معالي رئيس الجامعة يؤم المصلين في صلاة الاستسقاء في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد..

is2تأسياً بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بإقامة صلاة الاستسقاء، وامتثالاً لقول الله سبحانه وتعالى: ((أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)) الآية.. ونظراً لحاجة العباد والبلاد للأمطار أقامت الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد صلاة الاستسقاء يوم الخميس 22/12/2016م..

وقد أمّ معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش جموع المصلين في صلاة الاستسقاء بناءً على توجيه معاليه للأساتذة والطلاب وجميع الموظفين في الجامعة للاشتراك في هذه الشعيرة العظيمة والسنة النبوية الشريفة.. وبعد أداء صلاة الاستسقاء خطب معاليه خطبة قصيرة أوصى الجميع بتقوى الله تعالى في السر والعلن.. كما حثهم على الاكثار من الاستغفار والتوبة والإنابة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، والإحسان إلى عباد الله والإكثار من النوافل والطاعات والصدقات والصلوات.. وأن يظهر الجميع الافتقار والتواضع إلى الله عز وجل.. حتى يكشف الله ما هم فيه من البلاء والامتحان من حبس الأمطار التي بها حياة العباد والبلاد كما قال الله تعالى:  :(وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون).

وأضاف معاليه: بأنه لا بد أن نتأمل في واقعنا الذي نعيشه كم أجدبت الأرض ويبست الزروع وتحطمت الأغصان الخضراء، ونرى القحط والجفاف الذي يمر بنا والغلاء والوباء والأمراض الفتاكه.. فإن هذه المصائب تحذير ونذير من الله لنا وهو بسببنا وبسبب المعاصي والذنوب التي اقترفناها ولم نعالجها بالتقوى.. قال تعالى: ((وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ)).

وأن الإيمانُ والتّقوى سببُ النعم والخيراتِ، وبهما تفتَح بركات الأرض والسماء ويتحقَّق الأمن والرخاء، ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)). والتّقوى هي الخوف من الله سبحانه وتعالى والعمل ليوم القيامة ولأجلِ ذِكرِ ذلك اليومِ والعَمل له فإنَّ الله تعالى يذكِّر عبادَه إذا غفلوا، وينذرهم إذا عصَوا، وقد أخبر سبحانَه أنّ ما يحلُّ بالبشر إنما هو من أنفسهم قال مجاهد: “إنَّ البهائم لتلعَن عصاةَ بَني آدم إذا اشتدَّت السَّنة وأمسك المطر، وتقول: هذا بشؤمِ معصيةِ ابن آدم فاتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى، وتوبوا إليه واستغفروه.. فان الاستغفار سبب للرزق ورحمة الخلق فان الاستغفار مفتاح كل باب ومفتاح كل صعب وسبب لنزول الأمطار ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا )).

ولذا فنحن جميعاً مطالبون بالتوبة النصوح، قال تعالى {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم} فبادِروا بتوبةٍ نصوح ما دام في العُمر فسحة والباب مفتوح، وأكثِروا من الاستغفار فبِه تُستَجلَب رحمة الله، فقال سبحانه: {ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} قرأها الفاروق رضي الله عنه من على المنبر يستسقي ثم قال: (لقد طلبتُ الغيثَ بمجاديح السماء التي يُستنزَل بها المطر). وقال تعالى {لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)).

وعلينا أن نلجأ إلى الله تعالى بالضراعة والدعاء، ونتوجه إليه بالشكر والثناء، ونبسط أيدينا بالصدقة والعطاء، فهي من أعظم أسباب نزول المطر..

وفي ختام خطبته دعا معاليه دعاءً جامعاً بأن يرحم الله عباده

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيّ ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهمّ اسقنا غيثًا هنيئًا مريئًا طبَقًا مجلِّلاً سحًّا عامًّا، نافعًا غيرَ ضار، عاجلاً غيرَ رائث، اللهمّ تحيي به البلادَ، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغًا للحاضِر والباد.

اللهم إنَّا خلقٌ من خلقك، فلا تمنع عنَّا بذنوبنا فضلك. اللهم إنَّا نستغفرك إنّك كنت غفّارًا، فأرسِل السماءَ علينا مدرارًا. ربنا ظلمنا أنفسَنا، وإن لم تغفِر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين. ربّنا لا تؤاخِذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملتَه على الذين من قبلنا، ربَّنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقةَ لنا به، واعفُ عنَّا، واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين..

اللهم اجعل ما أنزلته على عبادك رحمة لهم ومتاعاً إلى حين ، إنك سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

ثم دعا معاليه جميع الحاضرين بتحويل الرداء اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وتفاؤلاً بأن يحول الله حال المسلمين من الشدة إلى الرخاء ومن العسر إلى اليسر.. وتفاؤلاً باستجابة الله سبحانه وتعالى لدعاء المستسقين وتغيير حالهم بنزول المطر..