صاحب السمو الملكي الأمير جلوي بن سعود بن عبد العزيز آل سعود والوفد المرافق لسموه يزورون الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد

في إطار الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك الحازم العازم الجازم سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ أيده الله ـ  في خدمة الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة وبخاصة في جمهورية باكستان الإسلامية.. والدعم والعناية والرعاية التي تحظى بها الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد بصفة خاصة.. وما توليه حكومة المملكة العربية السعودية من اهتمام وعناية وحرص للمؤسسات التعليمية والثقافية لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأكاديمية والتعليمية والثقافية بين الجامعات والمؤسسات في المملكة وبين الدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة.. قام صاحب السمو الملكي الأمير جلوي بن سعود بن عبد العزيز آل سعود بزيارة الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد والوفد المرافق لسموه من سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي.. وذلك يوم الاثنين 12/فبراير/2018م الموافق 26/5/1439هـ..

ولدى وصول صاحب السمو الملكي والوفد المرافق لسموه إلى مبنى الإدارة في الحرم الجامعي الجديد كان في استقبال سموه معالي راعي الجامعة، ومعالي رئيس الجامعة، ونواب الرئيس، وعمداء الكليات، ورؤساء الأقسام ورئيسات الأقسام العلمية، ومدراء العموم وعدد من أساتذة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة.. واستقبل سموه الكريم بتقديم باقة من الورود والحفاوة والتكريم..

وبعد استراحة قصيرة في مكتب معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد الدريويش، شَرَّف الجميع الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة احتفاءً بسموه الكريم والوفد المرافق له، حيث بدء الحفل بآيات من الذكر الحكيم، وبعدها تم عرض الفلم الوثائقي القصير عن الجامعة ورسالتها وأهدافها والتعريف بها..

ثم كلمة ترحيبية من معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور/ محمد معصوم ياسين زائي حيث عبر فيها عن سروره البالغ وشكره الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير جلوي بن سعود بن عبد العزيز آل سعود والوفد المرافق له على زيارتهم الجامعة واهتمام سموه وحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بشؤون إخوانهم المسلمين في كل العالم وخاصة في جمهورية باكستان الإسلامية.. كما قدم شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً ولسعادة السفير وللبعثة الدبلوماسية في السفارة على اهتمامهم بالجامعة الإسلامية العالمية..

كما ألقى معاليه الضوء على ميزة الجامعة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتعتبر رمزاً وثيقاً بين البلدين الشقيقين.. ونحن نقدر هذه المشاعر النبيلة من سموكم ومن سعادة السفير تجاه جامعتنا العريقة.. وتعبيراتي قاصرة عن الشكر والتقدير لسموكم ولسعادة السفير وللجميع..

بعد ذلك ألقى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش كلمة شاملة بهذه المناسبة السعيدة على الجميع حيث قال بعد الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى بأنه عز وجل مَنَّ علينا نحن جميعَ مسؤولي هذه الجامعة العريقة وأساتذتها ومنسوبيها وطلابها بهذه الفرصة الغالية المباركة، التي سعدنا فيها بالاجتماع في هذا اليوم الأغر المبارك يوم الاثنين بصاحب السمو الملكي الأمير جلوي بن سعود بن عبد العزيز آل سعود وفقه الله.. وذلك في رحاب أكبر وأعرق الجامعات الإسلامية  العالمية في العالم الإسلامي المعروفة بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد..

مضيفاً معاليه: بأن الجامعةُ ترفل اليوم بكل معاني الكلمة في حلل البهجة والسرور؛ لأنّها ترحب بسموكم الكريم وبالوفد المرافق لكم.. فقلوبنا مليئة بالمحبة وأفئدتنا تنبض بالمودة وكلماتنا تبحث عن روح الأخوة نقول لك أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم..

فنشكركم أعمقَ الشكر وأجزلَه، ونُرَحِّب بكم من أعماق قلوبنا في جامعتكم الرائدة الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد.. والشكر والتقدير موصول لسعادة سفيرنا المحبوب الأستاذ نواف بن سعيد المالكي على اهتمامه وعنايته بهذه الجامعة ورعايته لمناشطها المختلفة..

مضيفاً معاليه في كلمته: بأنه لا يسعنا ونحن رحب بمقدمكم الميمون في هذا اليوم الأغر المبارك من أيام هذه الجامعة المباركة والتي ننعم فيها بنعم الله سبحانه وتعالى بالخيرات من السماء فهذا فأل خير وبشرى وسعادة لجميع منسوبي هذه الجامعة.. كما أحب أن أقول أن هذه الجامعة ولله الحمد تحظى بالعناية والرعاية والدعم من لدن مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية منذ كانت فكرة من جلالة الملك فيصل يرحمه الله رائد التضامن الإسلامي والتي لاقت قبولاً ودعماً من هذه الدولة الإسلامية الرائدة جمهورية باكستان حتى نمت ونشأت بحمد الله وأصبحت على ما عليه الآن.. وهي تلقى دعماً من قبل المملكة العربية السعودية وبخاصة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك الحازم الجازم سلمان بن عبد العزيز آل سعود أيده الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله.. سواء كانت مباشرة وذلك من خلال الزيارات التي قامت بها أصحاب المعالي والسعادة أو عن طريق سفراء خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد وخاصة في عهد سعادة سفيرنا الفاضل الأستاذ نواف بن سعيد المالكي..

مقدماً معاليه نبذة مختصرة عن الجامعة حيث قال: وفي هذا اللقاء المبارك أنتهز هذه الفرصة المباركة لتقديم نبذة مختصرة عن أهمية هذه الجامعة ومكانتها على المستوى العلمي والأكاديمي والدعوي والتثقيفي والجغرافي.. وهي مؤسسة تعليمية رائدة وفريدة في شبه القارة الهندية لترسيخ مفاهيم الاستقامة والاعتدال وتنشئة جيل صالح متسلح بالعقيدة الإسلامية الصافية، والأخلاق الدينية الفاضلة.. عامل بأحكام الإسلام ومبادئه.. وهي جامعة إسلامية عالمية مستقلة تم إنشاؤها منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان باقتراح من جلالة الملك فيصل يرحمه الله الذي بدأت هذه الجامعة أولى نواتها من جامع الملك فيصل الذي بناه جلالته.. وتجمع في رحابها الطلاب والطالبات من داخل باكستان وخارجها.. من الدول العربية والإسلامية والأقليات المسلمة.. والذين وصل عددهم بحمد الله هذا العام إلى أكثر من (30 ألف طالب وطالبة) منهم أكثر من (350) طالب وطالبة من طلاب المنح الدراسية من مختلف الدول.. ليلتقوا جميعاً على مبدأ واحد وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. ولينبذوا ما بينهم من خلافات مذهبية أو طائفية مدمرة.. وليكونوا نواة خير لمجتمع مسلم فاضل يسوده الأمن والأمان والمحبة والمودة والاستقرار..

مشيداً معاليه بجهود هذه الجامعة المتميزة البارزة في نبذ العنف والغلو والتطرف والإفراط والتفريط والإرهاب والإفساد.. ومحاربة ذلك.. والعمل على وقاية المجتمع منه ومن آثاره المدمرة، وأخطاره العظيمة على الفرد والمجتمع والدولة والعالم أجمع.. وترسيخ منهج الإسلام الوسطي المعتدل؛ وذلك من خلال عنايتها بالمناهج والمقررات الدراسية عناية بالغة منذ إنشائها؛ واهتمامها بإعداد الطالب إعداداً علمياً وتربوياً سليماً وبناء شخصيته على أساس متين من الإسلام الصحيح، والمعتقد السليم.. ووفق وسطية الإسلام واعتداله واستقامته واتزانه.. وبما يؤهله ليكون عضواً صالحاً نافعاً لمجتمعه ودولته وأمته.. مع الأخذ في الاعتبار متطلبات الحياة المعاصرة، واحتياجاتها وسوق العمل الحاضر.. والحرص على سلامة هذه المناهج والمقررات مما يفسد الأخلاق، أو يعارض السلوك، أو يهدم الدين أو يفرق جمع الأمة أو ينمي فيها الطائفية أو المذهبية أو التعصب الأعمى المقيت..

حاثاً معاليه الجميع على الوقوف مع هذه الجامعة العريقة حيث قال: لا يخفى على الجميع بأن الجامعة بهذا الكم والكيف بحاجة ماسة للوقوف معها في تحقيق أهدافها ورسالتها الإسلامية والعالمية من أمثالكم الغيورين على دينهم ووطنهم حتى تؤدي دورها الرائد على أحسن وجه وخاصة في الوقت.. وهذا يفرض علينا مسؤوليات كبيرة ويتطلب منا مضاعفة الجهد ومواصلة العمل لتربية أبنائنا وتعليمهم العلوم الشرعية والتطبيقية والتقنية عن طريق مثل هذه الجامعات والمؤسسات الرائدة وفقاً لمنهج الإسلام المتميز بالوسطية والاعتدال والاتزان والبعيد كل البعد عن التطرف والإرهاب والغلو والتشدد وأفكار الضالة.. وتعميق قيم الأخوة والمحبة والتسامح والتعايش فيما بينهم..

وهذه الزيارة الكريمة من قبل سموكم والوفد المرافق سيكون لها أثر إيجابي في نفوسنا جميعاً.. وستعزز من علاقات هذه الجامعة في المجال العلمي والثقافي والمعرفي بدولة الحرمين الشريفين ومهبط الوحي والرسالة وقبلة المسلمين ومأرز الإيمان..

وفي النهاية كرر شكره لسموه الكريم وللوفد المرافق له على هذه الزيارة والاهتمام والعناية..

ثم تحدث صاحب السمو الملكي الأمير جلوي بن سعود بن عبد العزيز آل سعود وفقه الله حيث قدم شكره وتقديره أصالةً عن نفسه ونيابة عن الوفد المرافق له لمعالي رئيس الجامعة ولمعالي راعي الجامعة ولكافة منسوبيها أساتذة وطلاباً وإداريين والموظفين على حسن استقبالهم وتكريمهم والوفد المرافق..

متحدثاً سموه عن أهمية الجامعة الإسلامية العالمية ودورها الكبير وأثرها الإسلامي والعالمي حيث قال سموه في كلمته: لقد سعدت اليوم بهذه الزيارة وبهذا الاجتماع في هذه الجامعة المباركة التي تؤلف ولا تفرق وتجمع القلوب قبل الأبدان.. لأننا أمة إسلامية كجسد واحد وعلى قلب رجل واحد ليس بيننا جنسيات بل نحن إخوة كما قال عز وجل: ((إنما المؤمنون إخوة)). ديننا دين عظيم وهو أرحم وأعظم دين نزل من السماء على البشرية بالرحمة والسماحة وما هذه الجامعة إلا نواة لهذا التعارف الأخوي الإسلامي.. وتعتبر هذه الجامعة إحدى الجامعات الرائدة المباركة التي تقوم بجهود جبارة في تعليم وتربية أبناء المسلمين فلذا يحتم علينا الوقوف معها ودعمها مادياً ومعنوياً وهي في قلوبنا.. شرّفتموني بهذه الزيارة لهذه الجامعة..

وبعد ذلك قام صاحب السمو الملكي الأمير جلوي بن سعود بن عبد العزيز آل سعود وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ نواف بن سعيد المالكي والوفد المرافق بجولة لمرافق الجامعة المختلفة كلية الهندسة والتكنولوجيا ومركز أ. د سليمان بن عبد الله أبا الخيل للعلوم التطبيقية، والمكتبة المركزية بالجامعة..

ثم غادر صاحب السمو الملكي الأمير جلوي وسعادة السفير نواف المالكي والوفد المرافق لهما مقر الجامعة الجديد بمعية معالي راعي الجامعة ومعالي رئيس الجامعة متوجهين إلى مسجد الملك فيصل الجامع الذي يضم في أروقتها أكاديميات التابعة للجامعة.. ولدى وصول سموه الكريم والوفد المرافق إلى مسجد الملك فيصل أدوا صلاة الظهر فيه واطلعوا على معالمه التاريخية..

ثم قاموا بزيارة أكاديمية الدعوة التابعة للجامعة في مقرها في مسجد الملك فيصل حيث قام سموه الكريم بافتتاح استوديو أكاديمية الدعوة.. وافتتاح مركز تحصين الشباب من الإنحراف الفكري في معهد إقبال الدولي للحوار والبحوث التابع للجامعة في مقره في مسجد الملك فيصل..

كما قام سموه الكريم والوفد المرافق لسموه بزيارة مجمع البحوث الإسلامية التابع للجامعة واطلع على الدور الذي يقوم به المجمع لخدمة الإسلام والمسلمين ولخدمة المجتمع.. كما قدم معالي رئيس الجامعة البروفيسور/ أحمد الدريويش لسموه الكريم شهادة تقديرية المقدمة من مجمع البحوث الإسلامية اعترافاً للخدمات الجليلة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً في خدمة الإسلام والمسلمين والأقليات المسلمة..

وأشاد سمو الأمير بهذا الجهد الذي يقوم به معالي رئيس الجامعة البروفيسور أحمد الدريويش مع قلة الموارد المالية للجامعة.. إلا أنها ماضية في خططها وأعمالها المتميزة.. ونأمل أن يكون لها مستقبل رائد ومزهر.. وأن تنال مكانتها الإسلامية والعالمية وأن تكون في مصاف الجامعات العالمية الرائدة..

ثم تناول الجميع طعام الغداء الذي أعد على شرف صاحب السمو الملكي الأمير جلوي بن سعود بن عبد العزيز آل سعود والوفد المرافق لسموه من قبل معالي رئيس الجامعة في دار الضيافة التابع للجامعة بجنب جامع مسجد الملك فيصل..

وبعد الانتهاء من الطعام ودع معالي رئيس الجامعة سموه الكريم وسعادة السفير والوفد المرافق لهما بمثل ما استقبلهم من الحفاوة والتكريم..

وقد شكر صاحب السمو الملكي الأمير جلوي وسعادة السفير والوفد المرافق لهما معالي رئيس الجامعة على حسن الاستقبال والضيافة وحفاوة التكريم..