معالي رئيس الجامعة يرعى الحفل الافتتاحي للندوة بعنوان: المناهج الدراسية بين التنظير والتطبيق في باكستان

   رعى معالي  الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الحفل الافتتاحي للندوة التي يقيمها قسم التربية في الجامعة بعنوان: “المناهج الدراسية بين التنظير والتطبيق في باكستان” صباح يوم الخميس الموافق 8/مارس/2018م. .

وقد حضرها سعادة عميدة كلية العلوم الاجتماعية الأستاذة الدكتورة/ ثمينة ملك وسعادة الأستاذ الدكتور/ نبي بخش جماني مدير إدارة التعليم عن بعد ورئيس قسم التربية ورئيسة قسم التربية وأساتذة وأستاذات وطلاب الدراسات العليا بالقسم وطالباتها . .

بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم . . ثم رحبت الأستاذة الدكتورة/ ثمينة ملك عميدة كلية العلوم الاجتماعية وأستاذة التربية بمعالي رئيس الجامعة البروفيسور الدريويش شاكرة لمعاليه على رعايته لهذه الندوة المهمة في عنوانها ومكانها وزمانها . .

بعد ذلك قدم سعادة الأستاذ الدكتور/ نبي بخش جماني مدير إدارة التعليم عن بعد نبذة عن الندوة وأهميتها وما تتناوله من جديد مفيد من الأساليب المبتكرة والتقنيات الحديثة في مجال مراجعة المناهج الدراسية بما يوافق وحاجة اليوم ومتطلب السوق . .

بعد ذلك ألقى معالي رئيس الجامعة كلمة بدأها بالحمد لله والثناء عليه والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. . ثم شكر للجهة المنظمة وجميع لجانها. . وقال: يعد التعليم من ركائز نهضة الأمم؛ حيث إن الدول المتقدمة تهتم بإصلاح نظام التعليم وخططه وأهدافه ومناهجه؛ وتجعله على رأس الأولويات باعتباره القاطرة التي تعبر به في أمان إلى المستقبل؛ وبيان ذلك: أن التعليم هو ثروة وقيمة ثقافية في حد ذاته؛ وهو ركيزة لدفع عجلة التنمية والتطور، ووسيلة للحراك والتغير الاجتماعي والتميز والتفوق والإبداع العلمي ومواجهة تحديات العصر والعولمة؛ وإن الوقوف على المناهج الدراسية كفيل بتحقيق الاتزان؛ باعتبارها وسيلة للتعليم لتحقيق أهدافه وخططه؛ وهو بحق الترجمة الفعلية والعملية لأهداف التربية وخططها واتجاهاته . .

 مضيفاً معاليه: ولأجل هذا الغرض فإن الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد التي تعد إحدى أهم الجامعات الوطنية في باكستان تهتم بما يعود نفعه على المجتمع الباكستاني وخاصة في مجال التعليم.. وإسهاماً في النهوض بهذا المجتمع نحو الأفضل وتشخيص احتياجاته ومتطلباته والعمل على معالجة مشكلاته ومعوقاته.. ومن هنا دعت الجامعة إلى عقد هذه الندوة المهمة والتي تنعقد لمدة يومين بعنوان: (المناهج الدراسية بين التنظير والتطبيق في باكستان) والتي تأتي ضمن مجموعة من المؤتمرات والندوات والملتقيات التي تقيمها الجامعة في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية والتقنية والتطبيقية.. ولا شك في أهمية هذه الندوة لتشخيص واقع التعليم في باكستان وتطويره وعلاج ما قد يعترض طريقه أو يعوق تحقيق أهدافه وغاياته..

موضحاً معاليه: أنه لابد لنا أن نقف وقفات للاطلاع على واقع التعليم ورجاله ومناهجه ومقرراته وأساليب أدائه للتشخيص والتقويم والارتقاء نحو الأفضل.. لا سيما مع ما حدث من مستجدات في هذا العصر تقنياً وتطبيقياً وتكنلوجياً وإعلامياً وغيرها، ومدى قدرة الطلاب تعلماً وتعليماً على مسايرة العصر ومتطلباته ومستجداته في ظل هذه الثورة التقنية والإعلامية الحديثة في مختلف المجالات وما تفرزه وينتج عنها من محاسن ومساوئ..

هذا ولا شك يؤكد من مسؤولية الجامعات ورواد التربية والتعليم والعلماء، ومن رسالتهم تجاه مجتمعاتهم المتمثلة في بيان الحق وإيضاحه ودلالة الناس على الخير والرشاد.. والتحذير من الباطل وشبهاته.. آملاً أن تغطي محاور هذه الندوة ما أشرت إليه من خلال أوراق العمل ومداخلات الباحثين الفضلاء والمشاركين الأعزاء من طلاب العلم والحاضرين وأهل الخبرة والدراية ومن عايش هذا التعليم منذ بداياته..

مشيراً معاليه: لا بد لنا من بيان العديد من التحديات التي تواجه المناهج الدراسية في عصر العولمة، وأنها تتعرض لأشد ضغوط العولمة سواء من جانب أسسها الفكرية أو من جانب آلياتها وخاصـة مـن حيـث تحكمهـا في مصـادر المعلومات المعاصرة والتكنولوجيا بأنواعها المختلفة؛ وهـذا يتطلـب مـن المـنهج الـدراسي العمـل عـلى التكيــف مـع هـذه المتغـيرات والتحــديات مـن أجـل تحقيـق تعلــيم مثمر ٍوناجح، ومن أهم هذه التحديات: تحدي النمو السريع للمعرفة وتدفق المعلومات، وثورة تقنية المعلومات، تعريب العلوم النافعة، تحدي القيم، وتحدي الإبداع؛ ولذلك لا بد من بناء أو إعادة بناء نظام تعليمي قوي ومتماسك من خلال التركيز على: 

–      تدعيم الهوية الثقافية للمجتمع ومسايرة التطورات المعاصرة.

–      تزويد الطلاب بمفهوم المواطنة–الحقوق والواجبات والمسؤوليات–، وتنمية مقومـات الانتمـاء الوطني وترسيخه..

–      تعويد الطلاب على استخدام أسلوب التفكير العلمي والناقد وتنمية مهارات التفكير والاختيار بين البدائل والانتقاء ومواجهة المواقف والمشكلات واتخاذ القرارات والحلول المناسبة..

–      التأكيد على جهود وإنجازات ودور العلماء العرب والمـسلمين فـي بنـاء الحـضارة العربيـة والإسلامية والعالمية.

مبيناً معاليه: وفي مجال تخطيط وتطوير مناهج العلوم وتأليف الكتب المدرسية لا بد من الاهتمام بالغايات الأربع لتدريس العلوم تتفق مع مبادئ تقرير اليونسكو للتربية في القـرن الحـادي والعشرين وهو أن التعليم يجب أن يقوم على المبادئ الأربعة التالية: تعلم لتعرف ( كيف تعرف وليس ماذا تعرف)/ تعلم لتعمل/ تعلم لتعيش وتـشارك مع الآخرين/ تعلم لتكون.

وختم معاليه كلمته قائلاً: وهنا نقدم بعض مقترحات وتوصيات قد تهم في الارتقاء بمستوى المناهج الدراسية والعملية التعليمية في مواجهة تحديات العولمة؛ ومن ذلك:

–      إيلاء مكانة خاصة ومتميزة في السياسات التربوية والمناهج وطرق التدريس لمفهوم التعليم، وإعادة النظر في المناهج ومضامينها في ضوء روح العصر ومتطلباته، وفي ضوء الخصوصيات الثقافية للأمة، مع تحقيق التوازن بين التقدم العلمي والتكنولوجي.

–      التأكيد في المناهج الدراسية على إكساب الدارسين للقيم والمضامين الإنسانية والعالمية دون إغفال القيم والأخلاق الإسلامية.

–      تصميم المناهج بحيث تعطى فرصة لإيجابية الطالب وأعمال قدرته الإبداعية، وإكساب الطالب مهارات البحث العلمي والتفكير الناقد منذ الصغر.

–      استخدام أساليب وأدوات ووسائل مختلفة لاكتشاف ميول ومواهب وقدرات الطلاب وتـوجيههم التوجيه السليم والمناسب سواء أكان للتعليم العام الأكاديمي أو الفني والتقني.

–      الاستفادة من الاتجاهات العالمية الحديثة في بناء وتطوير المناهج؛ وهي: تنمية مهارات التفكير والثقافة العلمية، والمستحدثات العلمية وأخلاقيات العلم.

–      ربط الجوانب النظرية بالجوانب العملية والتطبيقية في المناهج والتأكيد على الممارسة والنشاط وعمل المشروعات في عملية التعليم والتعلم.

بعد ذلك تم تسليم درعاً تذكارياً لمعالي رئيس الجامعة والضيوف مع الصورة التذكارية . .