحلقات العلمية..

وقد أبدى الجميع اهتمامهم وعنايتهم بما استمعوه من توجيهات وإرشادات من معالي رئيس الجامعة مقدمين شكرهم وتقديرهم الخالص المقرون بالدعاء لمعاليه على جهوده المباركة المبذولة في خدمة العلم والعلماء في هذا البلد المبارك وكذلك جهود معاليه في خدمة الإسلام والمسلمين والأقليات المسلمة في العالم الإسلامي والعربي.. سائلين الله سبحانه وتعالى لمعاليه السداد والتوفيق والصحة والعافية في الدنيا والآخرة..