(معالي رئيس الجامعة يتلقى دعوة من معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي للمشاركة في مؤتمر (الوحدة الإسلامية ــ مخاطر التصنيف والإقصاء

عملاً على جمع كلمة العلماء والدعاة وتقريب وجهات النظر بينهم ونشر قيم الوسطية والاعتدال وتعميق أواصر التآخي والتآلف بين المسلمين ونبذ خطاب التصنيف والإقصاء تعقد رابطة العالم الإسلامي مؤتمراً عالمياً إسلامياً برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله- وذلك بعنوان: “الوحدة الإسلامية –مخاطر التصنيف والإقصاء” وذلك يومي 5-6 ربيع الثاني 1440هـ الموافق 12-13 ديسمبر 2018م..

وتلقى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش وعدد من نوابه وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام المختلفة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة.. دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر من قبل صاحب المعالي الشيخ الدكتور/ محمد بن عبد الكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ووزير العدل رئيس المجلس القضاء الأعلى سابقاً..

وبهذه المناسبة السعيدة المباركة صرح معالي رئيس الجامعة في تصريح له بأن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في وقت حاسم حيث يعاني العالم من التشتت والخلاف والتشرذم والتعصب والطائفية، ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من ذلك، حيث قال: “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” وأن ضرورة الوحدة والوئام والاعتصام بحبل الله المتين وعروته الوثقي التي لا انفصام لها ونبذ الغلو والتفرق والتشرذم والخلاف يزداد يوماً فيوماً.. حتى يتحقق للأمة الإسلامية ريادتها التي فقدتها الأمة..

مثمناً معاليه جهود معالي أمين عام رابطة العالم الإسلام الدكتور عبد الكريم العيسى التي أثمرت –ولله الحمد- عن بيان وشرح موقف الإسلام من القضايا الدولية الراهنة، وأن الإسلام دين الوسطية والاعتدال والاتزان والتعايش والتسامح والمعاني الصحيحة والآداب الفاضلة والقيم النبيلة التي تنشدها الإنسانية جمعاء، والتي –ولله الحمد- أثمرت ثماراً يانعة طيبة مباركة في بيان وتوضيح صورة الإسلام الصحيحة ونهج المملكة العربية السعودية الإسلامية باعتبارها بيت المسلمين الكبير وباعتبارها رائدة العمل الإسلامي ورائدة التضامن الإسلامي ورائدة الوحدة الإسلامية والدولة التي ترعى الحرمين الشريفين وتبذل كل ما وسعها من أجل راحة وطمأنينة كل حاج وكل معتمر وكل وافد لبلاد الحرمين الشريفين..

كما أشاد معالي رئيس الجامعة بالعلاقة الوطيدة بين المؤسستين الرائدتين رابطة العالم الإسلامي والجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، فبينهما رابطة قوية وقديمة قائمة على أصول ومبادئ إسلامية، وأن الرابطة تدعم أنشطة الجامعة ومشاريعها وفق الإمكانيات المتاحة لديها، وأن كل من تولى أمانة الرابطة سلفاً وخلفاً كانت الجامعة الإسلامية العالمية محور اهتمامهم ورعايتهم لمعرفتهم التامة بأهمية الجامعة ومكانتها على المستوى العلمي والأكاديمي والدعوي والتثقيفي والجغرافي، حيث تعد مؤسسة تعليمية رائدة وفريدة في شبه القارة الهندية لترسيخ مفاهيم الاستقامة والاعتدال وتنشئة جيل صالح متسلح بالعقيدة الإسلامية الصافية، والأخلاق الدينية الفاضلة، عامل بأحكام الإسلام ومبادئه، وهي جامعة إسلامية عالمية مستقلة تم إنشاؤها منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان (1401هـ ـ 1980م) تجمع في رحابها الطلاب والطالبات من داخل باكستان وخارجها، من الدول العربية والإسلامية والأقليات المسلمة، ليلتقوا جميعاً على مبدأ واحد ومنهج واحد، ودستور واحد، وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولينبذوا ما بينهم من خلافات مذهبية أو طائفية مدمرة، وليكونوا نواة خير لمجتمع مسلم فاضل يسوده الأمن والأمان والمحبة والمودة والاستقرار..

مذكراً معالي الرئيس بجهود هذه الجامعة في محاربة الإرهاب ونبذ الغلو والتطرف والتشدد، حيث إن الجامعة لها جهود متميزة بارزة في نبذ العنف والغلو والتطرف والإفراط والتفريط والإرهاب والإفساد ومحاربة ذلك والعمل على وقاية المجتمع منه ومن آثاره المدمرة، وأخطاره العظيمة على الفرد والمجتمع والدولة والعالم أجمع وترسيخ منهج الإسلام الوسطي المعتدل؛ وذلك من خلال عنايتها بالمناهج والمقررات الدراسية عناية بالغة منذ إنشائها لاسيما في هذا الوقت، واهتمامها بإعداد الطالب والطالبات إعداداً علمياً وتربوياً سليماً وبناء شخصيته على أساس متين من الإسلام الصحيح، والمعتقد السليم، ووفق وسطية الإسلام واعتداله واستقامته واتزانه، وبما يؤهله ليكون عضواً صالحاً نافعاً لمجتمعه ودولته وأمته، مع الأخذ في الاعتبار متطلبات الحياة المعاصرة، واحتياجاتها وسوق العمل الحاضر، والحرص على سلامة هذه المناهج والمقررات مما يفسد الأخلاق، أو يعارض السلوك، أو يهدم الدين أو يفرق جمع الأمة أو ينمي فيها الطائفية أو المذهبية أو التعصب الأعمى المقيت..

وأضاف معالي الدكتور الدريويش خلال تصريحه أن مشاركة الجامعة في مثل هذه المؤتمرات إنما تأتي تفعيلاً لمذكرة تفاهم وتعاون بين الجامعة والرابطة التي اتفق عليها الجانبان في إطار توثيق الصلات الأكاديمية والمعرفية والعلمية والتعليمية والدعوية والتوعوية والتربوية بين الجانبين لتحقيق الأهداف المشتركة، والتي تم الاتفاق عليها خلال زيارة صاحب المعالي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي والوفد المرافق له للجامعة بتاريخ 26/4/1438هـ الموافق 25/1/2018م، وتضمنت المذكرة على التعاون والتنسيق في مجال التعريف بالإسلام ومبادئه، ونشر الوسطية والاعتدال، ومكافحة الغلو والتطرف، وبيان موقف الإسلام من الحركات المتطرفة والتيارات المنحرفة، وإجراء الدراسات الإسلامية والبحوث المتعلقة بالواقع الإسلامي المعاصر ومشكلاته وحلولها، وترجمتها ونشرها، وطباعة الكتب والرسائل العلمية التي تخدم الإسلام والمسلمين، وتبرز القيم الإسلامية الصحيحة..

كما أشاد معاليه خلال تصريحه بدور رابطة العالم الإسلامي الكبير على مختلف هيئاتها ومؤسساتها ومراكزها وممثليها في مختلف دول العالم على ما تضطلع به من جهود رائدة خدمةً للإسلام والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة وفق منهج الإسلام الوسطي الصحيح ومعتقده الحق ويسره وسماحته واعتداله واستقامته ورحمته وأخوته، وتكاملها مع سائر المؤسسات التعليمية والهيئات الخيرية والمراكز التوعوية والدعوية من أجل تحقيق رسالتها وأهدافها الخيرة، فهي امتداد تاريخي حقيقي بل وضروري لإخوانها في العالم الإسلامي لتقديمها الإسلام الصحيح الذي أراده الله للإنسانية..

مؤكدا معاليه على أهمية الوحدة بين المسلمين وتحقيق الأخوة الإسلامية الصادقة التي ترتقي فوق المصالح السياسية والشخصية المجردة والمحققة لطموح المسلمين أجمع، ونبذ النزاع والخلاف والطائفية، وقبول التعددية والتنوع في إطار المجتمع الواحد والدولة الواحدة وفق ضوابط الإسلام وأحكامه، والعمل على تحصين الشباب ضد الشبهات والرد على كل من يحاول أن يبث سمومه من أجل تشويه صورة الإسلام الصحيح، وتفعيل دور المؤسسات التعليمية والجامعات في محاربة الغلو والتطرف والإرهاب، وصيانة أفكار الشباب وتحصينهم وتأمينهم علمياً وفكرياً ضد مخاطر الانزلاق في مستنقع التطرف والغلو والأفكار الضالة، وعلى أهمية محاربة التطرف والغلو والإرهاب، وذلك عن طريق تشخيص أسبابه ثم تحديد سبل الوقاية منه، ثم معالجته وفق خطاب إسلامي معتدل يستمد نهجه من سماحة الإسلام ويسره وعدالته، وتحقيقه لمقاصد الشريعة وغاياتها وموازنتها بين المصالح والمفاسد وفقاً لفقه الموازنات والأولويات، والبعد عن المواجهة أو العنف أو التشدد، والعمل بقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح..

كما أشاد معالي رئيس الجامعة بعمق العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين الشقيقين –جمهورية باكستان الإسلامية والمملكة العربية السعودية، وأن جذور هذه العلاقات تصل إلى حين تعزيز فكرة إنشاء دولة مستقلة لمسلمي شبه القارة الهندية من قبل المملكة العربية السعودية ومن ثم ازدادت العلاقات رسوخاً إلى أن بلغت أمدها ومنتهاها في عهد قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك الحازم العازم الجازم سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ أيده الله ـ ..

كما أشاد معالي رئيس الجامعة بجهود المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك الحازم العازم سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبد العزيز -وفقه الله- في خدمة الإسلام وأهله، ودعمهم لكل ما من شأنه أن يعينهم ويرتقي بهم ويجعل من أمة الإسلام أمة قوية تأخذ مكانها الصحيح بين أمم العالم تقدمًا ورقيًا وأمنًا وأمانًا وسلمًا وسلامًا وحضارة ومدنية في ظل أحكام الإسلام وتعاليمه السمحة..

مؤكداً معاليه باسمه واسم إخوانه من منسوبي الجامعة تأييده للمملكة العربية السعودية فيما تتخذه من إجراءات للدفاع عن نفسها والرد على الشبه التي تثار حولها، مثمناً الدور الباكستاني الرائد في تعزيز العلاقات الأخوية الإسلامية بين البلدين الشقيقين..

وجدير بالذكر ان الرابطة تعقد وبموافقة سامية ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين مؤتمراً عالميا دولياً في مكة المكرمة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم خلال المدة من 12/12/2018الى 14/12/2018بحضور ومشاركة كوكبة من علماء وفقهاء العالم الاسلامي ومفكريه ..