معالي رئيس الجامعة يخطب في جامع الملك فيصل بإسلام آباد عن: فضائل ومسائل شهر رمضان المبارك

خطب معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش بمسجد الملك فيصل يوم الجمعة 5/9/1437هـ الموافق 10/6/2016م..

juma-prayer-02وفي بداية خطبته أوصى معالي رئيس الجامعة الحاضرين بتقوى الله سبحانه وتعالى والتقوى هي امتثال أوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه، ويحققها المسلم في رمضان بمراقبة الله تعالى في صيامه، وامتناعه عن الشهوات والمباحات في نهار رمضان، وبالإقبال على صلاة القيام، وقراءة القرآن، وفعل البر والإحسان، وإخراج الزكاة والصدقات، وبر الآباء والأمهات، وصلة الرحم والقرابات، وإطعام الطعام، وإفشاء السلام وكفالة الأيتام، والعطف على الفقراء والمساكين، وتفقد المحتاجين، والقيام بالواجبات بنشاط وهمة..

 كما أوصاهم بلزوم سبيل الحق والهدى والصراط المستقيم.. والتمسك بالعقيدة الصحيحة الصافية المستمدة من الكتاب والسنة.. والبعد عن التطرف والغلو والتشدد والإفراط والتفريط والإفساد والإرهاب بشتى صوره وأنواعه وأشكاله..

كما تطرق معاليه في خطبته إلى فضائل ومسائل شهر رمضان المبارك حيث قال: إن ربنا سبحانه وتعالى أنعم علينا بمواسم الخيرات وأزمنة لمضاعفة أجور الطاعات، ومن هذه المواسم الفاضلة شهر رمضان المبارك.. شهر الرحمة والغفران.. يسعى فيه المؤمن ليكون من الفائزين، فيصوم نهاره، ويقوم ليله، ويكثر من الصدقات، ويتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحات، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفي بمجيء هذا الشهر ويتهيأ لاستقباله، ويعرّف الناس فضائله ومزاياه، ويذكر لهم ما فيه من خيرات ورحمات وبركات.. فتقوى عندهم الهمة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ».

فلنحافظ على صوم شهر رمضان ولنبتعد فيه عن اللغو والرفث والعصيان، والغيبة والنميمة وكل فعل لا يرضي الرحمن.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ».

juma-prayer-01أيها المسلمون: ومن معاني الاستعداد لاستقبال شهر البر والخيرات أن نسارع بالتوبة النصوح الصادقة، وأن نعقد النية على الإخلاص في صيامنا وقيامنا, ليغفر الله تعالى لنا ما تقدم من ذنوبنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»..

إخوة الإيمان: إن بلوغ رمضان لنعمة كبرى، ومنة عظمى، يقدرها حق قدرها، الصالحون المشمرون، فواجب على كل مسلم ومسلمة منَّ الله عليه ببلوغ شهر رمضان، أن يغتنم الفرصة، ويقطف الثمرة، فإنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة، وندامة لا تعدلها ندامة، كيف لا وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في محاورته مع جبريل عليه السلام : “من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فدخل النار، فأبعده الله، قل آمين، فقلت آمين”.

عباد الله: رمضان شهر العبادة والطاعات والانتصارات، شهر العفة والنقاء، والطهر والصفاء، رمضان شهر التوبة والصيام، والصلاة والقيام، رمضان شهر الجود والقرآن، والإخبات والإحسان، شهر التهجد والتراويح، والأذكار والتسابيح، له في قلوب الصالحين بهجة، وفي قلوب العباد فرحة، فنسأل الله أن يتقبل منها صيامنا وقيامن.. ويكتبنا فيه من العتقاء من النيران…، في رمضان تسمو النفوس، وتصفو القلوب، وفيه تتجلى القوى الإيمانية، والعزائم التعبدية، يدع الناس فيه ما يشتهون، ويصبرون عما يرغبون، استجابة لربهم، وامتثالاً لخالقهم، وطاعة لمولاهم، يتركون الشراب والطعام، ويتلذذون بطول القيام..

وفي آخر الخطبة دعا معالي رئيس الجامعة دعاءً جامعاً لجميع المسلمين بخيري الدنيا والآخرة.. وبالنصر والتمكين للأمة الإسلامية جمعاء..