مجمع البحوث الإسلامية بالجامعة ينظم ورشة عمل بعنوان: “إعادة تشكيل المجتمع في ضوء السيرة النبوية”

عقد مجمع البحوث الإسلامية بالجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ورشة عمل بعنوان: إعادة تشكيل المجتمع في ضوء السيرة النبوية” لمدة يومين، وعقد الحفل الافتتاحي للورشة في قاعة علامة إقبال في المقر القديم للجامعة بتاريخ 22/11/2018م برعاية معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور معصوم ياسين زئي، وتحت إدارة معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الدريويش، وحضور وتشريف وزيرة الإنتاج الدفاعي الأستاذة/ زبيدة جلال، وحضر الحفل نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وعدد كبير من العلماء والوجهاء والصحفيين ورجال الإعلام.

وفي بداية الحفل رحب سعادة الأستاذ الدكتور محمد ضياء الحق مدير عام مجمع البحوث الإسلامية بجميع الحضور وشكر معالي الوزيرة على افتتاح الورشة وبين أهداف الورشة، واستعرض جهود الجامعة في سبيل صياغة “رسالة باكستان”.

تم تحدثت معالي الوزيرة السيدة زبيدة جلال وشكرت إدارة الجامعة ومدير عام مجمع البحوث الإسلامية على دعوتها للمشاركة في الورشة وأكدت على أهمية اتباع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بسنته والاهتداء بهديه لمعالجة المشاكل التي تمر بها الأمة الإسلامية، مبينة أن الإسلام منح فرصاً متساوية للرجال والنساء في جميع مجالات الحياة.

وقدرت جهود الجامعة والمجمع في صياغة رسالة باكستان الذي يجب أن ينشر في جميع أنحاء الدولة، وأكدت على أن الحكومة ستحاول نشرها وإيصالها إلى جميع الشعب والفئات في جميع نواحي باكستان لا سيما بلوشستان والسند، وسيتم عقد برامج خاصة في هذا الخصوص.

تم تحدث معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور معصوم ياسين زئي وبين أنه يجب تأسيس المجتمعات الإسلامية وإعادة تشكيلها في ضوء تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، والجامعة تقدم خدماتها في هذا المجال، مبيناً أن الجامعة تعمل على إنشاء مركز السيرة للإعلان عن زمالات ما بعد الدكتوراه لإجراء الأبحاث حول تطبيق السيرة في المجتمع، مؤكداً على أهمية اتخاذ خطوات عملية لإدخال السيرة في المدارس لتربية الأطفال.

تم تحدث معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الدريويش وشكر سعادة الأستاذ الدكتور محمد ضياء الحق على تنظيم هذه الورشة المهمة والمعرض، وشكر معالي الوزيرة على زيارتها للجامعة وتشريفها للحفل، ورحب بجميع الحضور، وبين معاليه أهمية سيرة الرسول في بناء المجتمع المدني، فقال: “من الاستعراض السريع والمختصر لبناء المجتمع المدني من خلال أحداث سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نجد أنه سعى لتلبية حاجة العباد القائمة للاجتماع والتعاون والتكامل في حياة الفرد والمجتمع، وبدأت مهمة التربية الفردية للمجتمع الجديد، مع قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، حيث بدأت عملية إقامة مجتمع مختلف عن نظام القبائل العربية، وأصبح مجتمع المسلمين الذي أسس في المدينة مجتمع القيم الأخلاقية، مجتمع المثل العليا، مجتمع الإنسان، الذي تسود حياته المبادئ والقيم، مجتمع رسالة السماء، وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها لبناء مجتمع مدني سلم للمسالم يحفظ كرامة الإنسان في مجتمع مدني متحضر، فقد كانت وثيقة المدينة التي حفظت الحقوق للجميع، وكذلك تنمية المجتمع الناشئ سكانياً معنوياً وعلمياً واجتماعياً واقتصادياً وإدارياً، بل صحياً، وكذلك تنظيم العدالة للجميع بعيداً عن العصبية والعنصرية؛ كل ذلك تم تعليمه للناس وتطبيقه في مجتمع المدينة الذي سار على العدل فيسّر العلاقة وحسّنها بين الناس وربطهم بالعبودية الحقة لله تعالى وهو أرحم الراحمين”.

وأضاف الدكتور الدريويش قائلاً: “إن السيرة النبوية هي التطبيق الفعلي لشِرعته ومنهاجه، قيض الله عز وجل لها سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم ليكون القدوة المثلى التي أُمِرنا باقتفاء أثرها، والنسج على منوالها، فمن الأسس التي بنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع المدني الأخوة، وهي من الأمور التي بدأ بها صلى الله عليه وسلم إذ وطد صلة الأمة بعضها ببعض، فأقامها صلى الله عليه وسلم على الإخاء الكامل، الإخاء الذي ينتقي ويتحرك الفرد فيه بروح الجماعة ومصلحتها وآمالها فلا يرى لنفسه كيانا دونها ولا امتداداً إلا فيها، وقد أعطت هذه المؤاخاة نتيجتها بأن أذابت عصبيات الجاهلية، وأسقطت فوارق النسب واللون والوطن، ومما يمكن أن يستنتجه المرء من هذه المؤاخاة، هو يقينه صلى الله عليه وسلم أن أي دولة لا يمكن أن تنهض وتقوم إلا على أساس من وحدة الأمة وتساندها، ولا يمكن لكل من الوحدة والتساند أن يتم بغير عامل التآخي والمحبة المتبادلة”.

مضيفاً معاليه: “عند ما جاء النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وجد بها يهودا توطنوا ومشركين مستقرين، فلم يتجه فكره إلى رسم سياسة للإبعاد أو المصادرة والخصام، بل قبل عن طيب خاطر وجود هؤلاء وأولئك وعرض عليهم معاهدة تقضي أن لهم دينهم وله دينه، وأن المسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم أمة واحدة، وقد نطقت هذه الوثيقة برغبة المسلمين في التعاون الخالص مع يهود المدينة لنشر السكينة في ربوعها، والضرب على أيدي المعادين ومدبري الفتن أيا كان دينهم، وقد نصت هذه المعاهدة بوضوح على أن حرية الدين مكفولة، فليس هناك أدنى تفكير في محاربة طائفة أو إكراه مستضعف، واتفق المسلمون واليهود على الدفاع عن يثرب إذا هاجمها عدو، كما جاءت حرية الخروج من المدينة لمن يبتغي تركها والقعود فيها لمن يحفظ حرمتها”.

وفي ختام كلمته كرر معاليه شكره وتقديره لجميع الحاضرين والحاضرات وخصوصاً لمعالي الوزيرة ولمعالي راعي الجامعة.

ثم توجه الضيوف إلى معرض السيرة الذي أقيم على هامش الورشة في مجمع البحوث الإسلامية، وتم افتتاحه على يد معالي الوزيرة ومعالي راعي الجامعة ومعالي رئيسها، وأشادت معالي الوزيرة بما رأته من حسن تنظيم.