كلمة معالي الرئيس بعد صلاة الظهر اليوم

رئاسة معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش لاجتماع مجلس كلية الإدارة وإلقاء الكلمة بعد صلاة الظهر في مصلى المبنى ابن خلدون للطلاب.

        انعقد اجتماع مجلس كلية الإدارة تحت رئاسة معالي رئيس الجامعة وعميد كلية الإدارة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش في غرفة السيمينارات في الكلية في يوم الخميس الموافق: 31 مايو 2018م في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا، وذلك لمناقشة خطط الدكتوراه والماجستير والشؤون الأكاديمية الأخرى الخاصة بالكلية.

        رحب معالي الرئيس في الاجتماع وكيل الكلية الدكتور ذو الفقار علي شاه ورؤساء ورئيسات الأقسام وأساتذة وأستاذات الكلية أعضاء المجلس، وأكد عليهم أن يبذلوا مزيدا من الجهود في الرقي بهذه الكلية وأن يؤدوا أعمالهم بالجد والاجتهاد ولا سيما الرؤساء ورئيسات الأقسام؛ لأن عليهم مسؤولية كبيرة.

        ولما حان وقت صلاة الظهر أوقفت الجلسة وخرج الجميع لأداء صلاة الظهر حيث أم معالي الرئيس صلاة الظهر وبعد الصلاة ألقى معاليه كلمته الضافية التوجيهية أمام المصلين من الطلاب والموظفين بمناسبة شهر رمضان وأهميته وفضل صالح الأعمال فيه وقال:

        إن الله سبحانه وتعالى أعطى لكل واحد منا حياة لفترة قصيرة وهي أيام معدودات مثل أيام شهر رمضان كما عبر عنها الله سبحانه وتعالى: ” أياما معدودات ” فلنغتنم هذه الفرصة القصيرة ونزود لآخرتنا التي هي حياة لا نهاية لها. وهذا هو الشهر المبارك الذي انتصف اليوم وبقي له نصفه الثاني، فلنراجع أنفسنا ماذا فعلنا في نصفه الأول؟ هل حاولنا أن نرضي فيه ربنا بصالح أعمالنا أم قصرنا في هذا الجانب؟ والذين وفقهم الله لصالح الأعمال في النصف الأول فليزيدوا منها في النصف الثاني والذين قصروا فيها فعليهم الإنابة إلى الله والتوبة من معاصيهم وزلاتهم وعليهم أن يغتنموا النصف الثانى وأن لايقصروا في التقرب إليه بالعبادات والتلاوة والإنفاق في سبيله. وليعرف كل واحد منا أنه لن يعيش في هذه الدنيا الفانية لفترة طويلة بل أعمارنا عامة حسب الأثر المعروف مابين ستين وسبعين، أعمار قصيرة جدا إذا قارناها بأعمار الأمم الغابرة، فإن نوحا عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما فلما جاءه ملك الموت سأله عن حقيقة فترة الدنيا فقال: مثل إنسان دخل من باب وخرج من باب آخر. فأين هم وأين نحن من حيث الأعمار. عامة أعمارنا ما بين ستين وسبعين، فلا نضيع هذه الفترة القصيرة في الشهوات ولذات المعاصي ولا نسخط ربنا فإن كل واحد منا يكون في قبره لوحده لايكون معه ولد ولا مال ولا شيء بل يكون معه أعماله الصالة إن قام بها في هذه الدنيا، ويسأل في القبر من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ ولن يوفق الإنسان للإجابة على هذه الأسئلة إلا إذا كان صالحا تقيا نقيا.

        وعلينا أن نخلص في عباداتنا وأن نبتعد عن الرياء والسمعة وأن نجعل قلوبنا علقة بالمساجد ولا نكون من الذين يدخلون المساجد وكأنهم مثل الطير في القفس يستعجل في العبادة والتي هي خالية من الإخلاص والتوجه إلى الله عز وجل وهو يريد الخروج من المسجد بسرعة بل لوحظ في البعض أنه يبحث عن المساجد التي يقرأ فيها الأئمة بعجلة أو يكتفون بقصار السور في الصلوات.

        أيها الإخوة الكرام! هذا الشهر المبارك أوله رحمة، ونبينا نبي الرحمة ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)) ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ))، وقرآننا رحمة ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)). فهل نحن استفدنا بهذه الرحمة؟ وهل جعلنا رحمة الله تتوجه إلينا؟ وهل قمنا بتلاوة القرآن والعمل به حتى يكون رحمة لنا؟ كل هذه الأسئلة تحتاج منا الجواب.

        وأوسط هذا الشهر المغفرة فهل تبنا إلى الله؟ وهل طلبنا منه أن يعفو عنا ويغفر لنا خطايانا وذنوبنا؟ وإذا حصل منا تقصير في هذا الجانب فعلينا أن نتدارك في الأيام المتبيقة من هذا الشهر الكريم المبارك.

        أما آخر هذا الشهر فهو نتيجة الأعمال الصالحة والأثر المترتب عليه وهو عتق من نار جهنم، وما أدرىك ما هي نار جهنم بل ورد في الأثر أن لله عتقاء في كل ليلة من ليالي رمضان.

        فأيها الإخوة: نغتنم هذه الآونة وهذه الفرص ربما لا نلقى رمضان القادم فنرضي ربنا ونستغفره ونتوب إليه ونتجنب كل ما يسخط ربنا حتى نكون عتقاء من نار جهنم. أعاذنا الله منها جميعا.

        وختم معالي الرئيس كلمته بخالص الدعاء لجميع الحضور بل للأمة كلها. 

        ثم استأنفت الجلسة ونوقشت الخطط المتبقية وفي النهاية استمع معالي الرئيس إلى السادة الأساتذة وأبدى استعداده حسب المستطاع لتوفير كل ما يريح الأساتذة وأن أبوابه مفتوحة للأساتذة دائما.

        وفي النهاية شكر الدكتور ذو الفقار علي شاه وكيل الكلية وجميع أعضاء المجلس رجالا ونساء، معالي الرئيس على حضوره ومشاركته البناءة في مناقشة الخطط وتوجيهاته السديدة لرفع مستوى البحث العلمي في الكلية وأضافوا أن هذا من مظاهر إخلاص معالي الرئيس أنه رغم أشغاله الكثيرة يوفر لنا الوقت ونحن سعداء بأنه عميدنا أيضا وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إخلاصه وحبه لهذه الكلية بل لهذه الجامعة وأن جهود معاليه دائبة ومتواصلة لرفع مستوى هذه الكلية وهذه الجامعة ونسأل الله له التوفيق والإعانة ونكرر الشكر لمعاليه على تشريفه وحضوره معنا في مجلس الكلية.